الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً.



السـؤال:

ورد في حديث صحيح: «الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ»

( أخرجه مسلم كتاب «السلام»: (2/1059)، رقم: (2225)،

 والترمذي كتاب «الأدب»، باب ما جاء في الشؤم: (2824)،

وأحمد: (2/152)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.)
وفي رواية بأداة الحصر: «إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ...»
(
أخرجه البخاري كتاب «الجهاد والسير»، باب

ما يذكر من شؤم الفرس: (2/53)، ومسلم كتاب «السلام»:

(2/1060)، رقم: (2225)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما).
ووردت أحاديث أخرى مطلقة تنفي الطيرة والشؤم

في قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

«لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ ...»
 

( خرجه البخاري كتاب «الطب»، باب الجذام: (3/156)،

ومسلم كتاب «السلام»: (2/1057)، رقم: (2220)،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)،
 

فهل يمكن أن يقال إن الأحاديث التي وردت مطلقة

 يجوز تقييدها بهذه الثلاث حملاً للمطلق على المقيد لاتحاد

الحكم والسبب، وبالتالي فالشؤم والطيرة منفية مطلقًا إلاّ فيما

عدا الثلاثة المذكورة في الحديث أم أنّ المسألة غير ذلك؟

 فكيف نوفّق بينها وبارك الله فيكم.
 

الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على

مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقبل الإجابة على هذا السؤال فإنه ينبغي التنبيه إلى أمرين:
 

الأوّل:
أنّ الإطلاق والتقييد تارة يقع في الأمر وتارة أخرى يقع في الخبر،

 لكن من شرط حمل المطلق على المقيد أن لا يقع في النهي والنفي،

فإن حصل فإنه يندرج في باب العموم، كما أفاد ذلك ابن القيم
( «بدائع الفوائد» لابن القيم : (3/249)) والبعلي

(«القواعد والفوائد الأصولية» للبعلي: (283))

والشوكاني( «إرشاد الفحول» للشوكاني : (166)) وغيرهم.
 

- والثاني:
أنه ينتفي التعارض الظاهري بين النصوص الشرعية

بطرق دفع التعارض من: جمع، أو نسخ، أو ترجيح.
والنص الشرعي الوارد في المسألة المذكورة منفيّ نفيا

مطلقًا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ»،

فلا مجال لحمله على التقييد -كما تقدّم-، ومن جهة أخرى

فلا تعارض بين الأحاديث المذكورة في السؤال إلاّ في ذهن الناظر،

 إذ يمكن الجمع بين نصوصها والتوفيق بين معانيها،

ووجه الجمع أنّ أهل الجاهلية يرون الطيرة من هذه الثلاثة

 كما ثبت ذلك من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها،

أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

«كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: الطِّيَرَةُ مِنَ الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ»
(
أخرجه أحمد: (6/246)، والحاكم وصححه

 ووافقه الذهبي: (2/521)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2/689))،
 

ثم بيّن النبي صلى الله عليه وآله سلم نفيه لهذا المعتقد

في حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما بقوله:

«إِنْ يَكُ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ»
(أخرجه مسلم كتاب «السلام»: (2/1060)، رقم: (2225)،

 وأحمد: (2/85)، من حديث عائشة رضي الله عنها).
 

ومعنى الحديث: أنّ الشؤم لو صحَّ في شيء لصحَّ

في هذه الثلاثة، فأفاد بمفهومه أنه ليس بثابت فيها

ولا في غيرها أصلاً، ويقوّي هذا المفهوم منطوق

الأحاديث التي جاءت تنفي الشؤم والطيرة

 – وهما بمعنى واحد - كما تقدّم في الحديث المرفوع:

«لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ». ويزيد لهذا المعنى

تأكيدا حديث مِخمَر بنِ معاويةَ النُّمَيْرِيّ رضي الله عنه

 أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

«لاَ شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ الْيُمْنُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ»
(
أخرجه الترمذي كتاب «الأدب»،

 باب ما جاء في الشؤم: (2824)، وابن ماجه كتاب «النكاح»،

 باب ما يكون فيه اليمين والشؤم: (1993)،

 من حديث مخمر بن معاوية رضي الله عنه.

و «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (1/4/183)).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ

ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله

 وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 03 رجب 1430هـ
الموافق لـ: 26 يونيو 2009م
من فتاوى الشيخ فركوس حفظه الله تعالى

اجمالي القراءات 6141
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الخميس ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51406]

لن ينجو بيت واحد في العالم من الشؤم طبقا لهذا الحديث

هذا الحديث المضحك يخالف واقع الدنيا ونظام هذا الكون وتفاوت الناس في الغنى والفقر وتفضيل بعض الناس على بعض فى الرزق ، فلابد من وجود أناس أغنياء ووجود ناس فقراء ووجود ناجحين فى حياتهم  وأعمالهم وكذلك وجود فاشلين فى حياتهم وأعمالهم ويعتقد الناجحون ان النجاح هو فأل حسن بالنسبة لهم وأن الحظ حليفا لهم ، وعلى العكس تماما يعتقد الفاشلون أن الشؤم حليفا لهم فهذا هو منطق الحياة ومنطق ما تسير عليه معظم الأسر ومعظم الناس فى العالم ، ولكن طبقا لهذا التخريف الموجود في الحديث فلن ينجو بيت فى هذا الكون من الشؤم ولن ينجح بيت واحد فى هذا الكون والسبب وجود المرأة طرف أساسي في كل بيت ناهيك عن اجتماع المرأة والدار في مكان واحد ، ويا حبذا لو اجتمعت المرأة والدار وكان أهل الدار من الأغنياء ويمتلكون فرسا فسيكون حظهم أسوأ ما يكون سيكون الفشل مرضا مزمنا لديهم تتوارثه الأجيال ، وبهذا لن تتقدم البشرية خطوة واحدة للأمام طبقا للعمل بهذا التخريف ..


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق