تكفير نجيب محفوظ فى حصة العربى

خالد منتصر Ýí 2011-04-27


وصلتنى رسالة من الصحفى الشاب «ماجد إبراهيم»، صاحب مدونة صحفى مشاغب جداً، الرسالة تدق جرس إنذار وتحذر من تغلغل الفكر المتشدد داخل مدارسنا، من الممكن أن يتناقش الكبار مع هذا الفكر ويمتلكوا جهاز مناعة يستطيع تفنيد تلك الأفكار، ولكن ماذا عن الأطفال؟ تلك العجينة الطيعة اللينة التى تتشرب الأفكار كورقة النشاف، وتتشكل طبقاً لقبضة المعلم خباز هذه الأفكار، وطبقاً أيضاً لدرجة حرارة فرن أو مكان نضج وتسوية تلك الأفكار وهى المدرسة.

يقول ماجد: «رغم عملى كصحفى فإننى أملك مكتبة للأدوات المدرسية وتصوير المستندات بمنطقة الهرم بالقرب من أكاديمية الفنون بهدف السعى وراء زيادة الدخل، ولأننى فى مكتبتى لا أعبر إلا عن فكرى وتوجهاتى التى أؤمن بها وأكتب كثيراً عنها فأنا أعانى دوماً من تصرفات السلفيين، وما هم بسلفيين من وجهة نظرى، فلو كان السلف الصالح - المنتمون لهم اسماً لا فعلا - مثلهم فى أسلوب الدعوة لانتهى الإسلام قبل أن ينتشر، وليلة أمس جاءنى طالب بالمرحلة الابتدائية يريد تصوير بعض أوراق التدريبات من كتاب الأضواء للغة العربية للصف الخامس الابتدائى لهذا العام، وبينما أصور له لفت انتباهى أن غلاف الكتاب يحتوى على صورة للأديب المصرى العالمى نجيب محفوظ لكنها وللأسف مشوهة بيد الطالب تشويهاً مؤسفاً (صورة نجيب محفوظ فقط وليس غلاف الكتاب بالكامل)،

 فلما سألته: لماذا فعلت هذا بصورته؟ أجاب: المدرس بتاعنا قالنا إنه راجل كافر وإنه شتم ربنا فى إحدى رواياته وأنه علشان شتم ربنا أخد جائزة نوبل. وحينها هالنى ما سمعت منه وأخذت أصحح له المعلومة وأحدثه عن رواية «أولاد حارتنا» المقصودة بهذا، وأن عليه أن يقرأها أولاً قبل أن يشوه شكله بهذه الطريقة بل أحثه على عدم قبول أى معلومة دونما التأكد منها، وعندما سألته عن هذا المدرس وهيئته عرفت وكما توقعت أنه سلفى ويطلق لحيته، وهو ممن يرون أن المسيحيين كفار، والفنون والآداب حرام، رغم أنه مدرس لغة عربية ويدرس لهم درساً عن سيرة محفوظ..!! والواضح أنه يدرس هذا الدرس لطلابه حسب فكره وليس حسب المنهج الموضوع!! وقد عرفت من هذا التلميذ أنه مدرس فى مدرسة قرطبة بشارع فيصل بالجيزة وهى مدرسة مشتركة بها المرحلتان معاً الابتدائية والإعدادية، ولأننى أكره هذا الفكر المتشدد وبدأت أخاف من انتشاره فأنا أوجه نداء من خلالكم إلى وزير التعليم بتشديد الرقابة على المدارس من الآن فصاعداً وجعل المفتشين يناقشون كل ذوى الفكر المتشدد من السلفيين المنتشرين فى المدارس لأننا بهذا الشكل أمام مأساة حقيقية إذ إن من يفترض فيهم تشكيل عقلية الأطفال ووعيهم هم بهذا الشكل أول من يدمرونه.

وهذه ليست الواقعة الأولى أمامى بل هى أشدها تأثيراً فىّ، فهناك أطفال يدخلون على مكتبتى ينتقدون استماعى للغناء لأنه حرام، أو يرون أن بيع أى شىء لمسيحى حرام، ومثل هذه الأمثلة متعددة معى دوماً ولو ذكرتها لك لاحتجت كتاباً كاملاً!!».

ما حكاه ماجد إبراهيم هو بعض من كل، وهو قمة جبل الجليد، وإذا كان نجيب محفوظ عملاق الكتابة الروائية فى مصر والعالم يتم تكفيره داخل مدارسنا، فماذا يبقى للوجدان والعقل المصرى؟ غداً سيتم تكفير كل الشعراء والروائيين والسينمائيين والمسرحيين والموسيقيين والرسامين والنحاتين.. إلخ، لأنهم من أهل البدع والضلال والحث على اللهو وإنكار المعلوم بالضرورة! طرح مثل هذه الأفكار المتشددة فى كتب على قارعة الطريق أو فى قاعات الندوات شىء، وطرحها داخل فصول الابتدائى شىء آخر، لابد أن تكون المدرسة خطاً أحمر لأننا نراهن على الجيل القادم، فأرجوكم لا تضحوا بهذا الجيل لكى تنافقوا أى تيار مهما وعدكم هذا التيار بأنه سندكم السياسى وحاميكم الشرعى.

اجمالي القراءات 14005

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57515]

بل تكفير كل المصريين المخالفين في درس الدين بعد العشاء ...


 الدكتور / خالد منتصر  أعلم أنك مهتم لدرجة أنك مغتم بسبب ما تقرأه من أحداث المشهد  الاجتماعي المصري الراهن .. ولو تأملنا  هذا المشهد لوجدنا انه إفراز طبيعي للمرحلة السابقة أو لنقل  النصف الثاني من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي ..!!
 وأنت تعلم وكل مثقفي مصر ومفكريها ومصليحها أن الاستبداد السياسي  الذي عشناه في الستين عاما الأخيرة كان ينافق اصحاب الفكر السلفي الوهابي  وهذا الفكر نشأ في السبعين عاما الأخيرة ..  نظرا  لتوجه الوهابيين إلى مصر لتحويلها إلى إمارة سعودية وهابية كي يأمنوا خطر مصر على الدولة السعودية الثالثة ..
 هم يعملون بمصر عن طريق التيار السلفي منذ تلك الفترة في القرن الماضي لذلك اكتسبوا شعبية كبيرة بمصر وخصوصا  في قلوب الفقراء والمهمشين وما اكثرهم  من الطبقة الدنيا من المجتمع والتي تشكل الأغلبية العظمى في مصر
 صندوق الانتخابات يساوي بين صوت رجل فقير مغيب الوعي ومتعاطف ومناصر للتيار السلفي وبين صوت المفكرين العظام  والمصلحين  فصوت نجيب محفوظ مثلا أو صوتك أنت الانتخابي يساوي صوت بائع القوطة أو مقيم الشعائر في أي زاوية أو أي مزارع في الريف المصري أو أي عامل بسيط في المصانع المصرية.. 
 وبالتالي فالسلف لعبوا على هذا النقطة .. واستمالوا البسطاء من الشعب وهم بالملايين وعشرات الملايين وهذا كان واضحا في الاستفتاء على الدستور منذ شهر ونصف ..
 إذا أراد المثقفون والمصلحون أن ينافسوا السلفيين في حب المصريين واقتانعهم بهم فلينزلوا الى مستواهم العقلي والاجتماعي ويقتربوا أكثر من مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية ويؤازروهم .. كما يفعل السلفيين
 في موسم دخول المدارس يوزع السلفيون شنطة المدرسة وكم كراسة وكم كشكول على الفقراء في الأحياء الشعبية فيكسبون قلوب وتأييد ومناصرة جميع سكان هذا الحي الشعبي ..

2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57516]

يتبع بل تكفير ...

.

وفي عيد الأضحى يوزعون كيلو من اللحم على الأيتام والأرامل اللآئي يعولن الأيتام . ويكسب السلفيون احترام الموطنون ومستوصف رخيص الكشف فيه بثلاثة جنيهات لا يشفي ولا يسمن من مرض مع ابتسامة صفراء على وجه ذوي اللحى السوداء والمنتقبات ..

وتزداد الشعبية والجماهيرية .. حتى في المآتم وتشييع الجنازات يحصون الأصوات والتأييد الشعبي الجارف .. والدفن على السنة وحتى تغسيل الميت يكسبون به الأصوات ..!!

كل هذا والمثقفون يغلقون على أنفسهم الحجرات ويصرخون داخل الحجرات المغلقة . عن الحرية والعدالة والديموقراطية وحقوق الانسان .  داخل هذه الغرفات  وهم آمنون والتي ربما يكون عدد الجالسين فيها لايزيد عن عدد المثفقين الا قليلا ..

وما أدراك ما درس الدين بعد صلاة العشاء في زاوية ومسجد داخل عمارة او مسجد يملأ الميدان بكل حى وميدان .. والجماهير الكبيرة الغفقيرة الذن وقعوا اسرى لهذه الحبكة الدرامية السلفية التي تلعب على جهل المصريين بحقيقة الدين الذي ينتمون اليه منذ اكثر من ألف وأربعمائة عام


أما الإخوة  الأقباط فقد لزموا الصمت الرهيب بناءا على تعاليم الآباء والقسس وكان ما كان من تهميشهم وتهجيرهم خارج وطنهم الى حد كبير .

خلاصة من أراد كسب قلوب الجماهير فينزل لهم في أزقتهم وحاراتهم وجنازاتهم وموسم دخول المدارس والعيد الكبير عيد اللحمة والسؤال عن مرضاهم.


 


3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57523]

أفكار موجودة بالفعل

نعم إن هذه الأفكار موجودة  بالفعل في  المجتمع  المصري ، الذي هو صورة مصغرة من المجتمع العربي ،  والغريب أن  ما يعتبروا أنفسهم مثقفين  ويعتبرهم الناس  كذلك  ،هم من يروجون  لهذه  الأفكار السلفية  الوهابية  المتطرفة ! صحيح إن هناك مثقفين حقيقين على وعي وإدراك ،  لكنهم قلة  ، والمجتمع يلزمه تطهير يبدأ من التعليم  مرورا بالإعلام ، أكبر قطاعين  لهما تأثير قوي على الأبناء  ، وهذا يبدأ في الحال !


4   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57531]

تكفير الموتى وتكفير الأحياء

السلفية الوهابية المتشددة يقومون بتكفير المفكرين العظام الذين فارقوا الحياة مثل نجيب محفوظ وطه حسين


وكذلك يكفرون المفكرين الأحياء مثل الدكتور أحمد صبحي منصور ، وكل من يفكر وله عقل ويحاول إظهار حقيقتهم وفضحهم وبيان مدى مخالفة منهجهم وفكرهم لحقيقة الدين الاسلامي فهم يكفرون كل مفكر يقول كلمة حق أو يدعو الى الاصلاح وهم ضد اي اصلاح من اي نوع لأن الاصلاح الحقيقي سيكون معه نهاية هذه الأفكار وهذه الجماعات


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 438
اجمالي القراءات : 3,177,681
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt