ليسوا إسلاميين بل وهابيون : مصر على أعتاب المرحلة الأولى من تنفيذ الإسلاميين برنامجهم

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


ليسوا إسلاميين بل وهابيون : مصر على أعتاب المرحلة الأولى من تنفيذ الإسلاميين برنامجهم

بعد وعود بالتنوع والتعددية في ظل حكم الإخوان

مصر على أعتاب المرحلة الأولى من تنفيذ الإسلاميين برنامجهم

عبدالاله مجيد 

مقالات متعلقة :

تقف مصر الآن على أعتاب المرحلة الأولى من تنفيذ الإسلاميين برنامجهم بعد الفوز بالرئاسة وغالبية مقاعد البرلمان قبل حلّه. لكن أمد هذه المرحلة وشكلها ما زالا غير محدَّدين، كما أظهرت الاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها القاهرة أخيرًا. وإذا جرت الأمور كما هو مخطط لها، وهي إذا كبيرة، فإن لدى القوى التي تطالب بإقامة حكم مدني ديمقراطي ما تبقى من ولاية الرئيس محمد مرسي لتوحيد قواها وترتيب بيتها.


تحديات جمة تنتظر مرسي لتنفيذ وعوده بالتعددية وصون حقوق الأقليات

إعداد عبد الإله مجيد: التقويم السياسي القصير عمليًا لا يتيح لها مثل هذه الفسحة المديدة إزاء الانتخابات البرلمانية الجديدة التي ستجري على الأرجح خلال الأشهر المقبلة، والسجال الدائر حاليًا حول الدستور الجديد.

ورغم أن العمل السياسي الوطني على قاعدة عريضة يتطلب جهودًا تنظيمية دؤوبة على مدى سنوات فإن المرحلة الحالية من عملية الانتقال ستمضي شوطًا بعيدًا في تحديد شكل النظام القانوني والسياسي الجديد.

وإذا كانت القوى الليبرالية والعلمانية تريد أن يكون لها دور في تقرير مستقبل البلاد فإن هذا يقتضي بناء معارضة ملتزمة حسنة التنظيم. وعلى الذين يؤمنون حقًا بدولة مدنية ديمقراطية أن يقلعوا عن عادتين سيئتين، هما المماحكات والمناوشات الجانبية، كما كان ديدنهم في عهد مبارك، والانقسام إلى شلل وأجنحة مشتتة، كما هو ديدنهم منذ ما قبل عهد مبارك.

في أعقاب الأيام العاصفة للانتفاضة المصرية فإن قصة انتقال مصر أملاها الصراع على السلطة بين جماعة الإخوان المسلمين والمؤسسة العسكرية ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وكان هذان اللاعبان الكبيران تقليديًا يحتفظان بمواقعهما المهيمنة بقدر تمكنهما من التوصل إلى تفاهمات واتفاقات ثابتة.

وقد لن يُعرف أبدًا ما حدث في أروقة السلطة خلال الأيام التي سبقت قرارات مرسي المفاجئة بإحالة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة على التقاعد في آب/أغسطس.

وسواء بالامتثال له أو التعاون معه فإن مرسي على ما يبدو تصالح مع ما يكفي من القيادات العسكرية المتبقية بعد إبعاد رؤوس الحرس القديم. ومن المتوقع أن تتسع حدود التفاهم بين القادة المدنيين والعسكريين بمرور الزمن، ولا ريب في أن القوات المسلحة ستبقى مركزًا مهمًا من مراكز القوى في البلاد، كما تتوقع غالبية المحللين.

لكن الآن وقد حسم مرسي الصراع مع الجنرالات لم يعد بمقدور الليبراليين والعلمانيين أن يختفوا وراء الجيش بعدما تأكد فشل استراتيجيتهم في عقد صفقات لا مبدئية مع " alt="" height="230" src="http://www.myelaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2012/9/week4/antiikhwan.jpg" width="360" /> تظاهرة منددة بحكم الإخوان المسلمين في مصر

ومن دون إغفال الجهود الأبعد مدى التي يتعين على المعارضة المصرية ان تبذلها لتوسيع قاعدتها الشعبية واقامة شبكة قومية من التنظيمات في انحاء البلاد فان عليها ان تتخذ خطوات آنية لمواجهة استئثار مرسي في واقع الحال بالسلطة السياسية. وعلى الليبراليين ان يلتفوا حول جملة مطالب دستورية اساسية، في مقدمتها مساواة جميع المواطنين في الحقوق وضمان الحرية الدينية وفصل السلطات وحكم القانون ونزاهة القضاء واستقلاله، كما ترى صحيفة لوس انجيلوس تايمز.

في هذا المنعطف الدقيق من تاريخ مصر فان القرارات التي يتخذها بالتوافق ائتلاف عريض هي القرارات الأوفر حظا للنجاح على ارض الممارسة العملية وضمان الاستقرار السياسي الذي تحتاجه مصر لتحقيق الانتعاش الاقتصادي.

ومن مصلحة مرسي نفسه ان يتذكر وعوده بأنه سيكون رئيس كل المصريين، وان يضع نصبه عينيه ان غالبية الذين صوّتوا له في الجولة الثانية صوّتوا لغيره في الجولة الأولى. ومن مصلحة خصومه ان يتعاونوا معه ومع الاخوان المسلمين في التصدي للتحديات الجسيمة التي تواجه مصر، وان يقدموا أنفسهم بديلاً ذا مصداقية لا منتقدين من وراء المكاتب، وأن يركزوا برنامجهم على حل مشاكل مصر.

وعلى خصوم مرسي بقدر ما تتاح لهم الفرصة ان يلتقوا معه في منتصف الطريق للتعاون بشأن القضايا التي يمكن الاتفاق عليها مع إعداد بديل ايجابي بشأن القضايا التي لا يتفقون معه عليها، كما ترى صحيفة لوس انجيلوس تايمز. 

اجمالي القراءات 3005
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق