الفوضى الخلاقة:
الفوضى الخلاقة

زهير قوطرش Ýí 2008-05-12




الفوضى الخلاقة.

بعد أحداث اللبنان الأخيرة ،والمواجهة المسلحة مابين المولاة والمعارضة،وسقوط العديد من القتلى والجرحى ،لا أدري كيف خطر على بالي وأنا أتابع الاحداث،مقولة وزيرة الخارجية الامريكية "الفوضى الخلاقة" وتسألت هل يعقل ما يجري على الساحة العربية والاسلامية ،أليس هذا بالفعل بداية الطريق للتأسيس لتلك المقولة وتفعيلها على أرض الواقع. ذكرتني وزيرة الخارجية الامريكية ،بلقاء تلفزيوني مع زعيم تنظيم القاعدة الذي قال في ج&ve;واب له على سؤال المراسل،هل أنتم قمتم بكل هذه الاعمال التي نسبت اليكم ، قال بهدوء: أبدا...أنا أفتي "أي ينظر" والمجاهدون ينفذون ذلك بطرقهم الخاصة ،واساليبهم التي يتم الاتفاق  عليها". وها نحن أمام تنظير جديد ،"الفوضى الخلاقة" وسبحان الله في الحالتين المنفذ هو هو.....الأخوان السنة بكل تنظيماتهم أو الشيعة بكل تنظيماتهم ومذاهبهم او الحركات التابعة لهم والتي تدور في فلكهم ....لنلقي معا نظرة على الخريطة السياسية في العالم العربي ....لنبدأ من العراق...
بغض النظر عن الاحتلال ودور الاحتلال في تدمير هذاالبلد الحبيب،لكن الصراع الأكثر دموية هو بين السنة والشيعة،وبين الشيعة والشيعة،وبين السنة والسنة ،كل هؤلاء وكأنهم افراد ومجموعات في تنظيم واحد أسمه الفوضى الخلاقة أمينه العام السيدة وزيرة الخارجية الامريكية .

فلسطين جرحنا الدائم : انقلاب حماس في غزة ،وصراع الأخوة ،وارتباط كل من الاطراف المعنية بقوة أقليمية ،أو دولية ، وبغض النظر عن الدور الايراني ،أو السعودي أو السوري ،لكن الصورة الماثلة أمام عيون المشاهد....فوضى خلاقة ،المقاومة تسير بواد،والمفاوضات تسير بواد أخر ،وكل محاولات لم الشمل فشلت ،وستفشل،لماذا...لأن الجميع مصر على أن يكون من أفضل المنفذين لنظرية الفوضى الخلاقة.
اللبنان: موالاة ،ومعارضة،شيعة وسنة مسلم ومسيحي ،مسيحي ومسيحي ،,هكذا ...كل طرف من هذه الاطراف له مرجعيته الادبية والمادية ،هذه الاطراف ما هي إلا أحجار شطرنج تلعب بها ايران سوريا السعودية اسرائيل امريكا فرنسا ...الخ . المشكلة الكل يدعي الوطنية ،والدفاع عن الوطن والديمقراطية ....لكن الواقع هو أنهم من أكثر القوى على الساحة العربية،اخلاصا للسيدة وزيرة الخارجية الامريكية في تفعيلهم فكرة "الفوضى الخلاقة".التي ستنتقل بفضلهم الى كامل الوطن العربي
اليمن: البلد الذي يقوم بأدوار الوساطة ،ما بين الاشقاء العرب ،وحتى اليوم لم تنجح أية وساطة ،بل العكس ،كل وساطة كانت تزيد الطين بلة .هذا البلد الذي وجدت فيه القاعدة ملاذا أمناً ...فبدل أن تقوم الحكومة بحل مشاكل المواطنين الذين يتظاهرون من اجل لقمة العيش ،نجد أن الجهود كلها تبذل من أجل الدفاع عن النظام أمام مجموعة الحوثي ،وهي ايضا تدخل تحت باب الفوضى الخلاقة،لأن استقرار اليمن قد يؤثر سلباً على بعض الدول المجاورة ،التي تدعم مجموعة الحوثي ،هذه الدول مع الحوثي ،هم ابطال نظرية الفوضى الخلاقة.

مصر الحبيبة...تقف على كف عفريت....الأخوان والنظام هما وجهين لعملة الفوضى الخلاقة ، هما الآن في مرحلة شد ورخي.... لكن الى متى ...هل ينتظر الأخوان انتقال مبارك الى العالم الأخر ...ليبدأو بتنفيذ انقلابهم الأخواني ،بحجة اللعبة الديمقراطية ....دعونا نتصور ،مجرد تصور ماذا سيحدث في مصر ،ما هي السناريوهات المرتقبة.....هناك سناريو واحد "الفوضى الخلاقة" ابطاله الأخوان ،والسلطة بعد مبارك.

سوريا الغالية. النظام يعمل على قمع المعارضة الداخلية والخارجية، بحجة أن المعارضة عميلة لامريكا وأسرائيل.... كل معارض في الوطن العربي عميل ،سوريا تدعم حماس وتدعم حزب الله في اللبنان ضد العملاء على حد زعمهم والله اعلم من تدعم في العراق... النظام في حالة عزلة عربية ودولية ،لكنه لاعب اساسي بدعمه لتلك المنظمات الانقلابية فهو بامتياز ينفذ لعبة الفوضى ا لخلاقة" بحسن أو سوء نية. ألله أعلم.

السودان الغالي . مع كل اسف الاعبون على وتر الفوضى الخلاقة هم كثر...المعارضة الترابية ،وغيرها ...الجنوب الذي لم تندمل جراحه ،حتى ينزف منه جرحاً جديداً ، أما دافور ...فهي مسرح الفوضى الخلاقة بامتياز.... قبائل تتصارع كعادة القبائل العربية ،بينها دم وثأر ...كان بالامكان حلها حسب التقاليد المتعارف عليها ..دعوة على وليمة أكل بعد ذبح الخراف ،ومن ثم تقبيل اللحى ،والاتفاق على الدية وأنتهى الامر...لكن هذا لن يحدث ،لأن منظري الفوضى الخلاقة، قاموا بتدويل المشكلة ..وأصبحت دولية بامتياز ....لا ..حل لهذه المشكلة لإن نظرية الفوضى الخلاقة يجب أن تكتمل ومن السودان باتجاه افريقيا.وما الهجوم على أم درمان قبل أيام إلا حلقة ضمن هذا المخطط الذي يقوم الجميع بتنفيذه باصرار.

الجزائر ،وتونس والمغرب .العالم الذي نحبه ....هو ايضاً مع كل اسف أدخلوه على لعبة الفوضى الخلاقة ...فخلقوا له تنظيماً أسموه القاعدة في بلاد المغرب العربي ...قتل وتفجير ...وتهديد ..لمن...؟ للمواطنين الامنين ...أليسوا هؤلاء من أقدر المنفذين بامتياز لنظرية الفوضى الخلاقة .

ما هي الفوضى الخلاقة بعد هذا السرد ؟ اعتقد أن الفوضى الخلاقة ليت بحاجة الى تعريف ..الواقع المعاش عرفها بشكل جيد لكن هي فوضى لم يجبرنا عليها أحد ، نحن نملك مقومات هذه الفوضى ولدينا استعداد لتفعيلها على أرض الواقع . لأننا نتعامل فيما بيننا على اساس ،أنا أو نحن نملك الحقيقة المطلقة ،والأخر.....عميل ...كافر ....زنديق .!!!!! فسهل جدا علينا أن نقع في اللعبة .
وسؤالي الأهم .ماذا بعد الفوضى الخلاقة ؟ ...هل سنبني بعد هذه التجربة عالماً ديمقراطيا يتسع للجميع بدون تفرقة.... أم سنصل الى الفوضى المنظمة ....أي لا امل!!!!!! .

اجمالي القراءات 19703

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الإثنين ١٢ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[21004]

ثقافة القبيلة و الطائفة = فوضي أو ديكتاتورية

مشكلة العالم العربي والاسلامي أخي الفاضل ..أنه ورغم أن كل الأديان نزلت بمنطقتهم وعلي رأسها الاسلام .. ورغم تطور البشرية الي المفهوم الحديث للدولة المركزية .. فمازالت هذه المنطقة تسيطر عليها ثقافة القبيلة و الطائفة ... رغم كل مظاهر المدنية من سيارات ومباني شاهقة .. ولبنان والعراق خير مثال .. وباقي دول المشرق العربي معرضة لنفس المصير إذا تهاونت أو ضعفت يد الديكتاتور الحاكم .. هناك مشكلة مع دول المنطقة مع الديمقراطية .. فالأحزاب طائفية .. وكلها تريد أن تكون في السلطة يالذوق أو العافية .. ليست لها برامج سياسية .. بل برامج طائفية .. إذا حدثت انتخابات .. فالتصويت يكون طائفي وليس سياسي .. فالسني يصوت للسني والشيعي للشيعي .. والكردي اللكردي والماروني للماروني .. وهي أحزاب لا تفهم ماذا يعني التداول السلمي للسلطة .. كلها لها ميلشيات مسلحة ..ختي سوريا .. قبل وصول حزب البعث الي السلطة مع قبضة حديدية .. كانت الانقلابات ما أسهلها ..



شعوب المشرق العربي .. تختاج ديكنانورا من عينة صدام أو الأسد .. ليسود نوع من الأمن .. نتيجة القبلية .. وانتشار تسلح الأحزاب ..



أما مصر ونتيجة لضعف القبلية وطبيعة الشعب الذي تعود علي الدولة المركزية .. فهي لا تحتاج ديكتاتورا في عنف صدام .. يكفي أن يكون مثل مبارك ..



طوال تارخ المنطقة ... الفوضي كانت بديلا للديكتاتورية .. الحجاج أو النزاع المسلح بين القبائل أو الطوائف ..



ولكن مصر كانت هادئة كالعادة .. سواء كان الحاكم فرعون او الاسكندر او عمرو ابن العاص او محمد علي أو مبارك .. في العصر الحديث لم تشهد مصر إلا انقلابا واحدا سيطر علي الأمور بسهولة ودون سفك دماء ..



صدقني لا تخف علي مصر .. شعب مصر سهل القياد سياسيا .. طالما يتمتع بحرية شخصية ..إذا سرقته الدولة .. سرقها بفهلوة دون ثورة مسلحه .. وإذا أحبته الدولة والحاكم .. أحبها و ساعد علي ازدهارها .. ولهذا لم تشهد مصر طوال تاريخها حربا أهلية ..



بينما المشرق العربي يحتاج الحجاج ..وهو مالم يفهمه بوش ولا رايس فغرقت أمريكا في مستنقع العراق .. لأن السطرة علي العراق تحتاج قسوة لا تملك أمريكا رفاهيتها .. ليس لأخلاق إدارة بوش .. ولكن خوفا من الاعلام الأمريكي و الشعب الأمريكي ..



من هزم أمريكا في فيتنام سابقا ويهزمها في العراق .. هو الشعب الأمريكي ووسائل الاعلام الليبرالية ..صدام كان يملك رفاهية محو مدينة متمردة وسحقها تماما فتهدأ باقي المدن ..ولكن أمريكا لا تملك هذه الرفاهية .. رغم أن قادة الجيش وبوش نفسه كان يتمني أن يمتاك نفس الرفاهية ..



