سؤالان

الأحد ١٧ - أغسطس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : ظهر الشيخ خالد الجندى يدافع عن قانون الايجاؤ الجديد الذى أصدره السيسى والذى يهدد بطرف آلاف العائلات من بيوتهم وشققهم . إستشهد الشيخ خالد الجندى بقول الله سبحانه وتعالى في سورة القصص : ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ) (27)) فهل هذا الاستشهاد صحيح ؟ السؤال الثانى : لو سمحت يا شيخنا أرجو توضيح معنى قصد السبيل في هذه الآية : ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)النحل )
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

أولا :

1 ـ خالد الجندى إتّخذ السيسى إلاها من دون الله جل وعلا ، ومن أجل السيسى يقوم بتحريف معانى القرآن الكريم ، نفاقا للسيسى وحربا للخالق جل وعلا . وسيأتى يوم القيامة ومعه السيسى خصوما لمالك يوم الدين ، لن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، فهم وأمثالهم ينطبق عليهم قول ربنا جل وعلا :

1 / 1 : (  إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ(175)البقرة ).

1 / 2 ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ(60)الزمر ).

ثانيا :

نتدبر الآية الكريمة في سياقها .

عن موسى عليه السلام بعد هربه من مصر وفرعونها قال جل وعلا : ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ(26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ(27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ   (28)فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ(29)القصص ). نلاحظ :

1 ـ إنه وصل متعبا الى عين ماء في منطقة مدين ( وهى غير مدين قوم النبى شعيب عليه السلام ) فوجد جماعة من الناس ( أُمّة من الناس ) يسقون أنعامهم ، وطبعا يتزاحمون على البئر . ورأى فتاتين لا تستطيعان الدخول في هذا الإزدحام . فذهب اليهما وسألهما عن حالهما ، فقالتا بعدم إستطاعتهما سقى أنعامهما ، وستنتظران حتى ينتهى الرُّعاة من السقى . وأخبرتاه أن أباهما لم يأت معهما لأنه شيخ كبير طاعن في السّنّ. تطوّع موسى فسقى لهما ، ورجعتا لبيتهما ، بينما آوى موسى عليه السلام ــ وهو جائع مُرهق ـ الى ظل شجرة يستريح ، وشكى تعبه وجوعه لربه جل وعلا قائلا : (  رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )..! .. وما أروعه من دعاء لمن يحتاج الخير من ربه جل وعلا .

2 ـ بسرعة كانت إجابة الدعاء : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ). ( الفاء ) هنا تفيد الترتيب السريع . لم يقل ( ثم جاءته ) لأنها تفيد الترتيب والترخى ، بل ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ) .

3 ـ وصلت اليه حيث يجلس ، ولأنها فتاة تعرف الحياء فقد جاءته وهى تمشى بإستحياء : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ). وبسرعة وبإستعمال ( الفاء ) ذهب معها لأبيها . ( فَلَمَّا جَاءَهُ ) . بعد أن إستراح موسى حكى للأب قصته ، طمأنه الأب وهدّا من روعه ومخاوفه : ( فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .  

4 ـ هنا جاء إقتراح من إحدى الفتاتين بأن يعمل موسى عاملا أجيرا عند أبيها ، فهو ( قوى أمين ) : ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ) . أدرك الأب حاجته الفعلية لموسى وقوته وأمانته ، وربما لم يكن لديه مال ليعطيه أجر عمله ، فإقترح على موسى أن يزوجه إحدى إبنتيه ، ويكون مهرها أن يعمل عنده ثماني سنوات (ثَمَانِيَ حِجَجٍ ) الحجّة تعنى السنة أو العام : (  قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ(27) ( ورضى موسى بعرض الزواج وجعل ربه جل وعلا وكيلا وشاهدا : ( قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ).

5 ـ هذا هو الموضوع في سياقه القرآنى .

أخيرا

فرق شاسع بين ما جاء في الآيات الكريمة وبين إفتراءات فقهاء السلطان ، الذين يسكتون عن السلب والنهب والظلم والفساد والتعذيب وبيع الوطن ، ثم لا ينطقون إلا في مراضاة سيدهم السيسى حربا لرب العزة جل وعلا ، وصدا عن سبيله . وصدق الله العظيم : (  وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117)المؤمنون ).!

إجابة السؤال الثانى :

أولا :

( قصد السبيل ) هو الصراط المستقيم ، وما دونه كفر وشرك وضلال وجور وظلم . يكفى قول ربنا جل وعلا في الوصية العاشرة من الوصايا العشر: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153)الأنعام ). وفى نفس السورة قال جل وعلا عن القرآن الكريم ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ(126).

ثانيا :

1 ـ إقتضت مشيئة الرحمن جل وعلا أن يخلقنا أحرار ، لنا مشيئة الهدى أو الضلال ، ثم سيكون حسابنا مترتبا على ما شئناه لأنفسنا . قال جل وعلا : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا(31)الكهف ).

2 ـ لم يشأ ربنا جل وعلا أن يجعلنا جميعا مهتدين رغم أنوفنا . قال جل وعلا : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(149)الانعام )، ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ(99)يونس )، ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(119)هود) ( وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(93)النحل ) . ( لو ) هنا حرف إمتناع لامتناع ، يعنى إمتنعت مشيئة الله جل وعلا أن نكون جميعا مسيّرين مجبرين .

 شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

 https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1465
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,598,245
تعليقات له : 5,519
تعليقات عليه : 14,916
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الفتيات : السلا م عليكم أخي الكري م بمتاب عة الموق ع ...

سورة التحريم: كنت اريد تفسير الايا ت الأول ى في سورة...

لا حرج: أعانى من سلس البول ، وقد يغلبن ى وأنا فى...

عبادة الأحجار: الأقد ام المنح وته علي صخره في مقام...

إمكانية الزواج: هل يمكن للمرء ان يتزوج علما انه في مرحلة البحث...

معنى العقيدة: نحن نستخد م كلمة العقي دة بمعنى الايم ان ،...

الدعاء فى الصلاة: انا اعلم انكم قلتم الصلا ة كما هي ماعدا هجص...

قطع نحيلهم : هل حرق رسول الله نخل اليهو د ؟ ارجو الايض اح ...

ثبور: ما معنى كلمة ( ثبورا ) التى جاءت فى سورة...

ليس صحيحا: بعد الصلا ة على الميت وخروج الجنا زة طلب شيخ...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول من الاست اذة أم محمد : ما معنى : (...

الصلاة والناس: استفس ركم ما حكم الذي يصلون ولا يتقيد ون ...

عن الفتى ابراهيم: راجعت الآيا ت عن ابراه يم عليه السلا م ...

دعوة المظلوم : تعرضن ا لظلم شديد بعده نعيش فى كرب وخوف ، ولكن...

استمرار حكم العسكر: السؤ ال : قرأت لك مقارن ات بين العسك ر ...

more