الحلاوة
الخميس ١٦ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال:
آحمد صبحي منصور
:
شكرا جزيلا لك ، فما ذكرته يعطى أملا فى الاصلاح الذى نسعى اليه إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، وأقول :
أولا :
لم يأت فى القرآن الكريم وصف ( حلو ) أو ( حلاوة ) لأى شىء . الذى جاء هو الفعل ( يحلُّ ) و ( حُلّوا ) عن أهل الجنة ولبسهم ( الحُلىّ ) من الأساور الذهبية والفضية . قال جل وعلا :
1 ـ ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) ( 33 ) فاطر ).
2 ـ ( يحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ( 23 ) الحج) .
3 ـ ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) ( 31 ) الكهف ).
4 ـ ( ( وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ) ( 21) الانسان ).
ثانيا :
فى كلامنا نصف الانسان بالجمال . فى القرآن الكريم نقرأ عن الجمال :
1 : يأتى وصفا صريحا لاستعمال الأنعام . قال جل وعلا : ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) النحل ).
2 : يأتى التعبير عنه ضمنيا دون التصريح به ، كما فى حالة يوسف الذى أبهر جماله النسوة المترفات فى مصر . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف )
3 ـ يأتى ( الجميل ) وصفا للأعمال وليس الأشخاص . مثل :
3 / 1 : الصبر الجميل : جاء هذا فى قول يعقوب عليه السلام لأولاده :
3 / 1 / 1 : ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف ) ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) يوسف ).
3 / 1 / 2 : وفى قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) المعارج )
3 / 2 : وصفا للهجرالجميل المصحوب بالصبر : ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) المزمل ).
3 / 3 : وصفا للصفح : ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر ).
3 / 4 : وصفا للسراح أو الفراق للمطلقة :
3 / 4 / 1 : التى إنتهت عدتها : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) الاحزاب ).
3 / 4 / 2 : المطلقة قبل الدخول بها وليس عليها عدّة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (49) الاحزاب ) .
3 / 4 / 3 : التسريح باحسان يعنى بالمعروف ، أى المتفق عليه عُرفا بأنه إحسان . قال جل وعلا :
3 / 4 / 3 / 1 :( الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) (229) البقرة )
3 / 4 / 3 / 2 : ( وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) (231) البقرة ).
ثالثا : ( الحُسن )
1 ـ جاء صريحا عن جمال الوجه فى قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ) 52 ) الاحزاب ) .
2 ـ وجاء فى أنه جل وعلا خلق الانسان وصوّره فى أحسن تقويم . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) (َ 64) غافر ).
2 / 2 : ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) 3 ) التغابن )
2 / 3 : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) 4 ) التين ).
3 ـ عدا ذلك يأتى وصف الاحسان للأعمال وغيرها ، وتكرر هذا فى القرآن الكريم كثيرا جدا ، بمشتقات متنوعة من الاحسان والمحسنين والحُسن والحسنة والأحسن والحسنى . منه قوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل )، ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ( 83 ) البقرة )، ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) (36) النساء )( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) الرحمن ) .
أخيرا
من أسف أننا نركّز على الجمال الحسّى ، وهو زائل ؛ مجرد زينة ، وننسى الجمال والحُسن المعنوى ، وهو الباقى ، وبه تكون النجاة من جهنم . قال جل وعلا : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف )
( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (76) مريم )
( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف )
( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس )
اجمالي القراءات
1933