الحرف فى الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-12-04


الحرف في الإسلام
الحرف في القرآن:
تحريف الذين هادوا كلام الله :
وضح الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله


وفى هذا قال تعالى:
"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه "
تحريف الكتابيين كلام الله :
وضح الله للنبى(ص) أن بما أى بسبب نقض القوم ميثاقهم والمراد بسبب مخالفة القوم عهدهم لعنهم الله أى غضب الله عليهم وجعل قلوبهم قاسية والمراد وخلق أنفسهم وهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه والمراد يزيدون فى الأحكام على مقاصدها عند الله أحكاما باطلة
وفى هذا قال تعالى:
"فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم من بعد مواضعه "
تحريف الكلم بعد مواضعه:
وضح الله أن من الذين هادوا وهم اليهود سماعون للكذب والمراد متبعون لحكم الكفر وفسرهم بأنهم سماعون لقوم أخرين لم يأتوه والمراد متبعون لحكم ناس سواهم لم يحضروا عند محمد(ص) وهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه والمراد يبعدون أحكام الله وهى كتابه عن معانيها الحقيقية ويقولون لمتبعيهم :
إن أوتيتم هذا فخذوه والمراد إن أبلغتم كلامنا هذا فاتبعوه وإن لم تؤتوه فاحذروا والمراد وإن لم تبلغوا به من محمد(ص) فلا تتبعوه
وفى هذا قال تعالى:
" ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا "
تحريف كلام الله بعد سماعه :
وضح الله للمسلمين أن من المنافقين فريق أى جماعة كانت تسمع كلام الله أى كانت تنصت للرسول (ص)والمسلمين عند قراءتهم للوحى فيعقلوه أى فيفهموا مراد الله منه بعد أن يفسره الرسول (ص)وبعد أن يتركوه يحرفوا كلام الله أى يبعدوه عن مراد الله بإدخال بعض الكلمات أو الجمل التى تغير المعنى الذى أراده الله فيه وقد كان هذا الفريق يعلم أى يعرف عقوبة الله لمن يحرف كلامه
وفى هذا قال تعالى:
" وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "
التحرف القتالى
نادى الله الذين أمنواإذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار والمراد إذا حاربتم الذين كذبوا حربا فلا تمكنوهم من النصر عليكم ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة والمراد ومن يمكنهم يومذاك هزيمته إلا هاربا من حرب أو مناصرا لجماعة الكفار وهذا يعنى أن من يترك حرب الكفار فى الميدان يكون إما هارب خوفا من الموت أو الجرح وإما مناصر للكفار خاذل للمؤمنين وتولية الأدبار ليس معناها أن يعطيهم المقاتل ظهره ويجرى لأن الحرب ليست كلها مواجهة وإنما التخطيط للحرب يستلزم أحيانا إعطاء العدو صورة مغايرة للحقيقة مثل:
الهرب من الميدان للإيقاع به فى كمائن يجرها إليه الهاربون حتى يمكنوا أصحابهم منهم ،ووضح الله لهم أن من يمكن العدو من هزيمة المؤمنين قد باء بغضب من الله أى عاد بسخط من الله
وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله "
العبادة على حرف
وضح الله أن من الناس وهم البشر من يعبد الله على حرف أى من يطيع دين الله على شرط فإن أصابه خير أى فإن أعطاه الله نفع والمراد أنه يتبع دين الله إذا أعطاه الله النفع وإن أصابته فتنة أى وإن أتاه أذى انقلب على وجهه أى ارتد إلى كفره والمراد إذا حدث له ضرر عمل ضد مصلحته نفسه فكفر بدين الله وبهذا العمل يكون قد خسر أى أضاع الدنيا والأخرة
وفى هذا قال تعالى:
"ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والأخرة "
الحرف في الأحاديث:
وردت مشتقات مادة حرف كثيرا في الأحاديث ومنها :
16-من استمع إلى كتاب الله كان له بكل حرف حسنة وفى رواية من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "رواه الترمذى وأبو نعيم فى الحلية
والخطأ هنا أن الحرف المسموع أو المقروء بحسنة ويخالف هذا أن الله لا يحاسب على أجزاء الشىء وإنما يحاسب على مجموع الشىء فالاستماع مرة لآية أو أكثر مرة عمل صالح وقراءة آية أو أكثر مرة عمل صالح والعمل الصالح بعشر حسنات مصداق لقوله بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"ويتعارض هذا مع قولهم "00ومن قرأ حرفا من كتاب الله فى صلاة قاعدا كتبت له خمسون حسنة 000ومن قرأ حرفا من كتاب الله فى صلاة قائما كتبت له مائة حسنة "رواه ابن عدى فى الكامل فهنا الحرف ب50أو 100حسنة ومع قولهم "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة "رواه أحمد والطيالسى فهنا الحسنة مضاعفة وفى القول بأعلى الحرف بحسنة.
"من استمع حرفا من كتاب الله طاهرا كتبت له 10 حسنات ومحيت عنه 10 حسنات ورفعت له عشر درجات ومن قرأ من كتاب الله فى صلاة قاعدا كتبت له خمسون حسنة ومحيت عنه خمسون خطيئة ورفعت له خمسون درجة ومن قرأ 000فى صلاة قائما كتبت له 10 حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مئة درجة ومن قرأه فختمه كتب الله له دعوة مجابة معجلة أو مؤخرة "رواه ابن عدى فى الكامل
والخطأ هنا هو أن القراء لهم 10و50و100حسنة ومحو 10و50و100سيئة ورفعت له 10و50و100درجة وهو أن العمل الصالح بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"كما أن الحسنة تمحو كل السيئات مصداق لقوله تعالى بسورة هود "إن الحسنات يذهبن السيئات "كما أن الجنة كلها درجتين مصداق لقوله تعالى بسورة الرحمن "ومن دونهما جنتان "ومن ثم فليس هناك أكثر من منزلتين فى الجنة واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "وهو يناقض قولهم "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها "رواه الترمذى "فهنا الحرف بحسنة وفى القول بخمسون أو بمئة وهو تعارض ظاهر .
"من صلى يوم السبت 4 ركعات يقرأ فى كل ركعة 000كتب الله له بكل حرف حجة وعمرة ورفع له بكل حرف أجر سنة صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله بكل حرف ثواب شهيد وكان تحت ظل عرش الله مع النبيين والشهداء رواه أبو موسى المدينى فى كتاب وظائف الليالى والأيام وهو يناقض قولهم "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها رواه الترمذى وقولهم 000ومن قرأ حرفا من كتاب الله فى صلاة قاعدا كتبت له 50 حسنة 00رواه مسلم والترمذى فهنا الحرف مرة ب10حسنات ومرة ب50 حسنة وفى القول بحجة وعمرة وصيام سنة وثواب شهيد
" من صلى يوم الأحد 4 ركعات يقرأ فى كل ركعة 000كتب الله له بعدد كل نصرانى ونصرانية حسنات وأعطاه ثواب نبى وكتب له حجة وعمرة وكتب له بكل ركعة ألف صلاة وأعطاه الله فى الجنة بكل حرف مدينة من مسك أذفر رواه أبو موسى المدينى
والخطأ مخالفة الأجر كأجر ألف صلاة فيها لقوله تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"فهنا أجر أى عمل غير مالى مثل الصلاة هو عشر حسنات وليس أى شىء أخر .
" لما حفر الخندق رأيت برسول الله خمصا 000فأخرجت لى جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت 0000فقطعتها فى برمتها 000فصاح رسول الله وقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم سورا فحيهلا بكم وقال لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجى 000فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك 000وهم ألف فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هى 000"رواه مسلم والخطأ حدوث معجزات إطعام الأعداد الكبيرة من القليل وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)فقال بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
" إن لى حرفتين فمن أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى الفقر والجهاد "
والخطأ هو أن حرف النبى (ص)هى الفقر والجهاد فقط وهذا تخريف لأن النبى (ص)مارس حرفا متعددة منها التجارة فى الأسواق مصداق لقوله تعالى بسورة الفرقان "وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق "والفقر ليس حرفة لأن الفقر معناه العجز عن الكسب فالفقير هو كل إنسان عاجز عن الكسب بسبب عاهته الجسمية ولذا قال تعالى بسورة البقرة "للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض "فهم لا يستطيعون سعيا بسبب عجز أجسامهم .
"حدثنا أبو خلف 000أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة000قال أية آية قال "الذين يؤتون ما أتوا ""والذين يأتون ما أتوا "0000فقالت أشهد أن رسول الله كذلك كان يقرؤها وكذلك ولكن الهجاء حرف أحمد والخطأ هنا تحريف هجاء القرآن فى قوله "الذين يأتون ما أتوا "يخالف هذا أن القرآن محفوظ لا يمكن تحريفه مصداق لقوله تعالى بسورة فصلت "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "وقوله بسورة الحجر "إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون
" قال رسول الله "فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا "قال إن علمتم فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلا على الناس رواه أبو داود
والخطأ هو أن الخير حرفة المكاتب ويخالف هذا أن الخير هو الإسلام لأن الحرف منها المحرم ومنها المحلل فمن المحرم النحات وصانع الخمور وصانع الميسر
"بينما رسول الله جالس فى نفر من أصحابه إذ رمى بنجم فاستنار 000قال فيخبرونهم ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ أهل السماء الدنيا وتختطف الشياطين السمع فيرمون فيقذفونه إلى أوليائهم فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يحرفونه ويزيدون رواه الترمذى والخطأ هو اختطاف الشياطين السمع ورمية لأوليائهم ويخالف هذا أن لا أحد من الشياطين يستطيع خطف شىء من السماء منذ بعث النبى (ص)لإمتلاء السماء الدنيا بالحرس الشديد والشهب المميتة فحتى لو خطف شىء فإنه يموت قبل أن يخبر أحدا به وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"
" إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا وغربوا فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة فكنا ننحرف عنها ونستغفر الله رواه الترمذى وأبو داود والشافعى ومسلم والخطأ هو النهى عن استقبال القبلة عند التبول أو التبرز ويخالف هذا أن مساكن مكة إذا اتجه الإنسان أى اتجاه فيها عند البول والبراز فإن قبله أو دبره لابد أن يواجه الكعبة
"بينما جبريل قاعد عند النبى سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبى من قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته رواه مسلم
والخطأ الأول هو نزول الملائكة للأرض وهو ما يخالف كونها فى السماء لعدم اطمئنانها فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "والخطأ الثانى هو أن ملاك غير جبريل نزل بفاتحة الكتاب وخواتيم البقرة وهو ما يخالف أن القرآن كله أبلغه جبريل الروح الأمين مصداق لقوله تعالى بسورة الشعراء "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين"
" إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم 000اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما أنى لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف رواه الحاكم وهو يناقض قولهم "من قرأ حرف من كتاب الله كتب له به ألف حسن والخطأ أن الحرف بـ10 حسنات ومرة القراءة تغيث من الكرب ومرة بعث المطيع مع السفرة والأحكام ومرة الفلاح لقراءة سورة واحدة ومرة التمتع بالعقل حتى الموت وهو مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " وأى حسنة تكفر كل الذنوب مصداق لقوله تعالى بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات " كما أن عامل الحسنة يأخذ أجرها وحده وليس غيره لأنه ليست من سعيه مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "

اجمالي القراءات 33

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2989
اجمالي القراءات : 25,195,177
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt