1- الصراع في هذه المديرية هو صراع قبلي، صراع بين آل الجرموزي من جهة، وآل معوضة من جهة ثانية، والطرفان ينتميان إلى تنظيم (حافش) الإرهابي، الناتج عن تحالف (الحوثي - عفاش) ذلك التحالف الشاذ العقيم الذي لن يثمر، ولن ينجب إلا الخراب والحروب، لأنه تحالف بين متصارعين أساسا على السلطة، تحالف بين مشروعين عائليين متضادين.

2- في بداية الإنقلاب الحوفشي كان الطرفان (الجرموزي – معوضة) على وفاق كبير، الجرموزي يمثل المندوب والمشرف السري للحوثيين على المديرية، ومعوضة يمثل رئيس اللجنة الثورية العليا بالمديرية ظاهريا، ولكن الله (جل وعلا) لا يصلح عمل المفسدين، فعندما تتقاطع المصالح تبدأ العداوات.

3- الجرموزي يرى نفسه سيد سادات عتمة، بإعتبار أنه حامل الجينات الوراثية الهاشمية المقدسة، ويرى أن على الجميع - بمن فيهم معوضة - السمع والطاعة العمياء لتوجيهاته المعصومة، ومعوضة يرى نفسه شيخ مشائخ عتمة بموجب قاعدة المشيخ، ولأنه من أعرق القبائل في المديرية وأقواها، ويرى أن على الجرموزي السمع والطاعة لشيخه بالتراضي والمشورة.

4- جلب الجرموزي العيال الصعاليك والصيع، من مختلف مديريات محافظة ذمار إلى مركز المديرية، وأعطاهم الضوء الأخضر لإهانة مشائخ المديرية وأبناء الناس - وهذا هو دأبهم في كل بلاد - الأمر الذي يرفضه الكثير وفي مقدمتهم معوضة.

5- إشتبك الطرفان بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وسقط الضحايا، ووقف إلى جانب آل الجرموزي حثالة المديرية - أو بالأصح وقفوا بالنيابة عنهم، ووقف آل معوضة وإلى جانبهم الشرفاء وقفة الأسود، وقدموا عشرات القتلى والجرحى في سبيل عزتهم وكرامتهم، بينما لم يسقط من آل الجرموزي أحد - ولن يسقط منهم أحد، لأنهم في المعارك يقعدون في المؤخرة، ويقدمون أبناء القبائل العربية (الحمير) الذين لا يؤسف عليهم.

6- وسريعا تدخل المخلوع (عفاش) اللعين، وأرسل الوساطات لحل الخلاف وإنهاء المشكلة، والعمل على الحفاظ على وحدة الصف (الحوفشي) الإرهابي، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، حتى لا تتفاقم الأمور وتصل إلى حد المقاومة الشعبية، وقد تكللت جهود الملعون، بعقد الصلح ووقف إطلاق النار وتبادل للأسرى، ولكن لا يزال الحذر سيد الموقف، فالحوثيين ليس لهم عهد ولا ذمة، وهم يعدون العدة للقضاء على معوضة نهائيا.

أخيراً:

1- ما بني على باطل فهو باطل، لن تدوم الهدنة ولن ينتهي الصراع - على السيادة والزعامة بين الجرموزي ومعوضة - إلا بالضربة القاضية (التصفية العرقية).

2- بقضاء قوات التحالف العربي على المخلوع، سيبدأ صراع البقاء بين الحوثيين والمشائخ القبليين بمختلف توجهاتهم الحزبية والمذهبية، صراع لن ينتهي إلا بقيام دولة مدنية علمانية ديمقراطية عادلة، وهذا ما لن تسمح به المملكة الوهابية السعودية، راعية الشر والدمار في العالم كله.

3- اللهم اشغل الظالمين بالظالمين، واخرجنا منهم سالمين غانمين.