الصلاح شرط الاستخلاف:
الصلاح شرط الاستخلاف

أسامة قفيشة Ýí 2017-01-13


الصلاح شرط الاستخلاف

قال تعالى ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) 105 الأنبياء هذا الاستخلاف في الأرض هو وعد الله و تأكيده , و يأتي هذا الاستخلاف للصالحين بعد زوال الفاسدين الظالمين المعتدين , و يستمر هذا الاستخلاف للصالحين ما داموا على صلاحهم ,

فإن تركوا هذا الصلاح و العدل فتلك إشارة و بداية لزوالهم ,

و العمل الصالح هو عملٌ مبنيٌّ على العدل و الإحسان الذي أمر به الله جل وعلا بين الناس (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) 62 البقرة ,

و يرتبط هذا العمل الصالح مع مفهوم الإيمان (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) 124 النساء ,

و كذلك في قوله جل وعلا (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) 57 آل عمران ,

إذاً هذا الصلاح هو شرط الاستخلاف في الأرض , و عكسه هو الفساد الذي يتحتم عليه الزوال , و هذا الفساد يتمثل بالظلم و القهر و الاعتداء (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) 56 الأعراف ,

و يتمثل الفساد أيضاً بالإسراف (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) 32 المائدة ,

و قلنا أنه إن غاب الصلاح و حل الفساد فهو بداية الهلاك لأن الاستخلاف للصلاح و ليس للفساد فقال سبحانه (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) 41 الروم , أي أن الهلاك و العذاب هو مصير المفسدين بسبب فسادهم و ذلك من أجل عودتهم لرشدهم و رجوعهم لسبيل الصلاح ,

المُصلح يسعى لإصلاح المجتمع الذي هو فيه من أجل الصلاح و ليس من اجل الفساد , عكس المفسد الذي يسعى بفساده من اجل العلو و الهيمنة و القهر , فهذا المُصلح الصالح له الأجر و الثواب يوم القيامة (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) 83 القصص , فنلاحظ هنا بأن هؤلاء المصلحون حتى في اليوم الآخر هم من ستكون لهم العاقبة بمعنى الوارثون ( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 11 المؤمنون , فميراث الشيء هو الاستخلاف فيه ,

و أما عن ميراث الأرض و الاستخلاف فيها قال تعالى عن استخلاف و ميراث قوم موسى لقوم فرعون ( كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ) 28 الدخان , و هذا الاستخلاف جاء بعد الظلم و الفساد و الاستبداد ,

و الاستخلاف بميراث الأرض هو من أجل الصلاح و من أجل العمل لميراث الجنة في اليوم الآخر فقال جل وعلا (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) 74 الزمر ,

و يبقى التهديد و الوعد الإلهي للوارثين المستخلفين بالعذاب و الزوال (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ) 100 الأعراف , و هذا الوعيد لهم إن أخلفوا عهدهم وطغوا و افسدوا (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) 59 مريم ,

و هذا أيضاً في قوله جل وعلا (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ) 133 الأنعام ,

و يأتي الاستخلاف و ميراث الأرض أيضاً بصيغة التّبوء , كما في قوله جل وعلا ( وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) 56 يوسف ,  تماماً كقوله (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) 9 الحشر ,

فبما أن المؤمنون يرثون الجنة أي يتبوءونها بأفعالهم , فكذلك الظالمين المفسدين يرثون و يتبوءون جهنم نتيجة أعمالهم (إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) 29 المائدة , أي أن أحد أبناء آدم عليه السلام سيرث إثمه و إثم أخيه فيكون وارثاً لجهنم , و هذا حال الظالمين المفسدين جميعاً ,

و عن مقاصد هذا الاستخلاف يتبين لنا بأنه مبنيٌ على العدل و الإحسان و حفظ الحقوق و الأمن و الأمان ,

فمنذ خلق الإنسان كان هدف الاستخلاف هو مغايراً للفساد , فخُلقَ هذا الكائن العاقل كي يرث الأرض و يستخلف من كانوا لا يفقهون قولا و كانوا مفسدون في الأرض ( يأجوج و مأجوج ) فقال جل وعلا ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) 30 البقرة ,

و عن استخلاف قوم عاد من بعد نوح قال (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) 69 الأعراف ,

و عن استخلاف ثمود من بعد عاد (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) 74 الأعراف ,

و عن اضطهاد بني إسرائيل زمن موسى عليه السلام من قوم فرعون و فساده و ظلمه قال (قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) 129 الأعراف , و هنا نلاحظ حتمية هلاك المفسدين و استخلاف غيرهم ليقوموا بالعدل فقال جل وعلا عن تلك الحتمية و هذا الوعد ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) 55 النور ,

و عن الاستخلاف في الأرض بالعدل بين الناس قال جل و علا ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) 26 ص , فالعدل و حفظ الحق أساس الاستخلاف ,

فالمقصد هو الإصلاح و ترك الفساد و هذا في استخلاف موسى لهارون عليهما السلام (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) 142 الأعراف ,

و لكن قوم موسى من بني إسرائيل ظلموا أنفسهم و أرادوا الفساد حين هموا باستضعاف هارون و كادوا يقتلونه (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) 150 الأعراف ,

إذاً سنةُ الله جل وعلا بالاستخلاف في الأرض هي الإصلاح و العدل بين الناس , فإن لم يعمل البشر بذلك يحلُ الهلاك بالمفسدين ليخلفهم غيرهم من البشر و هكذا هي سنته في الأرض فقال سبحانه (فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) 57 هود ,

و يأتي الاستخلاف بالمال أيضاً , ليقوم صاحب المال على ماله بالإحسان و ينفقه في الإصلاح و العمل الصالح لا في الإفساد و الفساد ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ) 7 الحديد ,

و يأتي الاستخلاف مغايراً للكفر و الشرك بالإيمان بأن لا إله إلا الله فهو وحده القادر على رفع الهلاك و الفساد و نصرة المستضعفين المؤمنين و إجابته لدعوتهم (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) 62 النمل ,

فسبحانه و تعالى أن جعل الإيمان و العمل الصالح مقروناً بتقواه , و بأن جعل الصلاح مرجعه بالتدبر لكتابه الكريم بأن جعل البركة و الفلاح فيه (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ *كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) 28-29 ص .

 

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا

سبحانك إني كنت من الظالمين 

اجمالي القراءات 9384

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الجمعة ١٣ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84463]

نعم الصلاح شرط للاستخلاف


نشكرك أستاذ أسامة  ، فعلا الصلاح يأتي شرط للاستخلاف  وإذا تبدل الحال  وأفسدوا  زالت عنهم نعمة الاستخلاف  وحل محلهم قوم  غيرهم  محلهم وهكذا قانون لا يتغير  ، ولكن الفسق  يدخل ضمن هذا المعنى ( الفساد ) في هذه الآية الكريمة : 



الإسراء - الآية 16



وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 



 


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١٣ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84464]

اختلف معك استاذ اسامه .


اختلف معك استاذ اسامه فى صُلب الموضوع ..فالأرض فى قول الله تعالى (( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )))  تعنى الجنة ، وليست ارض الحياة الدُنيا . فجاء تعبير الأرض عن الجنة  ايضا .. وهى فعلا ستكون ميراثا للصالحين فقط فى الآخرة ،وليست لعموم الناس ..... اما عن أرض الدنيا فهى للجميع (مُسلمين ،وغير مُسلمين ) إلى يوم القيامة ،وهذا وعد الله بأن تكون الأرض للناس  جميعا ، وثرواتها ،وميراثها بالعدل بينهم جميعا بعيدا عن درجة إسلامهم لله رب العالمين أو إيمانهم به . بل إن حقائق القرآن تتحدث دائما عن  الأكثرية من أهل الأرض  ضالين مُضلين ،بل  والأكثرية من  المسلمين ظاهريا ايضا ضالة مُضلة ، وأنهم جميعا مُتبعون للشيطان  فى كُفرهم عقائديا ،وسلوكيا ، ورغم هذا فهم الوارثون للأرض فى الحياة الدنيا ،  أكثر إمتلاكا لها وتمتعا بثرواتها ..



وبخصوص  بنو إسرائبا وميراثهم لعرش فرعون وممتلكاته بعد هلاكه هوو ملأه  ، فهذا لايعنى أنهم كانوا صالحين ، والقصص القرآنى  ملىء بالحديث عن ضلال اكثريتهم ،وكُفرهم برب العالمين ، وقتلهم لأنبياءهم من بعد موسى  عليه السلام ، بل ومحاولتهم  لقتل عيسى نفسه عليه السلام .وإخفائهم للتوراة والإنجيل فى عصر النبى محمد عليه السلام ذاته .



فالخلاصة .. أن الآية الكريمة تتحدث عن ميراث الصالحين لأرض الجنة  خالصة لهم ، ولن يُنازعهم أو يشاركهم فيها أحد من مشركين الحياة الدُنيا  ،على عكس الحال الذى كان موجودا على ارض الحياة الدُنيا .



تحياتى .



3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١٣ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84468]

أهلا بك استاذ اسامه .


اشكرك استاذ اسامه على الرد ، وارجو أن تقرأ الآية الكريمة فى سياقها الذى جاءت فيه من سورة الأنبياء .... ثم تضعه فى (عقلك الباطن ،واللاشعور ) عند قراءتك للقرآن بعد ذلك ، وستجد أن آياته الكريمات تؤيد أن مفهوم الآية الكريمة عن الأرض المذكورة فيها هى بمعنى (الجنة ) . وأن مُصطلح (الصالحون ) فيها يعود على المؤمنين الصالحين لميراث الجنة فى الآخرة ....وتحياتى .. وها هى الآيات الكريمات اللاتى جاءت فيهن الآية الكريمة من سورة الأنبياءواللاتى يتحدثن عن البعث والآخرة ، والنار والجنة ،وأن كل هذا بلاغ للناس ....



(((  95حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ 96وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ 97إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ 98لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ 99لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ 100إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ 101لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ 102لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ 103يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ 104وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ 105إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ))



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٣ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84470]

إبنى الحبيب استاذ أسامة :إسمح لى بتقديم وجهة نظرى


1 ـ الوراثة النهائية لهذه الأرض  الفانية ليست للبشر بل هى لرب العالمين جل وعلا : (  إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40) مريم )

2 ـ الارض المقصودة التى سيرثها العباد الصالحون هى الأرض  فى الآخرة ، وهى التى ستأتى بديلا عن هذه الأرض الفانية بعد تدميرها ، قال جل وعلا : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ) . هذا بدليل السياق قبلها وبعدها وهو عن الآخرة ، يقول جل وعلا : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)  الانبياء ) ، وعن هذه الأرض يقول جل وعلا : (  وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) ) الزمر ).

3 ـ الاستخلاف إختبار فى الدنيا:

( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) الانعام )

وكل جيل يخلف ما بعده :( ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) يونس)

ومنهم المؤمن ومنهم الكافر : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً (39) فاطر )

وقالها موسى عليه السلام لقومه : (قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الاعراف ).

وجاء وعد الله جل وعلا للمؤمنين فى أول عهدهم بالمدينة وكانوا يخافون أن يتخطفهم الناس ، فو عدهم الله جل وعلا بالاستخلاف فى الأرض ، اى الأرض المعروفة لهم ليشعروا بالأمن ، وكان هذا الوعد مرتبطا بالايمان والعمل الصالح : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)  النور ). وتحقق الوعد فى حياة النبى محمد حين دخل الناس فى دين الاسلام السلام أفواجا . بعده حدثت الانتكاسة فدخلوا فى الفتوحات ثم فى الحروب الأهلية أفواجا .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,412,222
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين