كيف أن الحجاب ليس من الإسلام ؟؟؟
كيف أن الحجاب ليس من الإسلام ؟؟؟
في تعقيب كريم للأستاذة –فاتن شاهين على مقالى( جرائم الحجاب ) قالت فيه (طبعا انا ضد اللى بيحصل لكن أفهم ازاى الحجاب مش من الإسلام ؟؟).
ثم سألت الأستاذة – كريمة إدريس – نفس السؤال ولكن بطريقة محتلفة قالة (.كنت اتمني يا دكتور ان ترفق مع مقالك الجميل هذا التفسير المستنير لآيات الله التي يتشدقون بتفسيرها علي حسب الهوي الذكوري منذ ان مات النبي محمد عليه السلام..انفرد بتفسير تلك الآيات المحكمات حتي نتبين ونستنير ...انا البس شئ اي ان كان علي راسي عاااده وليس لشئ في ديني ...اشكرك يا دكتور علي هذا المقال الذي لم تكتمل أركانه بعد ....في انتظار البقيه ان شاء الله...تحياتي اليكم )).
ثم تساءلت الأستاذة -شمس الأمل – قائلة (سوال اخى
هل هذه الايات دليل على الحجاب
1-ذالك ادنى ان يعرفن فلا يوذين
و
2-فاسالوهن من وراء ححاب
3-وليضربن بخمرهن على جيوبهن
شو تقصد الاية وشكرا؟
==
التعقيب ::
==
نعم كتبت عن الحجاب كثيرا قبل ذلك والقيت عنه محاضرة في ندوة عامة برواق إبن خلدون من 17 سنة ولا مانع من أكتب عنه مرة أخرى من باب التذكرة (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).
فموضوع الحجاب ينقسم إلى شقين ،شق نتحدث فيه عن مدى إرتباطه بالإسلام ،والثانى عن من له حق التشريع الدينى في الإسلام .
مدى إرتباط الحجاب بالإسلام .
1-ما هو مفهوم الحجاب عند المُسلمين وصورته ؟؟
هو تغطية شعر وجزء من جانبي وجه المرأة والفتاة .
2- ما هو مفهوم الحجاب في القرءان العظيم ؟؟
طبقا للايات القرءانية الكريمة التي ورد فيها في سورة الأعراف والأحزاب هو الحاجز المادى بين شيئين أو الحاجز المادى بين المُتكلم والمُستمع (مثل الباب أو الجدار ) .وقد ورد هذا في بيان معنى الحاجز الفاصل بين جدار الجنة والنار (وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ))
وفى قوله تعالى في تعليمنا ادب الحوار مع ازواج النبى عليه السلام وتعليمهن ذلك أيضا ((يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما ))
أو هو الحاجز المعنوى بين الحق والباطل وبين الهداية والضلال .وقد ورد هذا في قوله تعالى ((كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ.وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ.)) فهنا الكافرون وضعوا بينهم وبين الحق القرءانى وهدايته حجابا معنويا على قلوبهم ورضوا بالباطل والضلال .
ومن هُنا فإن مُصطلح الحجاب في القرءان والإسلام لاعلاقة له بمفهوم وإعتقاد المُسلمين بغطاء رأس وشعر المرأة .فالقرءان في واد والمسلمون كالعادة في واد آخر .
2- هل ىيات الخمار والزينة والملابس في سورتى الأحزاب والنور لهما علاقة بتغطية شعر المرأة ؟؟
الإجابة لا والف لا : فهى أيات تتحدث عن إرتداء جلباب أو (عباية المرأة أو فساتين المرأة بلغة العصر الحديث ) وبأن تكون حتى قدميها فالجلابية أو العباية أو الفستان معروف أنه يبدأ من نهاية العنق وبداية الأكتاف فما تحت وليس فما فوق ولذلك قال القرءان الكريم (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ) في قوله تعالى (((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )))
==
وأما آيات الخمار في سورة النور فقد جاءت في معرض تشريعات أداب تغطية المرأة لجسمها وتحديدا جيوبها (أماكن الفتحات في جسدها (الصدر وما تحته حتى القدمين (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) .فهل الشعر جزء من الجيوب وفتحات الجسد ؟؟؟؟ بالطبع لا وألف لا .
ثم أكملت الأية توضيح ذلك في قوله تعالى فيها (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ )) أي الأمر بالخمار لأسفل الجسد وليس للوجه والشعر . وكل هذا في إطار المسموح وغير المسموح للمرأة أن تُبديه من جسمها أو زينتها اثناء تعاملها مع الناس او وجودها في بيتها وجاء ذلك تفصيلا في قوله تعالى ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))... ومن كل ما سبق فلا توجد فرضية تشريعية في القرءان الكريم تأمر بوجوب تغطية شعر المرأة ولا وجهها ، وأن ما يقولون عنه الحجاب هو مصطلح لمخالف لمعنى الحجاب في القرءان الكريم .
==
القسم الثانى وهو الإيمان بتشريع الحجاب ( تغطية شعر المرأة ووجها ) ضمن تشريعات الإسلام والقرءان هو شرك بالله جل جلاله وبقرءانه وتشريعاته سبحانه وتعالى . لماذا ؟؟
لأن صاحب الحق الأوحد الأحد في التشريع هو خالق الخلق جل جلاله ((ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون ))
((الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ))
ويقول للنبى عليه السلام ((ليس لك من الامر شيء )) (((قل ان الامر كله لله )) (((((ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ))) فالله الأمر في كل شيء بما فيه أمر التشريع .
((ان اتبع الا ما يوحى الي )) (((اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين ))) (((قل انما اتبع ما يوحى الي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون )))
((واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقران غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم ))
ومن كل ما سبق بالإضافة إلى أيات (قل ) وآيات (يسـاونك ) و(يستفتونك ) نعلم ونؤمن بأن النبى عليه السلام لم يكن مُشرعا وإما كان مُتبعا لتشريعات رب العالمين في القرءان .
أما بالنسبة لنا نحن فيأمرنا رب العزة بإتباع تشريعاته في قرءانه العظيم بقوله سبحانه ((اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون )).
ومن هُنا فصاحب الحق في التشريع الدينى وحده هو رب العزة الأحد سبحانه وتعالى ،وعلينا بدءا من النبى عليه السلام والمُسلمين معه ومن بعده أن يؤمنوا بهذا ويتبعون تشريعات ربهم جل جلاله وحده في الدين .... أما من يُشرعون ما لم يُسنّه ويُشرعه الله في دينه ويقولون عنه أنه من الدين فقد جعلوا أنفسهم أولياء من دون الله وشركاء له في دينه وتشريعاته ،ومن يؤمن بهذا ويؤمن بتشريعاتهم في الدين فقد أشرك بالله جل جلاله وكفر بقرءانه الكريم ،ولو مات على هذا فسيجىء يوم القيامة ويلقى ربه سبحانه مُشركا مُحبطا عمله خاسره ،ومآله ومصير إلى عذاب الحريق في جهنم وبئس المصير . وسينطبق عليهم قول الله جل جلاله ((ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم ))) وقوله سبحانه وتعالى ((ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ))
وقوله سبحانه عن حرمانهم من غُفران الغفور الرحيم لهم ((ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما )) ... وستكون النتيجة الحتمية يوم القيامة ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا .الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا..)) ... وسيكون مصيرهم جهنم ((ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ))) وسيكون حوارهم مع إئمتهم في جهنم حوار الندامة والصراخ فيما بينهم (((وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص ))) ((((واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار ))) (((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا.رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )).
==
الخلاصة
==
مفهوم الحجاب في القرءان يختلف عن مفهوم الحجاب عند المسلمين .
تشريعات غطاء رأس وشعر المرأة ليس من تشريعات القرءان ولا علاقة له بالإسلام وتشريعاته ،بل هو من تشريعات أئمة الكفر والضلال وأتباع لهو الحديث .
من يقوم بنشريع في الدين بغير ما أنزل الله في قرءانه من تشريعات يكون قد جعل من نفسه شريكا لله في مُلكه وتشريعاته ،ومن آمن به بتلك التشريعات الكاذبة على الله فقد أشرك بالله جل جلاله وكفر به وبقرءانه وتشريعاته ،وسيأتى يوم القيامة مُحبطا عمله خاسرا دنيته وآخرته ،وسيذوق عذاب الجحيم .
==
اللهم بلغت اللهم فاشهد .
اجمالي القراءات
3603