تحية لأم الشهيد المصرية

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢١ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الأهرام


تحية لأم الشهيد المصرية

في عيد الأم هذا العام وبعد أن بدأت تهل علينا نسائم الحرية فإن أمهات الشهداء يشعرن الآن بأن دماء فلذات اكبادهن لم تضع هباء‏,‏ فثمن الحرية الذي دفعه شهداء مصر كان غاليا‏.

مقالات متعلقة :

 

 

‏ وهو مايجعلنا نشعر بأن عيد الأم هذه المرة هو عيد أم الشهيد التي خرج إبنها ليدافع عن حق شعبه في حياة حرة كريمة وتأكيدا لهذه المعاني يوضح‏.‏ د‏.‏أحمد خيري حافظ أستاذ علم النفس جامعة عين شمس أن الأم هي اللبنة الاساسية في بناء الصحة النفسية للابناء‏,‏ فهي التي تلعب الدور الأول والرئيس في توجيه الأبناء الوجهة الصحيحة وإعدادهم كمواطنين صالحين‏,‏ ولذلك لايوجد في تاريخ الإنسانية من يملك أن يناقش دور الأم علي مر التاريخ‏,‏ ويدخل الأب عادة في مرحلة متقدمة في وعي الأبناء‏,‏ وتسبقه الأم في ذلك عدة سنوات ومنذ كان الطفل جنينا في رحمها‏,‏ولذلك ليس من العبث ولابالصدفة أن يتحول الوطن والأرض التي نعيش عليها إلي أم‏,‏ فتصبح الأم هي أقدس الكلمات في تاريخ الإنسانية وهي قريبة الشبه في كل لغات العالم‏.‏ فالأم في السابق كانت تكافح في تربية أبنائها في ظل ظروف إقتصادية صعبة ولكن في ظروف نفسية أفضل من التي تعيشها المرأة المعاصرة‏..‏ التي اصبح كفاحها اليوم في ظل ظروف إقتصادية أفضل ولكن قي ظروف نفسية أصعب‏,‏ نتيجة لتعقد دور الأم ودخول أدوار جديدة عليها لم تكن تعرفها من قبل‏,‏ فالأم اليوم عاملة‏,‏ والأم اليوم مثقفة ومشاركة في الرأي العام وفي الهم العام‏,‏ والأم اليوم مطلوب منها أن تكون علي وعي بالتقدم التكنولجي وأن تكون مدركة لما وصلت إليه الإبداعات في وسائل الإتصالات والإنترنت وغيره‏,‏ وأم اليوم العصرية مثقلة بأعباء متعددة المهام ويكفي أنها تحمل علي كتفيها هم تعليم الأبناء‏,‏ فالبيت المصري يقوم في الوقت الحالي بدور تعليمي كبير يسبق دور المدرسة‏-‏ بعد تراجع وتخلف النظام التعليمي في مصر‏-,‏والأم المصرية علي إستعداد دائم لتقديم روحها وكل مالديها من مال وجهد من أجل سعادة وإنجاح أسرتها‏.‏
لهذا فإن عيد الأم هو إعتراف حقيقي ومن القلب بأن هذه البطلة العظيمة أم الثورات وصانعة التقدم وحامية الإستقرار الاسري وركيزة نجاح الأبناء‏,‏تستحق أن يقال لها في يوم ربيعي جميل شكرا‏,‏ليس بتقديم الهدايا القيمة وإنما بالإمتنان الذي ينبغي أن يتجسد في سلوك إنساني رفيع المستوي يعيد إليها عافيتها وكرامتها وحريتها وتقديرها‏,‏ ويكشف عن صدق المجتمع وإحترامه وإخلاصه للأم المصرية‏.‏ وإذا تابعنا ماجري في‏25‏ يناير من ثورة شابة قام بها شباب الفيس بوك وراح ضحيتها مئات من الأرواح الطاهرة‏,‏ فسوف نجد أن وراء هؤلاء الشهداء أمهات وطنيات مناضلات ناضجات قدمن مصلحة الوطن علي حياة أبنائهن‏,‏ لذلك ينبغي ألا نكتفي بتكريم الشهداء بل الأولي تكريم أمهات الشهداء‏,‏ فهم أصحاب الفضل الحقيقي في الصياغة الثورية لهذا الشباب‏,‏ لذلك فثورة‏25‏ يناير هي ثورة أمهات قبل أن تكون ثورة أبناء

 

اجمالي القراءات 6637
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق