سعيد علي Ýí 2019-06-19
سبحانه جل و علا تكاد لا تخلو صفحة من كتابه العزيز إلا و فيها ذكر لأهمية هذا الكتاب و آياته و ما أجمل التدبر فيه و ما أجمل البحث و الغوص في آياته فالحمد لله على نعمة القرآن و كفى .
الحق جل و علا يخاطب الذين آمنوا بأن يتقوه حق تقاته و أن لا يموتوا إلا و هم مسلمون و ذلك بالاعتصام بحبله جل و علا و عدم التفرق فهل عملوا بهذا الأمر ؟ هل اعتصموا بحبل الله جل و علا و لم يتفرقوا ؟ ما هو حبل الله جل و علا ؟ أليس هو قرآنه الكريم فهل اكتفوا به حبلا متينا ؟ أم تفرقوا ؟ و يذكرهم بنعمته عليهم بعد إن كانوا أعداء فألف بين قلوبهم فأصبحوا بهذا التآلف إخوانا و كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها ثم يقول جل و علا : ( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) آيات تكاد تراها و تلمسها ، ثم ينهى الحق جل و علا عن الفرقة و الخلاف ( من بعد ما جاءهم البينات ) و هذه البينات آيات الله جل و علا المبينات و يختم الآية جل و علا بـ ( و أولئك لهم عذاب عظيم ) .
أولا: الآيات الأولى من سورة آل عمران لا البقرة.
ثانيا:موضوع الإرادة والمشيئة موضوع شائك جدا وأنا مختلف مع دأحمد فى بعض النقاط المتعلقة به ، فهو يعزو الأمر كله للعبد ولكن هناك آيات تؤكد أن الأمر كله لله منها آية سورة هود التى ذكرها الأخ أسامة، أما آية المائدة فهى من بدايتها( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾أي أنهم هم من بدأ التولى والمعصية فمد الله لهم فى ضلالتهم،وكذلك أية التوبة جاءت فى سياق الحديث عن قوم بدءوا بالنفاق فمد الله لهم أيضا فى ضلالتهم،كنت قد فكرت فى كتابة مقال عن الإرادة والمشيئة ولكنى أدركت أن الموضوع أكبر منى.
لقالوا .. إجابات قرآنية متقدمة لأسئلة بدأت بـ ( لو ) .
الاستكبار و المستكبرين من إبليس إلى فرعون و منكري القران الكريم.
دعوة للتبرع
أكاذيب (علمية).!!: يقال ان لبس الرجا ل الذهب يتفاع ل مع الدم عند...
ليس عليك هداهم: أستاذ ى الفاض ل أنا سبق وأرسل ت لكم شكواى من...
ليست وثنا: تقول ان الاسل ام ليس فيه تقديس للبشر او الحجر...
الغمّ: ما معنى ( غمّ ) فى القرآ ن الكري م ؟...
more
بعد التحية و السلام أود المداخلة هنا بالتأكيد على أن الإرادة و المشيئة الإلهية هي من أكبر و أطول و أعمق البحوث القرآنية , و لطالما تمنيت من دكتورنا و معلمنا ( د . منصور ) بأن يكون له كتاب تحت هذا العنوان العريض و الواسع , و نحن نعلم حجم انشغاله مما لا يدع له الوقت الكافي ,
أما عن إرادته و مشيئته جل وعلا فهي حتماً و قطعاً هي إرادة خير و سلام و محبة , و لكن لا ننسى و لا نتجاهل إرادة البشر المطلقة في الاختيار و العمل و مشيئتهم المطلقة في ذلك ( في الحياة الدنيا ) , و كذلك إرادة و مشيئة الشيطان التي تعزز و تنمى و تؤثر على مشيئة البشر ( انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء) ,
و بالعودة لإرادة الله جل و علا التي تنسجم مع إرادة البشر في اختيارهم و عملهم يقول :
( انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون )
( فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون )
( ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم واليه ترجعون )
و الكثير من آيات الإرادة و المشيئة , و الخلاصة تكمن بأن إرادته و مشيئته جل وعلا لا تتضارب مع أرادة و مشيئة البشر في الحياة الدنيا و لا تحد منها , و لكن في الحياة الآخرة فإرادته و مشيئته مهيمنة و مسيطرة على إرادة و مشيئة الخلق , حيث أنه في الحياة الآخرة تنتزع من المخلوقات حرية الإرادة و المشيئة و يصبح الجميع دون استثناء خاضعاً لأمر الله جل وعلا , حيث يقول ( من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب ) .
و عن حبل الله جل وعلا , فحبله هو حبل النجاة و الأمان الذي يرمز للأمن و السلم في الحياة الدنيا بين البشر , كما يرمز للأمن و السلم في الحياة الآخرة , و لا أؤيد القول بأن حبل الله جل وعلا هو القرآن الكريم , حتى و إن كان هو الوسيلة التي نهتدي بها و التي تدعونا للأمن و السلم , حيث يقول جل وعلا ( ضربت عليهم الذلة اين ما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) :
و هنا يقول الحق جل وعلا بأن حبله أي أمنه و سلامه يحمي الجميع من الذلة و المسكنة , كما يقر سبحانه و تعالى لنا بأن حبل الناس أيضا و هو أمن و سلام البشر بين أنفسهم كفيلٌ بحمايتهم من الذل و المسكنة , طبعا في الحياة الدنيا فقط , و لا يستدعي أمن و سلام البشر في الدنيا بأن يشملهم الأمن و السلام من الذلة و المسكنة في الحياة الآخرة إن كانوا كافرين أو مشركين عقائديا به سبحانه و تعالى ,
فحبله جل وعلا هو العهد بعدم الاعتداء أو التعدي الذي يكفل التوحد و الاعتصام , و نقيض ذلك حتما سيفضى للعداوة و الاقتتال و الفرقة و الاختلاف .