دفاعا عن الإسلام

عبدالفتاح عساكر Ýí 2007-05-15



بمناسبة ما حدث من شيخ الأزهر لمندوبة جريدة الحياة وقال لها كما نشرت الصحيفة أبوك ما ربكيش يلعن أبوك
وبهذه المناسبة نقول لأهل القرآن" كتب أستاذ الحديث في جامعة الأزهر نقلا بغير عقل من كتب التراث كلاما خطيرا ونسب هذا الكلام لرسول الله ويقول بغير أدب ولا احترام ولا تقدير للمبعوث رحمة للعالمين أنه قال لنا " من تعزى بعزاء الجاهلية فأغضوه ولا تكنوا ويقول بكل أسف وحسرة وندم في هذا الحديث الشريف يعلمنا رسول الله " ماذا نفعل مع من يفعل أفعال الجاهلية نسبه ونوبخه ومe;عنى " أعضوه " أي قولوا له أعضد ذكر أبيك !!!؟ وإليك رد ابن عساكر المعاصر على هذا الإفك المبين ممن ليس لهم عقل ولا دين "!!!؟.

المزيد مثل هذا المقال :


رؤية قرآنية لحقيقة المرويات المخالفة لكتاب الله.وسنة رسوله  .
الرد الجميل دفاعاً عن الصادق الأمين ، صاحب الخلق العظيم.المبعوث رحمة للعالمين، الأسوة الحسنة لكل المؤمنين  .


وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً.

وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ 92 (يونس).




حقوق الطبع
من حق كل مسلم يُحب الله
ورسوله نشر هذا البحث.

رقم الإيداع
10679/ 2001
I. S. B. N.
977 - 5273 - 54 - 4

عبد الفتاح عساكر الكتاب رقم:(12)






رؤية قرآنية لحقائق المرويات التي تخالف كتاب الله.

الرد الجميل
دفاعـا عن الصـادق الأمين، المبعوث رحمـة للعالمين، الأسوة الحسنة لكل المؤمنين 

الطبعة الأولى
1422 هـ = 2001 م

رسالة إلى القارئ الكريم…
أيها القارئ الكريم:
إذا كنت تحب الله ورسوله ، عليك أن تقرأ ما فى هذا الكتاب لتفهم..
وأن تفهم لتعلم.
وأن تعلم لتعمل.
وأن تعمل لتزداد بالعمل علماً.. ومن الله قرباً.
ويا أيها الأخ القارئ: اكتب إلينا بعد القراءة برأيك:
إذا وجدت خطأ تنبهنا إليه.
أو جديداً تنصح بإضافته.
أو اقتراحاً مفيداً تدعو إلى الأخذ به.
وعن رأيك فى هذا البحث، وفى كل الأحوال لك مجلد مع القرآن الكريم هدية.

الرقم البريدي 12825جيزة.


لماذا صدر هذا الكتاب...؟!.
للرد علي ما جاء في كتاب دفع الشبهات عن السنة النبوية.. تأليف: أ.د/ عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي[ المهدي ليس من أسماء الله الحسني...؟!.] أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وفى ( ص 107) من هذا الكتاب ذكر المؤلف:
حديث: (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوه)( )
ويقول الدكتور:
(( في هذا الحديث الشريف يُُعلمنا رسول الله ، ماذا نفعل مع من يفعل أفعال الجاهلية، بعد أن أكرمنا سبحانه وتعالى بالإسلام، فمن تعزى بعزاء الجاهلية لمناه على ذلك، بل وزجرناه عن ذلك.
ويقول الدكتور:
وعزاء الجاهلية أن يقول الشخص عند نزول المصيبة كلام الجاهلية، مثل: ومصيبتاه. أو: لماذا أنا المصاب. أو: من لنا بعدك. إلى غير ذلك من عبارات التسخيط.
وعزاء الجاهلية أيضا يفتخر بقبيلته، أو آبائه.
ويقول الدكتور:
ولقد حرم الإسلام كل ذلك، وشرع لمن نزلت به شدة أن يقول كلمات الرضا بقضاء الله: (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها).
وأن لا يعتز بقبيلته أو آبائه، وإنما يعتز بإسلامه، وأنه من أمة الإسلام.
ويقول الدكتور:
فمن خالف ذلك وتعزى بعزاء الجاهلية فهذا الحديث يعلمنا أن نوبخه، وذكر  صورة من صور التوبيخ، وهى (أعضوه ولا تكنوا) أى اشتموه شتما صريحا.
ويقول الدكتور:
ومعنى (أعضوه) أي قولوا له: اذهب فاعضض ذكر أبيك...؟!.
ويقول الدكتور:
ومعنى (لا تكنوا) أي لا تستعملوا أسلوب الكناية، فتشتموه شتما خفيا.اهـ.
ويقول ابن عساكر المعاصر:
[ فهل هذا معقول... والله كارثة.أن يُنسب إلي صاحب الخلق العظيم، المبعوث رحمة للعالمين، الأسوة الحسنة لكل المؤمنين...هذا الكلام...!.ويدافع عنه أستاذ مُتخصص؟؟؟!!!.ولذلك صدر هذا الكتاب دفاعاً عن صاحب السنة الشريفة.].
*******

المقدمة.
الرد الجميل، دفاعا عن الصادق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، الأسوة الحسنة لكل المؤمنين. واحد من سلسلة بحوث تصويب:
أخطاء شائعة في كتب التراث والتي بدأناها- بفضل الله- عام:
(1393 هـ = 1973م).
والبحث الذي بين يديك عزيزي القارئ، عبارة عن دراسة مُوثقة، تُؤكد أن الإرهاب باسم الإسلام لا علاقة له بدين الله، بل هو من اختراع بعض الرواة!!. وهذا البحث ننسف به الرواية التي ذكرها د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، ود. محمد عباس عودة.
وكانت البداية:
عندما كتب الكاتب الصحفي الأستاذ محمد الطحلاوى مساعد رئيس تحرير مجلة أكتوبر التي تصدر في القاهرة بالعدد رقم 1242 الصادر في 13/8/2000م الموافق 12 جمادى الأولى 1421 هـ ص48، مقالاً تحت عنوان: الإساءة إلى رسول الله وأهل بيته في كتب البخاري ومسلم، فهل آن الأوان لتنقية كتب السنة من الدس والتزييف؟!.(نص المقال في ص8 4 )
وقام أتباع حزب النقل بغير إعمال العقل بحملة ضده، حتى أن أحد خطباء المساجد جعل خطبة الجمعة ولعدة أسابيع عن هذا الموضوع، يسب ويشتم الكاتب دون مناقشة لما كتب؟!.
ثم بعد ذلك كتب الكاتب الصحفي الأستاذ عبده مباشر نائب رئيس تحرير الأهرام، مقالاً تحت عنوان: (تنقية التراث لماذا..؟) في جريدة الأهرام يوم 3/12/2000م الموافق 6 رمضان 1421هـ.
و قدم بعض نماذج لمرويات نسبت لرسول الله  بالباطل دسا وليس نصاً(أنظر نص المقال ص52)وفور صدور جريدة الأهرام انهالت عليها من الداخل والخارج الفاكسات والتليفونات والخطابات بين مؤيد ومعارض للدعوة إلى تنقية كتب التراث، ومن بين هذه الرسائل مقال محمد عباس صاحب فتنة وليمة الأعشاب التي أدت إلى غلق جريدة الشعب- فك الله أسرها-(نص المقال ص63 ) ومن الخطابات المؤيدة خطاب من سفير مصر فى الصين الدكتور محمد نعمان جلال نشرته الأهرام يوم 12/12/2001م فى صفحة بريد الأهرام، انظر ص60 من هذا الكتاب.
وتنقية التراث هي دعوة عقلاء الأمة منذ وجدت هذه الكتب وحتى الآن، ووجود هذه الكتب بحالتها التي هي عليها تعد أقوى سلاح في أيدي أعداء الإسلام للطعن في دين الله، ومحاربة المسلمين في كل مكان، والدليل على ذلك كتاب خليل عبد الكريم الذي تناولته الصحف المصرية بالنقد والتحليل، وكانت الطامة الكبرى عندما أصدر الدكتور عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، إحدى كليات جامعة الأزهر كتابه (دفع الشبهات عن السنة النبوية) ورقم إيداعه بدار الوثائق المصرية 3622/2001 الطبعة الأولى، قامت بطبعة إحدى المؤسسات السعودية بمصر!!!، والملفت للنظر والباعث على التساؤل أن الطبعة- على غير المألوف- غلاف 4 لون، والداخل 2 لون، مائتان وثمانون صفحة أى 17 ملزمة ونصف؟!!!.
وقد قدم المؤلف في هذا الكتاب أكبر خدمة لأعداء الإسلام إذ اعترف وهو المتخصص بصحة مرويات يرفضها كل العقلاء.
وقال: بعد أن ذكر متن الحديث موضوع هذا الكتاب:
(في هذا الحديث الشريف؟ يعلمنا رسول الله ....).
ويسأل ابن عساكر المعاصر:[ فهل رسول الله  يُعلمنا قول الفحش...؟!.
رجاء منك عزيزي القارئ أن تقرأ ما كتبه الدكتور المتخصص في شرح هذه الرواية فى هذا الكتاب ص73!!.
ورجاء أن تقرأ ما كتبه فريد إبراهيم في جريدة الجمهورية عن هذا الكتاب يوم 20/4/2001م، وتقارن بين ما كتبه د. عبد المهدي، وما كتبه فريد إبراهيم عن موضوع هذا الحديث، وسوف تقول: حسبي الله ونعم الوكيل في كل مَنْ يُسئ إلى رسول الله  ونسأل الله أن يوفقنا وإياهم إلى ما يرضيه!!.
والواجب يفرض علينا أن نتقدم بخالص الشكر والتقـدير لكل من السادة العلماء أهل التخصص في كافة فروع العلوم الإسلامية. وأن يحفظهم الله من أعضاء (حزب النقل بغير إعمال العقل) أعتذر عن عدم ذكر أسمائهم، وشكر خاص لرجال الإعلام، وكل من قرأ هذا البحث في جريدة الحياة التي نشرته كاملاً يوم 24/11/1421هـ الموافق 18/2/2001م، وأخص بالشكرألاخ الأستاذ محمد عمر الشطبى رئيس مجلس ألادارة، وكذلك ألأخ الأستاذ عبد المجيد الشوادفى رئيس مجلس إدارة جريدة البلاغ التي نشرت البحث في عددي يونيو ويوليو 2001م الموافق ربيع أول 1422.
وفى نهاية مقدمة هذا الكتاب نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى وندعوه أن يجعلنا ممن قال فيهم:
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا 63
(الفرقان)
ونتضرع إليه بهذا الدعاء: اللهم أعطنا ما يريدنا طاعة. وبارك في ذريتنا إلي يوم قيام الساعة.واجعل ما بقي من عمرنا في عمل يكون لنا عندك يوم القيامة شفاعة. وهو الدفاع عن سنة المصطفى عليه- دائما وبغيرإنقطاع- الصلاة والسلام…
القاهرة في 12 ربيع أول 1422 هـ عبد الفتاح عساكر
4 يونيــه 2001 م
*******
تمـهـيد:
الاختلاف في الرأي يزيد الود في أي قضية بين العقلاء ويفقد الود ويزيد العداء والبغضاء مع...؟! وقانا الله شرهم وهدانا وإياهم إلى ما يرضيه.
لا علاقة بين البحث العلمي ومشاعر الحب والكره، وإن الأئمة الكبار هم شيوخنا جميعاً، أسأل الله الكريم لهم الرحمة، فهم بشر والبشر يصيب ويخطىء وحسابه على الله.
وإن البحث العلمي في مجال الفكر الإسلامي وثقافته بصوابه وخطئه لا يفقدنا ما يجب لمن سبق من توقير واحترام وحب.
وهذا مبدأ التزمناه ونحن نقدم سلسلة بحوث تصويب خطأ شائع في كُتب التراث والذي بدأناه منذ عام (1393هـ/ 1973م). وبفضل الله صدرت عشرة مجلدات من كتاب (مع القرآن الكريم رؤية مستنيرة لحقائق الإيمان والحياة) وشاركنا فيها نخبة من أعلام الفكر الإسلامي، وإليك الأسماء مرتبة أبجدياً:
1 - أ. د. إبراهيم العدوى.. نائب رئيس جامعة القاهرة السابق، (6/11/1923)، بارك الله له فيما بقى من عمره.
2 - أ. د. إبراهيم هلال.. الأستاذ بكلية البنات جامعة عين شمس، (27/9/1927) متعه الله بالصحة.. وبارك له فيما بقى من عمره.
3 - الأستاذ أحمد موسى سالم (1914 - 1994)، رحمه الله.
4 - أ. د. السيد رزق عبد الوهاب الطويل.. عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، ورئيس جماعة دعوة الحق (1932 - 1998).يرحمه الله.
5 - أ. د. عبد الحليم محمود.. شيخ الأزهر، (1910 - 1978).رضوان الله عليه.ورحمته.
6 - أ. د. عبد العزيز سرحان.. أستاذ القانون الدولي جامعة عين شمس.
7 - المستشار عبد الحليم الجندي.
8 - أ. د. عبد الله شحاتة.. أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم، (23/5/1930) متعه الله بالصحة ورزقه راحة البال.
9 - أ. د. عبد الصبور شاهين.. (1929) بارك الله له فيما بقى من عمره.
10 - الأستاذ الشيخ العالم الجليل عبد الجليل عيسى.. عميد كليتي أصول الدين واللغة العربية، (1888 - 1979) رحمه الله.
11 - الأستاذ المفكر المناضل عبد المغنى سعيد.. وكيل أول وزارة القوى العاملة، عليه رحمة الله.
12 - الأستاذ الشيخ عبد الكريم الخطيب.. (1910- 1985).
13 - أ. د. عبد الفتاح محمد عثمان.. أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
14 - أ. د. عبد الرحمن النجار وكيل أول وزارة الأوقاف ومدير عام المساجد، عليه رحمة الله.
15 - المؤرخ الإسلامي المناضل الأستاذ فتحي رضوان (1911 - 1988)، عليه رحمة الله.
16 - الشيخ العلامة المفكر الإسلامي الكبير محمد الغزالي (1917 - 1996)، أدخله الله فسيح جناته.
17 - أ. د. محمد رشاد خليل.. أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية التربية جامعة الرياض.
18 - أ. د. مصطفى حسين أستاذ بكلية البنات جامعة عين شمس.
19 - المستشار مصطفى كمال وصفى.. يرحمه الله.
20 - أ. د. يوسف الشال.. بجامعة الأزهر، رحمه الله.
21 - أ. د. يوسف حسن نوفل.. الأستاذ بكلية البنات - جامعة عين شمس.
وكان حصيلة هذا العمل الذي يعد الأول من نوعه في مصر وغيرها أكثر من مائة بحث حول:
القرآن الكريم والتاريخ، القومية العربية، الإيمان، المجتمع، الجهاد والعلم، وحقوق الإنسان، والحضارة، والشريعة، والبيان، الدعوة والأسرة، والعمران، والاقتصاد، واللغة العربية، والتدبر، وعلم الغيب، والأمومة، وسيرة النبي ، وبرهان الإيمان، وبنو إسرائيل، وسيرة إبراهيم ، وشهر رمضان، والتفكر، وأهل البيت، وبنات شعيب، والروح، والسعادة، والقرن الخامس عشر، ولأول مرة في مجال الفكر الإسلامي نقوم بتصويب الأخطاء الشائعة في كُتب التراث وعلى سبيل المثال وليس الحصر: قدمنا الفرق بين الآية والمعجزة، وعن الروح، وعن الدين الإلهي والفلسفة، وعن الحكمة، وكثير من الحقائق القرآنية المنيرة والهادية للإنسان في كل زمان ومكان، وكانت بحق رؤية قرآنية مستنيرة لحقائق الإيمان والحياة.. ودائماً يا رب مع القرآن الكريم، وما يتفق معه من مرويات التراث.
ومرجعيتنا في التصويب (القرآن الكريم) وما يتفق معه من المرويات الواردة في كُتب التراث.
فالحق تبارك وتعالى أمرنا أن نتدبر القرآن الكريم، وأمرنا كذلك أن نفكر في خلق السموات والأرض وأن نسير في الأرض وننظر ونشاهد ونتأمل كيف بدأ الخلق. وهذه دعوة من الله سبحانه وتعالى للإنسان في كل زمان ومكان أن يفكر ويُعْمِل العقل في كل شيء من مخلوقات الله.
فلماذا نرى أكثر الناس ومنذ زمان طويل وحتى الآن لا يفكرون ولا يتدبرون ولا ينظرون ولا يُعملون العقل فى تراث السابقين وينقلونه للناس على أنه صحيح لا يقبل النقاش وكأن لسان حالهم يقول: السابقون فكروا لنا ولسنا مطالبين بالتفكير فيما وصلوا إليه، ومن فكر ونظر إلى التراث بعقل يكون خارجاً عن الخـط ويحارب، بل ويكفَّر. في الوقت الذي نجد فيه العالم يتقدم فى جميع المجالات وتقوم أجهزة البحث عندهم بالعمل ليل نهار فى الدواء والغذاء والاستنساخ وأبحاث الفضـاء وفى كل ما يعود على البشرية بالرفاهية والسعادة نجدهم عندنا يتكلمون عن الحيض والنفاس واللحية وشعر الرأس والعدبة واللباس القصير وهجروا القرآن إلى كُتب التراث وصلى الله وسلم على من قال:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا 30 (الفرقان).
ومبدؤهم: إذا تعارض المنقول - غير القرآن الكريم طبعاً - مع المعقول أخذنا بالمنقول. وهذه هي المصيبة الكبرى في أمة تركت عقلها واعتمدت على منقولها من التراث بغير إعمال العقل حتى ولو خالف المنقول - وهو ظني الثبوت - ما جاء في كتاب الله القطعي الثبوت والمحفوظ من التحريف بأمر الله:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 9(الحجر).
ورحم الله عقلاء الأمة الذين قالوا: إن الأدلة الشرعية ومنها الحديث يجب ألا تنافى العقل، لأن العقل مناط التكليف ولذلك تسقط التكاليف بزواله [لكن إحدى الصحف القومية كتبت على لسان أحد المعاصرين أن العقل لا يصلح للحكم على السنة]!!!. (الأهرام يوم الجمعة 16/7/1999م = 2 ربيع الثاني 1420 هـ، صفحة الفكر الديني).
ورحم الله من قال من علماء الأصول: إن الحديث الذي وصل إلى أعلى درجات القبول هو ما اتصل سنده برواية العدل الضابط ضبطاً تاماً عن مثله حتى يصل إلى النبي  من غير شذوذ ولا علة قادحة.
والرد الجميل الذي بين يديك عزيزي القارىء بحث موثَّق نرد به على مقال للدكتور محمد عباس عودة صاحب فتنة كتاب (وليمة الأعشاب) الذي بسببه أُغلقت جريدة الشعب، والذي جاء رداً على مقال للأستاذ عبده مباشر نُشر يوم 3/12/2000 في ص 10 بجريدة الأهرام وننشر مع بحث الرد الجميل مقال الأستاذ عبده مباشر (ص 52)، ورد الدكتور محمد عباس عليه ص64.
البداية:
نذكر قول الحق تبارك وتعالى لنا في القرآن الكريم:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالا مُّبِينًا 36.(الأحزاب)
ويقول سبحانه وتعالى:
وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ 14.(النساء).
العاصي لأمر الله فى الدنيا فى ضلال مبين، وفى الآخرة فى النار وفى العذاب المهين!.
وبهذا البيان القرآنى يكون المسلم ليس له خيار فى أى أمر من أمور حياته إذا كان هذا الأمر فيه قرار من الله ورسوله بـ (افعل أو لا تفعل) وما عليه إلا اتباع أمر الله وإذا عصى الأمر فهو فى ضلال مبين فى الدنيا، وفى الآخرة فى عذاب مهين.
وإذا استجاب لأمر الله ورسوله  فى كل أمور حياته فقد فاز فوزاً عظيماً.
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا 71(الأحزاب)
الرواية موضوع الرد الجميل:
كان هذا تمهيدٌا للدخول في الموضوع، والموضوع هو كما ورد فى كُتب التراث: (جواز سب الكفار وزجرهم وذكر آبائهم).
وكُتب التراث حافلة بهذا اعتماداً على الدس وليس على النص .. [والمؤسف أن هذا الكلام منتشر بشكل وبائي بين جماعات الإرهاب قديماً وحديثاً].
وقد جاءت هذه الرواية في الكُتب الآتية:
* كتاب الأدب المفرد للبخاري، حديث رقم 936، 946. [قال لى أستاذ فى علم الحديث بإحدى الكليات "طلب عدم ذكر اسمه": إن أكثر من 90% من الأحاديث الواردة فى كتاب الأدب المفرد للبخاري ضعيفة!!!].
* مسند أحمد بن حنبل في الجزء رقم (5) ص136، حديث رقم 21271، 21272، 21273، 21274، 21275.
* كتاب شرح السنة للبغوى في الجزء (13) ص120، 121، حديث رقم 3541.
* كتاب مجمع الزوائد للهيثمى.
* كتاب المعجم الكبير للطبراني، حديث رقم 532.
* ابن حبان، حديث رقم 3153.
* كتاب السنن الكبرى للنسائي، حديث رقم 1810.
* الجامع الكبير والجامع الصغير للسيوطى.
فماذا تقول هذه الرواية والمنسوبة خطأُ للنبي  :
شرح الرواية :
مع الاعتذار لك عزيزى القارئ مُضطر أن أذكر لك نص الحديث وشرحه من كُتب التراث.
[من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهنِّ أبيه ولا تكنوا]
وتعزى بمعنى (انتسب وانتمى). ومعنى العض: (الشد بالأسنان على الشىء).
أما الهن فهو (الفرج، ويصغر هُنينا، وهو عورة القبل، ويقال فرج الرجل، أى ذكره أو إيره ويكنى عنه بكلمة (هن)). راجع القاموس المحيط ص 1600، المحيط في اللغة 3/324. (اقرأ شرح الحديث في رسالة د/ محمد عباس المنشورة ص 64).
واقرأ شرح د. عبد المهدى عبد القادر عبد الهادى ص 73.
ومعنى هذه الرواية أن رسول الله  يأمر المسلمين هنا بأنهم إذا سمعوا رجلا يتفاخر ويتباهى بنسبه الجاهلى أن يقولوا له: اعضض (بِ ذَ كَ رِ)( ) أبيك، أو عض فرج أبيك، أو ضع (ذ ك ر) أبيك في فمك واعضض عليه، وحاشا لله أن يصدر مثل ذلك القول عن رسول كريم!! قال له ربه وهو أول المؤمنين:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا 70 (الأحزاب).
فهل يعقل من لديه قليل من العقل أن يأمر النبى  أصحابه أن يقولوا هذا القول، وأن يتداولوا فيما بينهم هذه الوصية الهابطة؟!! والتى جعل منها بعض الشراح لهذا الحديث نصيحة، لكى يتعلم التلاميذ كيف يكونوا فحاشين شتامين بهذه الألفاظ التى تمجها الفطرة السليمة وتخدش حياء الناظر إليها لا السامع فحسب.
ولا أدرى ماذا سيكون رد فعل النساء عندما تقرأ هذا الكلام؟!!
آيات القرآن تُكذِّب هذه الرواية :
وهذا الكلام مُخالف لأمر الله لنا في القرآن الكريم بعدم سب المشركين والكفار فيقول الحق تبارك وتعالى:

وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 108(الأنعام: 108)
ومعنى الآية الكريمة (ولا تسبوا) أى لا تشتموا المشركين ومعبوداتهم مجرد شتم فيشتموا ربكم تعديا بغير علم منهم بمقام الله سبحانه وتعالى وهناك فرق بين السب والمجادلة بالتى هى أحسن، وليس بالتى هى أسوأ أو بالسب والشتم بهذه الأقوال التى نسبها أعداء الإسلام (دسا) إلى رسول الله  في كُتب التراث وسكتنا عليها حتى الآن ويقول د.عبد المهدى عبدالقادر عبدالهادى حديث في غاية العظمة للشخصية المسلمة!!؟ انظر ص 73 من هذا الكتاب.
وفى ضوء هذا البيان القرآنى يكون هناك أمر واضح وصريح من الله جل جلاله بعدم سب معبودات المشركين وبالتالى عدم سب المشركين أنفسهم ومن يعص هذا الأمر القرآنى فهو فى ضلال مبين في الدنيا وفى العذاب المهين فى الآخرة، ومن يطع الله ورسوله ويبتعد عن سب الناس فقد فاز فوزاً عظيماً، ورضى الله عنه وأدخله فسيح جناته وغفر له ذنوبه، وأصلح أعماله.
إذا كان الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بعدم سب المشركين وأصنامهم.
فهل يقبل أن يأمرنا رسول الله بأن نسب الكفار والمشركين وغيرهم بهذا الأسلوب الذى يرفضه أى عاقل؟!!.
وهل يمكن أن يأمرنا الرسول  بما يخالف أمر الله؟ وهو سبحانه الذى قال:
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 125(النحل)
وأمرنا الله سبحانه وتعالى:
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 46(العنكبوت)
وأهل الكتاب هم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، فقال:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110(آل عمران)
فهل هذه الرواية والتى ينسب قولها للرسول  والتى تخدش الحياء من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟؟ والتى هى وظيفة المؤمن في حياته؟!! أم هى المنكر والبغى الذى يجب أن نتجنبه؟!! وصدق الشافعى عندما قال في ص 576 من كتاب الرسالة: (لا تخالف سنةٌ لرسول الله كتابَ الله).
ومع ذلك فالأمر في كتاب الله واضح أن تكون مجادلتهم بالتى هى أحسن مع أن أكثرهم من الفاسقين.
وقد امتدح الله سبحانه وتعالى نبيه في كتابه الكريم بصفة جامعة لكل الفضائل وقال سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله :
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4(القلم).
وهل صاحب الخلق العظـيم يقول مثل هذا الكلام بالمخالفة لأمر الله؟!!.
ومن ملامح هذا الخلق العظيم: الأمانة، والرحمة، والصبر، والعفو، والبر بالأقربين، والإخلاص، وخفض الجناح، والطاعة ، والصفح، والصدق، وقوة العزيمة، إلى غير ذلك من الصفات التى سمت بنبوته وبشريته فجعلته محمودا عند الخالق وعند المخلوق على السواء، وكان قرآنا يمشى على الأرض قولا وعملا.
فهل النبى المبعوث رحمة للعالمين صاحب الخلق العظيم يأمر أمته أن تسب المعتز بجاهليته كما ورد في كُتب التراث- دسا وليس نصا؟!! بكلام يخالف أمر الله، والذي قال له:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ 159(آل عمران)
ولقد أكد القرآن على أن المؤمنين صادقي الإيمان في الفلاح الدائم في كل تصرفاتهم في الحياة الدنيا.

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ 3 وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ 4 وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 5 (المؤمنون)

وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ 55 (القصص)



أليس من اللغو أن ننسب هذا الكلام إلى رسول الله؟!.
(واللغو هو الكلام الذي لا فائدة فيه وهو ما يستحق أن يُلغى ويُترك كالعبث وسُخف القول).
ويؤكد القرآن على أن المؤمن لا يمكن أن يكون سبابا ولا شتاما بل على العكس يقابل السب والشتم بالصفح والغفـران وبهذا أمر الله سبحانه وتعالى النبى والمؤمنين فقال:
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ 85(الحجر)
وقال للنبى  في محكم التنزيل القول الفصل الحق:
قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يعفروا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ 14(الجاثية)
و(قل) هنا أمر من الله سبحانه وتعالى. فهل الرسول  عصى الله وقال هذا الكلام الهابط المتدني والذي دُسَّ على رسول الله  في كتاب الأدب المفرد للبخاري، وفى مسند أحمد بن حنبل والطبراني والبغى في شرح السنة وغيرها كما ذكرنا.
ونحن دائما نحسن الظن بالآخرين ونقول إ ن هذا الكلام دُسَّ على رسول الله  عند البخارى وغيره لأن هذا المتن يناقض ما جاء في كتاب الله القطعى الثبوت والدلالة. الذى

لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 42 (فصلت).
فهل نتبع كتاب الله أم نتبع المرويات؟! والتى أجمع أكثر المشتغلين بها منذ ظهرت في المجتمع الإسلامى في نهاية القرن الثانى وبداية القرن الثالث الهجرى أنها ظنية الثبوت.
والقرآن الكريم في محكم آياته علّم عباد الرحمن ألا يردوا على الجاهلين، إذ قال:

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا 63 وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا 64 وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا 65 إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 66 وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا 67 وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا 68 يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 69 إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70 وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71 وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا 72 وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا 73 وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا 74 أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا 75 خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 76 قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا 77 (الفرقان).

فهل الذي قال له ربه هذا الكلام الطيب يأمر أمته أن تلعن وتسب الناس بهذه الألفاظ الجارحة؟ والتي يخجل أى إنسان من ذكرها في أى مكان ومع أي مستوى من الناس!.
ونسأل الله الكريم أن يجعلنا من عباد الرحمن الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ويمشون على الأرض هونا، ونقول لمن خالفونا الرأى سلاما.. سلاما، وندعو لهم بالمغفرة وحسن المآب إلى كتاب الله وسنة رسوله  الصحيحة المتفقة مع القرآن الكريم. آمين يا رب العالمين.
وانظر هذا البيان القرآنى العظيم:

وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ*فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ89 (الزخرف)
(وقيله: القيل والمقال والقال هى والقول شئ واحد).
حقا إنك لعلى خُلق عظيم يا سيدي يا رسول الله:
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ 94 إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 95 الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ 96 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ 97 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 98 وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ 99 (الحجر)
ولقد طلب الله سبحانه وتعالى من رسوله الكريم  أن يعفو ويصفح عن كل من أساء إليه:

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 13(المائدة)
وقال تعالى:
فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 36 وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الاِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ 37 وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ 38 وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ 39 وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 40 وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ 41 إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الارْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ 42 وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الامُورِ 43 (الشورى).
فهل من يعفو ويصفح يقول مثل هذا الكلام الذى دُسَّ على البخاري وغيره؟!! والذي يخجل من ترديده كل صاحب عقل وفطرة سليمة ومن آمن بالله ربا وبدين الإسلام دستوراً لحياته؟!!
وماذا قال النبي  صاحب الخلق العظيم للكفار المعتزين بكفرهم وجاهليتهم؟
قال لهم كما أمره ربه وناداهم بالاسم الذي يعتزون به:
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ 1 لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2 وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 3 وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ 4 وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 5 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ 6 (الكافرون)
فهل بعد هذا يقول المبعوث رحمة للعالمين صاحب الخلق العظيم مثل ما دس فى كتب التراث.
ويقول الحق تبارك وتعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا 45 وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا 46(الأحزاب).
فهل السراج المنير يقول مثل هذا القول الذي يرفضه كل الأسوياء من البشر؟.
جاء في القرآن الكريم، الذي نزل على صاحب الخلق العظيم، القول الحكيم لكل من آمن بالله ربا وبالإسلام دينا:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالالْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الايمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 11 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ 12 (الحجرات)
بهذا الأدب القرآني يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بعدم السخـرية من الناس رجالا ونساء وعدم غيبة بعضنا بعضا، وينهى المؤمن عن وصف أى إنسان بالفسوق ومن يخالف أمر الله فهو من الظالمين لأنفسهم ولغيرهم.
ويقول أستاذ فى الحديث د. عبد المهدى عبد القادر عبد الهادى: إن الحديث- موضع بحث الرد الجميل صحيح!!- انظر شرح الحديث الذى قدمه لنا المذكور ص 73 من هذا الكتاب؟؟!!، بل والأكثر من ذلك غرابة قال أمام شهود عدول أحياء إن حديث رضاع الكبير صحيح، رغم أن الأئمة الأربعة أبا حنيفة ومالكا والشافعى وأحمد بن حنبل أنكروا أحاديث رضاع الكبير. (وصدر له كتاب دفع الشبهات يؤكد ذلك).
وقريبا نقدم لكم بحثا جديدا ينفى هذا الكلام المخالف للقرآن والذى يمس أهل بيت النبى  والصحابة الكرام والذى نُسب إليهم دسا وجاءت به كُتب التراث، والأخطر أن هذا الأستاذ يدلس على معاصريه فينسب إليهم ما لم يصدر عنهم وينقله إلى من يريد بغـرض الفتنة!!، وأخيراً يقدمه لنا أحد البرامج الدينية فى التليفزيون المصرى. (ونستعيذ بالله من هذا النوع من البشـر ونطلب من الله أن يصلح حالنا وحالهم ويغفر لنا ولهم).
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ 60 (غافر).
كما نهانا سبحانه وتعالى عن الظن السيئ بالناس لأن بعض الظن إثم يستوجب العقوبة وعن تتبع عورات الناس، ونهانا أيضا عن ذكر بعضنا بعضا بما نكره فى غيبته، وأمرنا الله بعدم التنابز بالألقاب أى إذا لقبه بلقب قبيح مكروه وهذه هى أخلاق الإسلام التى أمر بها المسلمين للالتزام بها بينهم وبين الناس حتى المخالفين لهم فى العقيدة. فى أى مكان وأى زمان .
فهل يتفق هذا الأدب القرآني والحديث المنسوب لصاحب الخلق العظيم؟!!.
والحق تبارك وتعالى أمر اليهود كما قال لنا القرآن الكريم:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ 83 (البقرة).
وهل هذا الأمر لليهود فقط أم لنا أيضا نحن المسلمين أتباع صاحب الخلق العظيم الذى جعله الله سبحانه وتعالى أسوة حسنة لكل من آمن بالله وباليوم الآخر وعمل صالحاً، قال الحق تبارك وتعالى:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الاخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً 21 (الأحزاب).
فهل القدوة الحسنة يقول مثل هذا القول الذى دسه أعداء الإسلام على رسول الله  فى كُتب التراث وبالتوارث والتقليد صدقه البعض دونما تفكير؟ ليتخذه الإرهابيون سلاحا لهم فى سب غيرهم!!.ويتخذه أعداء الاسلام سلاحا لتشويه صورة المسلمين.
ونسأل: وماذا كان يقول ـ صاحب الخلق العظيم الأسوة الحسنة  ـ للمشركين؟ قال لهم بأمر ربه:
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 151 وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 152 وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 153 (الأنعام)
والنبى لا يأمر بالفحشاء لأن الله سبحانه وتعالى قال له عندما قال المشركون: إن الله أمرهم بها:
وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 28 (الأعراف).
وعدد لهم بعض المحرمات عند الله ومنها: الْفَوَاحِشَ في قوله تعالي:
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 32 قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 33 وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ 34 (الأعراف)
* أليس من الفحش أن نقول وننسب مثل هذا الكلام إلى رسول الله  وهو خير الخلق كلهم؟‍.
*أليس من الخطأ أن نسب الناس لمجرد اعتزازهم بما هم فيه.
*أليس من البغي والعدوان أن نردد مثل هذه الأقوال وننسبها إلى صاحب الخلق العظيم المبعوث رحمة للعالمين؟‍.
والحق تبارك وتعالى ورسوله  الذي بلغنا أن الله لا يأمر إلا بالعدل والإحسان وينهانا عن الفحشاء والمنكر والبغى:
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 90 (النحل)
والذي يأمر بالفحشاء والمنكر كما أخبرنا الحق سبحانه وتعالى هو الشيطان ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالي اتباع خطواته :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 21 وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 22 إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 23 يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 24 يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ 25 (النور)

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 268 يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ 269 (البقرة).

يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 168 إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 169 وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ 170 (البقرة).
وبهذا البيان القرآني يكون كل قول أو فعل لأي إنسان يُخالف أمر الله هو من أمر الشيطان الذى أمر بدس مثل هذا الكلام الخارج عن حدود الأدب والأخلاق فى كُتب التراث، وعلى كل الشرفاء فى الجامعات ومراكز البحث تنقية هذه الكُتب من هذا الكلام المنسوب بالباطل لصاحب الخلق العظيم الأسوة الحسنة المبعوث رحمة للعالمين  والذى كان خُلُقُه القرآن.
كما أخبرنا القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى يحب المتقين، المحسنين، المتطهرين، المتوكلين، المقسطين، التوابين فهل المتصفون بهذه الصفات وأولهم الأسوة الحسنة  يقولون مثل هذا الكلام المنافى لكل القيم والمبادئ فى دين الإسلام؟!!.
وكما أخبرنا القرآن الكريم بأن الله لا يحب: المعتدين، المفسدين، الظالمين، وكل مختال فخور، ومن كان خوانا أثيما، المسرفين، المستكبرين، وقول الزور.
والسنة الصحيحة تؤكد لنا أن الله ورسوله لا يحب السباب ولا اللعان لأن أصحاب الدعوة لدين الله دائما دعاة حق وسلام بين الناس في أي مكان وزمان وليس مطلوبا منا أن نسـفه فكر الآخرين ولا معتقداتهم ولكن المطلوب منا كما أمرنا الله ورسوله أن نجعل الآخرين يحترمون رأينا ومعتقداتنا.
ويؤكد لنا هذا أن الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم يقول:
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 5 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ 6 عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 7 لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 8 (الممتحنة).
أمرنا سبحانه وتعالى أن نبرهم ونقسط إليهم حتى ولو كانوا يعتزون بجاهليتهم، وكفرهم. وهذا هو الإسلام! ولكن ما دُسَّ على رسول الله  فى كتاب الأدب المفرد للبخارى وغيره لا يقره عاقل! ويقوم أعداء الإسلام بترجمة هذا الكلام المخالف لسماحة الإسلام وتقديمه لشعوبهم على أن هذا هو نبى الإسـلام!!! وعلينا واجب هو تنقية التراث مما يخالف كتاب الله ويشوه صورة الإسلام.
حُب الله ورسوله يُلزمنا أن نتبع كتاب الله
وما يتفق معه من المرويات.
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ 30 قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 31 قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ 32 (آل عمران)
إذا كنا نحب الله سبحانه وتعالى فعلينا أن نتبع الرسول  وثمرة اتباع الرسول  هو الإقرار بالذنب والفوز برضي الله والجنة.
والرسول  كان متبعاً للوحي في القرآن الكريم فقط تنفيذاً لأمر الله :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 1 وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 2 وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا 3 (الأحزاب)
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ 106 وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ 107 وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 108 (الأنعام)
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ 108 وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [يونس109].
ولقد آمن الرسول  بما أنزل إليه من ربه وكذلك الذين آمنوا معه واتبعوا أمر الله الذى أمرهم بالعدل والإحسان في كل شيء ونهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغى والإثم والعدوان وسب الناس ومعتقداتهم.
ولم يتبعوا أمر الشيطان الذى يأمرهم بالفحشاء والمنكر والبغى ولذلك قال عنهم القرآن الكريم:
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الالْبَابِ 18 (الزمر).
ودائماً صدق الله العظيم القائل:
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ 23 (الزمر)

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 (البقرة).

إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا 9 (الإسراء)
فيما سبق أكدنا بالبيان القرآني أن الرواية التي وردت فى كتاب الأدب المفرد للبخاري ومسند أحمد بن حنبل وفى الطبراني في المعجم الكبير والبغى رواية غير صحيحة لأنها تخالف النص القرآنى مخالفة صريحة وهى بكل تأكيد دُسَّت على رسول الله  ونقلها البخارى وغيره دون تبصر منهم، فإنه لا يمكن أن يقول السراج المنير والرحمة المهداة ُ بن عبدالله  هذا الكلام حتى وإن صح السند فالله ورسوله أحب إلينا من كل سند يخالف كتاب الله.
الحديث الصحيح يُكذب هذه الرواية:
والآن نأتي إلى الصحيح من المرويات التى وردت فى أغلب كُتب التراث، ونقدم لك أسماء أصحاب هذه الكُتب وأسماء بعض أصحاب المذاهب عند السنة والشيعة، مع ذكر تاريخ الميلاد والوفاة، انظر وفكر فى تاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة لتعرف متى بدأ تدوين المرويات:
أسماء بعض رجال الحديث والفقه عند السنة والشيعة
م الإسم الميلاد
هجرياً الوفاة هجرياً ملاحظات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
أبو حنيفة
مالك بن أنس
الشافعى
أحمد بن حنبل
البخارى
مسلم
أبو داود
النسائى
ابن ماجه
الترمذى
ابن أبى الدنيا
البزار
أبو يعلى
ابن خزيمة
ابن حبان
الطبرانى
النيسابورى
البيهقى
الأصبهانى
ابن القيم
الكلينى
ابن بابويه
المرتضى
جعفر بن محمد الطوسى 80
91/93
150
-----
194
206
202
215
209
209
208
-----
210
223
-----
260
321
384
457
-----
-----
-----
-----
336/338 150
179
204
241
256
261
275
303
273
279
282
292
307
311
354
360
405
458
535
691
328/329
381
436/404
460
أصحاب المذاهب المشهورة عند أهل السنة















أهل الحديث عند الشيعة


بعض المرويات الصحيحة التي تؤكد أن النبي لم يُبعث لعاناً ولا سباباً:
1- قال أبو ذر. لّما بلغه مبعث النبى  قال لأخيه: "اركب هذا الوادى فاسمع من قوله، فرجع فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق" [رواه البخارى رحمه الله].
2- عن عبد الله بن عمرو قال: لم يكن رسول الله  فاحشاً ولا متفحشاً وإنه كان يقول: "إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً" [رواه البخارى رحمه الله].
3- عن أنس قال: لم يكن رسول الله  فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً كان يقول عند المعتبة: "ما له تربت جبينه" [رواه البخارى وابن حنبل رحمهما الله].
4- عن أبى هريرة عن النبى  قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" [حديث صحيح رواه االبخارى وابن حنبل والترمذى وأبو داود يرحمهم الله].
5- ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
6- وفى حديث حسن "اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب".
7- اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً.. وإن امرؤ شتمك وعيَّرك بأمر ليس هو فيك فلا تعيره بأمر هو فيه ودعه يكون وباله عليه وخالق الناس بخلق حسن.
8- اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. [رواه أحمد بن حنبل والترمذى وأبو داود والطبرانى والحاكم يرحمهم الله].
9- أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً. [رواه الطبرانى - حديث صحيح].
10- احفظ لسانك. [رواه أبو داود والحاكم رحمهما الله].
11- عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذى نفسى بيده ما تجمل الخلائق بمثلها. [عن أنس رواه الأربعة (حديث حسن)].
12- عليك بحسن الكلام وبذل الطعام. [(صحيح) رواه أبو داود والحاكم رحمهما الله].
13- وروى الطبرانى: "إنى لم أبعث لعاناً" [حديث صحيح].
14- إنى لم أبعث لعاناً إنما بعثت رحمة. [صحيح: رواه مسلم وأبو داود رحمهما الله].
15- أوصيك أن لا تكون لعاناً. [رواه ابن حنبل والطبرانى وأبو داود يرحمهم الله، وهو حديث صحيح].
16- لا يكون المؤمن لعاناً. [حديث صحيح رواه الترمذى رحمه الله].
17- لا ينبغى لصديق أن يكون لعاناً. [حديث صحـيح رواه ابن حنبل ومسلم رحمهما الله].
18- أربى الربا شتم الأعراض وأشد الشتم شتم الهجاء. [حديث صحيح رواه عبد الرازق و البيهقى رحمهما الله].
19- إن الله بعثنى مبلغاً ولم يبعثنى متعنتاً. [رواه الترمذى رحمه الله، حديث حسن].
20- إن الله لم يبعثنى معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثنى معلماً ميسراً.
21- مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش. [رواه مسلم عن عائشة يرحمها الله - صحيح].
22- مهلاً يا عائشة! عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش. [رواه البخارى رحمه الله].
23- ما كان الفحش فى شىء قط إلا شانه، ولا كان الحياء فى شىء قط إلا زانه. [حديث صحيح - رواه أحمد بن حنبل، الترمذى، أبو داود يرحمهم الله].
24- أثقل شىء فى ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذىء. [رواه البيهقى والترمذى رحمهما الله].
25- إن الناس لم يعطوا شيئاً خيرا من خلق حسن. [حديث صحيح رواه الطبرانى رحمه الله].
26 - إن لكل دين خلقاً وإن خلق الإسـلام الحياء. [حديث حسن رواه ابن ماجة عن أنس وابن عباس يرحمهم الله].
27- خير ما أعطى الناس خلق حسن. [حديث صحيح رواه ابن حنبل والنسائى وابن ماجة والحاكم يرحمهم الله].
28- ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن. [رواه البخاري والبيهقى رحمهما الله].
هذه هي بعض أقوال صاحب الخلق العظيم الصحيحة طيبة المعنى والتي إن دلت فإنما تدل على سمو فى الخلق جعله مصدراً للاحترام والتقدير والحب بين قومه قبل بعثته وشهدوا له بالعدل والصدق والأمانة وسداد المشورة، وارتضوا حكمه فى أمر نقل الحجر الأسود، وحين عهدوا إليه بأموالهم ليستثمروها فى التجارة، وكانت تجارته فى أموالهم وصدقه معهم دليلا على ما يتمتع به من العفة والأمانة.
وبهذا الخلق العظيم جعل من العدو نصيراً، ثم سما بالنصرة إلى مقام الصحبة. وإن أروع وصف لخلق النبي وصف السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله  قالت: (كان خلقه القرآن) فهل الذي خلقه القرآن يقول مثل هذا الكلام؟!.
وبهذا البيان النبوي الشريف الذي ورد في كُتب المرويات البخاري ومسلم والترمذي وبن ماجة وأحمد بن حنبل وغيرهم يرحمهم الله رحمة واسعة يتأكد لنا أن الرواية التي دُسَّت فى كُتب المرويات والتي تقول: إن النبي  قد أمرنا أن نقول لمن يفتخر بجاهليته:
(من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا)- أى قولوا له عض (ذ ك ر)( ) أبيك؟!!. راجع شرح الحديث للدكتور عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي في ص73 من هذا الكتاب.
رواية باطلة بطلاناً مطلقا وليست من النبي  لأنها تخالف نصوص القرآن الكريم وكذلك نصوص الصحيح من المرويات.
ولكن من يسمون أهل الحديث يقولون إنها- أي رواية هذا الحديث- صحيحة الإسناد لأن القاعدة عندهم: ما صح سنده صح متنه، روى عن يحيى بن سعيد القطان الذى ذكره الذهبى فى كتابه سير أعلام النبلاء (9/188) أنه قال: (لا تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد، فإن صح الإسناد صح الحديث وإلا فلا تفتروا بالحديث إذا لم يصح الإسناد)أهـ.
ونقول: يا ابن القطان يعرف الرجال بالحق وليس العكس يرحمك الله!!!.
-البلية الكبرى- حتى ولو كان هذا المتن يسئ إلى النبي  وإلى الإسلام بل وإلى الله سبحانه وتعالى وينشره أعداء الإسلام!!.
ونقول لهم هذا السند الصحيح مطعون فيه بقواعد النقد عند جمهور المحدثين أى عندكم أنتم يا أهل الحديث المقلدين المعاصرين. ولكي ننسف هذه الرواية نقول وبالله بالتوفيق:
كل الطرق التي صحح بها هذا الخبر باطلة بطلانا ظاهرا، لأن الراوي المشترك في جميع الروايات هو (الحسن البصري) وهو (مدلس وقد عنعن)، وكذلك أبى عثمان الأنصاري وهو لم يدرك أُبيَّا بن كعب وقد عنعن عنه فالخبر بهذه الطرق يكون باطلا بطلانا جليا حسب قواعدكم.
والإمام الشافعى يرحمه الله قال لنا فى 379 من كتاب الرسالة- وهو قول رجل منصف-: (من عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته فى روايته، لا تقبل من مدلس)، وقال شعبة بن الحجاج إمام أهل الحديث المتوفى بالبصرة سنة 160هـ: (لأن أزنى أحب إلى من أن أدلس) وقال أيضا: (التدليس أخ الكذب).
(والحسن البصرى المتوفى عام 110هـ من المدلسين وهو من شيوخ أبى حنيفة وكان يرسل كثيراً ويدلس). انظر كتاب تهذيب التهذيب جزء 2 ص 231، كتاب طبقات ابن سعد جزء 7 ص 156، وكتاب تقريب التهذيب جزء 1 ص 165، وقال الأستاذ أحمد محمد شاكر فى شرحه لألفية السيوطى ص 36: (وقد وقع فى الصحيحين- يقصد البخارى ومسلم- أحاديث كثيرة من رواية بعض المدلسين)؟؟!!.
ما معنى التدليس؟!!
التدليس قسمان:
الأول: تدليس الإسناد: بأن يروى عمن عاصره ما لم يسمعه منه موهما سماعه قائلا: قال فلان أو عن فلان ونحوه وربما لم يسقط شيخه وأسقط غيره ضعيفا أو صغيرا تحسينا للحديث.
الثاني: تدليس الشيوخ: بأن يسمى شيخه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف.
أما الأول فمكروه جدا ذمه أكثر العلماء، انظر كتاب التقريب النووى.
وفى ضوء ما قدمناه نقول: إن كل مروى منسوب للنبى قولا أو خبرا يخالف نصا قرآنيا فهو ليس من النبى وإن صح السند، حتى ولو جاءت به كُتب الحديث الصحاح الستة أو التسعة!!! وإن السكوت على المرويات المنسوبة بالباطل والتى تسئ إلى الإسلام وإلى صاحب الخلق العظيم والذى جاء بالقرآن العظيم يعد خيانة كبرى ولقد قام أعداء الإسلام ومنذ زمن طويل بترجمة هذه الأقوال- المنافية لأدب الإسلام وصحيح الرواية- والتى جاءت بها كُتب التراث (دسا) وذلك بهدف التشكيك فى الإسلام ورسوله  المبعوث رحمة للعالمين.
فهـل آن الأوان لكى نُنقى كُتب التُّراث من كل ما يخالف القرآن الكريم؟.

وقبل أن نختم هذا البحث نورد أقوال بعض رجال الغرب عن رسول الله :
* قال (لامارتن) شاعر فرنسا (1790-1869)
(.. لم يظهر قط رجل كمحمد عقد نية حول غاية فوق قدرة البشر، وهى هدم الخرافات القائمة بين الخلق والخالق، ورد الإنسان إلى الرب) أهـ.
نلاحظ هنا أن هذا الكلام يناقض ما قاله الطبرانى المتوفى 310هـ والواقدى أيضا، عن زلة الشيطان لرسول الله  ومدحه آلهة قريش.
وقال الفيلسوف الإنكليزى (توماس كارليل):
فى كتابه (الأبطال) محمد بعد الله مباشرة:
(لقد أصبح من أكبر العار على أى فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغى إلى من يظن أن دين الإسلام كذباً) هـ.
* وقال (ول ديورانت):
(وإذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر فى الناس. قلنا إن محمد أعظم عظماء التاريخ، لقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحى والأخلاقى لشعبه) أهـ.
* ويقول عالم الاجتماع (غوستاف لوبون) (1841- 1931م):
(إننى أدعو إلى دين عربى قويم أوحاه الله إلى نبيه محمدا فكان أمينا على بث دعوته بين قبائل رحل) أهـ.
* وقال (فولتير فرانسوا) (1694- 1778م):
(إن فى نفس محمد قوة عجيبة تحمل المرء على التفكير) أهـ.
وذكر فولتير وقوف محمد  وحده يدعو إلى الله، وذكر عظمة أخلاقه .
فولتير يذكر عظمة أخلاق الرسول  فى الوقت الذى تقول بعض كتب التراث ما يسئ إليه!! ونقول إنه صحيح؟؟!!.
* وقال (كارل ماركس) (1818- 1883):
(هذا النبى افتتح برسالته عصرا للعلم- النور والمعرفة- حرى أن تدون أعماله وأفعاله بطريقة علمية خاصة، وبما أن هذه التعاليم التى قام بها هى وحى من علو، فقد كان عليه أن يمحو متراكما من التبديل والتحوير فى الرسالات السابقة وما أدخله عليها الجهـلاء من سخافات لا يعول عليها عاقل) أهـ.
* وقال (برناردشو) (1856- 1950) فى كتابه (زنجية تضحك):
(قطع محمد بعد المسيح بستمائة عام خطوة إلى الأمام ضخمة بل هائلة بقضائه على الوثنية الصماء العمياء، ونقل الدنيا آنذاك إلى وحدانية متنورة، والإسلام هو الدين الوحيد الذى يملك الاستعداد للتلازم ولمواجهة الحالات المتنوعة والصور الحياتية المتغيرة، ومواكبة العصور المختلفة، وإنني أتنبأ أن دين محمد سيعم أوربا غدا) أهـ.
[انظر أقوال علماء الغرب السابقة عن النبي عليه الصلاة والسلام...؟!.
وفي نفس الوقت أقدم لك عينة من أقوال كتب الحديث فيما يلي:

أم حرام.التي كان يدخل ..؟!.
عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ ...!؟.
وهو افتراء علي الحبيب المصطفي.:
ومن العار المحزن المبكى المخزي المؤلم علي نفس كل مسلم ما جاء في كتاب:
(32) -مقدمة فتح الباري ج: 1 ص: 169
* قوله فلت رأسه وقوله تفلي رأسه أي أخذت منه القمل...؟!.
وكتاب: تحفة الأحوذي ج: 5 ص: 227 ،228 ، 229 ، 230
15 باب ما جاء في غزو البحر :ذكره الحافظ في الفتح في كتاب الاستئذان وقد بسط الكلام في هذا هناك فمن شاء الوقوف عليه فليراجعه وحبسته تفلي رأسه بفتح الشاة وسكون الفاء وكسر اللام أي تفتش ما فيه من القمل فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية لمسلم.
وكتاب شرح سنن النسائي للسندي في اشرح لحديث رقم: (3120) كتاب:الجهاد - باب: فضل الجهاد في البحر- الذي رواه النسائي. والذي يقول ألسندي في شرحه لهذا الحديث عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام النص الآتى :
[( تفلي رأسه ) بفتح تاء وسكون فاء وكسر لام:
أي تفرق شعر رأسه وتفتش القمل منه].
** فقال ابن عبد البر: أظن أن أم حرام أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أختها أم سليم فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة.
** ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أو من النسب وكل من أثبت لها خؤلة تقتضي محرمية . لأن أمهاته من النسب واللاتي أرضعنه معلومات..؟! ليس فيهن أحد من الأنصار البتة , سوى أم عبد المطلب وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار , وأم حرام هي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر المذكور فلا تجتمع أم حرام وسلمى إلا في عامر بن غنم جدهما الأعلى , وهذه خؤلة لا تثبت بها محرمية لأنها خؤلة مجازية , وهي كقوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص " هذا خالي " لكونه من بني زهرة وهم أقارب أمه آمنة , وليس سعد أخا لآمنة لا من النسب ولا من الرضاعة .
الشرح من كتاب صحيح مسلم بشرح النووي: قوله: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وتفلي رأسه, وينام عندها ) اتفق العلماء على أنها كانت محرما له صلى الله عليه وسلم, واختلفوا في كيفية ذلك فقال ابن عبد البر وغيره : كانت إحدى خالاته من الرضاعة , وقال آخرون : بل كانت خالة لأبيه أو لجده ; لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار . قوله: ( تفلي ) بفتح التاء وإسكان الفاء , فيه : جواز فلي الرأس وقتل القمل منه , ومن غيره , قال أصحابنا : قتل القمل وغيره من المؤذيات مستحب
الشرح: من كتاب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
قوله: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام ) بفتح المهملتين: وهي خالة أنس صحابية مشهورة ماتت في خلافة عثمان, وفي رواية البخاري في الاستئذان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام ( وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت ) هذا ظاهره أنها كانت حينئذ زوج عبادة, وفي رواية البخاري في باب غزو المرأة في البحر من كتاب الجهاد: فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر, وفي رواية لمسلم, فتزوج بها عبادة بعد. وظاهر هاتين الروايتين أنها تزوجته بعد هذه المقالة, ووجه الجمع أن المراد بقوله: وكانت تحت عبادة بن الصامت الإخبار عما آل إليه الحال بعد ذلك وهو الذي اعتمده النووي وغيره تبعا لحياض: ذكره الحافظ في الفتح في كتاب الاستئذان, وقد بسط الكلام في هذا هناك فمن شاء الوقوف عليه فليراجعه ( وجلست تفلي رأسه ) بفتح المثناة وسكون الفاء وكسر اللام أي تفتش ما فيه من القمل ( فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم )
والخطير أن هذا الكلام يُنشر علي الإنترنت، وقناة الحياة التليفزيونية ولا يستطيع أحد من عبيد الروايات أن يدافع عن رسول الله تقديسا للرواة...!؟.
*******
وختاماً..نتوجه إلي الله ..
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ 89 (الأعراف)
واشرح صدورهم للقرآن الكريم وصحيح السنة وكل مؤمن مُحب لله سبحانه وتعالى ورسوله  يؤمن بأن النبي متبع للقرآن وعلى ذلك فمن ينسب للنبي مخالفته للقرآن فقد افترى على الله ورسوله. وتمسكا منا بخلق الإسلام فإننا كما أمرنا الله ورسوله نصفح ونغفر لمن يتطاول علينا ويسبنا وندعو له بالهداية، ونقول لهم المقالة النبوية الخالدة والتي جاءت بها كُتب التراث والتى تتفق وما جاء فى كتاب الله (اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون). ودائما صدق الله العظيم:
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 51 قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 52 (العنكبوت)

أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً 82 و (النساء)

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا 24 إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ 25 ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ 26 (محمد)

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا 27 يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلا 28 لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا 29 وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا 30 وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا 31 (الفرقان)

وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ 92 (يونس).

* * *
. الإساءة إلى رسول الله وأهل بيته فى كتب البخارى ومسلم..
فهل آن الأوان لتنقية كتب السنة من الدس والتزييف؟
نُشر فى مجلة أكتوبر العدد 1242 بتاريخ 13/8/2000 للأستاذ / محمد الطحلاوى مساعد رئيس تحرير مجلة أكتوبر.
وجاء نصه على ما يلى:
البخارى ومسلم والنسائى والترمذى وابن ماجة وأحمـد بن حنبل وأبو داود والدرامى والديلمى وغيرهم من أفاضل العلماء لهم عندى وعند كل خلق الله الاحترام والتقدير والعرفان، فقد بذلوا من الجهد الكثير لتنقية أحاديث رسول الله مما علق بها فى عصور الفتنة. واعتقد الناس أن نتاج عملهم هو نهاية المطاف وأن ما فى كتبهم له من القداسة مما للقرآن الكريم، ولكن مع القراءة المتأنية وجد أن بهذه الكتب كما كبيرا من الأحاديث لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق ولا تتفق مع سياق القرآن ولا شخصية رسول الله، والحكم عليها بالبطلان وأنها مدسوسة على رسول الله  لا يحتاج إلى استخدام أدوات علم الجرح والتعديل الذى يعد بمثابة الميزان الذى نزن به الحديث الصحيح والحسن والضعيف.. وهنا أسوق بعض ما ورد فى هذه الكتب من إساءة لله ورسوله وأنبيائه، ولن أستحى أن أذكر هنا ما جاء من إساءة بالنص لتكون صرخة تفيق العلماء الصامتين عن هذه المهزلة ويقولون إن هناك أحاديث لا يمكن أن نناقشها بالعقل وهى كما وردت فى كتب السنة. وطبعا هذا كلام فارغ يناقض ما نادى به القرآن من إعمال العقل وأن كل ما جاء به لا يناقض العقل.. وإليكم بعض ما ورد فى كتب السنة:
ورد فى صحيح مسلم (ح1403) ومسند أبى داود (ح2151) أن النبى  قال: (إن فلانة مرت بى فوقعت فى قلبى شهوة النساء فأتيت بعض أزواجى) وقال": مسلم وأحمد بن حنبل وغيرهما: (إن النبى  كان ينظر إلى النساء الأجنبيات فتعجبنه، فيأتى أى واحدة من نسائه ليقضى حاجته من النساء) فهل كان رسول الله الطاهر المطهر الذى لم يتزوج أبدا لشهوة وهناك مليون دليل على ذلك، كان هذا سلوكه وكأنه شاب مراهق يقف على الناصية ينظر ويتفرج ويتمعن فى عورات النساء؟‍..
انظر إلى مصيبة أعظم، قال الرواة فى الأدب المفرد (ح7764) ومسند أحمد (5/136) إن النبى  أمر الأمة رجالا وإناثا أن يقولوا لمن يعتز بالجاهلية: (عض ذ ك ر أبيك) وفى رواية أخرى (مص ذ ك ر أبيك) فهل هذا كلام؟.. من قال فيه رب العالمين:


(البقرة)



والمصيبة الأعظم وردت عند البخارى (ح6361) ومسلم (2600-2602) ومسند أبى داود (46596) أن النبى  قال: لماعز بن مالك الأسلمى وهو يستجوبه فى حادثة الزنا(أ ن ك ت هـ ا)( ) وفى رواية أخرى (حتى غاب ذلك منك فى ذلك منها؟ (وثم شئ آخر أن الله تبارك وتعالى نفى السحر عن رسول الله، فهو  لا يسحر أى ليس بساحر، ولا يمكن أن يسحره أحد ورغم ذلك ورد فى صحيح البخارى (ح3175، 6391) ومسلم (ح2189/ 43). أن النبى  قد سحر فكان يظن أنه يأتى الشىء وهو لا يأتيه) فلو صدق هنا الحديث لصدق الكفار فيما قالوا:
(الإسراء)

والعياذ بالله..ثم مصيبة كبرى وردت فى صحيح مسلم(ح2771/59) (إن النبى  شك فى أم ولده وفى نسبة ابنه إبراهيم له، فأمر بقتل الرجل المتهم- ظلما، بدون بينة، وعند تنفيذ عقوبة القتل تبين مصادفة أن الرجل مجبوب (أى بلا ذكر أو خصيتين) فهل هذا يصح فى حق أهل بيت رسول الله اللائى قال فيهن ربنا:

(الأحزاب: 6)

وانظر أيضاً وتمعن فى حديث يؤكد مخالفة الرسول لما ورد صراحة فى القرآن، فقد قال البخارى (ح1339، 3407) وصحيح مسلم (1766، 2372/ 157، 158) ومصنف عبد الرزاق (5،371) والمعجم الكبير والطبرانى (816) وتفسير الطبرانى (21/ 153) وتفسير القرطبى (14/ 140) وصحيح ابن حبان (11/ 607) والسنن الكبرى للبيهقى (6/ 304، 323، 9/ 137)، قالوا جميعا (تزوج من يهودية لم تكن قد أعلنت إسلامها بعد، وتزوجها لجمالها، وتزوجها بعد أن قتل أباها، وأخاها، وزوجها، وأخا زوجها وتزوجها فى الأيام التالية لقتل زوجها مباشرة، ولم ينتظر انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، بل اكتفى بحيضة واحدة) وهذا الحديث يرسم صورة غير لائقة وغير إنسانية لرسول الله، علاوة على إنه يُخالف قوله تعالى:



(البقرة: 234)

في هذا بعض من كلام كثير فارغ مدسوس فى كتب السنة التى يعتقد الناس أنها صحيحة، بل مقدسة، فسواء كان هذا الكلام مدسوسا على أصحاب هذه الكتب أو أنهم غفلوا عنه لكثرة ما وجدوه من مغشوش الحديث، فالأمر لا يحتمل التأخير، فلابد من إعادة صياغة كتب السنة من جديد، وتنقيتها من هذه البلاوى التى تسئ لله ورسوله وأزواجه، وتضع الإسلام كله في مأزق أمام العالم.. افعلوها يا علماء المسلمين حسبة لله والله من وراء القصد.
*******

نص مقال الأستاذ عبده مباشر الذي نُشر في الأهرام في: 3/12/2000هـ=6رمضان1421هـ ، وكان سبباً في هجوم أتباع دين الرواية علي الأستاذ عبده مباشر. وعلي الأهرام...؟‍.
تنقية كُتب التراث.. لماذا؟
بقلم: الأستاذ عبده مباشر
نائب رئيس تحرير الأهرام
*******
كل الذين هاجموا الدين الإسلامي أو حاولوا تشويهه وكل من سيسعى مستقبلا لارتياد هذا الطريق ما عليه إلا أن يقرأ في كُتب التراث والمفسرين ورواة الأحاديث النبوية والتراث يختار منها أسانيده التى تدعم فكره وموقفه ووجهة نظره.
ومع وضوح هذه الحقيقة، فإن علماء الدين الإسلامي المتشددين منهم وغير المتشددين اقتصر جهدهم على إطلاق الحملات ضد من هاجموا وعملوا على تشويه الدين الإسلامى، ولم يفكروا فى إعادة النظر فى كُتب التراث لتنقيتها من الشوائب ومن كل ما يتعارض مع نصوص القرآن والمنطق. وكما هو معروف فإن هذا التراث ليس نصا إلهيا بل هو عمل من أعمال بشر، وأيا كانت أوزانهم أو أقدارهم أو تاريخهم فإنهم جميعا ليسوا من المعصومين، ولا يمكن أن تكون أعمالهم معصومة بأية صورة من الصور فإعادة النظر فى كُتب التراث الآن أصبحت ضرورة لا تحتمل التأجيل، وإذا كان من المستحيل على فرد أن يقوم بذلك فإن المؤسسة الدينية تحمل هذه المسئولية، وهنا لا اقتراح مؤسسة بعينها، ولكن الباب مفتوح أمام المؤسسة الإسلامية التى ترى أنها مؤهلة لإنجاز هذه المهمة.
وما أطالب به الآن سبق أن طالب به مفكرون إسلاميون وعلماء وغيورون على الدين والقرآن والسنة. ومن آخر الأصوات التى طالبت وتطالب بذلك مجموعة من المفكرين المعاصرين من بينهم عبد الفتاح عساكر الذى أعد دراسة غير منشورة حول هذه القضية وإن كان قد نشر صفحات منها خلال الفترة الماضية.
وللتدليل على ضرورة وأهمية هذا العمل، سأختار سطورا من بين كُتب التراث، وأحب أن أوضح أن هناك ما لا يمكن نقله إطلاقا بما به من فجاجة وتجاوز فى المعنى واللفظ يقول المولى جل وعلا فى كتابه الكريم:
وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا 22 (الفجر).
فيقول البخارى ومسلم وغيرهما: (فيأتيهم الله تبارك وتعالى فى صورة غير صورته التى يعرفون فيقول أنا ربكم) فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا الله، فإذا جاء ربنا عرفناه.
فيأتيهم الله تعالى فى صورته التى يعرفون، فيقول: أنا ربكم فيقولون أنت ربنا، فيتبعون، والخلل واضح فيما قاله البخارى ومسلم ومن سار على نهجهما، فهل للمولى صورة يعرفها الناس؟ بالطبع لا.. وهل يبلغ الاجتراء على الله بالقول، إنه يأتى عباده متنكراً؟.
لقد قال المولى عن نفسه (ليس كمثله شئ) وهو القائل:
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 74 (النحل)
وفى موضع آخر يقول البخاري ومسلم وأهل الحديث: (لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط).
وقد قبل عدد من الرواة هذا الحديث وبدأوا في تأويله ولم يتساءلوا هل للمولى قدم؟ ولم يتبينوا ما فى ذلك من إخلال بتنزيه المولى تبارك وتعالى، وما فى ذلك من انتقاص للخالق.
وروى الترمذي وابن حنبل والطبري والبيهقى وغيرهم هذا الحديث (والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله).
* ومن أمثلة هذه الأحاديث (أن آخر وطئة وطأها الله تعالى كانت بمدينة الطائف).
* (إن الرب سيطوف في الأرض بعد خرابها وقد خلت عليه البلاد).
* (إن الله خلق الملائكة من نور صدره وذراعيه).
* (إن الله خلق وجه آدم على صورة وجه الرحمن).
وعن خليل الرحمن إبراهيم أبى الأنبياء قال البعض: إن إبراهيم سيستغفر ويشفع لأبيه الكافر يوم القيامة فيأبى الله، ويتحول أبوه إلى ضبع يتلطخ في نتنه، أما نبي الله ورسوله موسى فقد شرحوا قوله تعالى:
(الأحزاب)


بقولهم: إن الوجاهة هي أن خصيتي موسى ليس بها فتاق وأن حجمهما طبيعي.
وفى رواية أخرى ذكروا أن موسى  ضرب ملك الموت حتى فقأ عينه، وعاد إلى الله أعور لمجرد أن الله أمره بقبض روحه( ).
وقال البخاري عن سيدنا سليمان إنه قال: (لأطوفن الليلة بمائة امرأة) وصحح لهم آخرون وقالوا إنه قال: (لأطوفن الليلة على تسعين امرأة).. وقال آخرون: (إن العدد سبعين أو ستين امرأة).
نبي الله سليمان عند أهل الحديث يعلن عن الملأ أنه سيجامع فى ليلته هذا العدد من النساء.. فهل يمكن قبول أن ينطق الرسول المصطفى نبى العفة  بمثل هذا الهراء.
ولكنهم لم يتوقفوا عند ذلك الحد بل قال مسلم وابن حنبل، إن النبى  كان ينظر إلى النساء الأجنبيات فتعجبنه فيأتي إلى واحدة من نسائه ليقضى حاجته من النساء، ويتزايدون فيقول مرة أتى هذه ومرة أتى تلك.. ونعود لنتساءل ألا يستحق الأمر تنقية كُتب التراث من هذا الهزل؟.
ولم يتوقف حديث كتاب التراث أما قول الله تعالى عن رسوله المصطفى:

(آل عمران: 159)

فيقول البخاري ومسلم وغيرهما إن نساء قريش قلن لعمر بن الخطاب.. أنت أغلظ وأفظ من رسول الله.. أي النبي حاشا لله فظ وغليظ وعمر أفظ وأغلظ منه).
وامتدت الإساءات إلى صحابة رسول الله  يقول تبارك وتعالى:

(الحجر)

وفى رأى الترمذي وأبى داود وابن ماجة أن المستقدمين هم بعض الصحابة كانوا يتقدمون إلى الصفوف الأولى للصلاة حتى لا يرون النساء، أما المستأجرين فهم بعض الصحابة كانوا يتأخرون إلى الصف الأخير من صفوف الصلاة لكى يبصبصوا إلى النساء من تحت إباطهم عند الركوع في الصلاة وقالوا إن ذلك سبب نزول الآية!!.
ويبلغ التخريف مداه عندما يقول البخاري والنسائي إن الشيطان علم كلا من أبى هريرة ومعاذ وأبى بريدة وأبى بن كعب وأبى أيوب الأنصاري وزيد بن ثابت وأبى سيد الساعدى آية الكرسي وفضلها. ويعنى ذلك وصف الصحابة أو بعضهم بالجهل، ووصف الشيطان بالعلم، بل ويعلم الصحابة!!.
وأصحاب التراث لهم موقف سلبي من المرأة، فيقول البخاري لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. وقال البخاري ومسلم يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الأسود، وقالوا أيضـا أكثر أهل النار النساء، والشؤم في ثلاثة الفرس والمرأة والدار.
وقال مسلم المرأة تقبل في صورة شيطان، وقالوا: ولولا حواء ما خانت أنثى زوجها. وإذا كان المستشرقون يقولون إن الإسلام انتشر بحد السيف فإن لكلامهم أصلا باطلا فى الصحيحين، فقد ورد أن النبي  أمره الله أن يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم.
ومن المعلوم يقينا أن آيات الكتاب تكذب ذلك، فقد قال الله تعالى:
(البقرة: 256)

(الكافرون)

(الكهف: 29)
ولكن رواة الحديث أبوا إلا أن يقولوا ما قالوه، لكى يستخدمه المستشرقون حجة على الإسلام والمسلمين.. ومن الطريف المبكى أن الرضاعة التى وردت نصا فى القرآن الكريم بقوله تعالى:


(البقرة: 233)
قال فيها ابن حزم: يجوز رضاعة الكبير ولو كان شيخا، وقال مسلم: يجوز رضاعة الكبار من الكبار، أما لماذا قالوا بذلك؟ قالوا: حتى يمكن للرجل أن يرضع من امرأة أجنبية خمس مرات مشبعات بعدها يمكن أن يخلو بها لأنه صار منها بمكان الابن أى ابنها من الرضاعة( )!!!.
وقالوا استهانة بعقول المسلمين (إن البرص كافر) أما لماذا؟ فلأنه اشترك مع الكفار فى إشعال النيران لحرق إبراهيم كما قال البخاري، وقالوا: ما هو أسوأ، عندما أكدوا أن القرود أقامت حد الرجم على قردة متزوجة وقرد زنيا، وقالوا: إن بقرة اعترضت على صاحبها عندما ركبها، وقالت له إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث.
وقالوا إن الذئب اعترض على الراعي عندما استنقذ منه الشاة وقارعه بالحجة.!! وفى وصف الملائكة قالوا: إن هناك ملكا على صورة ديك تحت العرش يكلم الله.
وقال ابن حنبل: إن هناك أربعة ملائكة رءوسهم تحت الكرسي والكرسي تحت العرش وكل ملك له أربعة وجوه، وجه رجل، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور.
وقال الذهبي وغيره، إن ملكا على هيئة حية يطوف العرش.
وتفسيرا لقوله تعالى:

(الحاقة)
قال ابن حنبل وابن ماجة وأبو داود والترمذي وغيرهم، إن الملائكة الثمانية هم ثمانية وعول ولهم أظلاف، والعرش عليهم، أي أنهم جعلوا الملائكة ديوكا وأسودا أو أسودا ونسورا وحيات وتيوسا( ).
والملائكة الذين قال عنهم المولى:
(الأنبياء)

وجعلوهم هكذا أو هكذا كتبوا وتخيلوا. وجاء دور العلماء والفقهاء لتنقية التراث من هذا الهراء.أهـ.

سفارة جمهورية مصر العربية
بكــين
عاجل لسيادته
فاكس رقم (715) بتاريخ 5/12/2000
السيد الأستاذ/عبده مباشر
جريدة الأهرام
تحية طيبة وبعد،،
إشارة لمقالكم بعنوان (تنقية كتب التراث لماذا؟ المنشور بجريدة الأهرام في 3/12/2000. أود في البداية أن أشيد إشادة كاملة بالشجاع الأدبية التي تتحلون بها في إثارة هذا الموضوع.
وثانياً أتقدم من خلالكم بنداء حار لكل من فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر وهو عالم جليل والدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف وهو مفكر مستنير وبالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وفضيلة مفتى الديار المصرية أن يجتمعوا على كلمة سواء بتشكيل لجنة من كبار العلماء ومن المفكرين المستنيرين أولى الحكمة والعلم وبعد النظر للاضطلاع بهذه المهمة في اقرب وقت، فلا يحق أن تدخل الألفية الثالثة وكتب الإسلام الحنيف واضحة. وهى القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وعلامة صحتها تمشيها مع فلسفة وروح القرآن، وهذا ما أوضحه أستاذ وعالم جليل هو المرحوم الشيخ محمد الغزالي في كتابه (السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث).
وثالثاً: من خلالكم أتوجه بتحية تقدير للدكتور عبد الله شحاتة في برنامج دنيا ودين ولمقدم البرنامج عمرو قنديل فالأول عالم فاضل ومجتهد وشجاع والثاني مذيع رفيع المستوى بعيداً عن النمط الغوغانى الذي نجده فى بعض البرامج الدينية الأخرى. وفى نفس الوقت أتوجه بنداء للدكتور شحاتة بأن يراعى في فتاواه وآرائه و استشهاداته أيضا من الأحاديث ما يتمشى مع روح القرآن وفكره ويتجنب الأحاديث المسماة أحاديث الترغيب والترهيب والتي بها حشو وزيادة وعدم مصداقية ولا تتمشى مع صحيح الدين ولا روح العصر.
ورابعاً: أتمنى أن يتصدى علماء الدين الأفاضل للأفكار غير العلمية وغير الواقعية مثل القول بوجود علم فلك إسلامي واقتصاد إسلامي ونحو ذلك من التسميات فلإسلام هو العقيدة الصحيحة أما شئون الحياة فهى ترتبط بالتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولا ينبغي أن نحشر الدين في كل مناحي الحياة حتى وإن كانت هناك فكرة ما أشار إليها القرآن الكريم لأنه كتاب حكمة وهداية وليس كتاب اقتصاد أو طب أو فلك وأن إشارته لأي من الأمور الأخرى على سبيل الاستدلال والاعتبار لأولى الألباب وهى تعبر عن الأعجاز وليس عن تفاصيل علم معين، وإلا فإننا سنقع في العديد من المحاذير و المحظوران بما يسيء إلى ديننا الحنيف الذي هو من أنبل الأديان وأكثرها سلامة واستقامة فى الفكر والعلم والعمل والسلوك، ولعل كل هذا يكون مساهمة صادقة لدخول القرن الحادي والعشرين على أقدام ثابتة من منطق العلوم والتكنولوجيا والعقيدة الصحيحة( ).
والله ولى التوفيق،،،
السفير
د. محمد نعمان جلال

وإليك نص خطاب الدكتور - طبيب أشعة بمدينة طنطا - محمد عباس عودة صاحب فتنة وليمة الأعشاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاج إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام..
(وأقول الحاج لأنها أحب أسمائك إلى).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل ترضى أن تكون الأهرام – تحت رئاستك- وفى رمضان- قلعة لنشر الزندقة؟
ماذا يبقى من أهل الحديث إذا اتهمنا البخاري والنسائي- رضي الله عقنهما- بالتخريف؟.
ماذا يبقى من أهل الحديث إذا اتهمنا أحمد بن حنبل ومسلم بالجهل؟..
أرسل لك طيه مقالا تنشره لي صحف عربية بعد أن ضاق بي مسخ ديمقراطيتكم الشائنة( ).
أنت مسئول عن هذا الفسوق الذي تنشره صحيفتك.
فاللهم احكم بيننا وبينكم. اللهم احكم بيننا وبينكم. اللهم احكم بيننا وبينكم.
دكتور محمد عباس
فضيحة صحافية جديدة
بئس الاسم الفسوق
بعد الإيمان

بقلم: دكتورطبيب محمد عباس
يبدو أن النخبة المصرية المثقفة المسموح لها بالكتابة قد أصابها داء التغريب في مقتل.. وأنه لا شفاء لها ولا براء.. تماما كمريض الإيدز أو كتلك النساء الساقطات اللائي أصبن بالمرض فيتعمدن إصابة أكبر عدد من الرجال به.. ويبدو أنه لا يبقى لنا أمل في علاج نخبتنا المثقفة بعد إصابتها إلا تحذير الآخرين منها.. بعد فضيحتهم الداوية في رواية الوليمة يبدو أن كتيبة المنافقين والزنادقة أدركت أن ثمرتهم المرجوة لم تنضج بعد، فقرروا أن يتراجعوا إلى الخط الثاني، وأن يكفوا مؤقتا عن التعرض لذات الله جل جلاله، وللقرآن الكريم وللرسول ، وأن ينزلوا درجة، نعم أدرك الزنادقة أن الدين ما يزال غالياً فى قلوب الناس، فقرروا الرجوع خطوة، إلى أعمدة الإسلام كي يهدموها، فانسحبوا من ميدان التهجم على الله والرسول  والقرآن مؤقتاً وقرروا مواجهة أنصع وأعظم ما في تراثنا: الإمام البخاري والإمام مسلم والإمام أحمد بن حنبل، متعمدين، لا عن جهل وإنما عن زندقة ونفاق وخسة أن يخلطوا الصواب بالخطأ ثم يهيلون التراب على الجميع.
يقول شيخنا الجليل محمد الغزالي  إنّ هناك بعض الناس كالخنازير إذا دخلت بيتاً كان أول ما تتوجه إليه سلة القمامة فى هذا البيت.
وهكذا تفعل جل النخبة المثقفة المسموح لها بالكتابة في تاريخنا الإسلامي.
فاسق من هؤلاء - ونحن مأمورون دينياً أن نزجرهم وأن نغلظ لهم القول حتى لو ذكرنا آباءهم بنص الأحاديث النبوية الشريفة - نشر في الأهرام (التي يصفونها دائماً بأنها شبه الرسمية لتعبيرها عن اتجاهات رسمية) يوم 3/12/2000م ص10 تحت عنوان: "تنقية كُتب التراث: لماذا".. وفيه يلتمس الأعذار للمستشرقين بسبب الوارد في أعمدة كُتبنا.. (نص المقال في آخر هذا الملف).
إنني يا قراء واحد من الذين لا يرفض الحـوار أبداً.. لكن بشرط أن يكون حواراً..
لكن ما أورده هذا الكاتب في مقاله لا يندرج تحت بند أي حوار، لقد كان مراسلاً عسكرياً (جندياً) ليست له أي ثقافة، ولقد تسلل إلى الصحافة من خلال الأبواب الخلفية، التي أصبحت الآن هي الأبواب الأمامية، وأغلب الظن أنه لم يكتب سطراً واحداً في المقال المنشور، وإنما كُتب له المقال وطلب منه كجندي في كتيبة الزنادقة أن ينشره، نعم، أغلب ظني أن هذا ما حدث، وينبغي أن ينبهنا ذلك إلى أن نشر الكفر ومحاربة الإيمان يتم بخطة مدروسة منظمة، ومن سوء طالعنا أن النخبة المثقفة المسموح لها بالكتابة هي التي تتصدر جبهة الكفر والزندقة الآن.
ماذا يقول هذا الفاسق؟..
فلتقرؤوا معي لهذا الفاسق وهو يصف "البخاري ومسلم" بالفجاجة والهزل والتجاوز في المعنى واللفظ..
ثم يواصل الفاسق هجومه على الترمذي وابن حنبل وأبى داود وابن ماجة والطبري والبيهقى وابن حزم والذهبي..
ويخشى الفاسق أن يكون قد نسى أحداً من شوامخنا فيضيف: "وغيرهم"..
ويتهم الفاسق كل هؤلاء بأنهم أساءوا إلى الرسول  ووصفوه بأنه فظ وغليظ القلب!!
الفاسق يهاجم شوامخنا.. ويهاجم الكتاب الذي قيل فيه أنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم ويتهمه بأنه يسيء إلى الرسول  !!.. وإلى أصحابه..!!
ولم يخجل الفاسق أن يقول في أحد سطور مقاله الفاسق بالنص:
ويبلغ التخريف مداه عندما يقول البخاري والنسائي..
هل يحتاج القارىء إلى قراءة المزيد لهذا الفاسق الذي كُتب هذا المقال..
وينكر الفاسق ما هو معلوم من الدين بالضرورة ليكُتب بالحرف:
إذا كان المستشرقون يقولون: إنَّ الإسلام انتشر بحد السيف فإن لكلامهم أصلاً باطلاً في الصحيحين فقد ورد أن النبي  أمره الله أن يقاتل الناس حتى يشهدو أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم.. ومن المعلوم يقيناً أن آيات الكتاب تكذب ذلك فقد قال تعالى:
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ(البقرة)
يكاد الغضب يقتلني يا قراء.. إنه الدين وإن من يهاجمهم الفسقة والزنادقة هم حماة هذا الدين.. إنها لا إله إلا الله.. الكفرة والفسقة والزنادقة يتصدون لتفسير ديننا بهدم أعمدته.. أصرخ فيكم: لا إله إلا الله..
حكم الشرع فيمن يرتكب هذا الفسوق:
جواز سب الكفار وزجرهم وذكر آبائهم
مقتطفات من ملفات:
مبحث في السب شاملاً الشعراء الذين هجوا الرسول  والحكم فيهم، وملف حكم من سب الله سبحانه وتعالى أو نبياً (وهى ملفات مرفقة).
697 - (إذا سمعتم من يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه) أى قولوا له اعضض (ب ظ ر)( ) أمك (ولا تكنوا) عن ذلك بما لا يُستقبح فإنه جدير بأن يستهان به ويخاطب بما فيه قبح وهجر زجراً له عن فعله الشنيع وردعاً له عن قوله الفظيع.
(حم حب طب والضياء) المقدس (عن أبى) ابن كعب وفى الباب وغيره أيضاً.
وهنا جواز سب المجرم بأبيه ككناية عن تشديد الإهانة للشخص نفسه
رواد التنوير أو التزوير ادعوا أن الإبداع غير خاضع لحكم الدين..
والآن نسألهم: هل الشعر إبداع أم ليس إبداعاً..؟!..
رسول الله  أمر بتشديد العقوبة عمن هجا الإسلام أو هجا نثراً أو شعراً بل أمر بقتل بعضهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة..
فالقتل حكم من سب الله أو الرسول  حتى وإن تاب كما ورد فى كتاب الفقه على المذاهب الأربعة: لعبد الرحمن الجز يرى.
وعن ابن مسعود  قال: قال رسول الله : "سباب- بكسر السين المهملة مصدر سبه- المسلم فسوق وقتاله كفر". متفق عليه السب لغة الشتم والتكلم فى أعراض الناس بما لا يعنى كالسباب والفسوق مصدر فسق وهو لغة الخروج وشرعاً الخروج من طاعة الله، وفى مفهوم قوله المسلم دليل على جواز سب الكافر.
وهذا يدل على أن الغضب في الله مباح ومطلوب وأن الغلظة على المشركين واجبة والحديث التالي عن جواز سب الكافر بل إنه مأمور به.
والغلظة على المنافقين والكفار مطلوبة.
أمر نبوي بسب المشركين والشتامين على آبائهم: كما ورد في حديث عروة وفى الحديث:
633 - (إذا رأيتم الرجل ليتعزى) أي ينتسب (بعزاء الجاهلية) أي بنسبها والانتماء إليها، يقال: اعتزي إليه أي انتسب وانتمى وتعزى كذلك (فأغضوه) أي اشتموه (بهن أبيه) أي قولوا له: اعضض بهن أبيك أو بذكره، وصرحوا بلفظ الذكر ( ) (ولا تكنوا) عنه بالهن تنكيراً وزجراً، وقيل معناه من انتسب وانتمى إلى الجاهلية بإحياء سنة أهلها وأتباع سبيلهم في الشتم واللعن والتعبير ومواجهتكم بالمنكر فاذكروا له قبائح آبائه من عبادة الأصنام وشرب الخمر وغيرها صريحاً لا كناية ليرتدع به عن التعرض للأعراض. وقال ابن جرير: معنى الاعتراض هنا إنما هو دعوى القائل يا آل فلان: أي تعريضاً بنجدتهم وتذكيراً بشجاعتهم. قال: وهذا مخصوص بغير الحرب، فلا بأس بذكر القبائل فيه، لأن المصطفى  أمر في وقعة هوازن العباس أن ينادى بأعلى صوته: أين أصحاب الشجرة يا بنى الحارث؟ أين الخزرج يا كذا يا كذا؟ فهو منهي عنه إلا في هذا الموضع. وخص الأب لأنّ هتك عورته أقبح.
المطلوب: تحقير الكفار والمنافقين والنكاية بهم، كما في قوله : (اهجوا قريشاً فإنه أشد عليها من رشق بالنبل). وبعد يا قراء: أصرخ فيكم: لا إله إلا الله.. اغضبوا لدينكم.. واغضبوا لله.. افضحوا الكفرة والزنادقة.. لم تكن قبل ذلك رواية.. وليست الآن مقالة.. لم تكن وزارة الثقافة فقط ولا هي الآن الأهرام فقط.. إنه اتجاه شامل لهدم مقدساتنا وإخراجنا من الإسلام.. إنها مؤامرة.. نعم: ما يحدث في الثقافة والإعلام والتعليم مؤامرة
في عدد 28/2000 من أخبار الأدب المصرية - وهى مجلة التنوير بين رواد التغريب في مصر، ولا يتجاوز توزيعها 700 عدد أسبوعياً - نشرت مها عبدالرؤف تحت عنوان: المخابرات الأمريكية وزارة ثقافة العالم تستشهد فيه بكتاب الكاتبة البريطانية: فرنسيس ستونز المخابرات الأمريكية والحرب الثقافية الباردة وفيه تكشف أن المخابرات الأمريكية قد خططت لكي تكون هي بنفسها وزارة ثقافة العالم، وقد اعتبروا هذا المخطط هو المشروع التالي بل والأهم من مشروع مارشال الشهير، وبهذا المشروع تمكنت المخابرات الأمريكية من أن تجعل من نفسها وزارة ثقافة العالم، فأصبحت تفرض سطوتها على الأدب والفن والموسيقى والفن والسينما، ولقد مارست ذلك دون أن يشعر الرأي العام بشيء في نفس الوقت بل وربما قبله كانت المخابرات السوفيتية تقوم بنفس الدور وتقول الكاتبة الإنجليزية أن هناك الكثيرين من الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين في أوروبا ما بعد الحرب العالمية قد استعملوا كأسلحة سرية للمخابرات الأمريكية ولم يفطن معظمهم إلى ذلك. فعلت الولايات المتحدة ذلك عن طريق مجلس الحرية الثقافية وكان مقره الرئيسي في باريس وكان يمول باعتمادات لا حدود لها وكانت مهمته الرئيسية هي التغريب والغزو الفكري. في كتاب آل شاتيلييه: "الغارة على العالم الإسلامي" يصف كيف وضع العالم الغربي العالم الإسلامي داخل أسلاكه حيث أحكم حصاره كى يحول دون فعالياته الثقافية. لكنها المؤامرة..
نعم.. مؤامرة..
يقف الجهابذة منهم ليتحدثوا عن تفاصيل المؤامرة التى قام بها الغرب ضد الاتحاد السوفيتي حتى انهار وتفتت.. وكيف أنفق الغرب على مؤامرته تلك ألف مليار دولار.. فلا ينكر من السامعين أحد بل ويتبارى كل منهم في إضافة المزيد.. ويتحدث العالمون ببواطن الأمور عن المؤامرة التي حاكتها أمريكا ضد بريطانيا وفرنسا في حرب السويس كي تحل إمبراطوريتها الفتية محل إمبراطورياتهم المتهاوية، فلا ينكر عليه أحد ما ذهب إليه بل يقدمون المزيد من التفاصيل. يتحدثون عن مؤامرات الغرب على جنوب شرق آسيا والصين واليابان وأمريكا اللاتينية فلا ينكر منكر.
إلا الإسلام والمسلمين.. ما أن يتصدى أحد لكشف فكرة المؤامرة حتى يسلقونه بألسنة حداد نفس الألسنة التي تبارك في إضافة المزيد من التفاصيل الدقيقة للمؤامرات ضد أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
نفس الألسنية تعوي عواء ذئاب حين نتحدث عن المؤامرة ضد الإسلام يصرخون: هؤلاء المتأسلمون الظلاميون غير القادرين على التكيف مع العالم.. لا يكفون عن الحديث عن المؤامرة. لكنهم في الجانب الآخر لا يكفون أبداً عن اتهام الإسلاميين بالتآمر على مجتمعهم المدني!!
يستنكرون المؤامرة حيث لا توجد وينفونها حيث توجد وذلك فعل لا يفعله إلا شركاء في المؤامرة نعم. كانوا يدافعون عن فكره لأنه هو فكرهم ذلك الفكر الاستشراقى التبشيري التآمرى الذي يحاول زلزلة عقيدة الإسلام فى قلوب المسلمين وإننا عندما نقرأ كتابات فؤاد زكريا ونصر حامد أبو زيد وفرج فودة ورفعت السعيد والقمنى وسلامة موسى وأحمد عبد المعطى حجازي وسعيد العشماوي وكثير من المثقفين الحداثيين سنجد نوعاً من التوحد الفكري بينهم وبين حيدر وأبطال روايته وعبده مباشر ومقالته..
إن الأزهر ومؤسساته ليسوا مطالبين فقط بالرد على فاسق هنا وكافر هناك، لأن الأمر بهذه الطريقة يشبه حرب استنزاف أو عصابات يشنها الزنادقة ضد الإسلام يستنزفون فيها قوى المسلمين.. لذلك فإن المطلوب من الأزهر موقف حاسم كموقفه فى أزمة الوليمة.. موقف يقفه ليس ضد انحراف الأفراد فقط بل ضد انحراف المؤسسات أيضاً.. موقف ليس ضد زندقة الأفراد فقط.. بل ضد زندقة بعض مؤسسات الدولة أيضاً. اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد.. أهـ.
أترك لك عزيزي القارئ الحكم على رسالة الدكتور محمد عباس عودة!!، وليس لى تعقيب؟!.
كتاب يدرس بالأزهر يقول...؟؟؟!:

وأخيراً صدر كتاب دفع الشبهات عن السنة النبوية.. تأليف أ.د/ عبد المهدى عبد القادر عبد الهادي أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وفى ص 107 من الكتاب ذكر المؤلف:
حديث: (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوه)( )
فى هذا الحديث الشريف يعلمنا رسول الله ، ماذا نفعل مع من يفعل أفعال الجاهلية، بعد أن أكرمنا سبحانه وتعالى بالإسلام، فمن تعزى بعزاء الجاهلية لمناه على ذلك، بل وزجرناه عن ذلك.
وعزاء الجاهلية أن يقول الشخص عند نزول المصيبة كلام الجاهلية، مثل: ومصيبتاه. أو: لماذا أنا المصاب. أو: من لنا بعدك. إلى غير ذلك من عبارات التسخيط.
وعزاء الجاهلية أيضا يفتخر بقبيلته، أو آبائه.
ولقد حرم الإسلام كل ذلك، وشرع لمن نزلت به شدة أن يقول كلمات الرضا بقضاء الله: (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها).
وأن لا يعتز بقبيلته أو آبائه، وإنما يعتز بإسلامه، وأنه من أمة الإسلام.
فمن خالف ذلك وتعزى بعزاء الجاهلية فهذا الحديث يعلمنا أن يوبخه، وذكر  صورة من صور التوبيخ، وهى (أعضوه ولا تكنوا) أي اشتموه شتما صريحا ومعنى (أعضوه) أى قولوا له: اذهب فاعضض ذكر أبيك، ومعنى (لا تكنوا) أي لا تستعملوا أسلوب الكناية، فتشتموه شتما خفيا.
وهكذا من فعل فعـل الجاهلية، أو انتسب إلى الجاهلية وبخناه وزجرناه عن ذلك، بشتم صريح، فقد أكرمنا الله بالإسلام.
يقول عمر بن الخطاب : (إنا قوم أكرمنا الله بالإسلام، فمن يلتمس العز بغير الإسلام، يذله الله)( ).
هذا معنى الحديث، لا انتساب للجاهلية، ولا نتبع الكفر فى قول أو عمل، فمن فعل لمناه وزجرناه، حديث فى غاية العظمة للشخصية المسلمة.
إلا أن هذا الحديث لا يعجب أعداء السنة، ويشهرون به، ويعترضون به على السنة!!.
سبحان الله!
اعتراض منكرى السنة على الحديث:
يقول أحدهم( ): انظر إلى مصيبة أعظم( ) قال الرواة فى الأدب المفرد (ج963) والكبرى للنسائى (ج7764) ومسند أحمد (5/136) إن النبى  أمر الأمة رجالا وإناثا أن يقولوا لمن يعتز بالجاهلية (عض ذ ك ر أبيك) وفى رواية أخرى: (مص ذ ك ر أبيك) فهل هذا كلام؟.. من قال فيه رب العالمين:


(البقرة)
انتهى كلامهم.
والجواب: العبارات التي كتبتها مكذوبة مائة في المائة، وليس في أي رواية (عض ذ ك ر أبيك) ولا (مص ذ ك ر أبيك) وأنا أحكم بأن هذه العبارات مكذوبة بعد أن راجعت المواطن التي ذكرتها، والمواطن التي لم تذكرها، ومنها:
1- صحيح ابن حبان.
2- معجم الطبراني الكبير.
3- شرح السنة.
4- عمل اليوم والليلة للنسائي.
5- عمل اليوم والليلة لابن السني.
وقد قدمت ذلك تفصيلا.
لقد خرجت الحديث وراجعته من مصادره، باحثا على سبيل الاستقصاء فلم أجد هذه الكلمات.
كان القياس أن أجد هذه الكلمات التي تتشنج بسببها في المصادر التي ذكرتها، لكنى لم أجدها في المصادر التي ذكرتها ولا في غيرها، مما يجعلني أحكم جازما، أنك تكذب على رسول الله ، وتتخذ من هذا الكذب مستندا لإعانة كُتب السنة.
شكوتك لله.
ويكفيني أنى بينت شأنك وشأن أمثالك للأمة( ).

وجاء في بريد الأهرام يوم 20/1/2001م =24 شوال1421هـ الآتى:
عزيزي الكاتب الكبير الأستاذ عبده مباشر
تحية طيبة وكل عام وأنتم بخير.،،
قرأت مقالكم القيم المنشور في أهرام الأحد 3 ديسمبر الماضي بعنوان (تنقية كتب التراث.. لماذا ؟)
وإني إذ أحيى شجاعتكم وجسارتكم وغيرتكم على الإسلام الصحيح الخالي من الترهات والخزعبلات أتمنى أن تكملوا مسيرتكم في هذا الوعر وأن تفتحوا النوافذ والأبواب كى يدخل من خلالها نور العقل لإعادة فحص وغربلة ركام من الأحاديث المنسوبة زورا وبهتانا إلى الرسول أيا كان رواتها وأيا كانت شهرتهم، فلقد تعودنا عند مناقشتنا لبعض المحافظين فى مجال التفسير والتأويل وعند الوصول إلى نقطة خلاف أن يسكتونا بقولهم (هذا حديث رواه البخاري ومسلم) وكأنهم ألقمونا حجرا، وعند هذا الحد يجب أن نتوقف عن النقاش ونعلن تسليمنا وهزيمتنا، ولقد كان من أهم ما تكرمتم بعرضه أن رواة الحديث وحفظته هم - ومن بينهم البخاري ومسلم - من البشر، أى ليسوا فوق مستوى الشبهات أو فوق مستوى الخطأ، ولقد ذكرني مقالكم القيم بأمر حدث لي فيما كنت في مؤتمر علمي خارج البلاد، عندما جلس معي أحد الباحثين الأوربيين المهتمين بالأديان وفاجأني بأن سألني (هل أنتم معتقلون داخل الإسلام؟) وعندما استوضحته عما يعنيه قال: أي أنكم لستم أحرارا في اعتناق الإسلام في تركه، وعندما نفيت ذلك قال لي: (الذي أعرفه أنه لو أن أحدكم قرر ترك الإسلام إلى دين آخر يقتل ويهدر دمه على اعتباره مرتدا ويكون من حق أي فرد قتله (وعندئذ شرحت له الأديان التي ذكرتموها في مقالكم وقمت بترجمتها له مثل (لا إكراه في الدين) و(لكم دينكم ولى دين) و (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )، قال لي إذا كان ذلك هو ما جاء في القرآن وهو سلوك متحضر، فلماذا يفعل المسلمون عكس ذلك؟ لحظتها قلت له يا سيدي يجب أن تفرق بين ما جاء فى القرآن وبين ما يقوله ويفعله المسلمون.
لذلك أرجو ألا تتوقف عما بدأته فى مقالكم السابق دفاعا عن الإسلام الصحيح.
وتفضلوا فائق الاحترام ..،،،
دكتور عادل أبو زهرة
أستاذ علوم سلوكية

فى يوم 20/4/2001 جاء فى جريدة الجمهورية:
قراءة فى كتاب (دفع الشبهات عن السنة النبوية)
عرض وتقديم فريد إبراهيم، ومن يقرأ كلام فريد إبراهيم، وشرح د. عبد المهدى يتأكد أن فريد إبراهيم لم يقرأ الكتاب.
ويقول فريد إبراهيم بعد أن مدح المؤلف الهمام:
أمثلة ونماذج
من الأمثلة الصارخة التي ترتفع بها عقائد محاربي السنة صباح مساء قولهم إنّ السنة بها من رسول الله  قال: من تعزى بعزاء الجاهلية فقولوا له عض (ذ ك ر) أبيك).
وفى رواية مص (ذ ك ر)( ) أبيك ويدعون أن الحديث جاء في صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني الكبير وشرح السنة، وعمل اليوم والليلة للنسائي وعمل اليوم والليلة لابن السني. ولا شك أن من يسمع ذلك أو يقرؤه سيحس بالاشمئزاز والغضب على من يدعى أن رسول الله قال ذلك وقليل من الناس هم سيعودون إلى الكُتب المذكورة ليتأكدوا من حقيقة وصحة ما يقولون والكثيرون سينفرون من صحيح البخاري ومما يرد فيه لما جاء فيه من هراء كالذي حدث.
والحقيقة أن الحديث الذي ورد في البخاري كما ذكر المؤلف هو قوله : (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا) أي عنفوه ولا ترأفوا به في اللوم، أي شددوا في لومه لأنه حاول أن يعتز بقيم غير قيم الإسلام.
والحديث كما يذكر الدكتور عبد المهدي أخرجه ابن حبان رقم 3153 والبخاري رقم 963 والنسائي وغيرهم. أما ما ادعوه وذكروه فلم يعثر له المؤلف على نص بهذا الشكل، لكنهم عرفوا الكلام وغيروا وبدلوا( ).

السيد الأستاذ إبراهيم نافع..
تحية وتقديرا لكم. ولصرحكم الشامخ (الأهرام ) ولرجال هذا الصرح.
أثلج صدري تصدى الأستاذ عبده مباشر على صفحات الأهرام للأباطيل التي وردت بما يسمى بكتب التراث وأسعدتني الرسالة المستنيرة الرائعة التي نشرت لسفير مصر في الصين حول هذا الموضوع وأمل أن يستمر الأهرام في قيادة معركة تنقية كتب التراث.
وما يحيرني هو التراخي في مواجهة هذا الموقف من الجهات المختصة. وهذا يجعلني أسأل بعض الأسئلة:
هل الكتب الموجودة المنسوبة للبخاري ومسلم وغيرهما هي فعلاً كتبهم. أم حرفت من بعدهم؟
إذا كانت هي كتبهم فعلا. فهل هي كتب مقدسة من عند الله منزلة على الرسول . فلا تقبل المناقشة أو المراجعة؟
إذا كانت هذه الكتب من صنع البشر فقد قامت على رواية من طرف وكتابة من طرف آخر. فالكاتب مستمع والراوي متكلم. فهل المستمع عنده قدرة الله في الإطلاع على قلب المتحدث فيعرف حقيقة نيته أكانت صادقة أم خبيثة تجاه الإسلام؟. وبالتالي هل كل من روى كان صادق النية تجاه هذا الدين. أليس من الجائز أن يكون من بينهم من قصد اختلاق أقوال تسيء لرسول الإسلام. أو لتبرير خطيئة حاكم أو للخروج من مأزق تعرض له الراوي.. خاصة أن البخاري ومسلم وغيرهما لم يعاصروا النبي ولا صحابته الأولين ولا حتى التابعين أرى أن التواني والتراخي في التصدي لهذا الموضوع الخطير. بمثابة مشاركة أو تواطؤ ضد ديننا الحنيف وأناشد الأهرام الاستمرار في قيادة هذه المعركة رحمة بالإسلام ورسوله والمسلمين.
مع خالص دعائي للأهرام ورجاله البواسل جنود الحق.

محمد رءوف عبد العزيز يوسف
عضو مجلس إدارة شركة وديان للأوراق المالية
*******

وبعــد:
نحن الآن أمام قضية إيمانية فهل لك موقف منها؟!
إما أن نؤمن أن الله تعالى قال عن رسوله محمد  فى القرآن الكريم:
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 (القلم)
ومن كان على خلق عظيم وهو الأسوة الحسنة لكل المؤمنين:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً 21 (الأحزاب).
يستحيل أن يكون سبّاباً أو فحّاشاً لأن الله عز وجل أمره في القرآن الكريم فقال له:
وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 108 (الأنعام)
وإما أن نكفر بما قاله الله في حق رسوله  حرصاً على تصديق بعض الرواة في وصفهم النبي  بأنه كان يقول:
اقرأ الرواية في النص الذي جاء في كتاب - دفع الشبهات عن السنة النبوية - ص 107، 108، 109 وأرجوك أن تقرأ شرح مؤلف الكتاب في نفس ص 107 الذي يقول فيه إن الرسول في هذه الرواية "يعلمنا" ؟؟؟!!!!!!. انظر شرح الحديث ص73 من هذا الكتاب؟.
يارب سترك من دعاة الإرهاب والذين يعتمدون على النقل بغير إعمال العقل.
فهل كان النبي  كما يقول مؤلف الكتاب في ص 107 يعلم أصحابه قول الفحش؟؟؟
وليس هناك مجال للتوسط، فمن يؤمن بالله تعالى وبرسوله  صاحب الخلق العظيم لا يمكن أن يؤمن بأن هذا الرسول العظيم  يكون فحّاشاً ويعلّم أتباعه هذا الفحش الذي جاء في ص 107 من كتاب دفع الشبهات عن السنة النبوية، والذي قدمته لنا جريدة الجمهورية يوم 20/4/2001 مع الاحتفال بالمؤلف مؤيدة لرأيه وذاكرة هذا الفحش، انظر شرح الحديث الذي قدمه لنا د. عبد المهدي ص 73 من هذا الكتاب، وانظر كلام فريد إبراهيم فى لتعرف مدى التناقض. ومن يؤمن بأن النبي يمكن أن يقول هذا الفحش فلا بد وأن يكفر بقوله تعالى:
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 (القلم)
إذاً هى قضية إيمانية وعلى كل منا أن يحدد موقفه فى الاختيار بين الإيمان والكفر، وسيكون مسئولاً عن اختياره أمام الله تعالى يوم القيامة.
نحن الآن أمام قضية فيها ظالم ومظلوم، المظلوم هو رسول الله  الذى يصفه الرواة - ومن يصدقهم - افتراءً وكذباً بأنه يعلمنا هذا الفحش فى القول مع أنه صاحب الخلق العظيم، والظالمون هم الرواة الذين يؤذون رسول الله بهذا الافتراء من القول المكذوب وكل منا عليه أن يحدد موقفه:
هل ينحاز إلى النبي  المظلوم في هذه القضية ويدفع عنه هذا الافتراء، أم ينحاز إلى الرواة الظالمين زاعماً عصمتهم من الخطأ ومصدقاً لافترائهم على النبي  ومؤيداً لهذا الافتراء.
إنها قضية إيذاء النبي ، وإيذاء الأنبياء عادة سيئة حدثت في حياة النبي ارتكبها المنافقون، وبعض المؤمنين ثم استمرت بعد وفاته ولا تزال، ويذكر القرآن أن المنافقين كانوا يؤذون النبي 
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 61 (التوبة)
"ومعنى أذن: أي يصدق كل ما يسمع".ولقد دافع الله عنه بأنه خير للمؤمنين ورحمة لهم، فالمنافقون هنا يؤذون النبي بادعائهم بأنه [أذن] أي يعطى أذنه للناس يسمع إليهم، ولكن الله دافع عن النبي وقال بأنه خير للمؤمنين ورحمة لهم.
ثم خُتِمت الآية الكريمة بحكم عام لكل من يؤذى رسول الله  بأن له عذاباً أليماً.
وفى سورة الأحزاب يقول الله تعالى للمؤمنين في عصر النبي:
وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا 53(الأحزاب: 53).
ثم بعد ذلك وفى نفس سورة الأحزاب جعل الله القضية أمراً عاماً حين أمر المؤمنين بالصلاة على النبي فقال:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 56 (الأحزاب)
وجاءت الآية التالية تشرح المعنى الحقيقي للصلاة على النبي ، أو الصلة الحقيقية بالنبي  حتى بعد موته وهى موالاته والدفاع عنه ضد كل من يؤذيه ويؤذى أهل بيته الكرام ويفتري عليه كذباً. لذلك نقول الآية التالية:
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا 57 وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 58 (الأحزاب)
ثم فيما بعد يكرر القرآن الكريم نهى المؤمنين عن إيذاء النبي فيقول:
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 67 رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا 68 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا 69 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا 70 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا 71 (الأحزاب)
أي أن السياق القرآني الذي جاء به الأمر بالصلاة على النبي يؤكد أن الصلاة عليه أو الصلة التي تربط المؤمن بالنبي ستستمر بعد موته وهذا ما حدث.
ويكفى أن اليهود ظلوا يؤذون موسى  ويفترون عليه الأكاذيب وبرأه الله مما قالوا.
ثم تكرر نفس الإيذاء للنبي برغم النهى عنه في القرآن فكثرت الإسرائيليات فى التراث تلك الروايات التي تؤذى النبي في شخصه وأهله و سيرته وتجد من لا يدافع عنها حتى الآن، أمثال د. عبد المهدي عبد القادر عبدالهادى أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة والذي يقول: أن الرواية موضوع هذا الكتاب صحيحة؟؟!.
فهل يرضى مؤمن محب لله ورسوله بهذا ويرضى الإيذاء للنبي وأهله  وتكذيب القرآن.
وصدق الله العظيم القائل:
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا 27 يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلا 28 لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا 29 وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا 30 وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا 31(الفرقان)
*******


وفى النهاية نقول..

• وحدة الهدف تصنع وحدة الفكر.ووحدة الفكر تصنع وحدة الطريق.
• والوحدة بالفكر على الطريق تصنع الألفة والمودة بين أصحاب الهدف الواحد..
• لذلك فإن تقـدم المسـلمين لا يمكن أن يتحقـق إلا بوحدة الهـدف.. ووحدة الطريق.. من أجل بناء المجتمع الصالح، المؤسس على الأمانة والإيمان، وعلى العفـة.. والصـدق، وعلى الحب، والإيثار، وإن هذه الصـفات أقوى مقومات إرادة المؤمن الحافظة لحريته والمدافعة عن دينه والحـافزة له على أن يختار دائماً طريق الله، كلما اختلـفت أمامه الطـرق، ليسـير بأسـوة النبي  على هـذا الطـريق مبيناً بلغته القرآنية عن ذاته المؤمنة، وعن عمله الخالص المستمر والدائم.
• إن طريق الله الذي جاء به القرآن الكريم وسنة رسوله الأمين  التي لا تخالف كتاب الله، هو الطريق الوحيد الذي يهدى المؤمن إلى التقدم، مضيئة نفسه بالإيمان وبالعلم وبالأسوة لبناء المجتمع على مبادئ الإسلام دين البشرية كلها لكي تعيش في النور بعيداً عن الظلام، وبالعلم بعيداً عن الجهل، وبالحب بعيداً عن الكُره، وبالسلام بعيداً عن الحرب وبالوفاق بعيداً عن الخلاف، وبالحق بعيداً عن الباطل، والصدق بعيداً عن الكذب.
• وإن الدعوة لتنقية كتب التراث، هي دعوة كل الشرفاء العقلاء، فى كل زمان ومكان منذ ظهرت هذه الكتب بين المسلمين.
• وإن تنقية التراث هو تجريد أعداء الإسلام من أقوى أسلحتهم للطعن في الإسلام وإنكار القرآن.
• وإن وحدة المسلمين سنة وشيعة في مشارق الأرض ومغاربها فكراً.. وعملاً.. لا يمكن أن تتم إلا بالقرآن والتأسي بالنبي العدنان.. وتنقية كتب التراث من كل ما يخالف كتاب الله.
دائماً صدق الله العظيم ..
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ 11الرعد.


القادم..
رضـاعـة الكـبـير !!؟

بدعة في دين الله.. اخترعها بعض الرواة إرضاءً لمن لا يخافون الله وروج لها من يخالفون شريعة الله ولا يزال يرددها بغير تبصر ولا تعقل الذين هجروا كتاب لله ويعملون ضد الإسلام تقديساً للرواة. ولقد كذب هذه الروايات الشيخ محمود عبد الغنى عاشور وكيل الأزهر الشريف في عدد رقم 1254 من مجلة أكتوبر 5/11/2000م = 7/8/1421 هـ، وقال: حديث رضاعة الكبير حديث مدسوس ويصادم صريح القرآن والأدب السامي الذي هو عماد الإسلام. مجلة أكتوبر ص 64، 65.
وإن الأئمة الأربعة والشيعة الأمامية والزيدية يرفضون رضاعة الكبير، وأن الرضاع المحرم في الحولين فقط، غير أن د. عبد المهدى عبد القادر يقول فى ص 103 من كتابه دفع الشبهات عن السنة: (إن الحديث صحيح بل فى أعلى درجات الصحة، ولا ينكره منصف، بل إن هذا الحديث في عين الباحثين وسام شرف على صدر مدرسة الإسلام، وصوره علمية رائعة في عالم السنة النبوية). أهـ.
والله المستعان يهدينا لما يحبه ويرضاه، ويهدى الدعاة لحب رسول الله، ويتجنبوا أقوال الرواة، المخالفة لكتاب الله.
تحت الطبع
رسول الله موسى  لم يتزوج بنت رسول الله شعيب .
دراسة علمية موثقة، ولأول مرة يقدم الأستاذ عبد الفتاح عساكر عشرة أدلة من كتاب الله تؤكد أن صهر موسى  ليس هو شعيب.
وفى هذا الكتاب يستعرض الكاتب آراء المفسرين من أول الطبراني المتوفى 310 هـ حتى الشيخ محمد متولي الشعراوى المتوفى 1998م = 1419هـ (أكثر من خمس وعشرون تفسيراً).
بحق دراسة علمية تؤكد أن المرويات التي قالت أنه شعيب غير صحيحة الإسناد كما قال ابن كثير!..


محتويات الكتاب
الموضوع الصفحة

الإهداء.........................................................5
إهداء خاص.................................................6
المقدمة...................................................7
تمهيد...................................................11
البداية........................................................16
الرواية موضوع الرد الجميل...................................17
شرح الرواية..............................................18
آيات القرآن تكذب هذه الرواية...............................19
حب الله ورسوله يلزمنا أن نتبع كتاب الله.........................34
أسماء بعض رجال الحديث والفقه عند السنة والشيعة.............36
بعض المرويات الصحيحة التى تناقض هذه الرواية ..............37
ماهية التدليس، وأقسامه.......................43
أقوال بعض علماء الغرب عن رسول الله ...........44
الإساءة إلى رسول الله وأهل بيته.................48
تنقية كتب التراث.. لماذا؟........................52
رأى السفير.............................60
نفاق: أحب أسمائك إلىّ!!..............................63
مقال صاحب فتنة وليمة الأعشاب............64
نص ما قاله بعض المتخصصين في السنة عن هذه الرواية............73
بريد الأهرام.........................77
رأى جريدة الجمهورية في كلام هذا المتخصص...............79
السيد الأستاذ............................81
وبعد................................83
وفى النهاية قول:....................45
الخاتمة....................46
محتويات لكتاب..............47
*******

اجمالي القراءات 23120

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٥ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7031]

بارك الله تعالى فيك يا أستاذنا ابن عساكر

الأستاذ عبد الفتاح عساكر من العلماء القلائل الذى إذا سألته ربما يجيب على أسئلتك بكتاب موثق بالمراجع. وهم دائما يكتب بالدليل الموثق ، ويترك الحقائق تتحدث بالوثائق كما فعل فى موسوعته عن الآخوان.
ولأنه باحث شاب فى السبعين من عمره فإنه حيويته فى الانتاج العلمى تتفوق على بعض شيوخ الأزهر الذين شاخوا منذ بلوغهم الثلاثين لأنهم اكتفوا بالنقل عن السابقين و أهملوا عقولهم فضمرت و ذبلت و تدلت كخصيتى الماعز.
أتمنى أن تتاح لناالفرصة قريباجدا لتخصيص صفحة فى هذا الموقع لنشر انتاج الاستاذ العلامة ابن عساكر لينتفع به المسلمون.
وستكون صفحته فاتحة خير لنشر كل البحوث الأصيلة لسائر رفاقه الشباب الذين يزدان بهم موقع أهل القرآن.

2   تعليق بواسطة   حامد راضي     في   الأربعاء ١٦ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7068]

كبرت كلمة تخرج من أفواههم

الأستاذ الفاضل ابن عساكر لقد جعل الله مالديك
من حجج وأدلة دامغة ترد بها على من لا يفكر
بعقله ويجعل دستوره النقل خير شاهد على أنك
ألقمت من يتقول على رسول الله حجرا ولا أقول إلا
كما قال ربي تعالى " أفلا يتدبرون القول أم على قلوب أقفالها"" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" فالله معك يااستاذنافي تبرئة
رسول السلام مما قيل عنه كذبا وزورا.

3   تعليق بواسطة   عبداللطيف سعيد     في   الجمعة ١٨ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7110]

حرب على الرسول والقرآن

المتتبع لآيات القرآن الكريم والتي تعالج أدق التفاصيل والخاصة بما يحدث بين الرجل وزوجته ..
يلاحظ ان القرآن الكريم لم ياتي بلفظ خارج مطلقا ..
أما ما ينسب زورا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام فإنك تجد أن هناك ألفاظ قد لا تجدها في أحط بيوت الدعارة ...
ونحن جميعا نبرئ الرسول الكريم من كل هذا ونقول انه من وضع أعداء الرسول الكريم وحربا للقرآن العظيم ..
إلا متى يرضى بعض المنتسبون للإسلام بنسبة كل هذا للرسول الكريم؟؟


4   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الجمعة ١٨ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7118]

إدفع بالتي هى أحسن

الدفاع والدفع بالتي هى أحسن أبرز معالم هذا البحث ولقد كان الكاتب والمفكر الإسلامي
/عبد الفتاح عساكر يدفع بالتي هى أحسن أي بالقول الحسن والأسلوب الحسن والمنطق الحسن في دفاعه عن الرسول الكريم وما نسب إليه ظلماً وعدوانا فيما جاء في هذا الحديث موضوع هذا البحث ، وكان أيضاً من أبرز مما جاء بهذا البحث هو النهج العلمي في تناوله لهذا الرد الموسع لإثبات بطلان هذا الحديث مستنداً إلى أن هذا الحديث يخالف تماما منهج القرآن وتعاليم القرآن السامية في القول والفعل، كما أنه استشهد بالأحاديث التي تثبت كذب هذه المروية ونفي نسبتها للرسول الصادق الأمين الميعوث رحمة للعالمين إن مدرسة المفكر الاسلامي / عبد الفتاح عساكر لهى مدرسة جديرة بالاحترام والتقدير لما فيها من نصرة للإسلام ولرسول الإسلام والدفاع عن الإسلام ورسول الإسلام مما دسه أعداء الإسلام من سموم في تراثنا الإسلامي وفق الله الكاتب والمفكر لما فيه خير المسلمين وأعانه الله على ما لاقاه وما يلاقيه من مكائد أعداء الدين.

5   تعليق بواسطة   ناعسة محمود     في   الجمعة ١٨ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7134]

إلى كل العقلاء ..اقرأوا هذا البحث

الاستاذ الكبير والأب الفاضل الأستاذ عبد الفتاح عساكر حفظك الله للإسلام، وللدفاع عن الإسلام، فلقد قدمت لنا بحث قيم دافعت به عن رسول الله وعن الإسلام ضد أعداء الإسلام ، الذين يتخذون من تلك الروايات المنسوبة زورا للرسول الكريم مدخلا لمهاجمة الإسلام والمسلمين، فنحن ندعو كل العقلاء لقراءة هذا البحث القيم وأن يجعلوه حجة دامغة أمام كل من يقول أن الإسلام دين إرهاب .

6   تعليق بواسطة   عبدالفتاح عساكر     في   السبت ١٩ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7161]

شكر واجب...

شكر واجب
أهلى وعشيرتى أهل القرآن :
تحية تقدير واحترام لكل من قرأ أبحاثى ولكل من علق عليها .
وحبى كبير لمن يوافقنى الرأي وتقديرى أكبر لمن يختلف معى فى الرأي .
لأن الإختلاف فى الرأي يزيد الود فى أي قضية بين العقلاء .
وأسأل الله أن يعطيكم ما يزيدكم طاعة ويرزقكم راحة البال . ويبارك فى ذريتكم إلى يوم قيام الساعة وأن يجعل ما بقي من عمركم فى عمل يكون لكم عنده يوم القيامة شفاعة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم آمين ... آمين ...آمين.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-12-05
مقالات منشورة : 68
اجمالي القراءات : 1,926,202
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 205
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt