مصر بعد السيسي:
البحث عن بديل للرئيس السيسي!

محمد عبد المجيد Ýí 2016-11-24


الرئيس السيسي،
هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟
أتوقع أنك تُعلــّـق على الحائط في مكتبك الفاخر بقصر الاتحادية شهادة من الشعب المصري تثبت أنك فاشل في كل المواد، وأنك في الوقت الضائع حتى يأتي بديلـُـك والذي أتمنى أن لا يكون اخوانجيا أو عسكريا أو منتميا لأي تيار ديني أو حاصل على اعتماد تربوي وأخلاقي من مبارك أو طنطاوي أو مرسي!
المزيد مثل هذا المقال :

كراهيتنا للاخوان في العام الأغبر الذي تولوا فيه الحُكمَ جعلتنا لا نراك، ولا نشمك، ولا نسمعك، ولا نتابع تاريخك؛ فخلطنا بينك وبين قواتنا المسلحة، وجاء الإعلامُ النـَـتـِـن فلصقكما، فظننا أنَّ الميدان والقصر توأمان.
ثم بدأنا نمنحك الفرصة تلو الأخرى، والتبرير في ذيل التبرير، فتخرج من الامتحان فاشلا، ونتصبب نحن العرَقَ الغزير.
قدَّمنا لكَ الشكر الجزيل لأكثر من عامين ونصف العام لأنك أطحت بحُكم المرشد، وقدمنا لكَ آنئذ مصر كلها على طبق من ذهب، وأصبحتَ مشيراً، ورئيسـًـا، ولم نسألك عن كفاءاتك، وخبراتك، وبرنامجك، وقدرتك في إدارة شؤون دولة كانت مركزية لخمسة آلاف عام.
كنا نجد لك من عُذر إلى سبعين عُذرًا، ونسمع شطحاتك، ونفلسف بعثراتك، ونمنّي النفس بأنك ستنضج في القصر، وتتعلم السياسة والاقتصاد والاجتماعيات وربما الأدب والثقافة واللغة، وتقترب من مشاكل أم الدنيا، فإذا بك تقلب الطاولة علينا، وتصارح الشعب بأنكَ حكيم الفلاسفة قبل أن تتعلم المشيّ على خطىَ إسبينوزا!
لم تعرف العدلَ يومًا واحدًا، وتسدّ أذنيك عن صرخات شعبك، ودموع أمهات شباب مصر الذين وضعتهم في زنزانات كما طلب منك فلول مبارك، وفي النهاية وبعد عدة سنوات وضياع المستقبل والتعرض للإمتهان بشتىَ صنوفه، تفرج عن بضعة عشرات وتحتفظ في السجون بالآلاف.
تتحدث مع شعبك كأنك في كُتـَّــاب القرية، وإذا استضافتك قناةُ فضائية عرّيتنا كلنا بجهلك في شؤون وهموم وأزمات الوطن.
تكذب على الدنيا كلها بزعمك أنك تحترم القانون والقضاءَ المستقل، والحقيقة أنه أظلم قضاء على وجه الأرض، يساند الطغاة، ويبريء المجرمين، ويحنوعلى اللصوص، ويؤجل قضايا حتى تسقط بالزمن أو يموت المتهمون.
نحن لسنا في ( تحية العلم ) باحدى المدارس الابتدائية، ولسنا في جمعية لتفريغ جيوب الفقراء، وإذا تحدثت في أي موضوع خلتك تركت المدرسة الإعدادية هاربًا.
كل أحاديثك الفضائية والحوارية والصحفية خارجة من رحم الدهشة، مع زينة اليازجي، مع الصحافة العالمية، في خطب خلال لقاءات دولية، في استقبالات رؤساء الدول لكَ كنت أنت القادم بعد تصغير مصر كأن أصغر دولة أفريقيا أكبر منها.
كنت تحتقر شعبك وأنت تتحدث عن الجزيرتين ولولا أوغاد من الإعلاميين المنافقين المبررين لكان للشعب ومختصييه وخبرائه وموسوعييه وعلمائه ومؤرخيه رأي آخر.
قيل لك بأن قناة السويس الجديدة ستجعلك خديوي مصر، وجمعت من شعبك الغلبان عشرات المليارات ولم تفكر، أو يُفـَـكـَّـر لك بأن هناك مئات المشروعات المنتجة، مثل إعادة فتح مصانع التصدير لجلب العُملة الصعبة وتحقيق أرباح، ولم يقل لك أحد بأن قناة السويس الحقيقية لا تعاني أزمة في مرور السفن.
وقيل لك بأن إعلاميي مبارك وطنطاوي ومرسي هم حرسك الشخصي، ومحاموك الشياطين، فتركت لهم تحريك الشارع، وتغييب الوعي، وصناعة الكذب، حتى بدا الأمر كأن القرود تُخلـــَـق في ماسبيرو.
وقيل لك بأن اختيار رئيس مجلس النواب شأن خاص بك، فاخترت رجلا متخلفا فكريا وسياسيا ولغويًا لتؤكد للناس أنك عاشق لاختيار الأسوأ.
وقيل لك بأن السياحة ينتعش بها اقتصاد مصر، فلم تبذل جهدا أو أمنا أو وعيـًـا، فلما ضاعت وقفت ببلادة ولا تدري ماذا حدث.
وقيل لك بأن النيل تتم سرقته قبل أن يرتشفه المصريون أو ترتوي به الأرض، وأن إثيوبيا ودولا أفريقية أخرى تستعد لتصحّر أو تجفيف أرضنا المسكينة، وكنت تنظر كأنك ناظر مزرعة وليس رئيس أكبر دولة عربية.
وأوحيَ إليك بأنك رجل المرحلة لمحاربة التطرف، فإذا بك متطرف أكثر منهم، وصُنع قانون ازدراء الإسلام( وليس المسيحية دين شركاء وطننا )، وكذبت على المصريين قائلا بأنك تدعوهم إلى التجديد الديني، لكنك كنت تنصب الشباك لهم كأسماك تحاول التملص والهروب.
وأوعزوا إليك إضافة لمسات سلفية على حُكم الجنرالات، فضممت إليك الأكثر عفنا وتخلفا وانحطاطا وطائفية، فلما دعوا إلى فتنة عنصرية واقتتال تحت ستار حُرمة تهنئة جيراننا وأحبابنا وشركائنا الأقباط، كانوا في حمايتك.
وصدَّقتهم عندما تركت صحفا بأجندات مغرضة تحرك اقتصاد بلدك، وترفع العملة الصعبة وتُقرّب عملتك الوطنية من الأرض مع صدور كل عدد، فلم تفهم أنها حرب ضد بلدك، وعملوا لأكثر من عامين أمام عينيك المغمضتين.
وتغطرست، وتعنجهت، وتكبّرت في صورة ظاهرها الرحمة والمسكنة والمحبة، وباطنها الجحيم في حياة المصريين اليومية، وبين ألفينة والأخرى يأتوك بسيدة مُسـَـنــّـة أو عائلة فقيرة أو طفلة معاقة لعمل شو إعلامي يُقطــّـع قلوب الهُبل و.. الساذجين.
وقيل لك بأن هناك اتفاق جنتلمان يسمح للمخلوع أن يحتفظ بالمنهوبات، وأن يخرج رويدا .. رويدا، هو ورجاله، فأنت وهم وطنطاويوكم ومرسيوكم أمناء في اتفاق يؤدب الشعب صمتا إذا طالب بأسباب ثورته، وبأموال مسروقة، فوضعتَ كل القضايا في مطرقة شياطين المحاكم.
وقيل لك تحدث عن ثورة 25 يناير بمحبة شديدة، ولكن ضع أعداءها وخصومها وكارهيها في أرفع مناصب إعلامية حتى لا تقوم لها قائمة أبدًا.
أراك ويراك أكثر أبناء مصر الآن في صورتك الحقيقية والمخزية والمؤسفة، فقد فشلت في وظيفة لم تكن مهيئـًـا لها، ووضعت مصر واقتصادها ومستقبلها وشعبها ومساكينها تحت المفرمة.
حتى الحياء هرب منك وأنت ترفض استرداد الأموال المسروقة، فتطالب الفقراء بجنيه لــ( ليصبّح على مصر به)، وكأنك تُصر على بيع المصري لأولاده ومسكنه وملابسه وطعامه.
أراك ويراك أبناء مصر عاريــًــا لأول مرة، كاذبا لأوضح مرة، جاهلا لأصرح مرة، رغم الذين يهللون ويطبلون ويرقصون على أنغام عبقريتك.
لم أسمع أو أقرأ لك رأيا أو حكمة أو تصريحا أو تفسيرا أو رؤية في التعليم والأمية والمستشفيات والضرائب والعلاج والأدوية وأطفال الشوارع وبكاء ربات البيوت من أسعارتدل على أنك لا تعرف أوجاع الأسرة المصرية وآلامها وبطون أطفالها الخاوية.
لقد انتهى الدرس، وقام الشعب بتصحيح أوراق الامتحان، وحصلت أنتَ على الدرجة الأدنى في كل المواد، وبدأ بعضنا يبكي، وآخرون يلطمون، وربات بيوت تسقط دموعهن على وجوه أبنائهن.
رغم أنك في الوقت الضائع إلا أنني أقرر الحقيقة التي لا أتزحزح عنها، فأنا لست معك ولكن إذا انقلب التيار الديني الاخواني عليك فأنا ضده، و.. أيضا لست معك.
أما لو كانت عمليات تلميع جمال مبارك صحيحة فستشهد مصر ثورة أكثر غضبا من 25 يناير، وتصبح أنتَ مخلوعَها الأول.
في نفسي حرقات وأوجاع وآهات وزلازل مكتومة وبراكين تتصارع على الخروج وأحتاج لأيام وأسابيع أكتب لك فيها عنك ما يهدّ الجبال ويسوّنم البحار.
هذا قليل من قليل الكثير الذي فاض بي صباح اليوم 24 نوفمبر 2016
محمدعبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
اجمالي القراءات 8517

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 5,907,752
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway