آحمد صبحي منصور Ýí 2017-11-19
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 5 ) : التداخل بين الصدق والحق
مقدمة :
فى كلامنا العادى نقول ( فلان شهد بالحق ) أى قال ( شهد بالصدق ) . أى إن مصطلح ( الحق قد يعنى الصدق . على أن ( الحق ) أعم وأشمل من مفهوم ( الصدق ) .
ونعطى بعض التفصيل :
أولا: من معانى ( الحق )
1 ـ يأتي " الحق " وصفا لله تعالي : (ذلك بأن الله هو الحق ": الحج "6")( فذلكم الله ربكم الحق ": يونس "32". )
2 ـ ويأتي وصفا للإسلام بأنه الدين الحق: " (هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق )" التوبة "32".
3 ـ ويأتي " الحق " بمعني القرآن فالقرآن نزل بالحق :"( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل )" الإسراء "105" والقرآن هو الحق : "( وكذب به قومك وهو الحق )" الإنعام "66" ومحتويات القرآن حق " ( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق )" فاطر "31
4ـ ويأتي " الحق " بمعني العدل، وذلك في موضوعات الأحكام والقضاء بين الناس.. فالله تعالي يقول لداود "( فاحكم بين الناس بالحق )" ص "26" وقال الخصمان لداود " ( فاحكم بيننا بالحق )" ص "22" والله تعالي يقضي بين الناس بالحق يوم القيامة أي بالعدل " (وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) " الزمر "69" والمهتدون يحكمون بالحق أي بالعدل "( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون") الأعراف "181" أي يعدلون بالحق.
وكلمة " غير الحق " تفيد الظلم وانعدام العدالة، ومنها قوله تعالي " ( الذين اخرجوا من ديارهم بغير الحق ") الحج "40".
وفي تشريعات الإسلام يقول تعالي " ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )" الأنعام "151" " ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق ) " الأعراف "33".
6 ـ ويأتي " الحق " بمعني الحقوق الواجبة للبشر، وذلك في التشريعات الاجتماعية والاقتصادية ففي ديون الأفراد يقول تعالي "( فليكتب وليملل الذي عليه الحق ") البقرة " 282" وفي الصدقة والزكاة " وآتوا حقه يوم حصاده " " ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) الاسراء 26 ) ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) الروم 38 ) ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) الذاريات 19 )( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ) المعارج 24 )
ثانيا : الحق بمعنى ( الصدق )
1 ـ ويأتي " الحق" بمعني الصدق وذلك في معرض المقابلة بالباطل، كأن يقول تعالي " ( كذلك يضرب الله الحق والباطل )" الرعد "17" وفي مواضع أخري كقول قوم موسي له في قصة البقرة "( الآن جئت بالحق )" البقرة "71" وكقول امرأة العزيز في تبرئة يوسف" ( الآن حصحص الحق )" يوسف "51" وفي قصة تبشير الملائكة لإبراهيم بولادة اسحق " ( قالوا بشرناك بالحق ) " الحجر "55" وفي جميعها يأتي الحق بمعني الصدق. .
وبمعنى الصدق أيضا فى قوله جل وعلا : ( وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ ) يونس 53 )، ( إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) ص 64 )أى صدق . ( أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) (الأنفال – الآية 4 ) (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ) الأنفال 74 )أى صدقا . ويأتى التأكيد على انه حق وصدق فى قوله جل وعلا : ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) الحاقة 51 )( إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) الواقعة 95 )( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) الذاريات 23 )
ثالثا : بمعنى الوعد الحق ( أى الصدق )
1 ـ عموما فى الدنيا والآخرة : (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) يونس 55 ) ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ ) الروم 60 )
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) غافر 55 ، 77 )
2 ـ فى الدنيا : فى قصة أهل الكهف ( وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) الكهف 21 ) ، وفى سد يأجوج ومأجوج كإحدى علامات الساعة :(قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) الكهف 98 )، وفى وعد أم موسى (فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) القصص 13 ) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم 47 )
3 ـ وفى الوعد الأخروى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) النساء 122 ) (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ) يونس 4 ) ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة 111 )( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) فاطر 5 ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ) لقمان 33 ) ( خَالِدِينَ فِيهَا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ) لقمان 9 ) ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ) النحل 38 ) َ
رابعا : التحقق : تحقق الوعد ، تحققه صدقا :
1 ـ يأتى بمصطلح ( حقّ ) بتشديد القاف .
1 / 1 : فى الدنيا : ، مثل : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ) يونس 96 ) ( كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) يونس 33 ) ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ ) النحل 36 ) ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) الاسراء 16 ) ( وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ) ق 14 )
1 / 2 : فى الآخرة مثل : (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) السجدة 13 ) ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) الزمر 71 ) ( وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) غافر 6 ) ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) فصلت 25 )( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) الاحقاف 18 )( لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) يس 7 ) ( فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا ۖ إِنَّا لَذَائِقُونَ ) الصافات 31 )( إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ) ص 14 ) ( قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ) القصص 63 ) ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ ) الحج 18 )
2 ـ وبتعبيرات أخرى
2 / 1 : التحقق فى الدنيا ، مثل : ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ) يونس 103 ) ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ ) يوسف 100 ) ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) الانفال 7 )
2 / 2 : التحقق فى الآخرة مثل : ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ ) الاعراف 44 )
أخيرا :
1 ـ القرآن الكريم هو الحق المطلق . ولذا كان الرسول مبلغا فقط ، ليس له أن يزيد حرفا . ولهذا أيضا فلا إيمان بحديث إلا حديث القرآن الكريم .
2 ــ الاسلام دين الصدق والرسول مبلغ فقط للصدق وليس له أن يقول رأيه.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5093 |
اجمالي القراءات | : | 56,225,633 |
تعليقات له | : | 5,425 |
تعليقات عليه | : | 14,782 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
اريد العودة اليها: اريد الرجو ع الي مطلقت ي حيث طلقت ثلاث وهم...
هجص شيعى: ﻫ 65246; ﻳ 65184;A 262; 9; ...
الرزق الحرام: من المعل وم ان الرزق مكتوب سلفا لكل انسان...
الله المستعان : انا سعيدة جدا بمجهو دكم الرائ ع ده وانا...
أهلا ابنتى الغالية : انا اتولد ت بأسرة من اهل القرأ ن وعدم...
more