عمرو توفيق Ýí 2011-02-26
أخدت بتارك يا بابا-1-
يبكي القلب فرحا وتكاد أن تستجيب العين عندما أوجز لكم قصة هذا الرجل الذي يأبى ذكر اسمه.
أخدنا بتارك يا بابا...قالها له ابنه الجميل عندما عاد الابن من معركة مع الشرطة أثناء قمعها لمظاهرات الثورة بعد أن أحرق مع زملائه مدرعة الشرطة التي كانت تحاول الفتك بهم.
في نوبة تفتيش ثانية وقد كان الأب ضعف سمعه جدا(شفي بعد ذلك بفضل الله وبحمده) جاء ضابط الأمن المركزي يسأل المعتقلين واحدا واحدا :ايه أحلى حاجة في الدنيا ؟فيوشوش الصولات لللمعتقل بالإجابة(الفاحشة والمخدرات-بالعامية طبعا)
وجاء الدور على الأب فلم يسمع الكلمة فقال للضابط: انت.فلطمه الصولان في آن واحد.فسأله الضابط مرة أخرى فلم يتبن أيضا كلام الصول الذي يوشوش به له فصمت متحيرا فتلقى اللطم مرة أخرى.. إلى أن تنبهوا إلى ضعف سمعه فصرخوا في أذنه:الفاحشة والمخدرات-قالوها بالبلدي؟؟
دخل الأب إلى الزنزانة وهويضحك وزملاؤه يستعجبون من ضحك هذا الذي أهين فلم يأبه وأخذ يرتب الزنزانة وينظفها من آثار التفتيش القذر.وجاء ضابط أمن الدولة ليسأل بلطف عن معتقد المعتقلين في الزنزانة فأجابوه بصراحة فكان ودودا معهم؟؟نعم إن منهم طيبين وقد يكونون معنا!!
جلس الأب يراجع ماحدث فدمعت عيناه وتوجه إلى الزهراء فاطمة ع مناجيا روحها الطاهرة:يرضيكي يا زهراء يا أمي ماحدث لابنك؟ونام فرأى في المنام أن شخصا يضرب بالمطرقة على رأسي الصولين اللذين لطماه،
فاستيقظ من نومه مستبشرا.وجاءته أنباء بعد ذلك أن قطارا في الصعيد أوقفته جماعة إسلامية وفتشوا عن هوية الراكبين وقتلوا كل من كان في بطاقته عمل بالشرطة؟؟فعلم أن الله منتقم جبار.واستراح صدره.
خرج الأب من المعتقل بعد أن فشلت القضية الملفقة وانطوى شبه يائس من تحريك جثة الشعب(الذي ثبت له بعد ذلك أن الشعب لم يكن خانعا بل صبورا وحكيما ينتظر اللحظة المناسبة والظرف الموائم)
وانكب على دراسة المزيد واطلع على كتابات الدكتور أحمد صبحي منصور وغيره من المستنيرين فاستفاد منهم كثيرا.بل استفاد من كل الطوائف والملل المصرية!!
ومن حين إلى آخر أخذ يكتب على الإنترنت أو في الصحف المعارضة بشيء من التحفظ.
وأصابه الاكتئاب وأخذ يعالج منه لمدة سنتين تقريبا وشفاه الله تعالى بأن دله على كثرة المناجاة وممارسة اليوجا واستغنى بحمد الله عن كل الأدوية.
........
وقبل 25 يناير لا حظ كتابات ابنه على الفيسبوك فوجد فيها تحرشا بنظام الحكم(أتاري الشباب كانوا بيطبخوها واحنا مش داريانين!!) فقال له:يا بني لا تتدخل في السياسة وركز على إنارة قلوب الناس..
ونزل الابن وزملاؤه الأطهار إلى ميدان التحرير في 25 يناير(عيد ميلاد جدته التي سبها الصول-هداه الله إن كان حيا وغفر له إن كان ميتا)
اتصل الأب بابنه:يا بني سلطان غشوم خير من فتنة تدوم(فقد كان يخشى أن تكون حركة فوضوية ويأخذوا ابنه ويتكرر التاريخ ولا يسأل فيه أحد ولا يتحرك الجسد الهامد) وبعد عناء رمى طوبته!!
ولكن الشعب أثبت عكس ما كان يظنه الأب ونزل إلى جانب الشباب في حركة لم يشهد التاريخ مثلها(ما شاء الله عليك يا شعب- بخروا الشعب!!)
أخيرا دب الأمل إلى الأب فلم يعد يخاطب ابنه إلا ببطل مصر. وكتب الأب بيانه الثوري الأول على الفيسبوك :
الشعب المصري أستاذي.شباب مصر نور عيني. نساء مصر تاج راسي.شيوخ مصر حكمائي.أم خالد سعيد أمي وأم المصريين.
.....
وتنحى مبارك فعانق الأب ابنته و سجدا لله تعالى شكرا ونزلا إلى الشارع يعانقان الناس. ركب الأب سيارة ابنته بجوارها وهو يبكي فرحا ويشير بالتحية العسكرية لدوريات الجيش. ووصلت السيارة إلى قرب ميدان رمسيس فوجد رجلا فقيرا يمد إليه يده بتفاحة فهمّ ليأخذها فقال له الرجل: لأ.. خد قطمة دي تفاحة الحرية ..فأخذ قضمة وقبل يد الرجل.
تقابل الأب مع ابنه البطل قبل نفق العباسية وترجلا لشراء مشروبات وحلويات من كشك فأخذ صاحب الكشك يحاورهما فقدم الأب ابنه لصاحب الكشك قائلا :ابني أخد بتاري..وهويقول في سره:وأخذ الشعب بثأر أمي في عيد ميلادها بفضل الله:
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
قال ايه :كنتم عايزين تعملوا ثورة؟كنا عايزين والولاد عملوها:
They did it
وصدّق الله تعالى على كلام أمن الدولة!!!لكن ثورة ليست على غرار الثورة الإيرانية لأنها ثورة إسلامية مسيحية اشتراكية ديمقراطية في آن واحد!!
طبعا مكر الله لا كمكر البشر وليس انفعاليا.. بل هي سننه التي تمكر بالظالمين.والمكر بالظالمين عدل كما أن التكبر عليهم تواضع لله.
يا سيدي يا خالد يا سعيد (ويا كل الشهداء والمصابين):تبكيكم عيني..كيف لا تبكيكم عين؟
من كل قلبى تحية وسلام لبطل قصتك استاذ عمرو توفيق . وليتأكد بأن الله مُتم نعمته ونصره عليه .ومُنزل عقابه على الظالمين فى الدنيا والآخرة إن شاء الله .. وتحية لأبناءه ولأبناء المصريين جميعا الذين أخذوا بثأرنا من الطغاة المُتألهين على خلق الله ... كما أتمنى عليه الا يسامحهم أبدا ،والا يستغفر الله لهم ...
ومرة أخرى تحية لبطل القصة ولأسرته الجميلة العظيمة .
وصلت التحية وهو يحييك ويحيي جميع أهل القرآن ويقول لكم:(مداد العلماء خير من دماء الشهداء)، رغم أن دماء الشهيدعظيمة(قطرة دم المؤمن أعز عند الله من الكعبة)إلا أن كلمة من العالم يمكن أن تنتج ألف شهيد.
نعم تحرك الأولاد بتلقائية ولكنها لم تنتج من فراغ .
دعوة للتبرع
نصيبا من الكتاب: ما معنى ( الَّذ ِينَ أُوتُ وا نَصِي باً ...
تقديس الراشدين: • اشك ر مجهود ك الكبي ر فى توضيح الكثي ر ...
الأشدُّ عذابا : هل تحدث القرأ ن عن من هم الاشد عذابا يوم...
طلب مساعدة : الأخ والصد يق الفاض ل د.أحم� � صبحي منصور...
عيدا الفطروالأضحى : هل احتفل النبى محمد عليه السلا م بعيدى الفطر...
more
قالوا عن الديكتاتورية:
*الديكتاتورية لا تبدأ من الديكتاتور، وانما من المجتمع الذي يسمح لنفسه بأن لا يريد، بأن لا يختار، بأن يكون عبد غيره وقد خلقه الله حراً، ولا يمارس أفضل وأحسن وأعلى وأهم نعمة أنعمها الله عليه وهي نعمة الإرادة ونعمة الحرية.
*كل مآسينا تعود - بالتالي - الى حالة الديكتاتورية الحاكمة علينا، والتي تعيث فينا فساداً وظلماً. الديكتاتورية الشاملة لكل أبعادنا؛ سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الخلقية. هذه الديكتاتورية المتعمقة حتى نخاعنا في كل من ابعاد وجودنا وكياننا، هي بالتالي المسؤولة عما نعيشه من ظلم وقهر وفقر وتخلف.