هل كلّم الله جل جلاله عبدالله بن حرام وجها لوجه ؟؟
إيه الحكاية ؟؟
في رواية رواها شيخ أزهرى في برنامج تليفزيونى نقلا عن ألهته(البخارى والترمذى وابن ماجة وأحمد بن حنبل) نسبوها للنبى عليه السلام قالوا فيها أن رب العزة جل جلاله كلّم عبدالله بن حرام (أبو راوى الأحاديث جابر بن عبدالله ) وجها لوجه . لماذا ؟؟
جابر كان ولدا وحيدا على 9 بنات . ابوه عبدالله بن حرام من الذين بايعوارسول الله في العقبة ،يعنى أسلم قبل الهجرة ب3 سنين ،ومات في غزوة( أُحد) يعنى قضى في الإسلام 6 سنوات فقط . وفى غزوة (أحد) قال يا جابر انا سأدخل المعركة وخلى بالك انت من إخواتك البنات ،وسدد ديونى يا جابر .فجابر قال له لا.خليك انت مع بناتك وانا اللى حأدخل المعركة وكان عُمره 14 سنة .فرفض وقال لجابر لا يا جابر ولكنها (الجنة) يعنى انا داخل المعركة داخلها وأنا سأكون فيها أول الشُهداء ،وخليك انت مع إخواتك البنات يا جابر .فقُتل بالفعل وكان أول شهيدا في المعركة. ومثّل به المُشركون (قطعوا جسده حتة حتة ) فذهب جابر يبحث عن أبيه ،فلما رآه ظل يبكى مما فعله المثشركون به .فإحتضنه رسول الله عليه السلام وقال له (يا جابر إبكى أو لا تبكى مازالت الملائكة تُظلله بأجنحتها من الشمس حتى رُفع للسماء،وقال له يا جابرما كلّم الله أحدا إلا من وراء حجاب (وكلّم أباك كفاحا وجها لوجه من غير حجاب )،وقال الله يا عبدالله تمنى عليا ،فقال يارب أتمنى أن أعود إلى الدنيا فأُجاهد فأُقتل مرة أخرى في سبيل الله ،فقال الله له لا عودة للدنيا مرة أخرى ،تمنى عليا يا عبدالله ،فقال يارب أتمنى أن تُبلغ إخواننا ما نحن فيه من السعادة ،فأنزل الله (﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾). ثم قام الرسول بسداد ديون عبدالله بن حرام من تمر بستان نخيل كان ملكا لعبدالله فسدد ديونه كُلها ولم ينقص من ثمره شيئا.
[أخرجه الترمذي (٣٠١٠) وابن ماجه (١٩٠) وأحمد في المسند (١٤٨٨١) واللفظ له من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.]]
==
التعقيب:
أولا ::
كُنت أحسبُ أن أباهريرة هو أكذب المُسلمين ولكن يبدو أن جابر بن عبدالله كان يُنافسه في الكذب على الله ورسوله وسائر المُسلمين.
ثانيا ::
إختلف أئمة لهو الحديث في متن الحديث ما بين طول وقصر وإجمال وتفصيل لمتن الرواية مع أن الحادثة حدثت مرة واحدة وكان (كما يقولون) منطوقها واحدا بين النبى عليه السلام والطفل جابر،فلماذا إختلفوا في متنها بين الإجمال والتفصيل ؟؟؟ فهذا دليل من أدلة فساد الروايات (وإن كان هذا لا يُعنينا كثيرا ).
ثالثا::
سؤال برىء ما هو الشىء الخارق الذى فعله (عبدالله بن حرام ) ولم يفعله بقية شُهداء المعركة والمعارك التي سبقتها والتي جاءت بعدها جعلت الملائكة تُظلله بأجنحتها من الشمس الحارقة حتى رفعوه للسماء وأوصلوه إلى عرش الرحمن ليُكلمه وجها لوجه ؟؟؟ لم يوضحوا لنا السبب ،فهل لأنه خلّف 9 بنات ودكر ؟؟؟ ههههه .
رابعا::
هل هناك أي إشارات في القرءان عن كيفية حديث الله مع مخلوقاته ؟
نعم :: فقد حسم القرءان العظيم الأمر في قوله تعالى (﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ . إذن حديث الرحمن مع البشر يكون من وراء حجاب (وليس وجها لوجه كما تقول الرواية المكذوبة) أو وحيا ،او بإرسال رسالة مع الأمين جبريل فيوحى بها بإذن الله الى من إختاره رب العالمين من المُرسلين لتبليغها لقومه .
وعندما كلّم الله موسى عليه السلام كلّمه من وراء حجاب .وعندما طلب موسى عليه السلام من رب العزة جل جلاله أن يراه قال له رب العزة لن ترانى (﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وعاقبه رب العزة جل جلاله على طلبه هذا بدك الجبل الذى كان واقفا عليه ووقوعه مغشيا عليه ،فلما أفاق من غيبوبته إستغفر ربه على ذنبه وطلبه بأن يرى ربه جل جلاله بعينه وجها لوجه. تخيلوا حدث هذا مع موسى عليه السلام الذى إختاره وإصطفاه ربه ليُكلمه ويُكلفه برسالته ،فهل (عبدالله بن حرام )أفضل من موسى عليه السلام ليُكلمه الله وجها لوجه ؟؟
خامسا ::
هل هُناك إمكانية لرؤية البشر لرب العزة جل جلاله سواء حدثت في الماضى أو ممكن حدوثها في الحاضر أو في المُستقبل ؟؟
حسم القرءان الكريم هذا الأمر نافيا وقوعه في أي زمان وفى أي مكان حين قال رب العزة جل جلاله عن ذاته سُبحانه وتعالى (﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ .. إذن الأمر محسوم ومُنتهى ،فلن يراه سُبحانه وتعالى أحدا من خلقه نهائيا لا في الحاضر ولا في المُستقبل ولا في الدنيا ولا في الآخرة ولا في الجنة .
وماذا عن قوله تعالى (وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ )؟
ناظرة هنا تعنى مُنتظرة موعد حسابها ثم جزاءها وثوابها برحمة ربها ورضوانه ودخولها الجنة. وقد جاء هذا المعنى في قول ملكة سبأ حين قالت لحكومتها حين ردت على رسالة سُليمان عليه السلام (﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ أي منتظرة لأعرف بماذا سيعود سفيرنا لسليمان عليه السلام بردود وإجابات على رسالتى وهديتى له .
سادسا::
من كل ما تقدم تبين لنا إستحالة رؤية بشر لرب العزة جل جلاله ،وإستحالة حديث أحد من خلقه معه سبحانه وتعالى وجها لوجه .فمن يؤمن بغيرهذا فقد كفر بالله جل جلاله وكفر برسالة القرءان وكّذب بها .
سابعا::
كعادة مشايخ الأزهرفي تعليمهم وتلقينهم للناس الكُفر بالله وبقرءانه ومُخالفتهم لحقائقه وضربهم بها عرض الحائط وتمجيدهم لآلهتهم من أئمة لهو الحديث من أمثال البخارى والترمذى وإبن حنبل وووو وإعلاء أكاذيبهم على القرءان وشرحها للناس على أنها دين الله قد صدق فيهم قول الله (﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾) فأحذروهم ولا تأخذوا عنهم دينكم ،فهُم دُعاة على أبواب جهنم (﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ﴾).
ثامنا ::
عزيزى أمامك الحق والصدق والصراط المُستقيم والنور في القرءان المجيد وحده ونهاية إتباعك له وحده الجنة،وأمامك الباطل والكذب والطريق الذى تمشى مُنكبا فيه على وجهك في لهو الحديث والروايات ونهاية إتباعك له جهنم وبئس المهاد،فإختر(فإختار) لنفسك أيهما ستتبعه وتمشى معه ،وأنت حُر تماما في إختيارك .
تاسعا ::
دائما صدق الله العظيم ،وكذب أئمة لهو الحديث .
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾.
اللهم بلغت اللهم فإشهد .