للأسف أخي .. ستظل الفوضي هي بديل الديكتاتورية .. لأن الديمقراطية عندنا هي كلمة نلوكها للإستهلاك المحلي .. داخل كل منا ديكتاتورا ..



ولهذا السبب أنا فعلا أشجع الحكومة في مصر في الضرب بيد من حديد علي يد أي حزب أو جماعة تحاول ان تتسلح ..



السلاح يجب أن يكون فقط في يد الدولة .. الجيش والشرطة .. وليس كما هو الحال في المشرق العربي ..كل الأحزاب تملك ميليشيات مسلحة ..



الأمن هو الواجب الأساسي لأي نظام ..


2   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[21018]

أخي عمرو

 اشكرك على هذا التعليق،وأتفق معك فيما ذهبت إليه، المشكلة في عالمنا العربي ،هي الروح السائدة بين افراد الامة ،هي روح التعصب والمذهبية والطائفية ، وجاءت الانظمة الشمولية لتغذي هذه الروح ،لكي تعتاش عليها  وتثبت من خلالها مطامعها في الحكم والسلطة.لهذا  نحن لدينا استعداد دائم للصراع والقتل  ونفي الأخر ...كما ذكرت وكأننا ورثنا كل هذه الصفات على مدى التاريخ .والسؤال  ...الى متى؟ وكيف لنا الخوج من هذا المأزق؟


 


أما موضوع السلاح ،اتفق معك  مئة بالمئة. واريد أن اسأل الانظمة التي  تدعم حزب الله كونه دولة ضمن دولة وبيد افراده أحدث أنواع الاسلحة .لماذا لايسمحون للمعارضة في بلادهم من أن تنسلح ،وتخلق مليشيات معارضة ....!!!!.


3   تعليق بواسطة   محمد سمير     في   الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[21023]

لن تقوم لنا قائمة بدون توحيد مرجعية الدين

أخي الحبيب زهير قوطرش حفظك الله من كل سوء


بارك الله فيك على هذا التشخيص الرائع لحال هذه الأمة المتهالكة والممزقة .


لن تقوم لنا قائمة دون توحيد مرجعية الدين في كتاب الله ( القرآن) .


لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى حيث قال:( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون).


تحياتي


4   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[21027]

أخي الحبيب / زهير قرطوش

تحية مباركة طيبة وبعد


لن تقوم لنا قائمة يا أخي إلا إذا توصلنا إلى منهج علمي للتعامل مع القرآن الكريم ( المرجعية ) ، ولقد طالبت بذلك مرارا وتكرارا .


وأخيرا وعدنا بإنشاء قاعة البحث القرآني ، ورغما عن أن ما وعدنا به أقل من طموحاتنا إلى أنه لم يتم حتى الآن .


وللأهمية القصوى لهذا الموضوع أنا دائم المطالبة به ، وسيبقى أمامنا المشوار طويل لكي نحصل على قبول اجتماعي في عالمنا العربي والإسلامي .


ولا أعرف إلى متى سننتظر هذه الخطوة الأولى .


دمتم يا أخي أنت والاخوة الكرام أهل القرآن ، وأعاننا الله جميعا لتحقيق هذا المطلب الذي يعد بمثابة طوق النجاة لنا .


وأخيرا لا أجد كلام أكثر من هذا ، والله الموفق .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


5   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ١٤ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[21105]

اشكركم على مروركم الكريم

ألخوة محمد المصري وأحمد شعبان الصديق الغالي والعزيز .اتفق معكم تمامالاتفاق على أن الحل يكمن في العودة الى حكم الله كمرجعية أساسية للوصول الى حكم ديمقراطي ،وحر، يكفل للجميع مبدأ المواطنة بحيث تنتفي المذهبية والطائفية ،والانانية السياسية. وهذا لايتم إلا بجهود المخلصين من امثالكم وامثال الأخوة من اهل القرآن ،والاحرار الصادقين في هذا العالم. شكرا لكم


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,717,794
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia