.:
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - سلالة الآلهة- ج12

نبيل هلال Ýí 2016-05-16


 

 

 إن شعوب العالم كافة تتفاخر في تراثها الموروث بانحدارها من أصول رفيعة تنتمي إلى جبابرة عظام أو من "سلالة الآلهة" , وذلك إنما يدل على أن أسلافنا الأوائل عاشوا عصرا ذهبيا. وهناك من يرى أن التطور الذى طرأ على الإنسان وحضارته كان من "الأفضل" إلى "الأدنى" , أي عكْس السائد الموروث الذي أُريد لنا الوقوف عنده , وأصحاب ذلك الرأي لهم أسانيدهم وحججهم الوجيهة. فعلماء الآثار من المدرسة "التكوينية" , وهم من أشد المناهضين لمدرسة "دارون",  يرون  أن أسلافنا الأوائل كانوا خيرا منا نحن المعاصرين , وذلك من الناحية الجسدية والفكرية والروحية. ولا يعز على الملاحظة بعض مظاهر ذلك التفوق القديم المفقود: فالأثريون مثلا يجدون بالحفْر على  أعماق كبيرة مجمعات مدن أفضل "من الوجهة الإنشائية" من تلك الموجودة في أعماق أدنى , والطب في مصر القديمة كان خيرا منه بكثير في طب أوروبا في القرون الوسطى , وكانت الخرائط القديمة مرسومة بدقة تفوق مثيلاتها فيما بعد , والتقويم المستخدم في (مايا) قديما, أفضل من تقويمنا الحالي , وقديما كانت مجموعات الكتل الحجرية المستخدمة في البناء أضخم حجما بكثير من تلك المستخدمة في الثقافات والعصور التالية .ففي "بيرو" مباني "الإنكا" الأوائل أفضل بكثير مما بنوه بعد ذلك .وفي حين لا تستطيع المباني الإسبانية الحديثة الصمود أمام الزلازل , إلا أن مباني" الإنكا" و"الإنكا" الأوائل تبقى سليمة .ويرى البعض أن التدهور بعد الطوفان مباشرة قد طال أيضا القدرات العقلية  للإنسان , فذكاء الإنسان المعاصر ليس أفضل من ذكائه من ألف سنة خلت , لكننا نملك تراكمات علمية أكثر من تراث الماضي تمكننا من إحراز التفوق . وقبل حوالي خمسة آلاف سنة عرف الأوائل تقانات "تكنولوجيات" وعلوما فلكية وإنشائية ورياضية وهندسية متقدمة , وتفُوقُ في معظمها ما نعرفه الآن في عصر غزو الفضاء , وسنفصّل ذلك في موضعه من الكتاب بإذن الله تعالى .          فقصة الإنسان وحضارته على هذا الكوكب لم تبدأ بساكني الكهوف , ثم تطورت وانتهت إلينا نحن المعاصرين ,  فسكان الكهوف القدامى (البدائيون) كانوا بقايا مجتمعات أكثر تقدما , لكنهم أُجبروا على العيش حياة بدائية بسبب الكوارث والحروب . فالحضارة بدأت زاهرة تامة على نحو ما , وبوسائل لم يتسن الكشف عنها إلى الآن , فلا شيء مما نعرفه يمكن أن يحمل إلينا الجواب , ثم طالها التدهور بفعل سلسلة من الكوارث والنكبات الطبيعية التي حلت بكوكب الأرض على مدار تاريخه , مما ليس يتسع كتابنا هذا لبسط القول فيها تفصيلا , لكننا مع ذلك سنعرض في عجالة لبعضها في موضعه من الكتاب.  يتبع - من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)- لنبيل هلال هلال                                         

اجمالي القراءات 9466

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   رضا البطاوى البطاوى     في   الثلاثاء ١٧ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81559]

مقال سلالة الآلهة يتعارض مع مقال إنسان النيندرتال


الأخ نبيل :



ألا ترى ان مقالك هذا عن تقدم الإنسان الأول يناقض المقال السابق عن إنسان النيندرتال المتخلف الذى لم يكن لديه عقل أو حتى يستأهل تسميته باسم الإنسان؟



تقدم الإنسان الأول حقيقة قرآنية لا جدال فيها والأدلة منها :

- قوله تعالى بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض ".

- قوله تعالى بسورة محمد "وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكناها فلا ناصر لهم ".

- قوله بسورة ق "وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد بطشا فنقبوا فى البلاد ".

- قوله بسورة الأنعام "ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فى الأرض ما لم نمكن لكم".



بالإضافة لقوله تعالى بسورة سبأ " وما بلغوا معشار ما آتيناهم "



2   تعليق بواسطة   نبيل هلال     في   الثلاثاء ١٧ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81562]

تحية للأستاذ رضا


أنصحك ياأستاذ رضا ألا تتعجل التعليق حتى تنتهي من قراءة الكتاب كله , ياأستاذنا النياندرتال يسبق  زمنيا الإنسان العاقل بمدة طويلة جدا , ومفيش تعارض  يا سيدي ولا غيره , وكل اللي انت بتقوله عن هلاك الأمم انا كتبته بالتفصيل في الكتاب  على نحو مفصل مدعم بالقرآن والتاريخ  . والسلام 



3   تعليق بواسطة   نبيل هلال     في   الثلاثاء ١٧ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81563]

إلى الأستاذ رضا - نعيد لكم تعليقنا على المقال رقم 11


نعيد  لك تعليقنا على المقال رقم 11 لعله فاتك أن تقرأه وفيه بعض رد  على ما قلت :



أخي الكريم موضوع النياندرتال أصبح الآن من الموضاعات المؤكدة علميا وكُتب فيها آلاف الكتب والأدلة علمية من واقع الحفريات   وما شابه , وعن عدم رؤيتنا لهم , فذلك ليس دليلا علميا على عدم وجودهم , فالكهرباء غير مرئية لكنها موجودة وحقائق نظرية ميكانيكا الكم لم يرها أحد بعينيه لكنها حقائق أنتجت لنا الليزر والرقائق الذكية المستخدمة في الكمبيوتر  ...والترانزيستور ...اما عن مسألة (الرأس الكبيرة ) فلم أشأ أن أدخل  في جدل بشأنها ,لكنني أحيلك عل أحدث ما كتب عن هذا الموضوع ,في كتاب ( سلالة العماليق المفقودة) تأليف باتريك شوينارد ,وهو باللغة الإنجليزية ,وإن أردت الحصول عليه فاطلبه بعنولنه   : lost race  of giants - by : patrick chouinard    - وعموما ليس لنا القطع بأمور لا تتوفر لنا عنها تفاصيل كاملة من مصادر متنوعة - وشكرا 


4   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   الثلاثاء ١٧ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81565]



تقديس الماضي و الأجداد و الأسلاف هي من أقدم الديانات على هذه المعمورة



"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"



و لكن العلم و التطور ينفي صحتها و يثبت عكسها



فالذين عاشوا في الكهوف خلفوا آثارا على وجودهم، و الذين بنوا حضارات تركوا لنا يقايا تطورهم



ما هو ثابت أن الإنسان اليوم أكثر تطورا "علميا، حضاريا، معرفيا، إلخ" من الإنسان الذي كان يعيش منذ نصف قرن،



و الذي عاش منذ نصف قرن كان أكثر تطورا "علميا، حضاريا، معرفيا، إلخ" من ذلك الذي عاش قرنا قبله،



والذي عاش منذ 150 عاما كان أكثر تطورا "علميا، حضاريا، معرفيا، إلخ"من الذي عاش منذ 1.500 سنة،



و الذي عاش منذ 2.000 سنة كان أكثر تطورا "علميا، حضاريا، معرفيا، إلخ" من ذلك الذي عاش منذ 10.000 سنة و هكذا دواليك



كذلك الذين سيعيشون بعدنا سيكونون أكثر تطورا منا "علميا، حضاريا، معرفيا، إلخ"



و شكرا.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-01-12
مقالات منشورة : 123
اجمالي القراءات : 1,422,993
تعليقات له : 109
تعليقات عليه : 282
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt