نبكي

محمد سمير Ýí 2007-05-05


                                                        نَبْكي

نبكي على التّاريخِ و الأمجادِ و الحُقَبِ الَّتي
قُدْنا بموجِبِها الأُمَمْ
وَعَلى التَّرَبُّعِ فوقِ عرشِ المجدِ في رأسِ الهرمْ
نبكي ضياعَ الأَندلسْ
و المسجدِ الأَقصى و أَكنافِ الحَرمْ
مَعْ أنَّنا عُدْنا نُصَلِّي للصَّنَمْْ
ليقودَنا نحوَ القِمَمْ
لكنَّهُ ما قادَنا يوماً سِوى
نحوَ الحضيضِ أَو العَدَمْ
ما نالَنا إلاّ التَّمزُّقُ و التَّفرُّقُ و النَّدَمْ
* * *
و بكاؤنا استَشْرى كَما السَّرَطانُ يخترِقُ الخَلايا
في الجَسدْ
نبكي و نتلوا آيةَ الكُرسيِّ حتّى نتَّقي
شرَّ الغَوائِلِ و الحَسَدْ
لُفَّتْ على أَعناقِنا
أَحبالُ ذُلٍّ مِنْ مَسَدْ
خلفاؤنا
عَشِقوا الزَّيادَةَ في العَدَدْ
عشقوا التَّناسُلَ و الدَّراهِمَ و الوَلَدْ
مِنْ بعدِما اتَّبَعَ العبادُ خليفةً
وَجدوا خَليفَتَهُمْ فَسَدْ
صرنا نمرُّ على الحياةِ غُثاءَ سيلٍ أَوْ زَبَدْ
* * *
نبكي على حِطّينَ أَنهاراً مِنَ الدَّمعِ المطعَّمِ بالشَّجَنْ
و عساكرُ الإفرنْجِ تجثُمُ فَوْقَ أَشلاءِ الوَطَنْ
تقضي على أحلامِنا
من مالِنا
تسطو على ثَرَواتِنا
بِمِزاجِنا
هَلْ مرَّ في التاريخِ منهزمونَ مِنْ أَمثالِنا ؟
* * *
فينا الثَّراءُ و نشحذُ القمحَ الرَّخيصَ لِسَدِّ جوعِ عِيالِنا
يا ويلَ مَنْ أَكَلَ الرَّغيفَ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ زرعِهِ
يا عارَ من لَبِسَ الحريرَ و لم يكن من صنعِهِ
يا بؤسَ من قُطِعَتْ وشائجُ أَصلِهِ من فرعِهِ
* * *
نبكي على أرضِ العُروبةِ و الرِّباطْ
و جميعنا ضلَّ الطريقَ َ وقَدْ رأَى أَيْنَ الصِّراطْ
كيف السبيلُ إلى الكرامةِ و المواطنُ شُلَّ من ضربِ السِّياطْ
و الإنبِطاحُ طَغى على قصرِ الخليفةِ و البلاطْ
كيف السبيلُ و قد وَصَلنا أسفلَ الدَّرجاتِ تحتَ الإنحِطاطْ
و مصيرُ أمَّتِنا يَئِنُّ من الرُّعونَةِ و الرَّواغِ و الاعْتباطْ
* * *
نبكي و قد سار الخليفةُ و المواطنُ في محاذاةِ الجِدارْ
وَ رُؤوسُهُمْ محنِيَّةٌ للأرضِ خَوفَ الإنْحِدارْ
نحوَ التَّورُّطِ مع فُتُوَّةِ عصرنا بمهاتراتٍ قد تؤدّي للحِصارْ
أو منعِ أَصنافِ الخمورِ من الوصولِ الى الموانئ و المطارْ
و ملَّخصُ القولِ السَّديدِ
فأِنَّ أَخلاقَ العروبةِ تقتضي مَنْعَ الشِّجارْ
و سلوكَ دَربِ الإختصارْ
* * *
نبكي الحضارةَ ، و الحضارةُ من تأخُّرِنا براءْ
كيفَ التَّحَضُّرُ ؟
و انتِهاكُ النّاسِ للقانونِ يجري في الدِّماءِْ
حتّى تجرَّأَ بعضُنا للنَّيلِ مِنْ أَهلِ القَضاءْ
و الفاسدونَ عَلَوا و صاروا في الدَّوائِرِ كالوَباءْ
جعلوا أُمورَ الناسِ تجري للوَراءْ
كيف الولوجُ إلى الحضارةِ يا أخي ؟
و الحالُ يدعو للرِّثاءْ
* * *
لن ينتهي هذا البكاءْ
لن يُشْفِيَ الجرحَ العميقَ جميعُ أنواعِ الدواء
حتّى تسيرَ سفينةُ الإيمانِ والقرآنِ في بحرِ الوفاءْ
و نغذِّيَ الأطفالَ دوماً من حليبِ الإنتماءْ
و نعيشَ في حِضْنِ الحياةِ بدونِ لَفٍّ و التِواءْ
و ندوسَ أَنْصارَ المذاهب والرواية والتَّمزُّقِِ و التَّفَرُّقِِ بالحِذاءْ .

اجمالي القراءات 12080

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأربعاء ٠٩ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6746]

لافض فوك

يا أخى محمد سمير, والله هكذا يكون الشعر وهكذا تكون كتابته,لو قلت انها قصيدة رائعة لما اوفيتك حقك او اوفيتها حقها, انت موهوب بحق, لاحرمنا الله من كتاباتك الشعرية, استمر ولا تتوقف.

2   تعليق بواسطة   اشرف بارومه     في   الأربعاء ٠٩ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6777]

رائعه

رائعه رائعه رائعه رائعه
معبره واقعيه حقيقه
لمست من نفسي اعمقها يا اخي سمير
اشرف بارومه

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-08
مقالات منشورة : 30
اجمالي القراءات : 428,217
تعليقات له : 342
تعليقات عليه : 93
بلد الميلاد : palestine
بلد الاقامة : palestine