لماذا لا نقرأ الآيات في سياقها فيتضح المعنى؟:
إنه عمل غير صالح

Ezz Eddin Naguib Ýí 2016-01-31


إنه عمل غير صالح
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

اختلف المُفسرون فقال بعضهم إنه ابن زنا، واستشهدوا بأية: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} التحريم10 مع أن الله نسبه لنوح فقال: "وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ". والخيانة لا تعني فقط الخيانة الزوجية، بل هي خيانة لرسالة الزوج، والتعاون مع الكفار.

المزيد مثل هذا المقال :

وقال بعضهم إن عمل ابن نوح كان عمل غير صالح، وهذا التفاف على معنى الآية، فلماذا استعاذ نوح من أن يسأل الله ما ليس له به علم واستغفر الله؟ فعمل ابنه غير الصالح لا يعتذر عنه نوح.

فلماذا لا نقرأ الآيات في سياقها فيتضح المعنى؟

يقول تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36} وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37} وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{39} حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40} وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{41} وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ{42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ{43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{44} وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ{45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ{46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ{47} قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{48} هود


في الآية 37: وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ
في الآية 40: قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ
فأهل نوح هم المؤمنين منهم وأما من سبق عليهم القول فلم يعودوا من أهله
في الآية: 45: وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ
فهنا طلب نوح نجاة ابنه بالرغم من أنه في الآية 37 أمره بألا يُخاطبه في الذين ظلموا
في الآية 46: قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
فهو ليس من المُؤمنين ولذلك فهو ليس من أهل نوح المُؤمنين
وفى نفس الآية: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
والمعنى: إنه (أي طلبك بنجاة ابنك) عمل غير صالح، فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (أي لا تطلب ما ليس لك به علم أنه يُمكن تحققه) حتى لا تكون من السفهاء (وخاصة أنه سبق له أن نهاه: وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ)
في الآية 46: قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِين
استعاذ نوح بالله من أن يعود ويطلب به ما ليس له به علم أنه يُمكن تحققه، وطلب المغفرة والرحمة


فـ "عمل غير صالح" هو طلب نوح نجاة ابنه مع معرفته بأنه غير مُؤمن وأنه من الذين سبق عليهم القول وأن الله كتب الهلاك على الكفار
 

هذا ما أراه والله أعلم
عزالدين

اجمالي القراءات 19027

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأحد ٣١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80249]

عودة حميدة استاذ عز الدين نجيب


أهلا و مرحبا بعودتكم لبيت الدكتور أحمد و أتمنى أن تكونوا بصحة و عافية .



2   تعليق بواسطة   رضا عامر     في   الأحد ٣١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80251]

وماذا عن (فخانتاهما)


أشكر سيادتك على تفسير (انه عمل غير صالح) وأفهم منه اعتراضكم على تفسير انه ابن زنا .. فماذا اذن يمكن  ان يفهم من قوله تعالى  (فخانتاهما) سيما انه سبقها بقوله تعالى (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) .. وانظر الى دقة التعبير القرآنى (تحت عبدين) ..



تحياتى واحترامى



3   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الأحد ٣١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80254]

شكرا أخي سعيد علي


لا يمنعني عن أهل القرآن إلا مشغوليتي ونحمد الله على كُل شيء



4   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الأحد ٣١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80255]

أخي الكريم رضا عامر


الخيانة لست بالضرورة خيانة جنسية بل هي خيانة لدين الزوج وكُفر برسالته

وكونهما زوجتا رسول لا يشفع لها ولا يُغني عنهما شيئا

وهذا ينفي عنهما تهمة الخيانة الجنسية لسببين:

الأول أن لا يُمكن ألا يُحذر الله أنبياءه من هذا الأمر الذي لا يليق بكرامة الأنبياء

والثاني أن جريمة الزنا عقابها في الدنيا والآخرة عقاب مُضاعف لأزواج النبي

هذا بالإضافة إلى أن الله نسب الابن لنوح، ولو لم يكن ابنه لسماه دعيه مثلا

أما ليس من أهلك فهي كما شرحت

شكرا على تفاعلك مع المقال



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2009-06-24
مقالات منشورة : 87
اجمالي القراءات : 2,626,577
تعليقات له : 355
تعليقات عليه : 499
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt