تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | تعليق: شكرا أحبتى ، وجزاكم الله جل وعلا خيرا | تعليق: فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا . | تعليق: أكرمكم الله أستاذ عبدالمجيد .. | تعليق: تحية لصمودكَ الملهم يا دكتور أحمد | تعليق: الافتاء خارج مشيخة الازهر | تعليق: تحياتى أستاذ شادى . | خبر: «رويترز»: إدارة ترامب تخطط لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا | خبر: قانون الأحوال الشخصية يقسم المجتمع العراقي | خبر: تصاعد أزمة تأجيل جراحات القلب في مصر يهدد حياة آلاف المرضى فوراً | خبر: عدوى الانفصال.. لماذا ينقسم أرض الصومال إلى كيانين؟ | خبر: جولة ترامب في الخليج... صفقات وتعهدات بـ4 تريليونات في 4 أيام | خبر: أوروغواي تودّع موخيكا الرئيس الذي عاش متواضعًا وداعا بيبي.. وفاة أفقر رؤساء العالم | خبر: محاكم الاستئناف تبدأ تطبيق رسوم التقاضي الجديدة رغم احتجاجات المحامين | خبر: حقوقيون وسياسيون ومؤسسات يطالبون بالإفراج عن الطنطاوي وأبو الديار مع انتهاء عقوبتهما | خبر: فيلم “نسور الجمهورية” يهزّ مهرجان كان.. هل يردّ السيسي؟ | خبر: من هو الطفل الذي وقف له شيخ الأزهر وأجلسه على مقعده؟ | خبر: مصر: تجديد حبس عدد من المعتقلين في قضايا رأي وسط اتهامات نمطية | خبر: المنظمة الدولية للهجرة: رقم قياسي لأعداد النازحين حول العالم في 2024 | خبر: ترامب يرفع العقوبات عن سوريا ويلتقي الشرع غدا بالرياض | خبر: أميركا والصين تتوصلان إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية | خبر: ترامب يعلن أنه سيوقع أمرًا تنفيذيًا لخفض أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين 30% و80% |
دخان السيجارة .. قصة قصيرة

شادي طلعت Ýí 2017-08-01


في ليلة عاصفة من شتاء يناير، خرج سعيد الطالب بالجامعة، يملؤه الإحباط، كباقي أبناء جيله من شباب مصر، يفكر في المستقبل المظلم، والحاضر القاتم، الذي لا يملك فيه قوت يومه، وأثناء سيره قابل صديق له، طلب منه صحبته لشراء حاجه، وأثناء السير، بدأ المطر بالهطول، فتوقف الإثنان تحت مظلة، يرتجفان من البرد، ينتظران إنتهاء المطر، حتى أخرج الصديق علبة سجائر من النوع الرديء، ويعطي له سيجارة، فتناولها سعيد، وأخذ منها نفساً عميقاً، لينفث بعدها دخان السيجارة مع شعور بالسعادة لا يعلم مصدره، حتى فرغت أول السيجارة، ولا زالت الأمطار تهطل، فيناوله صديقه سيجارة أخرى، ويمتن سعيد للصديق.
ثم ينتهي المطر ليستكملا سيرهما، ويحصل سعيد على السيجارة الثالثة، ويستمر شعوره بالنشوة، والسعادة، والتفاؤل، إلى أن إنتهت حاجة الصديق، وافترق الإثنان.
 
وتمر السنين، ويتخرج سعيد من الجامعة، ليتألق في عمله، ويجني كثير من المال، ويدخن أفخر أنواع السجائر، لكن ضغوط الحياة ومسئولياتها تستمر وتزيد، ويظل عقل سعيد مشغولاً بالتفكير في الحاضر والمستقبل.
 
وبعد مضي أكثر من عشرون عاماً، على لقاء سعيد بصديقه، وفي ليلة عاصفة من شتاء يناير، تتعطل سيارته على الطريق الصحراوي، لا حياة فيه ولا ماء، فيقف على الطريق طالباً المساعدة من السيارات المارة، لتتوقف له سيارة نقل، يقودها سائق تبدو عليه البساطة، يتطوع  لإصلاح العطل في سيارته.
 
لكن الأجواء الباردة جعلت سعيد في حرج من السائق المسكين، بسبب البرد والسماء الملبدة بالغيوم، حتى هطل المطر على كليهما، والسائق لم ينتهي بعدُ من إصلاح العطل، فيأتي سعيد بمظلة ليقي السائق من المطر، ثم يخرج السائق من عباءته علبة سجائره، كانت من النوع الرديء، ويعطي سعيد سيجارة، فيأخذها فقط كتقدير للمسكين، علماً بأنها سيجارة رديئة.
 
لكن بعد أن أشعل سعيد السيجارة، وأخذ منها نفساً عميقاً، إذ به ينفث دخانها مع شعور بالنشوة، والسعادة، والتفاؤل لا يعرف مصدرهم، بيد أن ذاكرته عادت عشرون عاماً للوراء، يوم أن إلتقى صديقه القديم، وشاركه في سجائره، وما أن إنتهت السيجارة الأولى، حتى أعطاه السائق الثانية.
 
ومع إنتهاء المطر، إنتهت السيجارة، وإنتهى عطل السيارة، ليعود سعيد بعدها إلى سيجارته الفاخرة، لكنه يفقد شعور السعادة، وبعدما وصل إلى وجهته، إذ به يشتري علبة من السجائر الرديئة، لعلها تعيد له الشعور بالسعادة، لكن ما لبث أن أشعلها، حتى شعر بردائتها، وألقاها في القمامة.
 
في النهاية :
لم يصل سعيد إلى سر النشوة، والسعادة، والتفاؤل، الشعور الذي أحسه منذ أكثر من عشرين عاماً مضت، كما أحس به أثناء وقوفه مع السائق المسكين، هل السر كان في : دخان السيجارة، أم في شتاء يناير، أم في صحبة بسطاء لا يكنون حقداً، أم حنيناً إلى الماضي القديم.
 
شادي طلعت
اجمالي القراءات 10242

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 326
اجمالي القراءات : 3,994,076
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 229
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt