رقم ( 5 )
خاتمة كتاب النصر

( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) غافر ) 

1 ـ نقول بكل ثقة وبناء على الواقع المُعاش الآن : إن وعد الرحمن جل وعلا ب نُصرته لنا في الحياة الدنيا قد تحقّق ، والحمد لله رب العالمين . وأدعو الله جل وعلا  ـ وأنا في نهاية العمر ـ  أن يجعلنى رب العزة جل وعلا شاهدا على هذا العصر الردىء يوم الحساب . 

مقالات متعلقة :

2 ـ النصر هنا هو للدعوة في الدنيا ، ثم للداعية للحق في يوم الحساب يوم يقوم الأشهاد . لسنا في حرب عسكرية مع خصومنا أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين.

2 / 1 :هم فعلا يستخدمون ضدنا قوتهم المادية ، ونحن نقابلهم سلميا وفكريا بالقلم . وحين يتواجه السيف والقلم فإن الغلبة للقلم ، فهو الذى أقسم الله جل وعلا به فقال : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) القلم ) وهو الذى علّم الله جل وعلا به الانسان ما لم يعلم ، قال جل وعلا : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق ). 

2 / 2 : القلم هو المنتصر ضد القوة حتى لو كان القلم يكتب إفكا من القول وزورا . صاحب القلم يموت جسدا ويظل ما يكتبه حيا بعده ، صاحب القوة والسلطان يموت بفقدانه القوة أو بموته ، وينساه الناس .  قد تتفق أو تتفق مع ابن تيمية ، ولكن لا تنكر شهرته الطاغية والتي لا تزال حتى الآن مع انه مات عام 1328 م . لكن من الذى يعرف السلطان المملوكى بيبرس الجاشنكير ( ت 1310 م ) الذى سجن إبن تيمية ؟ . مات السلطان بيبرس الجاشنكير واصبح نسيا منسيا ، بينما لا يزال ابن تيمية الذى سجنه هذا السلطان حيا بكتاباته . 

2 / 3 : يكون النصر أروع حين يكتب صاحب القلم حقا قرآنيا ينشر حقائق القرآن الذى اتخذه المحمديون مهجورا . 

2 / 4 : أكابر المجرمين يستخدمون قوتهم محاولين وأد كلمة الحق . لا يمكن للسلاح أن يواجه الفكر ، هل تتصور طلقات رصاص تطارد أفكارا وتنجح في إغتيالها ؟ يوجّه أكابر المجرمين قوتهم نحو من يكتب حقائق القرآن لعجزهم عن مواجهة ما يكتب وما يقول . تكون النتيجة أن يكون أكابر المجرمين هم الذين ــ بحمقهم ـ ينشرون الحق بين الناس . يضطهدون القائل بالحق فينشرون قوله ، ويجعلون الحق منتصرا ، بل يجعلون الكاتب أيضا منتصرا لأنه سيأتى يوم القيامة يحمل كتاب أعماله مزينا بما عاناه في دنياه في سبيل الرحمن جل وعلا . 

2 / 5 : في مصر في التسعينيات من القرن الماضى كنت أكتب : ( إن كاتبا مثلى قليل الحيلة يحتاج الى أن تنبحه الكلاب لكى يلتفت اليه الناس ) ، وتعالت أصوات النباح ، والتفت الناس ، وقدم الحمقى من الخصوم دعاية مجانية لكاتب فقير مستضعف لا يملك سوى قلمه .  

3 ـ الدليل الأكبر على النصر هو مقارنة التحول الذى طرأ على الحياة الفكرية الدينية من عام 1977 وحتى الآن . وقد نشرت تفصيلا عنه في كتاب ( بالتدريج : تكسير الأصنام خلال 30 عاما ( 1977 : 2007 ). ولم تتوقف مسيرة النصر ، وأرجو أن يتابع الأحبة البناء على ما سبق ، وأن يتحلُّوا بالصبر ، فما عند الله جل وعلا خير وابقى . 

4 ـ إعتقلوا بعض أقاربى لاسكاتنا ، وافرجوا عنهم ولا يظل الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن في سجنهم من شهر أغسطس العام الماضى وحتى كتابة هذا المقال ( الثامن من فبراير2021 ) وبسبب هذا أثرنا موضوع رضا عبد الرحمن ندعو الى إطلاق سراحه ، فما كان منهم إلا أن قاموا بتدمير موقعنا ( أهل القرآن ) ، وهذه هي المرة الخامسة التي يختطفون فيها موقعنا . وكنا نستعيده . عندما حاولنا إستعادته هذه المرة دمروا السرفيز الذى يستضيف موقعنا . لا زلنا نحاول إرجاع الموقع وتحديثه وتأمينه ، وسننجح بعون الرحمن جل وعلا .  لم يؤثر هذا كثيرا علينا ، فنحن ننشر بانتظام في موقع الحوار المتمدن ، وكالعادة نستفيد من حُمق خصومنا ويتحقق فيهم قوله جل وعلا : ( اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) فاطر  )، إذ ركزنا على الفيس بوك ، ننشر فيه مقالاتنا ، ونعطى ندوة أسبوعية ( حيّة / لايف ) ظهر يوم الجمعة ، ونخطط لإذاعة برنامج حوارى جديد عن علمانية الإسلام ، مع استكمال حلقات ( مبادئ الشريعة الإسلامية ) في برنامجنا ( لحظات قرآنية ) على قناتنا ( أهل القرآن ) على اليوتوب . ثم إن هذا الكتاب ( كتاب النصر ) كتبناه وسط هذه المحنة التي لم تنجح في إيقافنا على الاطلاق ، وبعده سنلتفت الى كتاب آخر نكمله . 

5 ـ مسيرتنا مستمرة الى الأمام بعونه جل وعلا الرحمن ، ومهما أنفق الذين كفروا أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فستكون عليهم حسرة : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال )، وسيتلاشى عبد الفتاح السيسى الى زبالة التاريخ ، وبعونه جل وعلا سيسطع إسم رضا عبد الرحمن بكتاباته . 

6 ـ وصدق الله جل وعلا العظيم القائل : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) غافر ).