محاولة فهم أصل شهادة : محمد رسول الله :
من أين أتت شهادة : محمد رسول الله ؟؟

كان هنا و راح Ýí 2017-11-15


بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول ربنا جل و علا :

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)

المزيد مثل هذا المقال :

سورة المنافقون

كلنا يعلم أن شهادة الاسلام هي : أشهد أن لا اله الا الله , لكن واقع الحال عند المسلمين يقول بوجود شهادتين .لنا أن نتساءل من أين جاءت شهادة محمد رسول الله ؟ و لماذا جاء ذكرها في هاته الأية الكريمة ؟.

قبل أن نبدأ لا بد أن نعرف التركيبة الدينية للمجتمع الذي بعث فيه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و كذا تعاملهم معه أنذاك, و لو تأملنا جيدا سنجد أربعة توجهات دينية لا خامس لها  :

1.اليهودية : معتنقوها يشهدون بأن لا اله الا الله لكن ينكرون نبوة عيسى بن مريم و محمد عليهما الصلاة و السلام .

2.المسيحية : معتنقوها يعتقدون بألوهية عيسى بن مريم مع الله سبحانه و ينكرون نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

3.المشركون : يعتقدون بوجود الله سبحانه و بألهة أخرى معه و ينكرون موسى و عيسى و محمد عليهم الصلاة و السلام.

4.الأطياف الأخرى : لا يؤمنون بالله تعالى(يعبدون النار مثلا أو ألهة أخرى) و لا برسله بما فيهم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

القاسم المشترك بين هاته التوجهات الأربع في ذلك الحين هو  تكذيب نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و كونه رسول رب العالمين  ,و تكذيب الرسول هو تكذيب ما أرسل به , و لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نتخيل أحدا من المذكورين أنفا يصدق بالقرأن الكريم ككلام الله و في نفس الوقت يكذب محمدا صلى الله عليه و سلم و ينفي عنه صفة الرسول , فالتصديق لابد أن يكون بكليهما معا (بأن محمد رسول و القرأن الكريم هو كلام رب العالمين أنزله على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم )و لا يصح هذا دون ذاك.

فكان عندما يأتي أحدهم من المذكورين سابقا و يريد اعتناق الاسلام  فلابد له أن يقر و يشهد:

أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله  ,ثم يصبح تحت سلطة رسول الله أنذاك و يواليه و من بعد أن يسلم يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و لا يفرق بين أحد من رسله , و هذا برأيي هو أصل شهادة محمد رسول الله , فهي اقرار من لا يقر بأن محمد رسول الله , أما المسلم فله شهادة واحدة :  لا أله الا الله و حده لا شريك له.

 و المنافقون المذكورون في سورة المنافقون , هم خونة يظهرون الولاء لرسول الله و يبيتون الغدر , يقول رب العرش العظيم :

 إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)

 

هذا و الله تعالى أعلم.

اجمالي القراءات 5203

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2017-04-25
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 7,925
تعليقات له : 3
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : أرض الله
بلد الاقامة : أرض الله