العلاقة بين السجود والحرية يوم القيامة.

عثمان محمد علي Ýí 2024-01-24


العلاقة بين السجود والحرية يوم القيامة.
ممكن بعد إذنك بيان معنى الآيتين الكريمتين التاليتين ((يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ (42) خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ (43القلم)؟؟
==
سؤال آخر ::
ممكن بعد إذنك بيان معنى الآية الكريمة
(كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ) (15 المطففين).؟؟
==
التعقيب :
إجابة السؤال الأول :
سؤال مُهم وإجابته مما أفهمه من القرءان العظيم تُعطينا لمحة عن وقت من أوقات من اليوم الآخر،وهذه اللمحة مُتعلقة بالحُرية .فلقد خلق المولى جل جلاله الإنسان وأعطاه الأمانة والحُرية في الدُنيا في إختيار مشيئة الهداية وطاعته سُبحانه وتعالى أو الكفر به جل جلاله ومعصيته ،وضمن له الرحمن بألا يُعاقبه ولا يُثيبه عليها أحد في الدُنيا .
فذكر لنا ربنا سُبحانه وتعالى في قرءانه الحكيم إشارات عن مصير المُسلمين ،وعن مصير المُكذبين المجرمين يوم القيامة .فكانت هذه الآيات الكريمات من سورة القلم صورة ولمحة من صورهذا المصير للكافرين.فعبّر فيها القرءان الكريم ب(السجود ) كناية عن الحُرية في الإيمان والعبادة وإخلاص الدين فيهم لله رب العالمين ،وهل إستخدمنا حُريتنا في الدنيا في الإيمان برب العالمين وتطبيق تشريعاته أم ضيعناها في التولى والتكبرعلى الله والصد عن سبيله ؟ ثم بينت لنا مرحلة من مراحل اليوم الآخر والتي يكون فيها الإنسان مسلوب الحُرية والإرادة وهى مرحلة يوم الحساب ، فهو مفعول به (يجيء به ) و(يُساق للحساب) ،ثم يقال للمكذبين المُجرمين تفضلوا إسجدوا بمعنى إتفضلوا إعبدوا ربكم وآمنوا به ،فلا يستطيعون .لماذا؟؟ لأنهم ليسوا في وقت ولا مرحلة الإختيار وإنما في مرحلة الحساب على حريتهم التي ضيعوها في الدنيا في الكفروالصد عن سبيل الله . ثم ستُعاد الحرية للإنسان عموما مرة أُخرى بعد دخول أهل النار النار وأهل الجنة الجنة .ولكن حرية أهل النار ستكون مقصورة على حُرية النباح والعويل والصراخ واللوم والعتاب والسباب فيما بينهم ،وفى حُرية التمنى بالخروج من النار والعودة للدنيا ليعملوا عملا صالحا غير الذى عملوه ،او حتى تمنى الموت والقضاء عليهم هربا من عذاب الحريق .ولكن هيهات أن تُحقق لهم أُمنياتهم فهى مُجرد أمانى يتمنونها فقط . على عكس أمنيات وشهوات ورغبات أهل الجنة فكُلها مُحققة .فيتمنون صورة ما في النعيم فستُحقق لهم ،ويتمنون أن يجتمعوا مع بعض أحبابهم الذين معهم في الجنة فيتقابلون على أسرة (قعدة في منتهى الجمال والفخامة والرقى وووو) .حتى أنهم لو تمنوا أن يروا من كانوا يدعونهم للضلال والكفر بالله في الدنيا ،فسينظرون وكأنهم يرونهم ويتحدثون إليهم من خلال شاشة عملاقة ،ويتبادلون الأسئلة (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾)؟؟؟
((﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ)) .
==
المهم أن الآيات الكريمات جاءت في سياق الحديث عن مرحلة سلب الحرية من المكذبين المجرمين ،وجاء السجود فيها تعبيرا عن الإيمان الكامل وإخلاص العبادة بما فيها الصلاة لله رب العالمين .
((أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ (35) مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ (36) أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمۡ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ (39) سَلۡهُمۡ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَآءُ فَلۡيَأۡتُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ (41) يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ (42) خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ (43القلم). (أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ (35) مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ (36) أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمۡ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ (39) سَلۡهُمۡ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَآءُ فَلۡيَأۡتُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ (41) يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ (42) خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ) (43القلم).
==
إجابة السؤال الثانى :
ممكن بعد إذنك بيان معنى الآية الكريمة
(كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ) (15 المطففين).؟؟
جاءت الآية الكريمة في سياق حديث القرءان عن المُكذبين الكافرين برب العالمين وبآياته في القرءان الكريم ،وباليوم الآخر ،وبأنهم محجوبون أي ممنوعين من رحمة الله ورضوانه يوم القيامة ،وبأن مصيرهم سوء الجحيم .ومن يأخذها على ظاهرها بأنهم ممنوعين من رؤية المولى جل جلاله فقد أخطأ في فهم الموضوع من بدايته لأنه هناك حقيقة قرءانية ثابتة وهى أن لا أحد من المخلوقات كُلها (إنس وجن وملائكة وشياطين ) سيرى المولى جل جلاله لا في الدنيا ولا في الآخرة (( لا تُدركه الأبصار وهو يُدرك الأبصار) .. نقطة ومن أول السطر .. ومن هُنا كان معنى ((كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ) هو أنهم محرومون من رحمة الله ورضوانه وجنته ونعمته يوم القيامة ..(( (وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ (10) ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (13) كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ (14) كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ) (17المطففين).
اجمالي القراءات 1136

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق