شادي طلعت Ýí 2008-01-19
انا و العبارة السلام 98 عبارة الموت
فوجئت الإسبوع الماضي بعدة اتصالات من عديد من الصحفين يتسائلون عن العبارة السلام 98 عبارة الموت ، علما بأن هذا الملف قد قارب على أن يغلق . إلا انني قد فوجئت بفتح الملف من جديد و الغريب أن الإتصالات التي تمت بي تمت من خلال أكثر من صحيفة و إذ شعرت بأن هناك اتجاه لفتح الملف من جديد ، لمحاسبة مالك العبارة السلام 98 عن جرائمه الفادحة و التي لا يمكن أن يصدر حكم ضده مهما كان قاسيا فإنه لا يكفي لعقابه ، إلا أنني إن كنت لا أخفي سعادتي من فتح هذا الملف ، إلا أنني لا أخفي حزني عن النبرة التي كنت أجدها في حديث كل صحفي تحدث معي فقد وجدت أن هناك شبهة بتلقي أموال من مالك العبارة السلام 98 " عبارة الموت " أو من أموال أهالي الضحايا من شركة التامين في أوربا أو بنما ، لذلك أجد في نفسي رغبة في الحديث أولا عن علاقتي بملف العبارة السلام 98 و كيف جاءت هذه العلاقة :-
بداية العلاقة بيني و بين عبارة الموت بدأت حينما تقدمت بطلب الى مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين و هو الأستاذ / منتصر الزيات و ذكرت في طلبي أنني أود عمل مؤتمر موسع عن العبارة السلام 98 و التي انتصرت في عدد ضحاياها على السفينة تايتانك إذ بلغ عدد ضحاياها فوق الألف و مائة ضحية ، و هو ما يعد أكبر رقم عالمي ودولي في عدد الضحايا منذ بدأ الخليقة و كنت أود في ذلك المؤتمر الإرسال الى كافة أهالي الضحايا و إطلاعهم على آخر التطورات ، و في الحقيقة وافق الأستاذ / منتصر الزيات ، بعد تقديم الطلب اليه دون تردد ، و بدأت أنا و الأستاذ / سعد حسب الله ، المحامي و عضو لجنة الحريات و محامي الجماعات الإسلامية ، الإعداد لهذا المؤتمر ، و بذل فيه الأستاذ / سعد حسب الله مجهودا ضخما يحسب اليه في الحقيقة ، و اقترح فكرة كانت بالجيدة و هي أن تتولى نقابة المحامين الدفاع عن أهالي الضحايا لإقتناص حقوقهم من مالك العبارة " ممدوح إسماعيل " هذا المارد الذي لن يقدر عليه أي محام منفردا فلن نستطيع مجابهته الا بتدخل من نقابة المحامين و بالفعل وافق مجلس نقابة المحامين على هذه الفكرة و تم ترشيح ثلاثة محامين من مجلس النقابة العامة لتولي الدفاع عن أهالي الضحايا و هم " حلمي عبد الحكم - سعيد عبد الخالق - و الأستاذ / منتصر الزيات " و تم المؤتمر و كان له أثرآ مدويا على الكافة و وسائل الإعلام و بدأ أهالي الضحايا في التوافد على نقابة المحامين لعمل التوكيلات و حاول بعض المحامين أن يستأثروا بعمل توكيلات خاصة بهم فتم الإنتباه لهذا الأمر و تم تعليق ملصقات بالنقابة العامة موضحا عليها الأسماء التي وافق مجلس النقابة عليها و هم الثلاثة السابق ذكرهم لتولى الدفاع عن أهالي الضحايا وتم تدارك هذا الخطأ سريعا ثم كان يوم الجلسة الأول ، و نظرا لإنشغال الثلاثة اللذين وقع الإختيار عليهم لتولي الدفاع عن أهالي الضحايا ، فقد قررمجلس النقابة انتداب محامين للحضور عن لجنة الحريات لتولي الدفاع ، و وجد مجلس النقابة أن أقدر إثنين لحضور الجلسات و تولي الدفاع عن أهالي الضحايا هم من كانوا وراء المؤتمر ومن بذلوا جهدآ في تلك القضية و هما الأستاذ / سعد حسب الله ، و كاتب هذه السطور " شادي طلعت " و في الحقيقة أنني بالتعاون مع الأستاذ سعد حسب الله قد بذلنا جهدا كبيرا في هذه القضية من انتظار للأهالي و عمل مكالمات على حسابنا الشخصي و تصوير مستندات و انتقالات و وصل ما تم صرفه من كل واحد منا حوالي الفي جنيه لتلك القضية و الواقع أن ما قمنا بصرفه لم نسترده من النقابة العامة إذ أن النقابة قد رفضت رد ما قمنا بصرفه ، فكنا قاب قوسين أو أدنى من ترك القضية إلا أن الواجب المهني كان يحتم علينا الإستمرار في تلك القضية ، و جاء يوم السفر الى سفاجة و المسافة من القاهرة الى مدينة سفاجة عادة تقطع بالطائرات حيث انها تصل الى ثماني ساعات بالباص أو السيارة ، إلا ان النقابة العامة قد رفضت أن تمولنا بأي مبالغ مالية أكثر من خمسمائة جنيها تشمل سفري انا و الاستاذ / سعد حسب الله ، و كذلك شاملة الإنتقالات الداخلية و الافطار و الغذاء و العشاء ليومين ! و لكم أن تتخيلوا مدى المعاناة و المشقة و المصاريف الباهظة التي تكبدها كل منا من جيبه الخاص لمدة يومين ، و بالفعل حصلنا على هذا المبلغ المهين و المشين و كان واجب المهنة لدينا قبل كل شئ ، و بالفعل ابلي الأستاذ / سعد حسب الله ، بلاء حسنا في تلك الجلسة و اعتقد انني ايضا قد ابليت بلاء حسنا في ذلك اليوم الصعب و قمنا بالادعاء المدني لكل من حضرنا عنه و أثبتنا بعض الطلبات لصالح أهالي الضحايا منها طلبات تم اثباتها في محضر الجلسة بأسمي و أخرى بإسم أ / سعد حسب الله و كان عدد من حضرنا عنهم في ذلك اليوم ست و ستون ضحية و علمنا قرار المحكمة بالتأجيل بعد أكثر من خمسة عشر ساعة أي حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل من اليوم التالي ، و لا أخفي عليكم أن اليومين كانا في غاية المشقة و التعب إلا أن شعورنا بأننا قد أدينا واجب المهنة على أتم وجه كان يلهمنا الطاقة و الحماس .
ثم عدنا الى القاهرة و قبل أن يتم إجتماع لجنة الحريات دعاني الأستاذ / منتصر الزيات ، الى مكتبه و طلب مني أن اتقدم بتقرير عن ما تم من إجراءات و خلافه في هذه الجلسة بإجتماع لجنة الحريات ، و بالفعل قمت بإعداد التقرير و ذكرت موقفا حدث معي بعد الإنتهاء من الجلسة و لم أذكر هذا الموقف بالتقرير ، حيث جائني بعض المحامين من شركات محاماة دولية و عرضوا علي عرضا مغريا يعود علي أنا و زميلي الأستاذ / سعد حسب الله ، بالمال و الفكرة بإختصار كالآتي أن تتولى احدى شركات المحاماة الدولية الدفاع عن أهالي ضحايا العبارة السلام 98 ، و ذلك برفع دعاوى بأوربا على شركة التأمين التابع لها العبارة السلام حيث أن حصة المتضرر قيمتها ثلاث ملايين دولار أمريكي أما حصة المتوفي فإنها تزيد مليونا أو مليوني دولار آخرين و أن المتضرر سيحصل على نسبة 60% من قيمة التعويض و شركة المحاماة على نسبة 40%من التعويض و نسبتي أنا و زميلي أ / سعد ستكون 25% من قيمة ما ستحصل عليه شركة المحاماة الدولية أي لو أن النسبة 40 % على مبلغ ثلاثة ملايين دولار هي مليون و أربعمائة الف دولار فسنحصل نحن على مبلغ ثلاثمائة و خمسون الف دولار مضروبة في ست و ستون ضحية يكون إجمالي ما سوف نحصل عليه ثلاث و عشرون مليون دولار و مئة الف دولار أي ما يعادل قرابة مائة و عشرون مليون جنيها مصريا ! و في الحقيقة أن المبلغ كبير جدا و مغري جدا إلا أن حرصي ، و حرص الأستاذ / سعد حسب الله ، على سمعة نقابة المحامين التي تعد أعرق النقابات على مستوى الشرق الأوسط و التي لا تقدر سمعتها بثمن مهما كان الثمن فالتاريخ لا يباع و لا يشترى ، لذلك فإننا قد رفضنا هذا العرض لأننا قد قبلنا هذه القضية من داخل نقابة المحامين و ليس من خارجها و أعتقد أننا إن كنا قد خسرنا أموالآ طائلة فإننا قد كسبنا إحتراما لأنفسنا الذي لا يقدر بثمن و ازددنا إصرارآ في حب المهنة و التفاني في العمل العام و الخدمي ، أما الأموال فسوف تأتي لاحقا و لكن من طريق لا يسيئ الى أحد و سنظل أوفى الناس " لنقابتنا نقابة المحامين "
المهم أنني قد فوجئت قبل الجلسة الثانية للقضية أنني مستبعد من الحضور فيها و تم وضع محام غيري و هو الأستاذ / عبدالله بسيوني ، الذي أقدره و أحترمه ، و لكنني لا أعلم حتى هذا اليوم سببا لإستبعادي من هذه القضية ، ثم كانت المفاجأة أيضا بعد الجلسة الثانية ، أن تم استبعاد كل من أ / سعد حسب الله و أ / عبدالله بسيوني ، و تسلم الملف الأستاذ / منتصر الزيات بدءا من الجلسة الثالثة ، و انقطعت صلتي بهذا الملف منذ ذلك اليوم .
أرجوا أن أكون قد شرحت قصتي مع ملف العبارة السلام 98 " عبارة الموت " شرحا موجزا أرجوا أن يكون ملما ببعض ما يهم الصحافة ، حيث أنني قد فوجئت منذ أيام ببعض الصحف تفتح هذا الملف من جديد ليس بغض أن ينال ممدوح اسماعيل مالك العبارة جزاءه ، و لكن بغرض تلويث من كانوا قائمين على هذا الملف من المحامين الممثلين لنقابة المحامين ، و أجزم لكم أنني لأسجل إحترامي لكل من الأستاذ / سعد حسب الله و الأستاذ / عبدالله بسيوني - كما أسجل إحترامي للقائم بملف العبارة الآن و هو الأستاذ / منتصر الزيات و أؤكد أننا جميعا فوق مستوى الشبهات .
shadytal@hotmail.com
دعوة للدبلوماسية الشعبية من زاوية أخرى
حياة الماعز .."ظُلمٌ ڪبير لشعبٍ عريق"
دعوة للتبرع
الجنة الملاكى : سبحا ن الله جعلوا في الجنه اسياد الحسي ن ...
القرآن والهداية : لقد مضى تقريب ا عام و نصف العام على متابع تي ...
التيمم لماذا : السلا م عليکم يا استاذ لوسم حت عندي...
المعجم المفهرس: ما تقييم ك لكتاب المعج م المفه رس لألفا ظ ...
شهادة حق ولكن .!: واحد صاحبى راجل محترم وطيب جدا وبعض الناس...
more