كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها:
( ف 4 ) ( أولو الأمر ) فى الشورى الاسلامية

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-11-17


( ف 4 ) ( أولو الأمر ) فى  الشورى الاسلامية     كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها

( أولو الأمر ) فى  الشورى الاسلامية  

 أولا :

1 ـ يأتي معنى (الأمر) في القرآن بمعنى الشأن أو الموضوع المفهوم من السياق، وبمعنى الخلق والحتميات ، وبمعنى الأمر التشريعي.

2 ـ ونستدل بآيات قرآنية نرجو التدبر فيها:  

الأمر الحتمي :

مرتبط بالخلق والحتميات التي يخضع لها البشر، وليسوا مساءلين عنها يوم القيامة. وفي هذا يقول رب العزّة : ( وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)( البقرة 117 ) ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ( يس 82 ).

 الأمر التشريعي :

1 ـ وهو يشمل الامر والنهي معاً، ويأتي هذا بلا لفظ الأمر والنهي مثل ( إتبعوا ولا تتبعوا) في قوله جل وعلا ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ )( الأعراف 3 ).

2 ـ  وقد يأتي الأمر والنهي معاً بلفظهما كقوله جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ) ( النحل 90 ).

3 ـ وقد يأتي الأمر التشريعي للنبي بلا إستعمال للفظ الأمر كقوله جل وعلا :( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )( محمد 19).

4 ـ وقد يأتي للمؤمنين بلا إستعمال للفظ الأمر كقوله جل وعلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) ( الأحزاب 40 : 43 ) .

5 ـ وقد تأتي أوامر مباشرة للناس باستعمال لفظ الأمر كقوله جل وعلا :(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )( النساء 58)( ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ )( الطلاق 5 ).

6 ـ وقد تأتي أوامر مباشرة للرسول باستعمال لفظ الأمر ويعلنها الرسول مثل :  ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (الزمر 11)  

7 ـ ويأتي الأمر والنهي للرسول وقومه معاً: ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا) (هود112). ويأتي الأمر للرسول وقومه معاً: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه 132)  .

 8 ـ وطاعة أوامر الله جل وعلا وإجتناب نواهيه متروك للبشر إختباراً لهم في هذه الحياة الدنيا. وعلى أساس حريتهم في الطاعة أو المعصية في هذه الدنيا سيلقون يوم الحساب جزاءهم، ولكن فى الدين الأرضى ترى المستبد هو الآمر ، ومنه ( أمير المؤمنين ) أى الذى يأمر فتجب طاعته ، وبهذا جاءت أحاديث بطاعة ( ولى الأمر ). ويحلو لهم الاستشهاد بطاعة ( أولى الأمر ) ، مع ان ( الأمر ) هنا يعنى الشأن والموضوع .

( الأمر ) بمعنى الشأن الخاص بالموضع المراد في السياق:

  وهنا تنوع  :

  بعض الآيات يأتى فيها الأمر بالمعنيين

  1 / 1: ( التشريعى ) و ( الشأن الخاص الموضوعى ) ، مثل :

( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36) الاحزاب ). ( أمرا ) بمعنى التشريع . ( أمرهم ) بمعنى الموضوع أو الشأن الخاص فى سياق الآيات .

 1 / 2 : ( الحتميات والشأن الخاص الموضوعى) فى موقعة أُحُد : (  ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ) (154)) ﴿آل عمران ﴾‏. ( هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ) ( لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ) أى الشأن الخاص بموضوع القتال فى غزوة أُحُد ، ومن قّتل فيها . ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ). الأمر هنا عن حتمية الموت ، بدليل ما جاء بعدها : (  قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ  ).

2 ـ بمعنى الشأن ، وبمعنى الأمر واجب النفاذ : فى قصة سليمان وملكة سبأ : ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) النمل ) ( فِي أَمْرِي ) أى الموضوع المطروح للاستفتاء . (  وَالأَمْرُ إِلَيْكِ  ) أى الأمر أو الشأن اليك . (مَاذَا تَأْمُرِينَ ) أى ينتظرون أوامرها .

 آيات فيها ( الأمر ) مفردا بمعنى الشأن ، و (الأمور) جمعا  :

1 ـ ( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (44) الانفال )  

2 ـ ( وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ) (48) التوبة )

( الأمر ) بمعنى الشأن ( مفردا )و ( الأمور ) جمع تكسير.

آيات فيها ( الأمر ) مفردا فقط :

عن إهلاك الأمم السابقة :

(كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ) (15) الحشر )

( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)  التغابن )

(  فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً (9) الطلاق )  

أما عن المتقين : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) الطلاق )

عن الأمم التى تفرقت فى الدين : ( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ) (93) الانبياء ) ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) المؤمنون )

 عن المحمديين المتفرقين فى الدين :  ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ )(159)الانعام ).

فى قصة نوح عليه السلام . قال لقومه : ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً)(71) يونس ).

عن يوسف وأبيه وإخوته : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15))( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً ) (83) ) ( وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)) يوسف ).

فى قصة موسى : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) طه )   ( وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) طه ) (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ) (62) طه ) ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ )  (44) غافر)

عن الأنبياء السابقين المقاتلين وأتباعهم : ( وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ) ﴿آل عمران: ١٤٧﴾‏

عن أهل الكهف ( وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (21) الكهف ).

عن النبى محمد عليه السلام :

عن علاقته بكفار قريش فى مكة : ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) الكهف )

موقعة بدر :( إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ )(43) الانفال ).   

 موقعة أُحُد : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ)(آل عمران 152).  

فى موضوع الغفران أو العقاب (  لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ )  ﴿آل عمران: ١٢٨﴾‏.

عن المنافقين: ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ )(50) التوبة ). ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ ) (26) محمد )

عن النبى والمؤمنين :( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ) (7) الحجرات )

 عن موضوع الربا : (  فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ) ﴿٢٧٥﴾ البقرة ).

عن مكائد الكفار : ( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) الزخرف )

ثانيا :

الأمر بمعنى الشأن فى موضوع أو ( أمر الشورى )

1 ـ ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) (38) الشورى )، أى ( جميع ) أمورهم العامة شورى بينهم ( جميعا ). هذا يشمل الرجال والنساء البالغين . أى جمعية عمومية .

2 ـ (  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ﴿آل عمران: ١٥٩﴾‏. أمر للنبى محمد أن يشاورهم جميعا ، هذا يشمل الرجال والنساء البالغين . أى جمعية عمومية .

3 ـ ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ) (62) النور ). ( الأمر الجامع ) أى أمر ذو شأن عام .

ثالثا :

ندخل على مفهوم (أولي الأمر)

  أي أصحاب الشأن المتخصصين في الموضوع المراد.

وقد جاء مرتين في سورة النساء :

1  / 1  : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء 59). هنا عن طاعة أولى الأمر الخبراء فى الشأن المطروح للنقاش . وطاعتهم مرتبطة بطاعة الله جل وعلا ورسوله . والرسول هنا يعنى القرآن الكريم ، أى الرسالة بعد موت الرسول محمد عليه السلام . وإذا حدث تنازع فى موضوع أو شأن فالاحتكام الى كتاب الله ، هذا إذا كانوا فعلا مؤمنين بالله جل وعلا ويخشون اليوم الآخر .

1 /  2 :  (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(النساء 83) .  ).هنا فى سياق الحديث عن المنافقين ، وقيامهم بنشر الشائعات الخبيثة دون الرجوع الى أولى الأمر المتخصصين فى الشئون الأمنية .

رابعا :

ومن خلال بعض ألايات القرآنية نجد إشارة ضمنية لدور الخبراء أصحاب التخصص فى الأمر المعروض للبحث وللتنفيذ .

1 ـ  فى الموضوعات الأمنية

فى سورة الممتحنة ـ وهى من أوائل السور المدنية ـ قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) (10) الممتحنة  ). توافدت  نساء مهاجرات ، وهناك إحتمال وارد أن تكون من بينهن جاسوسات ، لذا كان لا بد من عقد إختبار أمنى لهن ، فى إسلامهن السلوكى ، وليس القلبى . فإن ثبت أنهن مأمونات الجانب مسالمات فلا سبيل لارجاعهن الى الكفار . إذا ثبت غير ذلك فيجب إرجاعهن . من الطبيعى أن الذى يقوم بهذه المهمة لا بد أن يكون خبيرا أمنيا .

فى تطبيق الشريعة الاسلامية :

فى قتل الصيد فى الحرم :  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ) (95)المائدة )

فى محكمة الأسرة :

( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) (35) النساء ).

فى الطلاق والرضاعة ولوازمها :

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) (233) البقرة )

(   فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ )(2) الطلاق )

 ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6) لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ )  (7) الطلاق )

 أخيرا :

 أولو الأمر فى الاسلام هم الخبراء فى الأمر المطروح مناقشته حيث يتعذر على جمهور المسلمين أن يتخصصوا فى كل شىء ، لذا فان طاعتهم واجبة فى حدود تخصصهم وفى اطار طاعة المولى جل وعلا والرسول اى القرآن أو الرسالة. ويتعرضون للمساءلة من الجمعية العمومية .  

اجمالي القراءات 1628

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,498,502
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي