تغيير نمط خطب الجمعة:
تحديث خطب الجمعة وفق معطيات و تطورات الحياة

سعيد علي Ýí 2017-04-12


يقول الحق جل و علا : (يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) ، في هذا المقال المتواضع لا أريد التطرق إلى تأريخية خطب الجمعة و هو مبحث هام و للباحث في هذا المجال يقول لنا أين أختفت خطب النبي محمد عليه الصلاة و السلام !! و أين هي كمية المواعظ التي كان يقولها عليه الصلاة و السلام كل جمعة و لو وجدت تلك الخطب لتبين الكثير و الكثير من تأريخ الإسلام الحقيقي لأن تلك الخطب كانت ( ذكر الله ) أي كانت قرآنا يُتلى أو قرآنا يتُلى و توضيحا لما استشكل فيه أو كانت قرآنا لا سيما الآيات التي تتحدث عن الموعظة و لو أدركنا تلك الخطب لعرفنا حتى تسلسل نزول الآيات و بالتالي الأحداث .

المزيد مثل هذا المقال :

بحث هائلا و يحتاج لوقت و كمية من المصادر ليست العربية فقط بل غير العربية ولم أجد بحثا دقيقا عن خطب الجمعة التي ألقاها النبي عليه الصلاة و السلام في المدينة و لا في مكة هذا مع أن من يدعي كتابة الحديث فهو يبذل قصارى جهده و يسافر و يقطع المسافات و يتأكد و يتوضأ !! حتى يكتب حديثا واحدا !! بينما هذه الخطب كان يسمعها الكثيرون و من هذا المبدأ فمن السهولة بمكان معرفتها و تدوينها أو الإقتضاب مما جاء فيها عطفا على أسلوب جمع الحديث .
تطورت خطب الجمعة طبقا للحالة السياسية و الزمانية و المكانية فقد كان سبُ عليا مظهراً من مظاهرها !!! في بداية الدولة الأموية حتى تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة 99 هـ - 101 هـ فمنع هذه – السنُة الأموية – و لنا أن نتصور إنتشار هذه الظاهرة في البلاد التي – فتحها – الأمويون و أقاموا خُطب الجمعة فيها و لك أن تتصور السيناريو بعد أوامر عمر بن عبد العزيز !! و سارت و مازالت هذه الظاهرة في مساجد الشيعة و في صلاتهم من سب لبعض الصحابة !! أي أن خطبة الجمعة استخدمت كوسيلة سياسية من دعاء للحاكم و تمرير الفرمانات و الأجندة السياسية !! متناسين قول الحق جل و علا : (يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) و حيث أنهم ( لا يعلمون ) فقد استغلوا جموع المصلين لحشو عقولهم – و مازالوا – بما يريده الحاكم و ما يريده الكهنوت لتثبيت سلطة الحاكم مع رتوش بسيطة عن الموعظة القرآنية !!
ظلم فظيع أرتكب و مازال في حق هذا الكتاب العظيم ... و بقى أسلوب خطبة الجمعة كما هو لم يتغير و ألفوا أحاديثا تجبر المسلم على الإيتيان للجامع و الإستماع – غصبا عنه – للخطبة مع التحذير بعدم التفوه حتى بكلمة – صه – و عليه أن ينصت و ينصت فقط لما يقوله الخطيب حتى و إن كان هذا الخطيب معتوها!!
ماذا لو تغير شكل الخطبة و أصبحت فعلا ( ذكراً لله عز وجلا ) مستخدما تقنيات حديثة و مؤثرات صوتية تجعل من محتوى الخطبة ذو أثر طيب .. يحتوى القران العظيم على مختلف المواعظ و الحكم لو تم إخراج تلك المواعظ في صورة فلم ثقافي يجعل من المصلي أكثر تركيزاً و تأثيرا أليست ستكون بأفضل حالا مما هي عليه حال خطب اليوم !!
أتذكر مثلا برناج – العلم و الإيمان – للدكتور مصطفى محمود فقد كان ذلك البرنامج روعة في الربط بين العلم و بين الإيمان و الإيمان كما نعلم يزيد و ينقص فمتى ما أستشعر المؤمن بعظمة الخالق جل و علا زاد إيمانه .
و لعل صورة أبلغ من – خطبة - !!

ملاحظة : هذا المقال كان بطلب من الأخ الكريم أبو أيوب . 

اجمالي القراءات 8830

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الأربعاء ١٢ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85707]

فكرة ثورية يا ابا راشد ،،، جزاك الله خيرا


ليتني اشهد خطبة جمعة على هذا المنوال الذي تكرمتم به حيث تستغل التكنلوجيا الحديثة لتصب في مصلحة خطبة معتبرة محترمة لصلاة الجمعة مثل بث فيلما وثائقيا قصيرا يُبين روعة الخلق وملكوت الملك الله عز وجل ويعزز هذا الفيلم بآيات كريمات تذكرنا بأفضال ونعم الملك القدوس علينا ويحثنا على شكر نعم الله جل وعلا علينا بالايمان والعمل الصالح وإعمار الارض ورعاية المساكين والمحتاجين ،،،، ايييييييه حلم مستحيل ،،،، الله يخرب بيت ذلك الخطيب الذي حظرت عنده صلاة الجمعة منذ ثلاثة أسابيع ،،، رفع عندي الضغط والسكر واليوريك أسيد عندما قال ما معناه : (( ان من طرق تبيان عزة الاسلام لدى الاولين ان المسلم عندما يرى اهل الكتاب يمشون في طرقات الدولة الاسلامية يقوم بالتضييق عليهم في الطرقات ليترك ذلك أثر الرهبة في نفس الكتابي ان الاسلام دين العزة )) حينها تخيلت في نفسي انني أقوم بالتضييق على اخي الكويتي المسيحي في الطرقات لكي ابين له هذه العظمة والعزة المزعومة !!! حينها قلت في نفسي ياربي لماذا تسمح وزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية الكويتية لهكذا نوع من الخطباء ان يعتلوا المنابر ويتبولون في عقول اولادنا !!! معقوله تكون الدولة ترعى وترضى بهذا الكلام !!! ماذا ينبغي علي فعله و انا مجرد مواطن بسيط لاحول لي ولا قوة كيف لي ان أواجه مجتمعي وحكومتي طالما هم يرضون بهكذا مستوى من الخطاب الديني !!! اللهم لاتحملني مالا طاقة لي به !!! شكرا ابا راشد لتلبية رجائي !!!! أتمنى ان تكون تحاليلك الطبية عال العال ،،، خطاك السو يالغالي !!! ادام الله عليك نعمة الصحة ،،،، شكرا جزيلا 



2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأربعاء ١٢ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85711]

ليتنا نملك شجاعة الدكتور أحمد يا أبا أيوب


هي نفس الإشكالية و نفس المعاناة و لا نملك إلا الصبر و كظم الغيض !! تقصير نحمله فوق روؤسنا فماذا عسانا أن نفعل سوى الصبر و الإبتعاد قدر الإمكان عن بيئة ترى في الفتوحات عزة و نصرا للإسلام !! تقدس النبي عليه السلام و ترفعه لمقام الألوهية و تبتعد عن القران الكريم و تلجأ لغيرة !! ينظرون إليك نظرة كلها حقد و لو لا العادات و التقاليد و شئ من القانون لرجموك !!!



أنت تحلم و أنا أحلم كذلك بالعيش وحيدا فيما تبقى لي من العمر و ماذا عسايا أن أعمل سوى الصبر لعل الله جل و علا يحدث بعد ذلك أمراً .



تحياتي بو أيوب و شكرا لتواصلك الراقي .



3   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الخميس ١٣ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85712]

الدكتور احمد لايمتلك الشجاعة فقط


بل يمتلك العلم الراسخ ايضا في التاريخ واللغة العربية واجتهادات قرآنية غير مسبوقة وخبرات كثيرة متنوعة اخرى ،،، اتعجب لماذا لاتفتح الدول العربية ابوابها له !؟ ... شكرا جزيلا 



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٣ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85720]

اكرمكما رب العزة جل وعلا ابنىّ الحبيبين السعيد وأبا أيوب ، وأقول


صلاة الجمعة كانت جزءا من معاناتى فى مصر . كنت لا أغيب عن حضورها منذ وعيت ـ طفلا . فلما بدأ الاجتهاد ومواجهة الكفر بدأت معاناة الصبر على ما أسمع من جهل الخطباء، ولم أكن قد جربت أن أكون خطيبا . ثم صرت خطيبا ، فبدأت مشاكل مع المستمعين ، ثم إعتزلت المساجد مع أهل القرآن فبدأت المشاكل مع الحكومة . ثم بدأت فى الصلاة فى بيتى مع اولادى فقط ، ثم هاجرت الى أمريكا ، وتعودت أصلى الجمعة ظهرا . ثم بدأنا نجتمع فى بيتنا نصلى الجمعة سويا ، ثم لم يعد البيت يسع الناس ، فتأجّل الأمر الى حين ميسرة . واستعضنا بتسجيل لخطبة للجمعة. ثم توقف التسجيل .

بالمناسبة سجلت أمس فى قناة الحرة عن التأويل وسوء إستخدامه من طرف داعش . وهو مذاع على موقع الحرة ، ومنشور هنا . العجيب أن مبنى الحرة قريبة من بيتى ، وتتجاهلنى فلم تستضفنى سوى ثلاث مرات . يا حبذا لو كتبتم لها تعليقات بهذا المعنى . إذا كانت قناة ( الحرة ) تستهدف التنوير فلماذا تتجاهل أهل القرآن ؟

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-03
مقالات منشورة : 73
اجمالي القراءات : 598,164
تعليقات له : 967
تعليقات عليه : 126
بلد الميلاد : حيث الأمن والسلام
بلد الاقامة : حيث الأمن والسلام