التاريخ المصنوع والتاريخ الموضوع

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-12-06


التاريخ المصنوع والتاريخ الموضوع

مقدمة :

جاء هذا السؤال من أحد الأحبة ، واجيب عليه فى هذا المقال : ( حول (النبي محمد المزعوم في كتب السنة وصحابته) إذا كان( محمّد السنّي ) شخصية وهمية تم تأليفها في أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي اذن فالسيرة النبوية أكذوبة وكذلك أسماء الصحابة مخترعة ، فمثلا قد يكون عمر ابن الخطاب أو عثمان إبن عفان مجرّد زعيمين لقبيلة قريش عاشا في زمن النبي أو بعده بقليل ولكنهما لم يكونا من صحابة النبي فتم اختراع حولهما أحاديث وزعموا ( القرشيين الأمويين والعباسيين ) أنهما من صحابة النبي بل من خير صحابة النبي ومن المقرّبين وذلك لإضفاء قدسية على السلالة القرشية الحاكمة في العصرين الأموي والعباسي وللسيطرة على عقول الشعوب والبقاء في السلطة الى الأبد ، كما يمكن لهم أن يدّعوا أن النبي محمد من قريش فممكن ان يكون النبي محمد ليس قرشي بل من قبيلة أخرى سكنت مكة مع قريش فهو بعث لقريش فهذا لا يعني أنه قرشي فممكن أن يكون من قبيلة عربية أخرى ولكن المتأكدين منه أنه عربي كما هو معلوم من القرآن وفي القرآن لا يوجد ذكر لأسم القبيلة التي ينتمي اليها النبي فسورة قريش نزلت لكي تنذر قريش لكي يعبدوا رب هذا البيت أي الكعبة ولكن اسم قريش لم يرد في بقية القرآن بل ورد ذكر (وقومك) او (المهاجرين والانصار) فقد لايكون النبي محمد قرشيا وقد لا يكون الأنصار هم الأوس والخزرج المزعومون مارأيك دكتور ؟ ) .

أولا : بين الحقيقة التاريخية البشرية والحقيقة الدينية القرآنية :

1 ـ كتبنا فى هذا كثيرا . ـ ونرجو أن تكون هذه هى المرة الأخيرة ــ  أن الحقيقة القرآنية مطلقة ، سواء فى الغيبيات أو التشريع أو القصص أو الدعوة والوعظ . التدبر البشرى فيها يتعرض للخطاب والصواب . فالآية القرآنية فى قصة يوسف مثلا حقيقة مطلقة ، ولكن ما أكتبه أنا عنها هو رأى يحتمل الخطأ والصواب . هو رأيى الشخصى ، وليس دينا . الحقيقة التاريخية نسبية ، ولا تدخل فى الدين الالهى . يوم الحساب لن يعقد لك رب العزة إمتحانا فى التاريخ يسألك فيه عن أبى بكر وعمر وعثمان ، بل سيسألك عن ( لا إله إلا الله ) وعملك .

2 ـ فى عصور التخلف وتسيد الأديان الأرضية يتحول تاريخ المشاهير الى دين ، وتتحول الشخصيات التاريخية الى كائنات إلاهية مقدسة ، لا يجوز الاقتراب منها إلا بالتحميد والتبجيل والتقديس ، ويكون كفرا التعامل معها على أنهم بشر يخطئون . وينسحب هذا على أئمة الدين الأرضى ومذاهبه وطوائفه وعلى مقولاته وخرافاته . يكون فرضا دينيا التسليم بها والتصديق بها والإيمان بها ، وتتحول الى ( ثوابت ) أو ما وجدنا عليه آباءنا . وبالتالى يعيش الناس فى قمقم الماضى يجترون حياة السلف السابقين ، نفس الزى واللباس والحجاب والنقاب والجلباب ، نفس القضايا التراثية ، ونفس المعارك القتالية وربما فى نفس الأماكن . وهذا بالضبط ما يحدث للمحمديين ، يعيشون حتى الآن فى نفق الفتنة الكبرى .

3 ـ فى هذه الحالة يكون التعامل مع تلك الشخصيات التاريخية بمنطق (إما و إما ) ، اى نفس المنطق الدينى ، إما أنهم آلهة لا تخطىء ، وإما أن التاريخ المكتوب عنهم كله بهتان وإفتراء لأنه ينال من قدسيتهم وجلالهم . إما أنهم آلهة لا تُخطىء ، وإما أنهم ليسوا موجودين اصلا ، أو أنهم ليسوا هم ، أو إن تاريخهم كله مشكوك فيه ولا يؤخذ به .

4 ـ وكتبنا أيضا كثيرأ ـ ونرجو أن تكون هذه هى المرة الأخيرة ــ  أن منهج التدبر القرآنى يختلف عن منهج البحث التاريخى . التدبر القرآنى هو أن تدخل على القرآن الكريم بدون رأى مسبق وانت تبحث عن موضوع ما . ثم تحدد مصطلحات الموضوع ــ ليس بقواميس اللغة المستحدثة والمتغيرة ، ولكن من خلال القرآن الكريم نفسه الذى ينفرد بمفاهيمه الخاصة والتى تختلف عن مفاهيم التراث السنى والشيعى والصوفى . ثم تقوم بتجميع كل الآيات الخاصة بالموضوع والآيات القريبة منه ، من خلال السياق المحلى للآية ما قبلها وما بعدها ، ومن خلال السياق الموضوعى بتتبع الآيات الخاصة بالموضوع والقريبة منه فى القرآن الكريم كله. بعد التجميع لكل ألايات ، تقوم ببحثها كلها معا متدبرا فيها باحثا عن الحق إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، لاتأخذك فى الحق لومة لائم .

5 ـ منهج البحث التاريخى مختلف . الحدث التاريخى له زمان ومكان وأشخاص ، وهناك من نقل وكتب وأرّخ هذا الحدث . وهذا المؤرخ قد يكون معاصرا للحدث وقد يكون بعيدا عنه . قد يكون معاصرا للحدث قريبا من ابطاله يعايشهم ويكتب عنهم مباشرة ، وقد يكون معاصرا ولكنه بعيد عنه . مثلا هناك من يكتب عن السلطان وهو فى حاشية السلطان ، وهناك من يكتب عن السلطان فى عصر السلطان وهو فى الشارع وليس فى قصر السلطان . واضح أن الذى يعايش السلطان هو الأقرب وهو الأصدق ، ولكنه قد يكون ـ وفى الأغلب يكون ـ غير أمين فيما يكتب ، قد يتحامل أو قد يُجامل ، وقد يخفى وقد يبرر ، وقد يكذب وقد يفترى ما لم يحدث . هذا عن المؤرخ المعاصر ، فكيف بالمؤرخ الذى يكتب روايات متناقله عبر اجيال . من هنا تتعدد الروايات ، وتتضارب وتتداخل . يصنعون لها عنعنات وإسناد لستر عورتها ، ولكن الاسناد هو الذى يكشف عورتها ، فكيف يتناقل فرد عن فرد عن فرد عن فرد عن فرد ..الخ حكاية عبر قرنين من الزمان . واضح أن الاسناد فى الحديث وفى التاريخ إفتراء يضحكون به على الذقون ، وكم خدعوا به بلايين الذقون .!!. يزيد من التعقيد فى البحث التاريخى أن الحادثة التاريخية مركبة . ليس مجرد قال فلان . لأنها لو كانت (قال فلان ) لتحدد البحث فى (هل قال فعلا أم لم يقل ؟ ) هكذا ببساطة ، ثم نفحص القول ومدى ملاءمته لعصره وقائله . أما الحدث التاريخى فهو أقوال وأفعال ليس من فلان فقط بل من فلان وعلان وتركان وعثمان وعفان ..الخ الخ . وله ــ بالاضافة الى أبطال الحدث ــ سياق تاريخى يشمل أحداثا فى نفس الزمان . ثم تتعدد الروايات وتتضارب وتتداخل . وتُمسك برقبة الباحث التاريخى . وهنا عليه أن يستعمل منهج البحث التاريخى ، وهو علم قائم بذاته له اصوله ، وقد كتبنا فيه عام 1984 ثلاثة كتب ، عن ( التاريخ والمؤرخون ) وعن اسس البحث التاريخى وعن البحث فى مصادر التاريخ الدينى ، وكانت مقررة على قسم التاريخ جامعة الأزهر وقتها . ومنشور هنا كتاب تطبيقى فى منهجية البحث التاريخى عن المجتمع المصرى فى عصر السلطان قايتباى من خلال ما كتبه المؤرخ ابن الصيرفى .

6 ـ الباحث التاريخى لا يراوده مطلقا إى إحتمال بأنه لا يوجد أصلا ابو بكر وعمر وعثمان والرشيد والمأمون والظاهر بيبرس والسلطان قلاوون والدول الأموية والدولة العباسية والخوارج ومعاوية .. الخ . إن فعل فليس باحثا وليس مثقفا .. هذا هروب مريح من مواجهة الحقائق التاريخية وعجز عن التعامل معها . هذا تاريخ حدث ، وتمت كتابته ، ولا خلاف فى رءوس موضوعاته . لا خلاف فى وجود الخلفاء ، الخلاف هو فى الروايات عنهم . لا خلاف فى وجود الدولة الأموية سواء فى فتوحاتها أو فى خلفائها أو فى حروبها المحلية . الخلاف فى الجزئيات . هذا كله مع التسليم بأن هذا التاريخ كله حقائق نسبية وليس حقائق مطلقة مثل حقائق القرآن .

ثانيا : بين التاريخ البشرى المصنوع والتسجيل الالهى الموضوع

1 ـ يحكم مصر الآن عام 2016 جنرال إسمه عبد الفتاح السيسى . لنفترض أن مؤرخا يقوم بتسجيل تاريخ حكمه يوما بيوم . هو يقوم بصناعة تاريخ لعبد الفتاح السيسى ، يكتب هذا التاريخ بيده ، سواء كان يعايش السيسى لا يتركه حتى وهو فى دورة المياه ، أو كان يكتب عنه من خلال المنشور فى وسائل الاعلام ، وسواء كان صادقا أو كاذبا . فى كل الأحوال فما يكتبه عن السيسى ليس هو السيسى ، هو تاريخ معمول مصنوع للسيسى وعن السيسى ، هو تاريخ مصنوع من كلمات وعبارات ، لها كاتب ومنشىء ليس هو السيسى بل الذى كتب عن السيسى . لنفترض أن السيسى هو الذى يكتب سيرته الذاتية يوما بيوم .. هل نصدقه ؟ وحتى لو صدقناه .. هل ما يكتبه عن نفسه هو ( نفسه )؟ . ثم تخيل باحثا بعد قرنين من الزمان يريد أن يكتب بحثا عن السيسى . ماذا سيفعل ؟ سيجمع كل المكتوب عن السيسى وكل الذى قيل عنه والتسجيلات الصوتية والفيديوهات ، وسيتأكد بعد الفرز ما هو الصحيح وماهو الفوتوشوب . ولنفترض أنه جمع كل شىء وقام بفرزه وإستبقى ما يعتبره صحيحا . هل عمل هذا الباحث سيخلو من التحامل ؟ ولو كان عادلا هل سيخلو من الخطأ ؟ ولنفترض أنه ( جمع فأوعى ) ، جمع كل تاريخ السيسى أقوالا وأفعالا .. هل يكون بذلك قد حمع فعلا كل ما فعله السيسى وكل ما قاله ؟ بالتأكيد .. لا .. فالمؤامرات يتم طمسها . وهذه ( المؤامرات ) ليست ( مؤتمرات  ) علنية بل مكائد ليلية . وليست مكائد وقتية بل أسلوب حياة . أى هناك تاريخ سرى لأى حاكم ولمن حوله لا يصل العلم به الى المؤرخين واجهزة الاعلام  ، وإذا وصلت بعض اسراره فهى مُجتزأة ومُشوشة وقد تلاعب بها كثيرون وتبول عليها كثيرون .

هنا تتلخص القضية فى : هل كان فى مصر فى أعوام كذا وكذا حاكم إسمه السيسى ؟ الجواب نعم . هل كل المكتوب عنه صحيح ؟ الجواب : لا . ماذا نفعل : الجواب نحتاج الى بحث تاريخى . ما يقال عن السيسى يقال مثيله عن الخلفاء الشاردين والراشدين والفاسقين .!! . هذا هو التاريخ البشرى المصنوع .

2 ـ نصل الى التاريخ الحقيقى الموضوع من رب العالمين . يولد الانسان مصحوبا بالزمن الذى سيعيشه . ويبدأ العد التنازلى لموعد موته ( وفاته ) بمجرد ولادته . إذا كان مقدرا له أن يعيش سبعين عاما ، ووُلد من ساعة إذن بقى من عمره سبعون عاما إلا ساعة ، وهكذا يتناقص عمره مع كل ثانية أو دقيقة أو ساعة أو يوم أوشهر أو عام ، مثل الذى يقف قطعة جليد وسط المحيط . المحيط هو البرزخ الذى أتى منه ، وقطعة الجليد هى العمر المقدر له ، وتتآكل قطعة الجليد بسرعة 24 ساعة فى اليوم . وعندما تتآكل الى النهاية يسقط صاحبنا فى محيط البرزخ الذى أتى منه . هذا هو وعاء الزمن الذى يولد به الانسان ويحمله الى موته ووفاته . هناك وعاء آخر يولد به الانسان . هو وعاء العمل ، أو كتاب تسجيل أعماله. كل دقيقة من وعاء الزمن تنزلق منه الى وعاء العمل أو كتاب أعماله ، يتم تسجيل كل دقيقة من الزمن بما عمله الانسان فى هذه الدقيقة ، ولأن الزمن متحرك لا يتوقف فإن التسجيل مستمر لا يتوقف ، وهو تسجيل بالصوت وبالصورة وبالهمس وباللون وبالمشاعر. اى يتم ( حفظ ) الانسان فى وعاء عمله أولا بأول ، ثانية ثانية ودقيقة دقيقة ، كل قطعة زمن تمر تسقط من وعاء الزمن الى وعاء العمل  ، حتى إذا جلّ ( الأجل ) أى الموعد المحدد للموت يكون الانسان قد ( وفّى ) أى أكمل العمر المحدد له ، وإستوفى الحتميات المقدرة له سلفا من ولادة ورزق ومصائب وعُمر . يموت أو ( يتوفى ) ـ من توفية العمر والعمل . هنا يكون جسده قد انتهى ، وتم حفظ عمله فى جسد آخر ، هو إرشيف خاص به يحمل بصمته ، وتحمل النفس هذا الارشيف أو ذاك الجسد الذى فعلته فى حياتها الدنيا ، وتأتى به يوم الحساب . هذا الارشيف ـ هذا الكتاب ( كتاب الأعمال الفردى والجماعى ) هو التاريخ الحقيقى الصادق لكل إنسان . وضعه رب العالمين، وهو الشهيد على ما نفعل . (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) يونس )

أخيرا : أنت بين التاريخ المصنوع والتاريخ الموضوع :

1 ـ التاريخ البشرى المصنوع ينحاز الى أكابر المجرمين يجعلهم العظماء بالمقياس البشرى للعظمة . وهى عظمة مؤسسة على أهرامات من الجماجم والأشلاء وأنها من الدماء . التاريخ الحقيقى الموضوع من رب العزة سيتسلمه كل فرد ، ليقرأه بنفسه ، هو كتاب الأعمال الفردى.وسترى كل أمة كتاب أعمالها الجماعى الذى يسجل معاملاتها وتفاعلاتها الدنيوية . .

2 ــ التاريخ المصنوع ليس لكل البشر . هو مصنوع فقط للمشاهير والكبار الذين يتم التأريخ لهم . الفرد العادى لا يلتفت اليه المؤرخون ـ وأجهزة الاعلام فى عصرنا ـ إلا إذا إرتكب جريمة أو وقع ضحية . لا بد أن يحدث له مكروه وحادث جلل حتى يستحق الانتباه  هذا بينما إذا عطس المستبد قال له المؤرخون ( يرحمك الله ) بدلا من يلعنك الله .

3 ــ التاريخ الموضوع الذى يسجل الأعمال فى كتاب العمال الفردى وكتاب الأعمال الجماعى هو لكل فرد ، وكل فرد سيأتى أمام رب العزة يوم القيامة . لقد أحصاهم وعدهم عدا ، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا .

4 ـ التاريخ المصنوع للمشاهير والكبار يكتبه المؤرخون أو يكتبه صاحب الشأن سيرة ذاتية . وكلها محكومة بالهوى . التاريخ الموضوع لا ( يكتبه الانسان ) لنفسه أو لغيره ، بل ( يفعله الانسان ) بجوارحه وبقلبه .ثم تقوم ملائكة الأعمال بحفظه وتسجيله أولا بأول . ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)) الانفطار )

5 ـ  وانت تسعى حيا تحيط بك ـ دون أن ترى ــ كاميرات إلاهية تأخذ منك نُسخا كل ثانية تمر عليك . هذا تاريخك الشخصى ، أنت لا تكتبه بل تفعله . هل فكرت يوما فى أن هذا التاريخ الذى تفعله سيأتى يوم تؤاخذ به وتحاسب عليه ؟ هل فكرت يوما أن هذا التاريخ الذى تفعله بنفسك سيترتب عليه خلودك فى النعيم أو خلودك فى الجحيم ؟

احسن الحديث : يقول جل وعلا :

1 ـ ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) الاسراء )

(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ (37)  الحاقة )

2 ــ ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)  الكهف )

 (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)  ) الجاثية ).

ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 8118

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   ابراهيم احمد     في   الثلاثاء ٠٦ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[83810]

احسنت القول دكتور احمد




نعم أحسنت القول أستاذي ، لكن العجيب وعلى رغم من وضوح الأيات القرانية البينات التي تثبت أنه لا حديث مع حديث الله ألا أنه حينما تستشهد لهم بأيات من القران مقابل ان يقولوا سمعاً وطاعة لكلام الله يجادلون ويحاججون ويجحدون بايات الله ،  فايحضرون  باية او ايتين  يتصورون من خلالها  أنها تخدم مبتغاهم ويقومون  على اساس ذلك برمي مئات  الأيات بل معظم الأيات  القران عرض الحائط ، غير مكترثين لما  أختلقوه من تنااقض وتضارب بين مفاهيم الأيات القرانية ، وهذا متوقع من أناس عاشوا وتعايشوا على الأكاذيب والأساطير وتخاريف وأصبحوا جزء منها ولمضحك انهم يستخدمون ايات  القران لهدم القران نفسه وهم لا يشعرون ، بمعنى تقول له {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}  يرد فايقول {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}تقول له {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يرد فايقول {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}


أي يعجزون عن الرد أمام الأيات القرانية فلا يجدون وسيلة سوى رد الأية بأية اخرى حتى وأن ضحوا بالقران فاكله يهون لأجل البخاري ومسلم و ابو هرارة وزرارة وسيرة الخلفاء الفاسقين 


وأن لم يفلحوا بالأحتجاج بالقران يذهبوا للمحاججة بالصلاة ومن أين نصلي وكيف نصلي الخ 




2   تعليق بواسطة   ابراهيم احمد     في   الثلاثاء ٠٦ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[83811]

و أستكمالاً لقولي


وعلى ذكر موضوع طاعة الرسول التي يلح عليها كثير من عباد التراث ، فالست أدري ما علاقة طاعة الرسول في تباع السنة ؟ فاهل يكون من أتبع القران عاصي للرسول مثلاً 


أن هذا الأعتقاد  المترسخ في عقولهم يثبت تأليههم لشخصية النبي بذاته  وانه مشرع مع الله وله كتابة الخاص المنزل على البشر ، بدليل أنهم جعلوا [طاعة الله]  تعني اتباع القران بينما [طاعة الرسول] تعني اتباع الأحاديث السنية 


بمعنى أنك اذا امنت بالقران فانت قد أطعت الله أي اطعت اله واحداً  لكن مازلت عاصياً للاله الثاني الذي هو النبي بحسب المفهوم لديهم  .. فايجب أن تعبد الهين لا اله واحد ,, اي نفس الأعتقاد الشركي الذي كانت عليه قريش أثناء دعوة الرسول  لهم حينما ذكر  الله بشئنهم {وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}


وعلى الرغم  من أنهم يناقضون أنفسهم ويقولون أن السنة وحي من عند الله كما أن القران وحي من عند الله 


فئن كانت بالفعل وحي من عند الله إذاً مالفرق بين الله ورسالتة ؟ ألم يقل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} فا لماذا السعي إلى التفرقة بين الله ورسوله لأجل ان تضعوا تلك المكانة الخاصة للنبي التي تجعله بمقام الأله الذي يأمر وينهى و يغفر ويحاسب ويشفع  ويدخل فلان الجنة ويدخل علان النار .. ألا يعتبر كل هذا شركاً  ، لكن ماذا نقول ،،{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} ودئماً صدق الله العظيم..


3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأربعاء ٠٧ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[83817]

الحقيقة القرآنية مطلقة


السلام عليكم



"أن الحقيقة القرآنية مطلقة ، سواء فى الغيبيات أو التشريع أو القصص أو الدعوة والوعظ"



الناس الذين أدخل معهم في نقاشات دينية (حول الاسلام) ينقسمون إلى قسمين. القسم الاول لايؤمن بهذه الفرضية، والقسم الثاني يؤمن بها ولكن بتصور آخر، أي أنه يفهم القرآن بشكل آخر. القسم الاول هم من غير المسلمين، ومحور النقاش معهم هو في أغلب الاحيان على أن مآخذهم على الاسلام لاتمت إلى القرآن بصلة وانما إلى "المسلمين" أو ما اسميتة القسم الثاني من الناس. لذلك ليس ضروريا اثبات هذه الفرضية كحقيقة مطلقة، وانما اظهار الفروق بين اسلام القرآن واسلام المسلمين. القسم الثاني من الناس يصعب النقاش مع أفراده، وذلك لسببين، الاول يكمن في العقلية الاقصائية عند كثير من الناس، فهؤلاء يصعب عليهم تفهم الرأي الآخر, وهذه العقلية ومع الاسف متأصلة في العالم  "الثالث" وخاصة العربي منه. السبب الثاني والأهم هو اعتقادهم بأن هذا الذي يؤمنون به هو مشيئة الله وبأنه الحق المطلق. هذا القسم من الناس، وهو القسم الطاغي في المجتمعات العربية وحتى المثقفة منها أو التي تدعي ذلك، بنى أفكارة على اساس هذا التاريخ المصنوع. هذه الظاهرة موجودة في كافة المجتمعات وليس في المجتمعات العربية فقط. المشكلة لا تكمن في هذا التاريخ وإنما في التعامل معه. هنا تبدأ المشكلة: العقلية الاقصائية أولا ثم الطابع الديني الذي يحرق الاخضر واليابس في التعامل مع المعلومات والنقاش.   



الايمان بـ "إن الحقيقة القرآنية مطلقة" هو شيء شخصي ولا دخل له في النقاش حول ماجاء في القرآن. ما يهمني هو اثبات هذه الفرضية من خلال نقاش ما جاء في هذا الكتاب وليس العكس. ولهذا أيضا يجب التعامل مع كل جزئية فيه.



موضوع آخر: كثيرا ما تذكرون في الرد على تعليقات وتساؤلات القراء بأنه جرى بحث ذلك سابقا، وأن على القاريء أن يبحث عن الجواب لكي لا يضطر الكاتب للتكرار. هذه حقيقة لا جدال حولها. لكنها حقيقة أيضاً أن يبحث القارئ عن الموضوع على صفحتكم ولا يجده، أو ما يجده لا يعطي جواباً كافياً أو مقنعاً. ما يحدث معي بكثرة خلال البحث عن موضوع ما (مثلا "موضوع كذا أحمد منصور") هو الحصول على مقالات كثير منها لكتاب آخرين. ليس هذا تقليل في شأن من هو غير أحمد منصور ولكن، عندما أريد التعليق على ماكتب أحمد منصور، أريد أن أعرف ما كتبه أحمد منصور وليس غيرة. أنا على دراية بصعوبة تصميم محركات البحث، وبأنها مكلفة. لذا لا يتحمل أحد الاثنين، الكاتب أو الباحث، المسؤلية لوحده.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,304,682
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي