faut-il interdire les religions.:
وهل ينبغي منع الديانات ... ؟؟؟

يحي فوزي نشاشبي Ýí 2014-02-22


                بسم الله  الرحمن  الرحيم

·        هل  ينبغي  منع  الديانات  ؟

·       أيجب  منع  الديانات  ؟

·       هل  يكمن  الحـل  في  منع  الديانات  ؟

أنا في الحقيقة لا أدري، هل يقترب أحد هذه العناوين من الترجمة  المناسبة  لعنوان المقال المثيرجدا، المفاجئ  الذي أورده أحدهم باللغة الفرنسية  بيومية مغربية مشهورة، وهي: « L’opinion »؟ والعنوان الأصلي هو: « Faut-il  interdire  les  religions ? ».

إلا أن المعتقد هو أن الموضوع جدير بالتأمل بكل برودة وشجاعة  وهدوء، لما يتميز به  من  صراحة وجرأة وتحديق  مباشر في  ما بقي، بل  في  الكثير مما ما زال  إلى اليوم  في الظل وفي  زمرة  المسكوت عنه.

وإن صاحب الموضوع : د. فاروق  دادي ، قد  توقع  كل  ما يمكن توقعه  وتصوره من استنكار من طرف القارئ... كيف  لا ؟ والكاتب يدعو  بكل صراحة، وبدون  لف أو  دوران  إلى  انتهاك  حرمة  الديانات  ومنعها ؟

لقد أسلم أمره  لله  واستعدّ  لتلقي كل الأوصاف : ومنها : وصفه بالجنون ، والمستهتر، والسفه، والكفر بالله، وبالمخدّر. ومن المفارقة أن كاتب المقال  نفسه السيد: د. فاروق دادي، تحول هو نفسه إلى ناقد ذاتي متسائلا عن حاله ؟ وكيف حدث له حتى بلــغ إلى هذه الحالة ؟ وهل تناول  حقا  جرعة  من مخدرما ؟ وازداد تصوره لذلك الوابل من الإنتقادات  اللاذعة المصّوبة إليه، ومنها : ماذا يعتبر نفسه هذا  المبتدع ؟ وهل أصابه  الغرور وبلغ  به  إلى أن يعتبر نفسه هو المهديّ ؟ أو المسيح ؟ ألا ينبغي أن يزجّ  به  بمركز المعتوهين ؟ أو بإحدى مستشفيات المصابين عقليا ؟ أما عن التفكير،  مجرد  التفكير في ما يدعو إليه، فهو غير وارد، وكيف وهو يجرؤ إلى الدعوة  إلى  منع  الديانات ؟ هكذا  بكل  بساطة بل  بكل  وقاحة ؟ بل  إن الذي يجب منعه بل  التخلص  منه نهائيا  شنقا هو صاحب هذا  الموضوع  البائس، وما إلى ذلك من عبارات الإستنكار والتشنيع والتهديد التي  صالت  وجالت في ذهن  الكاتب.

ويضيف صاحب المقال  في تصريحه  أن كل ذلك متوقع، لاسيما من لدن أولئك البسطاء السذج ، وهم  بحمد الله لا  يمثلون السواد  الأعظم. ويسارع إلى طمأنـة الجميع بأنه لا يقصد طبعا، وفي أي حال من الأحوال التهجم على الديانات، على أية ديانة، أو الإستخفاف بها، أو الدعوة إلى إلغائها بكل بساطة، مذكرا أننا قد تجاوزنا تلك العصور الظالمة  المظلمة، عهود محاكم  التفتيش التعسفية، ومذكّرا أيضا بأنه لا ينكر أن هنا  وهناك توجد تجاوزات ببعض مناطق العالم ترمي لاضطهاد بعض  الديانات وقمعها، مثل ما حدث للإسلام  ببعض  بلدان  إفريقيا، منها: أنغولا، على سبيل  المثال، كما لا يمكننا أن نتجاهل تلك النزاعات وتلك الفتن الناجمة عن الصراعات  العقائدية  بشتى  بقاع  العالم ، وأغلبها صراعات قاتلة وكل ما ينجر عنها من ويلات وكوارث ، وكأنّ  الجميع  مصاب  بحمى وهيستيريا وبنوع من جنون قاتل فتاك، والجميع مدير ظهره لنداء العقل، وخاضع لشعور الكراهية والحقد المتنامي إزاء الطرف المقابل ذي الديانة الأخرى. ولا يمكن تجاهل هذه الآفة وهذه  المصيبة  التي  تلتصق بكل ديانة، والأدهى والأمر أن التناقض الذي  يبكي  الحزين هو أن كل ديانة لا  تتحرج في أن تتباهى – وهي فرحة مزهوة – وبدون أدنى تحرج ، تتباهى بأن الدين الذي تتمسك به هو  وحده المصيب وهو الذي يدعو في الأصل إلى الوئام  والحب والأخوة بين مختلف الشعوب والقبائل التي خلقها الله العلي  العظيم.

وعندما يلتفت الأمر يمينا وشمالا سيندهش بما يسمع عنه وما يشاهده ، ولا يختلف اثنان – ولا  تتناطح  عنزتان – ( هذه عبارة جديدة  أعجبتني وتعرفت عليها مؤخرا )، لا يختلف اثنان على أن الأمثلة  المتعلقة بالتناحر بين الديانات حاضرة مع شديد الأسف ، ومنها :

بإفريقيا: الصراع  القائم  بإفريقيا الوسطى بين المسيحيين والمسلمين، وهو صراع وحرب دائرة رحاها بلا هوادة ، وطاحنة، مخلفة  كارثة إنسانية غير  مسبوقة. ونحمد الله الذي حفظ المغرب الأقصى من عدوى  هذه الآفة، وهو البلد الإفريقي العربي المسلم حيث  تتواجد به  مختلف الديانات والحساسيات  التي تتعايش بكل ما في معنى  التعايش  الحضاري  الرشيد  من معنى.

بــآسيا:لاسيما حالة الهند وباكستان، حيث رحى التناحردائرة هي الأخرى، طول السنة بين الهنود والمسلمين، إلى درجة أن هندية ، لو بلغ  بها التهور وفكرت في أن ترتبط بمسلم بزواج، فإنها تكون بمثابة منتحرة، لأنها ستتعرض حتما - لا محالة -  إلى ذلكم الحكم الذي يصدره  ضدها المجلس الأعلى لقريتها، ذاك الحكم القاسي، الذي ينفذ عليها حالا هو خضوعها وبالقوة إلى اغتصاب وحشي جماعي، على أن ظاهرة اغتصاب النساء بالهند أصبحت تشكل  نوعا من رياضة  وطنية،  لاسيما داخل حافلات النقل إلى غير ذلك .

بـأوروبـا:  لا يمكن أن نغض الطرف مما  حدث ويحدث من آلام  وويلات وصراعات أليمة بإيرلندا، بين طائفة الكاثوليك بالجنوب وطائفة  "البروتستانت" بالشمال، علما أن نفس الطائفة  الكاثوليكية قد عانت الكثير لاسيما وسط القرن السابع عشر من طرف القوات البريطانية، زيادة على أن قضية استقلال بلادهم ما زالت راهنة وقضية الساعة، وما زالت مصطدمة بالموقف  المتصلب لجيرانها  المقابل " إنجلترا ".

بالعــراق:الحرب مشتعلة داخل الديانة  الواحدة "الإسلام"، حيث  التطاحن  جار بين طائفة الشيعة المسلمة، وطائفة  السنة المسلمة ، وحيث الهجمات والإنفجارات الدامية اليومية التي تغطي البلاد بسحابة كثيفة حدادية  قاتمة ، لا  أثر من  خلالها  لأدنى  شعاع  أو بصيص من أمل.

بالشـرق الأوسط :  حالة فلسطين، حيث يتداخل  الصراع الديني والسياسي ويتشابك، وذلك منذ عشرات  السنين وإلى درجة أن التساؤل أصبح " هل يا ترى سيصـل هذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى حـلّ  سلمي  في  يوم  من الأيام ؟ "

وهناك ما هو أخطر:إذ ، منذ أحداث  11 سبتمبر 2001  بالولايات المتحدة  الأمريكية، أصبح المسلمون، كافة مسلمي العالم، أصبح  يشار إليهم  بالبنان المتهمة، ويوصمـــون بالإرهابيين الحقيقيين، أو المحتملين جـــدا، وذلـــك - طبعا- دوسا وتجاهلا لكل الإعتبارات العقلانية - والحمد لله على الحقيقة  الصارخة بان السواد الأعظم من المسلمين هم مسلمون حقا بأتم معنى الكلمة  وليسوا إرهابيين- لأن الدين الإسلامي ، وبعيدا عن كل  الإتهامات  المجحفة  في حقه - مثله مثل الديانات الموحدة الأخرى- لا ينفك عن الدعوة إلى الحرية التامة،  وإلى السلام والسلم وتفهم واحترام الآخر وتقبل اختلافاتنا بل واعتبارها على حقيقتها التي هي آية من  آيات الله العلي العظيم . أما إن كان من بين المسلمين بعض  الإسلاميين  المتطرفين  الداعين  إلى  الجهاد ، فلا يمكن  أبدا  تحويل  ذلك إلى مبرر لوضع  الجميع في سلة واحدة . ومن الجدير التذكير بأن هناك  متطرفين  من  بين  اليهود  والمسيحيين.

والنظرة الأخرى الموضوعية:تشير إلى أن أسباب هذا التطرف هي سياسة العالم الغربي الفاشلة العدوانية  التي تتميز بالظلم  والإجحاف، وتبقى هي من وراء  نتوء هذا  الإرهاب  العالمي  الذي لا تجدي مقاومته بالأسلحة،  بل المجدي هو إزالة واستئصال الأسباب التي أدت إليه، وبذل المزيد، والمزيد من الجهود  في سبيل استتباب  الحريات، وحرية الجماهير، والعمل  لسيادة العدل والرشد حتى يتسنى للجميع اعتبار والتمتع بجميع القيم  الإنسانية،وبذل المزيد، والمزيد، لمواجهة ومحاربة الجهل والفقر والمجاعة والمرض ، حتى تتراجع  مختلف  أنواع  الظلم  والإنتهاكات .

ــ  وهذا باختصار ملخص ما  فهم من  مقال السيد: د. فاروق  دادي.

ــ وكتعليق على  الموضوع : فلعل عنوان المقال الذي جاء كما  جاء مفاجئا  مثيرا، لعل  الكاتب ، بل  من المرجح أن الكاتب  يريد أن يقول  إن  المفاهيم  السيئة المتطرفة في كل ديانة هي المقصودة بالذات ، وهي التي ينبغي ويجب أن تمنع منعا وترفض رفضا  وتزال وتجتثّ  من  الجذور؟ وبالتالي متى منعت تلك المفاهيم ورفضت وأزيلت،  فحينها  فقط  تبقى تلك  الديانات  وتزدهر وتستردّ مكانتها  الممتازة  التي  أرادها  الله  العلي العظيم الرحمان الرحيم .

ــ وأما عن التعليمات التي قررها الله ، المؤيدة  لما  سبق ذكره ، فهي عديدة  في  حديثه  المنزل على  عبده  محمد  ورسوله ( عليه  الصلاة والتسليم )، ومن  بين  التي  تتبادر إلى  الذهن :

( يا أيها الناس إنا  خلقناكم  من ذكر وأنثى  وجعلناكم  شعوبا  وقبائل لتعارفوا  إن  أكرمكم عند  الله  أتقاكم إن الله  عليم  خبير ) .الحجرات 13.

( ادفع بالتي  هي  أحسن  فإذا  الذي  بينك  وبينه عداوة  كأنه ولي حميم ) فصلت 34.

( قل يا أهل الكتاب  تعالوا  إلى  كلمة  سواء  بيننا وبينكم أن  نعبد الله  ولا نشرك  به  شيئا  ولا يتخذ  بعضنا  بعضا  أربابا  من دون الله  فإن تولوا  فقولوا  اشهدوا  بأنا مسلمون ).آل عمران 6.

( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة 8.

 

 

 

اجمالي القراءات 9816

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-28
مقالات منشورة : 288
اجمالي القراءات : 3,140,454
تعليقات له : 384
تعليقات عليه : 401
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco