جلس السيد المحترم بسام الزرقا، القيادى الكبير بحزب النور، على قناة الحياة وصرح تصريحاً مدهشاً يبرر به اعتراضه على اختيار د. البرادعى رئيساً للوزراء قال فيه: «البرادعى ضد الشريعة لما بيتكلم إنجليزى ولكنه بيظبط نفسه لما بيتكلم عربى»!، ونعم المبرر!! فعلاً سبب جوهرى ودافع خطير لرفض صاحب نوبل وأيقونة ثورة يناير التى كان البرادعى شرارتها وقت أن كان معظم قادة السلفيين يُخرجون من بطون كتب التراث جميع أحاديث عدم الخروج على الحاكم اتقاء للفتنة وإن ضرب الظهر! هل تسلم حزب النور دون أن نعرف ترمومتر الإيمان ومازورة الشريعة بحيث أصبح هو المتحدث الرسمى باسمها والوكيل الحصرى لها، إذا كان لكم مفهوم للشريعة فالبرادعى له مفهوم هو الآخر، وأنتم لا تملكون مفاتيح أبواب الجنة والنار، والمفروض لمن يريد أن يعمل بالسياسة أن ينخرط فى أحزاب غير دينية لأن السياسة نسبية والدين مطلق والخلط بينهما يمنح الحزب الدينى عند البسطاء قوة لا يستحقها لأنه يوهمهم بأنه المتحدث الشرعى باسم الإسلام بالألف واللام وهذا غير حقيقى، وفى نفس الوقت يهين الدين عندما يفشل فى السياسة، ولن ننسى أن معظم المحرضين على الشيعة، وهى مذهب إسلامى شاء السلفيون أم أبوا، كانوا من قادة السلفيين وهذا يعبر عن مدرستهم الفكرية الدينية الإقصائية. فهمكم الوهابى للشريعة لا يلزمنى ولا يلزم المصريين ولا يلزم د. البرادعى الذى لا يُخرجه من فردوسكم أنه مختلف فى رؤيته للشريعة عن فهمكم الوهابى، وإلا لو كانت الشريعة كتاباً جاهزاً ما علينا إلا أن نمد أيدينا إلى الرفوف لسحبه وتطبيقه لما خرجت المذاهب والفرق وتعددت المفاهيم والرؤى، ليس البرادعى وحده هو من ترفضونه. أنتم للأسف، ومعظمكم يتبنى الفقه البدوى الوهابى، ترفضون كلاماً كثيراً صادراً من مؤسسة الأزهر والأزهريين، والكثير من قادتكم يهاجمون قامات الأزهر باعتباركم أنتم الفرقة الناجية، والسؤال: هل تعتبرون رأى الشيخ الراحل طنطاوى فى فوائد البنوك، والتى أباحها، شريعة أم لا؟ هل تعترفون بكلام الشيخ شلتوت عن فقه الشيعة؟ هل كلام الشيخ الغزالى عن النقاب تعتبرونه من الشريعة أم لا؟ هل رأى د. على جمعة فى ختان البنات والذى جرّمه هل هو شريعة أم لا؟ هل ستُخرجون كل هؤلاء من جنتكم وتتهمونهم كما اتهمتم البرادعى بأنه علمانى بكل ما حملتم هذه الكلمة من معان بغيضة وكريهة هى منها براء!! ماذا يريد حزب النور الذى أصبح مثل الموبايل أبوشريحتين، شريحة القاعدة من الإخوة فى رابعة مضبوطة على سيجنال الإخوان، وشريحة القادة فى اجتماعات وزير الدفاع مضبوطة على سيجنال تمرد برغم عدم نزولهم واعترافهم بثورة 30 يونيو، بل التهوين من شأنها والتنبؤ بفشلها، يعنى لم يخرجوا فى يونيو ولم يخرجوا فى يناير ويريدون التهام تورتة المغانم ووضع الشروط وتحديد البوصلة! هذه المغانم التى لن تأتى لهذا البلد ما داموا يعطلونها بهذا الشكل، من يخاف ويخشى نزول حزب النور إلى جانب الإخوان أطمئنه أنهم بالفعل فى رابعة مع الإخوان برغم خيانة الإخوان لهم طول الوقت وابتزازهم واستخدامهم كاحتياطى استراتيجى وقت اللزوم وطردهم من جنة الرئاسة وتجريس قياداتهم واتهامهم وقت اللزوم كما حدث مع مستشار الرئيس!! ومن ينتظر منهم اندماجاً فى دولة الحداثة والمدنية ومرجعية دعاتهم الكبار بهذا الشكل فهو كمن ينتظر جودو فى المسرحية العبثية الشهيرة.