الشفاعة

عفاف صبري Ýí 2007-02-03


على بركة الله،

نتكلم دائما عن الشفاعة بمفهومها المعروف والشائع على أنها قول يقوله نبي لله عز وجل يوم القيامة فيغفر الله به لكل من انتمى لهذا النبي مجرد انتماء، يعني مهما كانت أفعال هؤلاء القوم فهم من المغفورين لهم فقط لأنهم من ملة رسول من الرسل وأقول ذلك لأن هذه الظاهرة لا توجد عندنا فقط بل هي قديمة جدا ونجدها عند اليهود والمسيحيين . ما شاء الله .

المزيد مثل هذا المقال :

وباتباع أمر الله بتدبر كتابه سأحاول معكم الى الوصول للمعنى الحقيقي لكلمة الشفاعة.

يقول الله الحكيم:

"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47)وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ(48)" البقرة

"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ(123)" البقرة

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ(254)" البقرة

"وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30)" التوبة

من هذه الآيات الكريمة نتفطن بأن هذه الظاهرة وجدت قديما من عهد اليهود فكلهم يعتقدون كذبا وهم يعلمون، أنهم مهما فعلوا من ذنوب فسوف يغفر لهم لأنهم يتبعون رسلا جعلوا منهم أبناء لله وحشاه أن يكون له ولد سبحانه.

وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك كما نرى في الآية، ويا خوفي من أن يأتي يوم يجعلون فيه محمدا ابنا لله.

1)المعنى الأول للشفاعة:

نحن نعلم أن النصر يأتي فقط من عند الله:

"وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(8)" الشورى

الله هو النصير بمعنى الولي أيضا وبمعنى الشفيع كذلك ويتبين ذلك في قوله عز وجل:

"وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ(70)" الأنعام

ونستخلص هذا المعنى من الواو التي تفيد نفس المعنى.

ولي= نصير= شفيع.

وبطبيعة الحال فبما أن النصر لا يأتي إلا من عند الله فالشفاعة كذلك كما قال بديع السماوات الأرض:

"أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ(43) قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(44)" الزمر

2)نأتي الآن لمفهوم ثان للشفاعة:

يقول الحق:

"فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً(84) مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا(85)" النساء

لا أعتقد حسب فهمي المتواضع لهذه الآية أن مفهوم الشفاعة هنا هو "النصر".

فما هو المفهوم الثاني لهذه الكلمة على ضوء هذه الآية الكريمة؟

فعل يشفع هنا يعني يسعى أي من يسعى بعمل أو قول حسن فله نصيب منه على حسب نوع السعي وأقول هذا لأن الشفاعة هنا ليست يوم القيامة وذلك من سياق الآية السابقة.

واحتمال أن تكون الشفاعة سيئة فذلك يعني أن المعني يجب أن يكون لفعل يحتمل أن يكون حسنا ويحتمل أيضا أن يكون سيئا.

3)أما المفهوم الثالث لهذه الكلمة فنستخرجه من الايات التالية:

"يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا(109)" طه

"اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255)" البقرة

"وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ(26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28) وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(29)" الأنبياء

على ضوء هذه الآيات نفهم أن فعل يشفع المنتسب للبشر يوم القيامة هو بمعنى يتكلم أو يقول بقصد الدفاع يعني يكون لسان دفاع.. ولن يقبل من أحد كلام أو قول إلا بإذن الله حتى ولو كان نبيا أو رسولا.

الحمد والشكر لله..وحده يهدينا سواء السبيل..

اجمالي القراءات 22106

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (14)
1   تعليق بواسطة   عادل محمد     في   الأحد ٠٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2112]

لعل قومى يفهمون

السلام عليكم أختنا الفاضلة
أحمد الله تعالى أنى أرى عقول ناضجة وتجاهد من أجل العلم النافع للبشرية الذى لا يناله إلا المخلصين لله
يقول المولى(( كل نفس بما كسبت رهينة ))

2   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الأحد ٠٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2139]

مرحباً

سعدنا يا أخت رحمة عندما قرأنا موضوعك الأول الذي تناولتي فيه الصلاة على النبى وقد ناقشتيه بطريقة مبسطة واجتهدتي وكان اجتهادك موفق بإذن الله .وها أنت تناقشى قضية أخرى مهمة أيضاً والغالبية العظمى من المسلمين اليوم يعتقدون في صحتها وهي الشفاعة وأنها سوف تكون للنبي محمد عليه السلام ولكن القرآن الكريم يثبت عكس ذلك قال تعالى (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله .. 19 الانفطار)ولكن ما يفهم من الآيات التى تناولت الشفاعة بهذا المعني هي أن الشفاعة تقديم كتاب الأعمال الخاص بالإنسان يوم القيامة وليست كما تعتقد الغابية.وفى انتظار المزيد من اجتهاداتك.

3   تعليق بواسطة   عفاف صبري     في   الإثنين ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2171]

الأخت نجلاء

أشكرك على تعليقك اللطيف وتشجيعك.. أرجو من الله أن يوفقنا لما يرضيه.. وأن لا يذهب سعينا هباء الرياح..
مع أخلص تحياتي

4   تعليق بواسطة   اس اس محمد     في   الثلاثاء ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2182]

تعليق بواسطه asasraah على موضوع الشفاعه

اشكرك على موضوعك ومجهودك الجميل ولكن لي استفسار الايه الاخيرة التى ذكرتها تؤكد ان هناك شفاعه فهى تعنى على حد فهمى ان العباد المكرمون سيشفعون و لكن لمن يرتضيه الله اى ان هناك شفاعةولكن باذن الله اريد ان اسمع ردك وشكرا

5   تعليق بواسطة   عفاف صبري     في   الأربعاء ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2191]

الأخ اس اس محمد

أخي الكريم،
هذه الشفاعة ليست بمعنى أن يأتي أحد فيقول إني أشفع لفلان، فيدخل الله فلانا للجنة.. الشفاعة هنا قول دفاع ولله الحكم في الأول وفي الآخر.
يعني بصريح العبارة فعلك هو الذي يحدد لك وجهتك من البداية والقول من الشفاعةقد ينفعك وقد لا ينفعك.. فلا ترتكز عليه فتقول.. لقد أخطأت كثيرا وأذنبت .. لكن ليس هناك مشكلة.. المهم في الأخير أن النبي سيشفع فينا..هذا غير صحيح
وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ(123)" البقرة
يعني قد يقول أحد فيك قولا معروفا يوم القيامة ولكن ليس شرطا أن ينفعك.
شكرا على تعليقك
مع أخلص تحياتي

6   تعليق بواسطة   الهاوي الهاوي     في   الخميس ٠٨ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2213]


الأخت الكريمة - لوتفضلتي - ماذا تعني هذه الآية{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } من الذين يشفعون و لمن يشفعون !!!؟؟؟ أرجو التوضيح........

7   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ٠٨ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2214]

الشفاعه والشفع..

الأخت الكريمه ألاستاذه رحمه.مقالاتك جميلة جدا ومركزه جدا .,إسمحى ان اضيف لها نقطة واحدة وهى.ان الشفع يعنى الزوج بمعنى الشفيع هو من سيقدم كتاب أعمال الإنسان وبمعنى أخر هو السائق والشهيدالذى كان يحصى عليه اعماله فى الدنيا ..وهناك نقطة أخرى الفت نظر حضرتك إليها وارجو ان تكمليها بمأ انك بدأت الموضوع وهى أخطر ما فى موضوع الشفاعه وهى .صورة النبى عليه الصلاة والسلام يوم القيامه أو كيف سيكون موقف النبى عليه السلام يوم القيامه من قومه هل سيكون مع ام ضد بعنى شاهدا لهم ام شاهدا عليهم .ولن أطيل أكثر من هذا وعلكى تكملة البحث وعرضه بطريقتك الجميله المختصره ونحن فى إنتظار المزيد من ابحاثك القرآنيه .وفقك الله تعالى .

8   تعليق بواسطة   عفاف صبري     في   الخميس ٠٨ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2220]

موقف النبي الكريم

السلام عليكم،

"وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم"ُ(118) المائدة
وهذا الموقف هو نفسه لجميع الأنبياء.. وقد ضرب الله مثل النبي الكريم عيسى لأن قومه ألهوه فعلا..والآية(118) المائدة على حسب إجتهادي المتواضع هي نوع من أنواع الشفاعة.. والله أعلم.
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا(29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30) الفرقان.
وهذا موقف للصادق الأمين.. نتمنى أن لا نكون ممن ذكرهم.. وقد يكون هذا نوع من الشفاعة أيضا والله أعلم..
بهذه الآيات الكريمة أرجو أن أكون قد أجبت الأستاذ عثمان الذي أشكره جدا على تعليقه وعلى تشجيعه لي. .
أما عن الشفيع بمعنى كتاب الأعمال الخاص بالإنسان أو الشاهد أو السائق فإني لم أجد الآية أو الآيات التي تؤدي هذا المعنى وأرجو منك يا أستاذي العزيز أن تعينني حتى أستكمل هذا البحث على الصورة التي يجب أن يكون عليها.. ولك خالص التحية.

أما عن تساؤل الأخ الهاوي الهاوي
فإني أعتقد أن:
"لا يشفعون" تعود على الأنبياء
"لمن ارتضى" تعود على الشخص الذي رضي الله له شفاعة الأنبياء.
يقول الحق:
"يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا(109)" طه
من هذه الآية نفهم ان الشفاعة قول وهذا القول لن ينفع صاحبه إلا في حالة واحدة وهي رضاء الله عليه.
شفاعة الأنبياء قول لن ينفع أحدا إلا في حالة رضاء الله على هذا الشخص.
كلمة "لايشفعون..إلا" هي التي تجعل من الشفاعة توجد في حالة شرطية.. وماهو الفيصل في الموضوع ؟؟؟ هو رضاء الله علينا .. وحتى يرضى الله علينا يجب أن نتمسك بكتابه وصراطه المستقيم.. يعني أن أعمالنا في الدنيا هي الركيزة الحقيقية وعليها تتوقف الأمور كلها..
لأنه من غير المعقول أن تقبل شفاعتنا وشفاعة الأنبياء لنا وأعمالنا لا علاقة لها بالصراط المستقيم الذي امرنا الله سبحانه باتباعه.. وأول أمر فيه هو لا شرك بالله وبالكتاب..
أتمنى أن أكون قد أوضحت الأمور أكثر..
أشكركم جميعا على رحابة الصدر
لكم مني خالص التحية

9   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٠٩ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2247]

منطلقات البحث فى موضوع الشفاعه..

اختى الكريمه الآستاذه رحمه .نسال الله العلى القدير لنا ولك وللجميع الرحمه يوم القيامه ..ونعود للموضوع .عن سؤال حضرتك عن الأيات التى تؤيد فكرة ان الشفيع هو الملك الذى سيحضر وسيقدم كتاب ألاعمال --اقول لحضرتك فى عجاله كيف ابحث فى القرآن الكريم عن موضوع ما .اولا لا أعتمد ابدا على المعجم المفهرس سواء كان كتابا او موقعا على النت او إسطوانه مدمجه لوحده كدليل كاف للبحث عن موضوع ما ولنتخذ موضوع الشفاعه كمثال .بعض الناس يبحثون عن جذر الكلمه وكم مرة وردت فى القرآن الكريم والآيات التى وردت فيها ويقرأونها ويكتبون بحثهم حولها وتنهى القضيه وهذا شىء طيب وحسن ومقبول ولكن لا يفى بغرض البحث ابدا ولا يؤتى الفائده المرجوه منه كاملة ولا يسد كل الثغرات امام المخالفين فى الرأى والمتهمين القرآن الكريم بأنه ناقص وغير كامل ويحتاج إلى تكملته من اقوال البخارى وغيره .وانا هنا اتكلم كلام عام ولا اشير إلى أحد لكى لا يتخذ احدا هذا الكلام بشخصنة....وإنما من وجهة نظرى والتى أطبقها عمليا مع نفسى فى طريقتى البحثيه هى اننى احددالموضوع وما يرتبط به وما قبله وما بعده بمعنى عند بحثى عن الشفاعه مثلا ابدأ بقراءة القرآن الكريم كله بطريقة بحثيه تدبريه وليس بطريقة التلاوه السريعه العاديه لمجرد التلاوه وابدأ فى تجميع الايات القرآنيه التى تتحدث عن مرحلة الموت وما يحدث فيه من خروج النفس وووو وهكذا ثم البرزخ ثم يوم القيامه اى نهاية العالم وما يحدث فيه ثم البعث ثم النشر ثم الحشر ثم الحساب ثم النتيجه التاليه من ثواب وعقاب ثم مرحلة دخول الجنه والنار ثم ما يحدث فى الجنه وما يحدث فى النار ..ثم ابدأ فى تفنيد ومحاولة فهم كل الآيات التى إستخلصتها فى هذا البحث ووضع البحث فى صورة فصول او ابواب مثلا موقف الملائكه فى الموت فى البعث فى النشر فى الحساب فى الجنه فى النار وهكذا وايضا موقف الأنبياء وموقف العصاه والمؤمنين .وهكذا وهكذا والسؤال ألاكبر والآهم من هو مالك يوم الدين الحقيقى والمتصرف فى كل الآمور .وهل هناك دخل للأنبياء فى الموضوع منذ الموت وحتى دخول الجنه او النار ام لآ؟؟ وهل هم محاسبون مثل البشر ام لا؟ وهل هم شهداء للناس ام على الناس ؟؟ وهكذا وهكذا فأجد ان الموضوع متكامل وسدت فيه كل الطرق امام المجادلين والمعاجزين فى ايات الله الواحد الآحد ..ومن هنا قلت لحضرتك سابقا ان الشفعاء هم الملائكه الذين يقدمون كتب ألاعمال بمعنى وجودهم مع الشخص بمعنى الزوجيه (يعنى 2) وليس وترا (بمعنى 1) ((والشفع والوتر) اى ألاعداد الزوجيه والاعداد الفرديه ) ..وإقرأى سورة ق ستجدى فيها (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) وهذه هى الشفاعه ..وفى النهايه الخص لحضرتك منهجى فى البحث وهو بحث الموضوع بكل ما يتعلق به وما قبله وما بعده ولا أعتمد على مجرد البحث على امفردات فى المعجم المفهرس لآنها من وجهة نظرى ليست كافيه للباحث ..وهذا ما أردت قوله ولا ألزم به احدا .ولكم منى جميعا خالص التقدير والإحترام ..

10   تعليق بواسطة   عفاف صبري     في   الجمعة ٠٩ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2252]

بارك الله فيك يا أستاذ عثمان

السلام عليكم،
أشكرك يا أستاذي على هذه النصيحة القيمة والتوجيه السديد..وعلى هذا سأختم المقالة ان شاء الله
وأتمنى أن تعم الإستفادة للجميع من هذه التعليقات.
لكم مني خالص التحية

11   تعليق بواسطة   الهاوي الهاوي     في   الإثنين ٠٥ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3575]


الأخت الكريمة// أرجو المعذرة لتأخري في الرد علي الموضوع // شكرا على هذا التوضيح // الذي فمهته من كلامك هو أن هناك شفاعة - أليس كذلك ؟؟// و لكن الشفاعة هذه تكون لمن رضي الله عنه - فهل كلامي صحيح // أرجو التوضيح لكي أكمل الحوار ...

======

12   تعليق بواسطة   عفاف صبري     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5244]

أخي الهاوي الهاوي

أنا أيضا أتأسف على التأخير في الرد عليك.
عملك الصالح في الدنيا واتباعك لكتاب الله وصراطه المستقيم..هما شفيعك في الاخرة فقط..لأن من دونهما لا يكون الله راضيا عنك.
أختك رحمة

13   تعليق بواسطة   سامر الغنام     في   السبت ٠٢ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[16003]

يوم لا شفاعة

اختي العزيزة رحمة


ان موضوع الشفاعة الذي ذكروه لنا في الاحاديث الملفقة على رسول الله تدعونا للتهاون في حدود الله ليس الا فكل واحد يعمل مايشاءلأنه يعلم انه ممن اتبع على حد زعمه الرسول واعتقد ان هذه الفكرة مأخوذة من النصارى ففي بولص يقول لهم (كل من هو تحت الناموس يدخله يسوع الجنة) يعني المهم ان تؤمن بيسوع وكلو بعدها يهون فليس نهايتك الا الجنة وهذا ما يقوله الفقهاء استنادا لاحاديث واحاديث   فما هي الا بعض الايام التي يطهرنا الله من بعض النفاق  وقول الزوروالشرك وقتل النفس وبعدها يغمسنا في نهر الحيوان كما يقال ونكون جاهزين للدخول مع المؤمنين الى الجنة   انظري جيدا هنا لجواب مالك الملك في الخلود("وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون) خالدون ارأيتم ان الله لا يمزح معنا ولكنه يرد على هؤلاء مهما كانوا نصارى او يهود او اسلام


 والسلام عليكم


14   تعليق بواسطة   مصطفى نصار     في   الأحد ٠٦ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[66355]

إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى

دعاء نوح لابنه العاصي الغارق في الطوفان هو شفاعة يشفع بها لابنه (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ {هود/45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {هود/46})


فلم يرض الله-تعالى- عن ابن نوح




(( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {الأنبياء/26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {الأنبياء/27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {الأنبياء/28} )) ...


( إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) ولكن يرضى الله-عز وجل-لعباده الصالحين


واستغفار الملائكة للذين آمنوا في الدنيا هو شفاعة (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-08
مقالات منشورة : 5
اجمالي القراءات : 122,127
تعليقات له : 176
تعليقات عليه : 420
بلد الميلاد : Amriqua
بلد الاقامة : Amriqua