تعليق: ... | تعليق: جزيل الشكر والعرفان أبعثه إليكم أستاذي الكريم ربيعي بوعقال | تعليق: شكرا أخي إبراهيم على مرورك بذاك المقال، وتحية لتواضع كبار الرجال، وانظر الهدية المهداة. | تعليق: شكرا لكم أستاذي الكريم ربيعي بوعقال على كرم التعليق | تعليق: سلام عليك ابراهيم، صاجب الرأي محترم ورأيه فاسد فيل ، والرد يكون بالبرهان القاطع و يُستأنس بالدليل. | تعليق: شكرا استاذ مراد الخولى وأكرمك الله جل وعلا | تعليق: أحسنت يا د. أحمد منصور | تعليق: كلامك صحيح يا د. عثمان | تعليق: شكرا جزيلا أستاذ مراد . حفظكم الله . | تعليق: كلام فى الصميم يا د. عثمان | خبر: رسوم ترامب تضرب الأردن.. 25% من صادرات عَمان على المحك | خبر: 10 تخصصات مربحة لا تحتاج شهادة جامعية والراتب قد يفاجئك | خبر: السودان: منظمة الصحة العالمية تعلن تسجيل قرابة 100 ألف إصابة بالكوليرا خلال عام | خبر: الجفاف يطال 52% من أراضي أوروبا وسواحل المتوسط | خبر: مصادر: تخفيف “غير معلن” لأحمال الكهرباء في مصر.. “تفرقة” في المعاملة بين المناطق الشعبية والراقية، و | خبر: دراسة: جفاف قاري غير مسبوق يقلص المياه العذبة عالميا | خبر: قانون ترامب الضريبي الجديد يترك 10 ملايين أميركي بلا تأمين صحي خلال عقد | خبر: انهيار شبه تام بمنظومة الكهرباء في معظم محافظات العراق | خبر: مصر - إستلاء الجيش على شواطىء النيل لبيعها للإمارات . | خبر: مصر تتجه لزيادة أسعار الكهرباء والحكومة تدرس سيناريوهات التنفيذ | خبر: سكان الفاشر المحاصرة يأكلون أعلاف الحيوانات | خبر: ترامب يعلن نشر الحرس الوطني في واشنطن: الشرطة تحت السلطة الفيدرالية | خبر: مطلوب 65 ألف شخص.. فيفا يفتح باب التطوع لكأس العالم 2026 | خبر: الحكومة المصرية تطرح الأراضي الفضاء بكورنيش النيل أمام القطاع الخاص | خبر: المغرب من أفضل أماكن التقاعد في العالم |
المقال الخامس:
المغترب وتربية الأبناء!

محمد عبد المجيد Ýí 2014-02-09


 

هنا تبدو بجلاء ووضوح صورة الانفصام النوستالجي، فالمغترب الفاشل في التربية يريد أن يصنع من أولاده نــُسـَـخاً مكررة كأنها خارجة لتوها من فرن الوطن الأم في قالب طازج، ساخن لا يجرؤ أحد علىَ تعديله أو .. خــَـبزه من جديد!
والمغترب الفاشل الآخر يتوجه حثيثاً نحو العكس، فينزع من أولاده ما يراه تـَـخـَـلـّفَ الوطن الأم أو بـُـعْدَه أو صورته الباهتة أو الماضي التعيس الذي انزلق في أحشاء زمن إذا بحثت عنه اضطررت للتوغل في عمق التاريخ، ومع ذلك فلن تراه.
التربية في الغربة تأخذ من الاثنين: الوطن المضيف والوطن الأم، لكنها تترك للأبناء اختيار الأقوى في الزمنين: زمن الآباء من الجيل الأول الهائمين في وطن غادروه فودَّعَهم، هجروه فانشغل عنهم، انفصلوا عنه فلم يطالبهم بالالتحام مرة أخرى.
وزمن الأبناء وفيه اللغة والثقافة والتعليم والأصدقاء، وليس فيه خط العودة إذا كانت الغربة هجرة، وإذا كانت فترة قصيرة فطالتْ، وطويلة فامتدتْ، ومديدةً فشابتْ، لكن خط العودة ما يزال مفتوحا ولو كان الضبابُ يحيط به من كل جانب!.
تتسع المسافة بينك وبين أولادك في الغربة بقدر اتساعها، أحيانا، إذا كنت الأب الغائب وتركتهم في رعاية الذئاب ومُعَلّمي أولاد الشوارع رغم أنَّ عيونَ الأم ترصد من بعيد، وصوتَ الأب يأتي عبر الأثير خافتا كأن حنجرة الأبكم أقوى منه.
في الغربة عليك أن تزن الأمور بميزانيــّـن مُكمِّليــّـن لبعضهما وليس متصادميـّـن فيدفع الأبناء ثمن غربتك عن وطنك الأم، وثمن غربتهم عنك.
المغترب أقوى من الأولاد في الأعوام الأولى، فإذا استمدّوا ، خاصة في أوروبا، من مجتمعهم القوة الثقافية واللسانية والتعليمية، فضلا عن معرفة خبايا وهموم الوطن الجديد، وكذلك العلاقات الاجتماعية، فقد تفوقوا عليك، وأخذوا منك عُنوة زمام الأمور.
المغترب يبتعد عنه أبناؤه في الوطن الجديد إذا زايد في الحديث عن الوطن الأم، ويبتعد عنه أبناؤه إذا تركهم في بلده المهاجر منه وحاول أن يلعب الدور التربوي بحذافيره وهو على مبعدة آلاف الأميال.
اللغة الجديدة قوة، والجيل الأول من المهاجرين لا يملكون ناصيتها إلا بشق الانفس، والأنفس مقطوعة من جراء سباق يسقط في منتصفه نصف الفرسان، ولا يصل إلى نهايته إلا من أمسك به أبناؤه، وليس من أمسك بأبنائه.
التربية في الغربة فن، ومن أراد النجاح الباهر فسيتلقى ضربة قاضية قبل أن يسعد بأبنائه، وصوت العقل يشير إلى الخروج من سباق التربية بأقل خسائر ممكنة
تريد أبناءك من جنس الملائكة، لا يشربون، ولا يدخنون، ولا يذنبون، ولا يصاحبون إلا القديسين، ويطيعونك في الخطأ والصواب، ويُقبِّلون يديك كما تتمنى، أو كما تتصور لو كنت قد أنجبتهم في الوطن الأم، فننعي إليك يوتوبيا الصواب التربوي.
الأبناء أيضا لهم عواصفهم وتسوناميهم التي قد تنفجر في وجهك إذا نقلت دورك من سي السيد مع الزوجة إلى سي السيد مع الأبناء.
التربية في الغربة عملية متشابكة ومعقدة وينطبق عليها: كلما داويت جرحا بانَ جــُـرحٌ!
إنه حبل رفيع يربط ما بين الالتحام والاشتباك، ما بين اللجوء إليك إذا احتاجوا والهروب منك إذا ضاقوا!
لابد أن تدفع ثمن غربتك إذا كانوا معك، وثمن غربتك إذا كانوا بعيدين عنك، والتربية المثالية هي التي لا تطلب الثريا ولا تدع الأبناء ينامون على الثرى.
الخسارة ربح إذا كانت في دائرة معقولة ، لا تفريط ولا إفراط، والربح خسارة، إذا ظننت أن الطاعة العمياء صنعت أبناء ناجحين
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
30 يناير 2014.
اجمالي القراءات 11157

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,714,366
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway