آحمد صبحي منصور Ýí 2017-10-19
هل كان عمر بن الخطاب سببا فى إخفاء التوراة الحقيقية ؟
مقدمة :
1 ـ أهل الكتاب منهم صنفان من أهل الجنة ( السابقون والمقتصدون المعتدلون ) والأغلبية فى النار ( آل عمران 110 : 115 ، المائدة 66. ) وهو نفس التقسيم الثلاثى لأهل القرآن (فاطر 32 ) وللبشر جميعا عند الاحتضار ويوم القيامة ( الواقعة 8 : 11 ، 83 ـ ) والضالون من بنى اسرائيل كان لقبهم فى القرآن الكريم ( اليهود ) وكانوا يعبدون عزير واشتهروا بإشعال الحروب والاعتداء ( التوبة 30 المائدة 64).
2 ـ آمن المتقون من أهل الكتاب بالقرآن (آل عمران 199 ، النساء 162 ، الاسراء 107 : 109 ، الشعراء 197 ، القصص 52 : 55 ) . الضالون منهم كانوا الأكثرية والأعلى صوتا والأقوى نفوذا وقدرة حربية . وقد كذبوا بالقرآن وبالتوراة أيضا . وكانت التوراة الحقيقية معهم فى عهد النبى محمد عليه السلام . وقاموا ببعض التحريفات والتأويلات . ثم أجلاهم عمر بن الخطاب عن الجزيرة العربية ، فخرجوا الى الشام والعراق ، واخفوا التوراة الحقيقية ، ولم تعد موجودة . ونعطى بعض التفصيلات :
أولا : وجود التوراة والمعرفة بالصلاة لدى الاسرائيليين :
1 ـ أمر الله جل وعلا عُصاة بنى اسرائيل ( اليهود ) بإقامة الصلاة مع الذين يقيمون الصلاة وإيتاء الزكاة ، وعاب عليهم أنهم يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ، وهم يتلون التوراة ( الكتاب ). وأمرهم بالاستعانة بالصبر والصلاة : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة ). أى فالكتاب كان معهم وكانوا يتلونه ـ إحترافا للتدين ، ويكتسبون بتلاوته جاها فيأمرون الناس بالبر ، وهم عُصاة على غير التقوى .
2 ـ قال جل وعلا عن المؤمنين منهم إنهم كانوا يتمسكون بالتوراة ( الكتاب ) يدعون الى الاصلاح به ، وهذا عكس من كان على النقيض ، قال جل وعلا : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) الاعراف ).
3 ـ منهم من تدخل فى تشريع الله جل وعلا فى الطعام ، وكان هذا خلافا للتوراة فدعاهم رب العزة لتلاوة التوراة ، قال جل وعلا :( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران ). أى كانت معهم التوراة يتلونها باللسان العربى .
4 ـ منهم من كان يهجر التوراة وفيها حكم الله جل وعلا ويأتى للنبى محمد يحتكم اليه ، قال جل وعلا : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ )(43) المائدة )
ثانيا : أنواع تحريفات العصاة فى التوراة
1 : بتغيير مواضع الآيات ( مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )(46) النساء ) ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) المائدة )( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ( 41 ) المائدة ).
2 : التحريف الصوتى خداعا للمؤمنين ، أى أن يتلوا عليهم كلاما بطريقة قراءة التوراة ليحسبها المؤمنون من التوراة ، قال جل وعلا : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) آل عمران ).
3 : التحريف بأن يكتب كلاما يزعم أنه من التوراة ، ومنه قولهم بخروجهم من النار إذا دخلوها ، وجاء الردعليهم فى قوله جل وعلا : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة ). وهى نفس الاسطورة التى شاعت بين المحمديين فى أديانهم الأرضية .
4 ـ تطبيق بشع لهذا التحريف فى حروبهم العدوانية المخالفة لشرع الله فى التوراة ، قال جل وعلا : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة ). وقد وصف الله جل وعلا اليهود بإشعال الحروب ونشر الفساد . قال جل وعلا : (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة )
ثالثا : كتم الحق وإخفاؤه :
1 : خلط الحق بالباطل وكتم الحق ، قال جل وعلا لهم ( وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) البقرة )( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) آل عمران )، هذا مع أن الله جل وعلا أخذ عليهم الميثاق بتبيين الكتاب للناس وهدم كتمانه ، قال جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران ).
2 ـ وردا على إخفائهم حقائق التوراة قال جل وعلا عنهم : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) الانعام )
3 ـ ونزل القرآن الكريم يوضح ما أخفوه ، قال لهم جل وعلا : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) المائدة )
رابعا : النتيجة :
1 ـ دعوتهم لإقامة تشريع التوراة والانجيل ، قال جل وعلا : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) المائدة )( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) المائدة )
2 ـ تحقيرهم فى قوله جل وعلا:( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ).
خامسا : تآمرهم :
1 ـ بزعم الايمان بالقرآن: قال جل وعلا :( وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) آل عمران )(وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) المائدة )
2 ـ تحذير رب العزة من الثقة بهم ، قال جل وعلا للمؤمنين فى عهد النبوة : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) البقرة ).
سادسا : السبب :
1 ـ إن التوراة والانجيل جاء فيهما ذكر خاتم النبيين ، قال جل وعلا عمّن يؤمن من أهل الكتاب بالقرآن الكريم :( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ نإِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (157) الاعراف )، (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف )
2 ـ وفيهما ذكر لأصحاب النبى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) الفتح )
أخيرا :
1 ـ كل هذا وقت نزول القرآن الكريم ، ونزلت آياته تفضح عُصاة بنى اسرائيل ــ وتسميتهم اليهود ــ وتشيد بالمؤمنين من أهل الكتاب . كل هذا وهم يعيشون يين المؤمنين فيما بين اليمن وخيبر وغيرهما .
2 ـ حتى إذا جاء عصر عمر بن الخطاب فأجلا كل بنى اسرائيل عن الجزيرة العربية ظلما وعدوانا ، وتم إطلاق لقب ( اليهود ) عليهم جميعا ، ظلما وعدوانا . جاء فى تاريخ الطبرى وابن الأثير والمنتظم لابن الجوزى فى احداث عام 20 : ( وفيها قسم عمر خيبر بين المسلمين وأجلى اليهود منها بعث أبا حبيبة إلى فدك فأقام لهم نصف فأعطاهم ومضى إلى وادي القرى فقسمها ، وفيها أجلى يهود نجران إلى الكوفة ..) (
3 ـ ما فعله عمر كان البداية لاضطهادهم ومعاملتهم ( أهل ذمة ) وترتب عليه منعهم من الحج الى البيت الحرام . وترتب على هذا المناخ إخفاؤهم التوراة الحقيقية التى جاء فيها التبشير بخاتم المرسلين ووصف لأصحابه . بتهجيرهم الى الشام وجدوا التوراة المعروفة الآن بالعهد القديم متداولة فإكتفوا بها بديلا عن التوراة الحقيقية .
4 ـ فهل نعتبر عمر بن الخطاب مسئولا مسئولية ضمنية عن ضياع التوراة الحقيقية التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم ولم تعد موجودة ؟
تحية لك و بعد , هذا الموضوع لفت الانتباه لسؤال يسأله البعض و يحتج به أهل السنة في تكفير أهل الكتاب من يهود و نصارى بشكلٍ جماعي هذه الأيام ,
يقول جل و علا ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) :
يقولون بأن هذه الآيات لهي دليلٌ قاطع على أهل الكتاب و الناس أجمعين , بأن من لم يؤمن بالله جل وعلا و من لم يؤمن بالرسول محمد عليه السلام ( النبي الأمي ) و لم يتبعه و لم يؤمن برسالته ( القرآن ) فهو كافر , أي يستطيعون الحكم على تكفيرهم قلبياً بناءاً على إيمانهم القلبي ,
نحن نعلم بأننا لسنا مسئولين عن الإيمان القلبي للبشر , و نهتم فقط بالإيمان السلوكي , فهل يجوز لنا بأن نُكفّر من لم يؤمن بما نؤمن به نحن ؟ و نحكم على كفره القلبي ؟
أرجو من حضرتك التوضيح , معي علمي و معرفتي بأن الكفر القلبي لا يترتب عليه أي تداعيات أو عواقب أو اعتداء , و بأن كل إنسان يعتبر كافرا بكل شيء لا يعتقد به , فنحن أيضا نكفر بوجود إله غير الله جل وعلا , و نكفر بما يؤمن به أهل الطاغوت و الحديث ,
سؤالي يدور فقط حول تسميتهم بالكافرين , فهل هذا جائز ؟
ربما يكون أهل الكتاب هم من أضلوا أنفسهم بتحريف أيات الله .. لكن وجود عمر بعمله الذي سار به مع جماعة الخلافاء الفاسقين بالفتوحات الأرهابية .. قد زادوا في ضلال الناس وتفرقتهم بشكل أكبر .. مما ادى إلى طمس ونسيان شعائر الله لدى الناس بشكل كامل .. وهذا لأن أتباع الفتوحات يتبعون منهجية العصور الوسطى التي تطابق البيئة التي عاشو عليها ولتي تأخذ بتعصب و لا تقبل الرأي المخالف فا اما ان تكون معي وفي صفي و على ملة اجدادي واما ان تكون ضدي عاصي لملتي فاتكون مستحق للقتل اوامحوك من الوجود .. وبهذا التشريد وبهذا الأجرام ما تسبب في نسيان ناس وأهل الكتاب بشكل خاص إلى شريعة بيت الله الحرام والحج اليه .. وبغظ النظر عن أن كان أهل الكتاب سوف يضلون على ضلالهم سواء حدثت تلك الحروب المسماه بالفتوحات أم لم تحدث .. فاعلى الأقل يكفي أن يكون الموطن والبقعة التي بها بيت الله الحرام هو ملجئ ينعم بلآمن للناس جميعاً بمختلف جنسياتهم واعراقهم وطوائفهم ويحكم فيه بينهم بالعدل و يحفظ لهم كرامتهم وأعراضهم ويكفل لهم حرياتهم الفكرية و الدينية كما قال سبحانه {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} وقال{لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} .. ويكفي كذلك مئات الأيات التي تؤكد على إقامة القسط بين الناس والحكم بينهم بالعدل .. ذلك الموطن الذي كان يسعى النبي لأقامتها في حياتة وهو يسير على نور القراءن وهدي الله وتعاليمه كانت قد سبقت عصرها في تطبيق الحرية والعدل والكرامة و الديمقراطية وحقوق الإنسان في زمن لمن يكن حتى الغرب أنفسهم يعلمون شيئاً عند تلك المبادئ .. وعلى هذا كان من السهل أن أي شخص لا يدين بالإسلام العقيدي القلبي بأن لا إله الا الله خاصة وأن كان قريب منه كا أهل الكتاب أن يحب هذا الدين ويتعرف على سماحة الإسلام والحضارة ورقي أخلاق تعامل الناس فيه بسهوله عن طريق رؤيتهم لسلوك الناس (المسلمين والمسالمين ) بمعنى الكلمة ويكون هذا سبباً ودافعاً للتعرف عن حقيقة العقيدة في أيمانه لله وحده لا شريك له ونبذ الطائفية وشرك الذي كان فيه .. ولولها ماكان ليصبح الإسلام متهماً بالإرهاب والتطرف كما هو اليوم بفضل أتباع الوهابية واجدادهم الفاسقين .. لكن لا نقول إلى حسبنا الله ونعم الوكيل على كل أهل الطاغوت وسلاطينهم
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5126 |
اجمالي القراءات | : | 57,154,860 |
تعليقات له | : | 5,453 |
تعليقات عليه | : | 14,831 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : الغزالى فى الإحياء يقرر الحلول فى الله والاتحاد به تبعا لوحدة الوجود ( 3 )
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يقرر أفظع الكفر ( وحدة الوجود ) ( 2 )
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
دعوة للتبرع
أهل الكهف: يقول تعالى : (وَتَ ْسَب هُمْ أَيْق َاظًا ...
ليس حراما : ماحكم كتابة الآيا ت على جدران المسا جد ...
حب الشهوات : لي طلب بسيط هو تشرح لنا الاية الكري مة ...
أنت على صواب .: شخص من أقارب ي يذهب كل سنة تقريب ا إلى...
الحجر 90 : 91: يقول الله سبحان ه وتعال ى : ( كَمَا...
more
استاذى الكبير دكتور -منصور - ربنا يبارك فيك ،وفى علمك وقلمك وصحتك ...معلومات قيمة ومُرتبة ومنظمة عن تعامل اهل الكتاب مع التوراة والإنجيل قبل وبعد نزول القرآن العظيم .
واعتقد من وجهة نظرى (وليس دفاعا عن عُمر ولا عن اخطاء عُمر وخطاياه فى حق الإسلام اولا والبشرية كلها ثانيا ) انه طبقا للقرآن الكريم كما ورد فى مقالة حضرتك ان اهل الكتاب منذ القدم وهم يُحرفون الكتاب ويُخفونه حتى على النبى محمد عليه السلام ،ونزل الوحى القرآنى فضحهم فى ذلك .
واعتقد ان المؤمنين بالكتاب والرسالة الربانية الحقيقية سواء كانوا من اهل الكتاب اومن اهل القرآن لن يُزعزع إيمانهم وتمسكهم به ان إضطهدهم او هجّرهم وطردهم من بلادهم عمر بن الخطاب او حسنى مبارك ، فسيحملونه معهم اينما كانوا ويُحافظون عليه ويُطبقونه ،ويتوارثونه فيما بينهم مهما حدث لهم .
فنعم عُمر له اخطاء وخطايا قاتلة ومخالفة للقرآن العظيم منها إضطهاد اهل الكتاب وإخراجهم من الجزيرة العربية إلى الشام والعراق ،وسلب ونهب ممتلكاتهم ، ولكن دوره فى إخفاء التوراة الحقيقية شبه معدوم بدليل انهم حافظوا على التوراة المُحرفة التى خلقوها وزادوا عليها .
وشكر لحضرتك مرة اخرى .