أراد أن يخفف آلام والده فاخترع الأسبرين والهيروين.. تعرف على فيليكس هوفمان الرجل الذي اكتشف النقيضي

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٩ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


أراد أن يخفف آلام والده فاخترع الأسبرين والهيروين.. تعرف على فيليكس هوفمان الرجل الذي اكتشف النقيضي

 

أراد أن يخفف آلام والده فاخترع الأسبرين والهيروين.. تعرف على فيليكس هوفمان الرجل الذي اكتشف النقيضين

فيليكس هوفمان مبتكر واحد من أكثر الأدوية شهرةً في العالم، والقرص الأكثر انتشاراً خلال القرن الماضي، الذي خفَّف آلام ملايين، وربما مليارات البشر؛ الأسبرين Aspirin.

لطالما تفاخرت أمريكا بتقديم الأسبرين إلى العالم كالعلاج الأول للصداع والألم والحمَّى، ولكن ما قد لا تعرفه عن هوفمان أنه لم يكن أمريكياً.

لم يبتكر هوفمان الأسبرين فقط، بل بمصادفة غير متوقَّعة أسفرت تجاربه المعملية الدوائية عن ظهور عقار يوازي الأسبرين شُهرة. ابتكر هوفمان أيضاً مسحوقالهيروين القاتل، وهو ما جعله واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم الابتكارات الدوائية.

 

 

من هو فيليكس هوفمان مخترع الأسبرين ؟

وُلد فيليكس هوفمان في ألمانيا عام 1868 في مدينة «لودفيغسبورغ» لعائلة امتهنت الصناعة.

بدأ مسيرته شاباً بالعمل في العديد من متاجر العقاقير «الصيدليات»، ما جعل شغفه بتركيبات الأدوية ينمو في مقتبل شبابه.

درس «هوفمان» بعد ذلك في جامعة «ميونيخ»، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الكيمياء الدوائية مع مرتبة الشرف الفخرية عام 1893.

وسرعان ما جذب نبوغه أحد أساتذته «أدولف فون باير»، أحد أشهر مُصنّعي الأدوية في القرن العشرين، وصاحب شركة Bayer الشهيرة، التي لا تزال تحمل الاسم نفسه حتى اليوم.

من الجدير ذكره أن باير حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1905، عن أبحاثه في «توليف الصبغات».

 

 

آلام والده وراء اختراع هوفمان للأسبرين

بعد انضمامه لأكبر مؤسسات الأدوية في ألمانيا، أراد هوفمان أن يبتكر علاجاً بديلاً قوياً للآلام، بدلاً من إعادة تجميع المواد الشائعة حينذاك، والتي كانت تُستخرج من المواد المُخدرة الطبيعية.

وبحسب سيرته الذاتية على موقع Science History، فإن أحد أهم الدوافع وراء هذا الاختراع هو مُعاناة والده مع الآلام الشديدة، نتيجة إصابته بالتهاب المفاصل الروماتويدي المُزمن، الذي عادة ما يجعل المصابين به لا يستطيعون العيش من دون مُسكن قوي للآلام.

ولكن المُسكنات في تلك الحقبة كانت لديها أضرار ومؤثرات سلبية على المرضى، تجعل تناولها خطراً إلى حدٍّ كبير.

ركّز هوفمان أبحاثه على مادة «حمض الساليسيليك» salicylic acid المزيلة للألم، وهو مُركب طبيعي يتواجد بشكل كبير في أحد أنواع أشجار الصفصاف.

كان العلماء قد استطاعوا بالفعل عَزل الحمض بشكل نقي، ولكن المادة كانت مُستحيلة التناول؛ إذ كانت تسبب آلاماً شديدة في المعدة لمتناوليها.

استطاع «فيليكس هوفمان» عن طريق أبحاثه أن يجعل تناول حمض السالسليك ممكناً بعد معالجته كيمائياً عن طريق دمجه مع حمض الأستيك الذي يتواجد في الخَلّ.

وهو ما جعل المادة الناتجة آمنة بشكل كامل للتناول، وكان هذا القرص الأشهر: الأسبرين.

وضع هذا الابتكار شركة Bayer الألمانية على خريطة أكبر مُصنعي الأدوية في ألمانيا وأوروبا في هذا الوقت، وسرعان ما تبوأ هوفمان منصب مدير قسم الدوائيات في الشركة.

انتقلت فيما بعد ملكية فرع Bayer في أمريكا إلى شركة Sterling الأمريكية، بمثابة جزء من التعويضات الألمانية لدول الحلفاء عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى.

بعدها صار الابتكار الشهير الأسبرين أمريكياً؛ وحتى اليوم.

 

 

الهيروين المُشتق القاتل.. وهوفمان لم يكن الأول

بعما صار الأسبرين المنتج الأول في ألمانيا وأوروبا لتخفيف وعلاج الألم توصَّل هوفمان بمساعدة أحد شركائه «هنريك دريسر» إلى مُركب كيميائي آخر باسم Acetylated Morphine.

توصلا إلى هذه المادة أثناء أبحاثهما عن أثر مادة الكودايين -مُشتق أضعف من المورفين مصدره الأفيون- عند الاستنشاق، ووجدا لها أثراً مُسكناً أيضاً للآلام والسعال وآلام المخاض.

هذا المُركب يُعرف اليوم وبشكل شائع باسم «الهيروين»، الذي لم يَكن قد اكتُشف له أثر إدماني بعد، وطُرح بشكل موسّع للبيع بشكل تجاري مثل أي دواء آخر.

عرفت شركة Bayer لاحقاً أن هناك كيميائياً بريطانياً باسم «ألدر رايت»، توصَّل للمركب ذاته عام 1847، من دون تسجيل للعلامة التجارية؛ مما جعل Bayer هي المالك الرسمي للعلامة التجارية للهيروين.

ثم انتشر في أنحاء أوروبا، بمثابة علاج قوي في حالات عديدة، مثل جرحى الحروب والمرضى العصبيين، وأصحاب الأمراض المؤلمة.

ولكن بحلول الثلاثينات اكتُشف الأثر المُدمر للهيروين، وقابليته للإدمان، ومُنع في كل دول العالم بشكل تام.

بينما ينقذ الأسبرين حياة الناس، يقضي الهيروين على بعضها

اليوم، يعد الأسبرين أحد أكثر العلاجات الشائعة التي استطاعت أن تنقذ حياة الكثير من الناس بمرور السنوات.

وبحسب آخر إحصائية لموقع Statista، فهناك ما يقرب من 40 ألف طن أسبرين في 80 دولة حول العالم.

ويستخدم الأمريكيون وحدهم 15 مليون قرص أسبرين سنوياً، كما أظهر بحث للمعهد الوطني للصحة الأمريكي أن الأسبرين ساهم في علاج ريع إجمالي مرضى القلب في أمريكا.

بخلاف هذا، أشارت إحدى إحصائيات المركز الأمريكي للتحكم في الأمراض ومنع انتشارها CDC، أن هناك ما يقرب من 494 ألف مدمن هيروين في أمريكا.

وأشارت إحصائية أخرى صادرة عن معهد إساءة استخدام الأدوية الأمريكي أن عدد الوفيات الناتجة عن استخدام الهيروين في الولايات المتحدة كانت 47600 حالة وفاة في عام 2017 وحده.

اجمالي القراءات 1793
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more