المستشار. زغلول البلشي يكتب : أفيقوا أيها الثوار

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٨ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


المستشار. زغلول البلشي يكتب : أفيقوا أيها الثوار

 

المستشار. زغلول البلشي : أفيقوا أيها الثوار

انشغلنا بالحديث والجدل بعد الثورة ، وظهرت فئات وأطياف كانت مختفية ، فى محاولة منها لركوب الثورة أو ركوب الموجة ، وراحت تشغلنا بتوافه الأمور التي لا طائل تحتها سوى ضياع الوقت والجهد ، وساعد على ذلك الإعلام المتخبط ، والذي أفسح لهم مساحات طويلة وعريضة من البث ، فأعطى السلفيين والإخوان مساحات كبيرة ، كل يستعرض قوته ، ومنهم من يهدد ويتوعد، وكاميليا شحاتة ، التي لا تزيد هنا ولا تنقص هناك ، والمادة الثانية من الدستور ، هل نلغيها أم نبقيها ، مع أن إلغائها أو إبقائها لن يغير من الواقع شيئا ، وإنما مجرد تعله لإظهار القوة وفرد العضلات .

وانشغل البعض الآخر بتصفية الحسابات ، والثأر ممن قتلوا الشعب وعذبوه وأذلوه ، ونهبوا أمواله ، واستولوا على أراضيه بغير حق ، ومع انشغالنا بالكلام والجدل ، وشيوع نزعة الانتقـام ، والانفلات الأمني وغياب الشرطة ، انتشر البلطجية وقطاع الطرق وناهشو الأعراض ، وشاعت بين الناس عادة الخروج على القانون ، وتشجيع الخارجين عليه ،وضاعت هيبة الدولة ، وأصبح الناس غير آمنين فى بيوتهم على أموالهم وأعراضهم . وخسرت الدولة الكثير من مواردها ، وتوقفت أدوات الإنتاج ، وأغلق الكثير من المصانع أبوابه ، وتوجس المستثمرون خيفة ، وتوقفت حركة البناء والتعمير ، إلا المخالف منها للقانون ، وكثرت حوادث الهدم التخريب والتدمير . فهل كانت الثورة لذلك ، أم على ذلك ،ومن المسئول عن هذا كله ، هل هو المجلس العسكري ، أم هي الحكومة الانتقاليــة ، أم هو الشعب ، أم أننا جميعا ، كل بقدر .

وكثرت المطالبة بالحقوق ــ الفئوية وغير الفئوية ــ دون أن يؤدى هؤلاء المطالبين بالحقوق ما عليهم من واجبات ، ونسوا  أن الحكمة تقول ” عليك بالواجب ، ودع الحقوق تسعى إليك بغير عناء “  وأن الزعيم الخالد سعد زغلول قال منذ ما يقرب من مائة عام ” إن آفتنا أننا لا نحمل تبعاتنا ، وإنما نحاسب غيرنا على واجباتهم ، ولا نحاسب أنفسنا على واجباتنا ” . إن المجتمع الذي يؤدى فيه كل واجبه ، لا يضيع فيه حق من الحقوق ، فالذي يطالب الناس بحقه ، ينبغي عليه أن يذكر دائما إن مطالبته بذلك الحق ، هي فى الواقع مطالبة للآخرين بأداء واجباتهم ، وأن مطالبته نفسه بأداء واجبه ، أيسر من مطالبته الآخرين بأداء واجباتهم ، وأن الحقوق لا تضيع فى بلد تؤدى فيه الواجبات .

ولما كانت الثورة عرضة للثورة المضادة ، وكانت رموز النظام البائد وفلوله تعي جيدا أن الإنسان يميـل بطبيعته إلى المطالبـة بحقوقه ، وينفر دائما من القيام بواجباته ، راحوا يلعبون على هذه الطبيعة فى الناس ، لإعادة التجمع ولم الشمل لإفساد وتخريب الثورة ، والترويج  لفكرة الحقوق ــ التي حرموا الشعب منها ــ بينهم ، وإقصاء فكرة الواجب ، لإشاعة الفوضى فى المجتمع ، وتحويل مجريات الأمور لصالحهم . وإذا كان علينا أن نعى ذلك جيدا ، فإن علينا أن نعى وبذات القدر ، أن الحقوق ليست هدية تعطى ، ولا منحة تمنح ، ولا غنيمة تغتصب ، وإنما هي نتيجة حتمية للقيام بالواجب ، وأننا الآن فى حاجة إلى القيام بالواجب أكثر من أي وقت مضى ، لأن كل الحقوق التي حرمنا منها ، إنما هي واجبات أهمل الآخرون القيام بها ، وأن كل حق يأتي بمجرد القيام بالواجب … فهل يؤدى كل منا واجبه قبل المطالبة بحقوقه حتى لا تضيع منا الثورة ، ونضيع معها .

نائب رئيس محكمة النقض

اجمالي القراءات 3620
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأحد ٠٨ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57744]

لابد من حسم الأمور ..!!

 في زمن الثورات لابد من حسم الأمور .. لابد للمصريين أن يحسموا أمورهم بالأخذ بمبدأ المواطنة الكاملة .. الذي لا يحتلف مع الإسلام في شئ ..
أما اللعب على الحبال فلن يفيد ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق