محاكمة غير مسبوقة لجهادي مالي في المحكمة الدولية

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٩ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


محاكمة غير مسبوقة لجهادي مالي في المحكمة الدولية

محاكمة غير مسبوقة لجهادي مالي في المحكمة الدولية

 
محاكمة جهادي متهم بتدمير أضرحة تمبكتو، تشكل رسالة قوية ضد تدمير الرموز الثقافية العالمية التي صنف 55 موقعا منها رسميا 'في حالة الخطر'.
العرب  [نُشر في 19/08/2016]
 
أحمد الفقي المهدي متهم بقيادة عمدا هجمات على تسعة أضرحة في تمبكتو
 
لاهاي- تبدأ المحكمة الجنائية الدولية الاثنين محاكمة غير مسبوقة لمالي يشتبه بانه جهادي قرر الاعتراف بتدمير اضرحة مدرجة على لائحة التراث العالمي للانسانية في تمبكتو.

ويأمل الخبراء ان تشكل المحاكمة رسالة قوية ضد تدمير الرموز الثقافية العالمية التي صنف 55 موقعا منها رسميا "في حالة الخطر". وعلى هذه اللائحة خصوصا وادي باميان في افغانستان حيث فجر مقاتلو حركة طالبان في 2001 تمثالي بوذا، ومدينة تدمر الاثرية التي قام جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية بتدمير ونهب قسم من آثارها.

وتتهم المحكمة احمد الفقي المهدي الذي ينتمي الى الطوارق بانه "قاد عمدا هجمات" على تسعة اضرحة في تمبكتو وعلى باب مسجد سيدي يحيى بين 30 يونيو و11 يوليو 2012. وسيكون اول شخص يعترف بذنبه في تاريخ المحكمة واول متهم يحاكم لجرائم حرب تتعلق بتدمير تراث ثقافي.

وكتبت المديرة العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) ايرينا بوكوفا مؤخرا في المجلة الالكترونية "انترناشونال كريمينال جاستيس توداي" ان هذه الافعال "اصبحت تكتيك حرب لبث الخوف والكراهية". واضافت ان هذه الهجمات هدفها "تدمير نسيج المجتمع"، مشددة على اهمية عدم السماح لمرتكبي هذه الجرائم بالافلات من العقاب.

اكثر من مجرد حجارة

احمد الفقي المهدي هو اول مالي يشتبه انه جهادي يمثل امام القضاء الدولي والاول الذي يحاكم لجرائم وقعت خلال النزاع في مالي. ويؤكد الاتهام ان هذا الرجل الذي يضع نظارات رفيعة والمولود حوالي العام 1975، كان عضوا في جماعة انصار الدين المؤلفة من الطوارق والتي سيطرت في 2012 على شمال مالي وضمنه تمبكتو على بعد الف كيلومتر شمال شرق باماكو مع جماعة القاعدة في المغرب الاسلامي، لحوالي عشرة اشهر قبل تدخل دولي بدأ في يناير 2013.

وبصفته رئيس "الحسبة" التي تشرف على تطبيق الشريعة، امر بشن هجمات وشارك في الهجوم على اضرحة الاولياء وتدميرها بالمعاول وادوات هدم اخرى. اعيد بناء الاضرحة، لكن المدعية فاتو بنسودا ان القضية "ابعد من الحجارة والجدران".

يطلق على تمبكتو اسم "مدينة الـ333 وليا" بوحي من اضرحة الاولياء الذين يتبرك بهم سكان المدينة في حياتهم من الزواج الى صلوات الاستسقاء في اوقات الجفاف او لمكافحة الفاقة.

ويقول محضر الاتهام ان الجهاديين عملوا على منع زيارة الاضرحة التي يعتبرونها مخالفة للاسلام قبل ان يبدأوا بهدم الاضرحة. وقالت بنسودا ان الهجمات "استهدفت كرامة وهوية مجموعات كاملة من السكان وكذلك جذورهم الدينية والتاريخية لقد شعرت البشرية جمعاء بحجم الخسارة".

وتمبكتو التي اسستها قبائل من الطوارق منذ القرن الخامس، استفادت من ازدهار تجارة القوافل ثم اصبحت مركزا تراثيا اسلاميا كبيرا وبلغت الذروة في القرن الخامس عشر.

وقال محمد عويني محامي المتهم ان موكله يريد الاعتراف بذنبه لانه "مسلم يؤمن بالعدالة". واضاف انه يريد ايضا ان "يطلب الصفح من سكان تمبكتو ومن الشعب المالي".

محو الماضي

وعبرت منظمات غير حكومية عن ارتياحها لبدء هذه المحاكمة في قضية تدمير تراث ثقافي. لكنها تشعر بالاسف لغياب تهم اخرى وخصوصا اعمال عنف جنسية وقعت خلال النزاع في مالي.

من جهة اخرى، وحتى اذا كات لائحة المواقع المهددة تطول، يبدو من غير المؤكد ملاحقة اشخاص جدد. فالعراق وسوريا لم يوقعا اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، وبدون قرار من الامم المتحدة لا يمكن اجراء اي تحقيق.

وقال عالم الآثار كريستوفر جونز الذي وثق عشرات الهجمات من هذا النوع لتنظيم الدولة الاسلامية على مدونته "ابواب نينوى" ان الجهاديين لا يريدون فقط محو الثقافة والتراث.

واضاف "بتدمير مسجد شيعي، تقوم بمحو نظام بديل للمعتقدات". وتابع انه بهذه الطريقة "تقطع صلة الشعوب بالعناصر التي تربطها" بمدنها حتى لا يعود لها "ماض".

اجمالي القراءات 1577
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق