هل شعب مصر كهين وبيستعبط؟؟؟

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً.


 

بقلم: طارق عبد المعز 

 

لأ لأ ماحدش يفهمني غلط. انا لا رحت مكتب أمن الدولة ولا اتقرصت في وداني ولا جاني تهديد من جانب أي حد لا سمح الله. إنها الحقيقة العارية البلبوص التي أدركتها بعد سنوات التيه والضياع في بحر إبراهيم عيسى ووائل الإبراشي ومنى الشاذلي ومعتز الدمرداش ومحمود سعد. لقد انجلت الغشاوة من على بصيرتي وهاأنذا أعلن من منبري هنا من الرياض الحبيبة التي هاجرت إليها باختياري ورغبتي منذ ثلاث سنوات،

 
 

 

 

أنني أتنحى تمامًا ونهائيًا عن الاهتمام بالشأن العام المصري ومتابعة ما يجري على لسان الفضائيات الخاصة والعامة وما تكتبه جرائد المعارضة والمستقلة ، وأن أعود إلى صفوف المصريين النابهين أجمع المال واعزل نفسي عن كل ما يدور حولي مثلي مثل أي مصري آخر مقيم في كومباوند مغلق في القطامية هايتس أو أكتوبر والشيخ زايد أو مدينتي والرحاب والقاهرة الجديدة.

لقد اكتشفت أيها الإخوة أننا نحن المصريون المقيمون في الخارج بلهاء وقليلي الذكاء فبدلًا من أن نركز جهودنا في جمع المال والإكثار منه تحسبًا للأيام التي لا يعلم إلا الله كيف ستكون عندما نعود إلى بلدنا، بدلًا من ذلك نستغل أوقات الفراغ التي أصبحت أكثر من ذي قبل في الاهتمام بالشأن العام ورفع الضغط والسكر والكولسترول بالمناقشات العقيمة والبكاء على أحوال مصر واللي جرالها بينما عندما زرت مصر في إجازتي الأخيرة وجدت المصريين على النقيض التام من ذلك كله، ولربما خضنا في مقال آخر عن سبب اهتمام المغتربين بالوطن أكثر من اللازم، لكن دعوني أصف لكم كيف كان شكل الثمانين مليون داخل الوطن. 

السيارات السيراتو ذات المائة ألف جنيه أصبحت السيارة الشعبية الأولى في مصر ويمكن أن تقول بملء فمك أنها أخذت مكان الفيات بأرقامها 128 و127 الهاتشباك. إذا وقفت في شارع الملك فيصل، وهو شارع عشوائي يلعن كل ساكن فيه الساعة التي جعلته يسكن بالقرب منه، إذا وقفت في ذلك الشارع دقيقة واحدة ستمر أمامك على الأقل عشر سيارات سيراتو ماشاء الله تبارك الله. سألت موظف محترم في سوبرماركت بنزينة شل هو أيه حكاية العربية السيراتو في مصر؟ قاللي كل العربيات دي قسط يابيه، سألته وياترى قسطها يعمل كام؟ قاللي: ألفين ألفين ونص، كبرت وهللت الله الله الله كل دول ماشاء الله مرتباتهم بتعدي الست آلاف جنيه وبيدفعوا القسط بسهولة كده قاللي: ده نصهم كمان موظفين في الحكومة ! ...إذن يبقى كلام أحمد عز وجمال مبارك صح، يبقى فعلًا فيه تنمية في البلد والناس اتزبطت. أمال الناس في مصربتصرخ ليه لما تلاقي كيلو اللحمة بستين جنيه؟ وما فيش بيت فيكي يا مصر دخلته مالقيتش فيه لحمة على السفرة!!

هل المصريين بيستعبطوا؟ هل المصريين كهنة وبيدّعوا الفقر؟ آه هما فعلا كهنة وبيستعبطوا لأن الشباب اللي قاعد على القهاوي في الثلاث الطوابق ودي من المناطق الغارقة في العشوائية والعبث وكل الالفاظ اللي نفسك فيها، الشباب دول ما شاء الله تبارك الله لابسين جزم نايكي وساعات سواتش ونضارات شمس أوكسيدو أصلي مش مضروبة...أمال أيه حكايات الفقر والبؤس والإضرابات وقلة الأدب اللي قرفونا بيها دي؟ 

بصراحة كده ومن خلال احتكاكي بكل اللي قابلتهم في مصر من أقارب وأصدقاء ومعارف تيقنت وآمنت أن الناس كلها مزبطة حالها على كافة المستويات وبكافة الطرق سواء حلال أو حرام لأن الحلال والحرام أصبح مصطلح مطاطي في مصر كل واحد بيعمل قانون الحلال والحرام على راحته.أما الفقر فأنا ماشفتش فقراء وإذا كان فيه فقير في مصر فده بسبب غباؤه ليس إلا بدليل إني لما كنت بادور على مكان لركن عربيتي الحقيرة الآفيو في شارع القصر العيني عشان أقضي مصلحة شاور لي شاويش طيب وقاللي تعالى هنا وركنت صف تالت في شارع جانبي قريب من مجلس الشعب.المهم إني قضيت مصلحتي ورجعت لقيت فيه ورقة على زجاج العربية بما يفيد المخالفة مسكتها وبصيت للشاويش وقلتله بقى كده يا حضرة الصول؟! قاللي يا بيه أنا اللي حاططها وانت نازل،انت ماختش بالك ولا ايه؟ طب بص يابيه في الورقة هاتلاقيها مكتوبة بخط اليد مافيش فيها حاجة مطبوعة عشان بس لو عدى الونش ولا حاجة تبقى محمية بالمخالفة، انفجرت في نوبة ضحك هيستيري وقررت أعطيه عشرة جنيه مش عشان كان بيحمي عربيتي لأ عشان ذكاؤه في تزبيط حاله.
إذا كان صاحب العربية الحقيرة اللي هو أنا بيديه عشرة جنيه أمال اللي راكب سيراتو ولا باسات ولا بي أم ولا مرسيدس هايديله كام؟ ألا يجمع هذا الشاويش بنهاية كل يوم ورقة بمائة جنيه على الأقل يعني ألفين ونص في الشهر غير مرتبه الكحيان يبقى يدفع قسط السيراتو ولا لأ؟ ....يبقى من حقي أصدق جمال وأحمد وعز ولا لأ يا شعب يا كهين ياللي بتستعبط.؟

اجمالي القراءات 5908
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الجمعة ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51682]

هذا الكلام غير دقيق وإن كان صحيح بعض الشيء

      الأستاذ / طارق ............ كلامك غير دقيق رغم انه من الممكن ان يكون صحيح بعض الشيء من يركبون السيراتو التي تحكي عنها بالقسط ومن يصل راتبهم الشهرى حوالى ستة آلاف جنيه ، وأمثال الصول الذي أعطيته عشرة جنيهات كل هؤلاء لا يتعدى عددهم عشرة ملايين مصري بأقصى حد ممكن ، إذن هناك سبعين مليون مصري يعيشون معيشة ضنكا ولو وصنفهم وصفا فيه مجاملة سنقول انهم يعيشون الكفاف بمعنى ان دخلهم يكفيهم ولا يمكن على الاطلاق أن يدفعو قسط سيارة كارو حتى ، الشعب المصري لو كان كهين او يستعبط كما تقول لما وصل لهذه الدرجة ، يا سيد طارق هناك فئة  قليلة من الطبقة الوسطى اختلطت وانسجمت وذابت بين الطبقة المتحكمة في أموال ومقدرات الدولة وكلاهما لا يتعدى ثلاثة ملايين شخص ، وهناك سبعة ملايين يمكن ان نقسمهم على رجال المرور والشرطة والموظفون الذي يقبلون الرشوة وفاسدى الزمم ، وباقى المصريين يعيشون كما قلت لحضرتك معيشة ضنكا فلا يجب علينا أن نقسو على المصريين الغلابة بهذه الطريقة الظالمة


 


ولقد نسيت توضيح نقطة هامة ان معظم الطبقة المتوسطة تحول إلى فقير معدم يعيش الكفاف ويمشي بين الفقراء يقلب كف على كف بعد ان كان مستور الحال ... فالصورة ليست كما صورتها يا أستاذ طارق مطلقا ، ولا يمكن أن تكون هكذا ... فهذا دفاع مقنع عن الفاسدين الظالمين السارقين الناهبين والمحتكرين المنافقين المزورين ................... ضد الفقراء والمعدمين .. وهذا لا يرضي رب العالمين .. وشكرا   خالد سالم


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق