الصوم والعقل والإخلاص في العبادة:
الصـــــــــــوم ، ما بين طفلة في التاسعة من العمر و رجل في الخمسين من العمر
Heba Yousef
Ýí
2012-08-14
موقف جريء من طفلة صغيرة في مواجهة رجل في الخمسين من عمره، من مؤيدين الإخوان الذين طبع الله على قلوبهم. والذي اتفاداه كلما رأيته، بالرغم من أننا سكان نفس الحي.
رأيت أن أنقل هذه القصة القصيرة التي حدثت معنا اليوم ، وأن أنشرها على موقعنا، لأخبركم بأننا نؤسس جيل العقل، جيل التفكير. ولأنني أشعر أننا باقون ومستمرون .
في أسرتنا الصغيرة، وبعد أن هدانا الله الى القرآن وكفى، تعودت ابنتي الصغيرة أن تعمل على كتم صوت التلفاز كلما قاموا ببث حديث غير شريف لأنها تعرف مدى اتغاظي من تلك الأكاذيب. ولأن قنوات الرسوم المتحركة لا تلبث إلا أن تبث حديثاً بين فواصل البرامج الكرتونية.
الا أننا اليوم ولأننا لم نكن في منزلنا ولم نستطع التحكم بعدم سماع تلك الأكاذيب ، وقد سمعت ابنتي للمرة الأولى الحديث غير القدسي الذي حفظونا اياه في المدارس.
يقول هذا الحديث غير القدسي (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به(ولأنها طفلة سألتني ولم تنتظر حتى العودة إلى المنزل كعادة إلحاح الأطفال.
كنت قد عودتها منذ الصغر أن تحلل وتبدي رأيها في كل الأمور، وكالعادة ولم ابالي اليوم بالمكان الذي كنت فيه، طلبت منها أن تبدأ بالتحليل، ودار الحوار الذي كان يستمع له ثلاثة أشخاص من ضمنهم اعمى القلب ذو الخمسون عاما:
اول سؤال، ماما أليس الحديث القدسي مثل آيات القرآن ، لماذا لا يوجد في القرآن؟
قلت لها فكري، ردت قائلة، معناها يا ماما هو حديث واحتمال أن يكون غير صحيح كما أخبرتني أن الأحاديث غير صحيحة.
قلت لها اخبريني لماذا غير صحيح، سكتت قليلا ثم قالت: ماما سؤال، رددت قائلة تفضلي يا حبيبتي، لماذا الله يجزي فقط عن الصوم، هل يجزي احد آخر عن الصلاة والزكاة وكل شيء. قلت لها اقد اخبرتني لتوك لماذا هو حديث مفترى.
قلت لها سأقرأ عليك الآية التالية، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) اذن كل الأعمال لمن ، قالت لرب العالمين، قلت، ما رأيك اذن بالحديث، قالت كأنه يدعو إلى احد آخر يجزي مع الله، غريب في هذا شرك صح ماما، قلت لها في تفسيري البسيط، نعم صحيح .
قالت ماما هل يصح أن اصوم عنك عندما أكبر، قالت المعلمة يجوز، قلت لها حبيبتي ، لا تجزي نفس عن نفس شيئاً فصومي لنفسك لترضي الله، لن يصلني عملك، قد يتقبل الله الدعاء الذي تدعينه لي فأدعي لي بالخير وأن يتوفني الله مسلمة ويلحقني بالصالحين.
في هذا الوقت الذي كنت أظن انني وابنتي نتكلم وانه من المفروض أن لا احد يتدخل وخصوصا وأننا نتكلم بصوت يكاد يكون غير مسموع ، هب ذلك الرجل في وجهنا وقال: كيف تقولين عن الأحاديث غير صحيحة، الذي يكذب الحديث يكذب القرآن، كيف تؤمنين بدون الأحاديث، ستكفرين بالقرآن لأنه بدون الأحاديث لن تفهمي شيئاً.
بالطبع وقفنا مذهولتين من تصريح الرجل ذو قلب أسود، وما هي الا لحظات وكنت سأرد عليه بأنه من العيب أن تتدخل في كلام غيرك من دون استئذان، وأن تسترق السمع، ولكنني عندما أردت أن أتكلم، شدتني ابنتي من ذراعي وقالت: ماما خليني اجاوب، قلت لها تفضلي بعد تحديق واستغراب.
جاوبت تلك الصغيرة وقالت ما لم يفهمه هذا الغبي والذي يوجد كثير على شاكلته وهذا ردها
انت يا عمو كيف بتحكي أنه اللي ما بيأمن بالحديث ما بيأمن بالقرآن، هو ربنا سبحانه وتعالى نزل القرآن ولا الحديث!!!
هو الله جل وعلا حفظ القرآن ولا الحديث؟؟؟
وكيف انت بتقول انه الي بكفر بالحديث بكفر في القرآن هو انت بتخلي كلام رب العباد ينفس درجة كلام الناس، هو انت ما بتعرف انه حرام تتبع كتاب غير القرآن، وكيف يعني ما بقدر أءمن بدون الحديث وربنا منزل علينا كتاب بالعربي، انا بعرف اقرأ عربي وأنا الأولى على صفي وكل شعبي، انت بتفكر غلط .
طبعا انا اعلم ان ابنتي متفوقة في مدرستها وأرى لها مستقبلاً باهرا، اما ما رأيته اليوم كان شيء عجيب ورهيب وبصراحة منتهى المنطق وايضاً منتهى الطهارة من طفلة في التاسعة من عمرها.
قلت في نفسي هذا ما زرعته ودعوت الله أن يصلحها، وهكذا هي الآن، الله يحميها ويحمي اطفالنا جميعا.
بالطبع بعد هذه المناظرة انصرفنا دون ان نسمع أي تعليق، ولا اخفيكم تلك الصغيرة (فشت خلقي)
اشارككم هذه القصة لتعلموا أن الجيل القادم فيه خير ولن يكون مثل النعاج التي تنعق وتنقل بدون عقل أو تفكر.
اجمالي القراءات
12800
بارك الله فيكى وابنتك الذكية والعائلة الطيبة.
وإن شاء الله يهديكم إلى صراطه الحميد.
وقريبا جدا سيأتى اليوم الثقيل الذى سيؤمنوا به غصب عنهم عندما فات الأوان.