مهدي مالك Ýí 2025-02-13
تصحيح المقال
الحركة الامازيغية و إشكاليات التنوير الإسلامي بالمغرب ؟
مقدمة مطولة
قبل البدء اريد ان اشكر الدكتور طارق شحرور من أبو ظبي بالامارات العربية المتحدة على تجاربه الإيجابي معي بكل التواضع باعتباري ابحث عن موطئ قدم ضمن رموز التنوير الإسلامي في ما يسمى بالعالم العربي انطلاقا من افكاري و من مرجعيتي الامازيغية الإسلامية .
و انني اعتبر هذا الطريق الجديد طموح مشروع لا يتعارض ابدا مع قيم الاخذ و العطاء بين المغرب و المشرق العربي على المستوى الادبي و الفكري الخ بدون اية وصاية دينية او قومية كما حدث هنا بالمغرب منذ سنة 1930 حيث ما يسمى بالحركة الوطنية المغربية قد تاسست على خلفية أفكار المشرق العربي من قبيل السلفية الدينية و القومية العربية.
و لا يتعارض مع المبادئ العامة للحركة الامازيغية من قبيل التعددية و الاختلاف و النسبية الخ من هذه المبادئ الإنسانية الجامعة لحركة التاريخ منذ عهد ادم كاب الإنسانية الى قيام الساعة كما فهمته من كتب المرحوم والد الدكتور طارق شحرور الا و هو المفكر الإسلامي المجدد محمد شحرور رحمه الله تعالى.
ان أي باحث متواضع في تاريخ مجتمعنا الامازيغي باغلب التراب المغربي سيجد خصوصيات فريدة من نوعها في فضاءنا الإسلامي حسب اعتقادي المتواضع حيث قلت في مقالي الماضي منذ طرد الجيوش الاموية من المغرب أسس اجدادنا الامازيغيين المسلمين مجموعة من الامارات و الدول على أساس المرجعية الامازيغية الإسلامية أي الزواج المقدس بين العرف الامازيغي و الشرع الإسلامي حسب السياق التاريخي و السياسي لهذه الدول الى سنة 1956 و كان اجدادنا قوم يميلون الى استخدام العقل لانتاج قوانين وضعية لحياتهم المدنية و القضائية الخ بدون أي مساس بالمقاصد العليا للدين الإسلامي علما ان اجدادنا كانوا اشد تشبثا بالإسلام كدين و كقيم إنسانية بشكل طبيعي بدون اية وصاية مهما كانت .
انني اعتقد ان التنوير له جذور تاريخية و حضارية في مجتمعنا الامازيغي رغم تدينه العميق حيث ان التنوير الإسلامي كما اسميه يهدف في نهاية المطاف الى استخدام العقل و الملائمة بين الإسلام كنصوص مثل القران الكريم أولا ثم تاتي السنة النبوية الشريفة الخ.
و بين الواقع التاريخي الذي يسير نحو الامام و لا يعود اطلاقا الى الوراء كما ينادي العقل السلفي طيلة هذه العقود من تعامل المسلمين مع أفكار الغرب المسيحي من قبيل الديمقراطية و العلمانية ..
ان الانسان الامازيغي بعد سنة 1956 أي الاستقلال الشكلي كما نسميه داخل الحركة الامازيغية ظل يسمع داخل بيوت الله أي المساجد او داخل البرامج الدينية في الإذاعة و التلفزة المغربيتان خطاب ما يصطلح عليه بالحركة الوطنية المغربية ببعده الديني التراثي أي السلفية الوطنية كما تسمى علما ان الدولة الوطنية التي أسست بعد 1956 ليست دولة دينية خالصة مثل دولة الخلافة المسماة بالاسلامية او الدولة السعودية التي أسست سنة 1932 ...
بل هي دولة علمانية بمفهومها الفرنسي من حيث القوانين الوضعية و احداث البرلمان و الابناك الخ من مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة لكن هذه الدولة تحتاج وقتها الى شرعية دينية استبدادية لقمع هوية هذه الأرض الامازيغية بكل تفاصيلها الثقافية و الدينية و السياسية فوجدت العلاج المناسب في خطاب الحركة الوطنية السلفي بشان هذه القضية الهوياتية او في قضايا أخرى مثل القضية النسائية و قضية الانتقال الديمقراطي الخ بمعنى ان الدولة المغربية بعد الاستقلال قد قامت بصناعة الازدواجية بين التشريق و التغريب أي الاصالة و المعاصرة و قامت بصياغة حقل ديني رسمي على أساس العروبة و الإسلام حسب تاويل المخزن المركزي حينها أي في سنة 1956 دون تطبيق الشريعة الإسلامية و حدودها كما كان هذا المخزن العتيق يطبقها في مدن المركز القليلة قبل دخول جيوش الاستعمار المسيحي الى بلادنا أوائل القرن الماضي بشهادة التاريخ الاجتماعي للقبائل الامازيغية كلها .
و انما كانت الدولة حينها استهدفت الفصل التام بين الامازيغية و الإسلام و الامازيغيين و هويتهم الاصيلة على مختلف المستويات و الأصعدة من خلال التاطير الديني السلفي داخل المساجد الخ .
ان اجدادنا الكرام قد استطاعوا الملائمة بين القيم الروحية و الإنسانية للاسلام و هويتهم الاصيلة من خلال العديد من المظاهر و التقاليد الخ حيث انني لم اقرا قط في كتب الثقافة الامازيغية منذ سنوات طويلة ما يفيد ان القبائل الامازيغية و اتكرر القبائل الامازيغية كانت تقيم أسواق النخاسة لبيع الجواري على الاطلاق مع العلم ان اجدادنا كانوا يبيعون السود باعتبارهم عبيد كما هو موجود في الفقه الإسلامي القديم و مصطلح اسوقي الامازيغي الذي يعني الانسان ذو البشرة السوداء هو متداول الى حد الان في لغتنا الامازيغية بسوس و في حين لا نجد أي مصطلح يعني الجارية حسب علمي المتواضع و حسب ما يقوله الفقه القديم في هذا الموضوع المثير و هنا اعبر عن ملاحظاتي قد تصيب او تخطئ .
و من بين قيم اجدادنا الإنسانية الإسلامية هي عدم تفيد عقوبة الإعدام او قطع الأطراف الخ لان الجسد له قداسته لدى اجدادنا الامازيغيين المسلمين لان اغلب القوانين الوضعية الامازيغية قد تعاملت مع الشرع الإسلامي وفق الحدود العليا و الحدود الدنيا كما شرحها المرحوم الدكتور محمد شحرور في كتبه منذ سنة 1990 الى وفاته سنة 2019 أي ان اجدادنا قد طبقوا هذا المنهج منذ مئات السنين باعتبارهم ذوي العقلانية الإسلامية في الاجتهاد الديني بما يناسب مع خصوصياتهم الاصيلة مما يجعلني اؤمن ان جذور التنوير الإسلامي او بعضها كانت موجودة في قبائلنا الامازيغية منذ مئات السنين أي قبل بروز عصر النهضة في ما يسمى بالعالم العربي ....
الى صلب الموضوع
لقد انطلقت جمعيات الحركة الثقافية الامازيغية بالمغرب منذ سنة 1967 بهم ثقافي صرف يتمثل في انقاد الامازيغية كلغة و كثقافة فقط من سياسة الدولة القائمة أصلا على الأحادية في الدين وفق التاويل السلفي في اول الامر مع الحركة الوطنية ثم التاويل الوهابي و الحركي الذي دخل الى المغرب اثناء هذه العقود بمباركة من طرف النظام السياسي هنا بالمغرب.
و الأحادية في اللغة و في الثقافة الخ أي ان اللغة العربية كانت تعتبر اللغة الرسمية و الثقافة الرسمية الوحيدة لعقود عديدة..
و من هذا المنطلق فان دور الحركة الامازيغية كان يقتصر على كل ما هو ثقافي و لغوي و فني منذ سنة 1967 الى سنة 2001 حيث انني اعتقد ان الحركة الامازيغية كانت مجبرة لمسايرة عهد المرحوم الحسن الثاني و ثوابته من قبيل العروبة و الإسلام و من قبيل ان الامازيغية هي مؤامرة استعمارية للقضاء على الدين الإسلامي و على اللغة العربية من خلال أيديولوجية الظهير البربري الخ .
لا يمكن لي ان أقول ان الحركة الامازيغية لم تمارس التنوير الإسلامي كما اسميه في ذلك العهد الصارم لان التنوير يختلف بين زمن و اخر و جيل و اخر الخ بمعنى ان الحركة الامازيغية هي حركة تنويرية بالأساس باعتبارها قد جاءت من رحم قبائلنا الامازيغية التي فضلت استخدام العقل ثم النقل
أي القوانين الوضعية الامازيغية و مبادئ الشريعة الإسلامية حيث ان الحركة الامازيغية هي نتاج طبيعي لهذه الثقافة التنويرية في كل مظاهرها الفنية و الجمالية .
غير ان ذلك العهد الصارم كان يحرم مجرد تفكير حول الامازيغية كلغة قائمة الذات نهائيا و بأحرى التحدث حول إشكاليات التنوير الإسلامي وقتها لان الدولة المغربية قد سمحت بدخول الوهابية منذ سنة 1979 كمذهب متشدد سيساعدها أي الدولة المغربية آنذاك على تحقيق مجموعة من الأغراض من قبيل تحصين أيديولوجية الظهير البربري و القضاء على الوعي الجيني لدى فقهاء سوس بأهمية هويتهم الامازيغية و صلتها العميقة بالإسلام و قيمه الإنسانية و تاطير الناس وفق المذهب الوهابي باعتباره يمثل الرجعية و الظلام في كل شيء..
ان التنوير الإسلامي بالمغرب اليوم اصبح صريح و عادي بالمقارنة مع 25 سنة الماضية لان تنوير جمعيات الحركة الامازيغية كان يستهدف تفكيك إشكاليات الحقل الديني الرسمي بالمغرب .
انني أقول ان الفاعل الجمعوي الامازيغي ظل منذ ستينات القرن الماضي يواجه إشكاليات الشان الديني الرسمي بالمغرب لان البعض يتوهم ان اصل المشاكل بين الفاعليين الامازيغيين و الجهات الوصية على تدبير الشأن الديني الرسمي او رموز ما يسمى بالتيار الاسلامي هو راجع بالاساس الى اراء الأستاذ عصيد الناقدة لجمود العقل السلفي و فشله في إيجاد الحلول المعاصرة من داخل الدين نفسه للمشاكل المطروحة الان.
ان من إشكاليات الحقل الديني الرسمي هنا ببلادنا هي ان اللغة العربية تعتبر لغة مقدسة او انها لغة اهل الجنة ك ان هناك من عاد من الاخرة ليخبرنا بهذا الخبر العنصري لان الله هو العادل بين عباده العالمين بمختلف لغاتهم و ملهم الخ ...
و هناك اشكال العروبة التي لبست ثياب الإسلام في العهد الاموي و هي في اصل نعرة جاهلية اصلا اعادت مجموعة من التقاليد الى حضن الإسلام مثل الغزو و وطء الجارية او الاسيرة في الحروب الخ من هذه المظاهر الجاهلية.
لكن الفقهاء في اطار دولة الخلافة قد اجتهدوا في إطفاء الشرعية الدينية على هذه الأخيرة بغية الحصول على رضى الخليفة باعتباره ظل الله في الأرض .
و من هذا المنطلق فان العروبة تم توظيفها دينيا في تلك العقود بهدف تعريب كل شيء باستعمال رواية الحركة الوطنية لتاريخ المغرب أي ان العرب صنعوا التاريخ و الحضارة في بلدان المغرب الكبير و جنوب الصحراء الافريقية و في الاندلس منذ ما يصطلح عليه بالفتح الإسلامي في الوعي الديني الرسمي الى حد الان بالمغرب..
و بالتالي تم تهميش الدور العظيم الذي قام به الامازيغ في صناعة تاريخ و حضارة هذه الجغرافيات الشاسعة من العالم و اختزال دورهم في احداث الفتن و الخروج عن طاعة ولي الامر و التحاكم الى الشرائع ما انزل الله بها من سلطان و هذا الكلام قالوه رموز السلفية الوطنية المزعومة في ثلاثينات القرن الماضي .
و من بين إشكاليات الشأن الديني بالمغرب هي السلفية المتحركة بين فكر الحركة الوطنية المغربية كما تسمى و فكر تيارات الإسلام السياسي و فكر المذهب الوهابي أي اننا امام فكر دخيل الى المغرب سنة 1930 حيث استخدمه النظام السياسي المغربي ابتداء من سنة 1956 لتحقير سياسة القبائل الامازيغية و المعتمدة اصلا على تطبيق القوانين الوضعية و إدخالها في نطاق الجاهلية و في نطاق التفرقة و في نطاق التنصير علما ان هذا النظام لم يطبق الشريعة الإسلامية منذ سنة 1956 الى الان على الاطلاق بل طبق القوانين الوضعية الفرنسية و العاقل سوف يفهم كلامي هذا .
ان إشكاليات الحقل الديني الرسمي بالمغرب قد جعلت الفاعل الجمعوي و المدني الامازيغي ينتج أفكار و مشاريع من قبيل مشروع تمزيغ الفكر الإسلامي أي ترجمته الى اللغة الامازيغية بدون أي دعم من طرف الدولة المغربية منذ سنة 1967 الى سنة 2003 او من طرف التيارات المسماة بالاسلامية ببلادنا أي ان تنوير جمعيات الحركة الامازيغية كان يستهدف اظهار آنذاك ان الامازيغية لغة و ثقافة و هوية ليست عدوة للدين الإسلامي و نصه المقدس أي القران الكريم او كتب التراث الإسلامي البشري مثل السيرة النبوية الشريفة و صحيح الامام البخاري و الحديث القدسي أي ان الحركة الامازيغية كانت تريد اظهار وقتها ان الامازيغية هي هوية إسلامية اصيلة للمغرب لكن الحقل الديني الرسمي لم يتعامل مع هذا المجهود اطلاقا باعتباره غارقا الى الان في بحور العروبة و السلفية المتحركة....
لقد ظل اسم احمد عصيد مرتبط بمسائل القضية الامازيغية و حقوق الانسان و التنوير الإسلامي كما اسميه حيث ان الأستاذ احمد عصيد هو فاعل امازيغي أساسي داخل جمعيات الحركة الامازيغية منذ سنة 1981 و أصلا هو أستاذ الفلسفة كعلم يدعو الى استخدام العقل ضد الجمود و ضد التخلف مما جعل الأستاذ عصيد طيلة هذه العقود الطويلة يناضل من اجل امازيغية المغرب كمدخل طبيعي لتحديث الدولة و الإسلام باعتباره دين اغلبية الشعب المغربي مع احترام الأقليات الدينية الخ ..
لن انسى عندما انطلقت انشر مقالاتي المتواضعة في موقع اهل القران بامريكا سنة 2016 ارسل الأستاذ عصيد رسالة لي يشجعني على هذا الطريق المشروع لانقاد الإسلام من الرجعية السلفية التي لن تستطيع تقديم اية حلول معاصرة داخل المرجعية الإسلامية الا الحل الوحيد يتمثل في الرجوع الكلي الى الماضي أي الى عصر الخلافة المسماة بالاسلامية التي تحكم بالحديد و النار و شهوات الخليفة الجنسية علنا و بدون أي حياء او خجل ...........
و علينا ان نصدق عبر صحيح الامام البحاري باعتباره عمل بشري لن يصل الى درجة التنزيل الحكيم ان رسول الإسلام بجلال قدره كان ينظر الى النساء نظرة شهوة كاي رجل عادي ليست له اية هيبة او وقار و عندما يدخل الى بيته يمارس الجنس مع زوجته.
و هنا أتساءل هل يصح ان يقال هذا الكلام عن المسلم العادي الان في مجلس عادي الخ ؟
و هناك احاديث و اخبار كثيرة تدور حول حياة الرسول الجنسية بين زوجاته باعتبارهن أمهات المؤمنين حيث لم نسمع قط عن هذه الاخبار المشابهة عن الصحابي أبو بكر الصديق او عمر ابن الخطاب او علي ابن طالب و ادا صدقنا هذه الاحاديث و هذه الاخبار فاننا سنشك ان الرسول بجلال قدره كان يخبر أصحابه باسرار فراشه و هذا مستحيل من الناحية العقلية و الشرعية لان الشرع قد امرنا بالستر و الحفاظ على اسرارنا الشخصية مهما كانت الخ .
و لماذا لم يتساءل احد طيلة 12 قرن ما هو الداعي لنشر هذه الاحاديث الحساسة عن رسول الله عليه الصلاة و السلام ؟
و على أي حال فان التنوير الإسلامي يسير بالمغرب بخطى ثابتة بفضل رموزه الافاضل مثل الأستاذ احمد عصيد و الأستاذ رشيد ايلال و الدكتور محمد فايد و مستشار وزير العدل الأستاذ عبد الوهاب رفيقي الخ حيث انني مجرد طائر حر يسعى ان يكون مثل المرحوم المفكر الإسلامي محمد شحرور في المستقبل القريب و يخطط لنشر كتبه القادمة بدار الساقي بالعاصمة اللبنانية كطموح مشروع ليعرف المشارقة ان ثقافة التنوير جاءت من طرف اجدادنا الامازيغيين المسلمين منذ مئات السنين و الحركة الامازيغية هي امتداد تاريخي و طبيعي لهذا الميراث الثمين .
و اجدد الشكر الجزيل للدكتور طارق شحرور و ابارك له إصداره الجديد بدار الساقي تحت عنوان التبني في التنزيل الحكيم ..................
المهدي مالك
العروبة و الإسلام أي تحليل سياسي و ايديولوجي ممكن ؟
تصحيح المقال الحركة الامازيغية و إشكاليات التنوير الإسلامي بالمغرب ؟
دعوة للتبرع
زلفى : زلفى من الكلم ات القرآ نية وأعتق د ان لها...
شيوخ النار .!: سألت شيخ سلفى عن قول الله تعالى ( وَمِن ْ ...
سؤالان : السؤ ال الأول من الأست اذة القرآ نية ...
إن بطش ربك لشديد: أعترف لك لكى يكون إعترا فى عبرة . أنا ألان...
معنى (يقص ): ما هو معنى الفعل يقص ومشتق اته فى هذه الآيا ت ...
more