تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | خبر: وصمة المجتمع تزيد الانتحار في العراق | خبر: أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يلتقون كارني ويعرب عن تفاؤله بإصلاح العلاقات مع كندا | خبر: قاضٍ فدرالي يجمّد قرار ترامب بمنع تسجيل الطلاب الأجانب في هارفارد | خبر: طالبان تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية | خبر: رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا | خبر: إدارة ترامب توقف برنامج قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد.. بهذه الذرائع | خبر: خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟ | خبر: لطلاب الجامعات.. 10 دول بالعالم تسمح بالدراسة والعمل معًا | خبر: نساء أكثر تعليماً... هل تتبدّل قواعد الزواج؟ | خبر: مصر: موجة تجديدات وحبس بلا تحقيقات لصحافيين وسياسيين | خبر: رامافوزا يواجه ترامب ويرد على مزاعم الإبادة بجنوب أفريقيا | خبر: مصر: تحالف انتخابي لأهل المال والسلطة والنجومية | خبر: الغارديان: دول الخليج فشلت في إقناع ترامب بإيقاف حرب إبادة غزة | خبر: كم تبلغ ثروة الكنيسة الكاثوليكية ومن أين تأتي؟ | خبر: الكاتب المصري بلال فضل يرصد جريمة الاختفاء القسري في فيلم إفراج |
الحرب التي لم تكتمل: الديمقراطية في العراق!

د. شاكر النابلسي Ýí 2010-12-30


ظننا  - كما ظن غيرنا – أن الديمقراطية في العراق بعد 2003، ستكون تحصيل حاصل. وأن الحكم الدكتاتوري السابق ما أن ينهار، حتى تشرق على بغداد شمس الحرية والديمقراطية، التي كانت حلمنا وحلم الأجيال السابقة، ليس في العراق وحده، ولكن في كل أنحاء العالم العربي، وفي أوقات وعصور مختلفة.

كان العهد الدكتاتوري قد ألقى في روع العراقيين الخوف من الديمقراطية. وأن الأمن والأمان يتوفران في العهد الدكتاتوري. وهو الكفيل والقادر وحده ع&aacعلى تأمين وتثبيت الأمن والأمان. وأن المواطن العراقي لا ينقصه ناقص في حياته غير الأمن والأمان. فبلاده غنية بمياهها، خصبة بأراضيها، ثرية ببترولها، عزيزة بتاريخها، زاخرة بثقافتها، فخورة بحضارتها. فإذا ما ضمنت الأمن والأمان، فقد ضمنت بذلك كل شيء. وللأسف الشديد، فقط اكتشف العراقيون بعد سبع سنوات من انقضاء 2003، أن ما كان يقوله العهد الدكتاتوري، كان صحيحاً،ً وصادقاً، وواقعياً. والدليل، أن العراق ما أن فقد الأمن والأمان في ربوعه، وعمَّت الفوضى، وانتشر الفساد المالي والإداري، وحلّت (المحاصصة) في معظم مرافق الحياة العراقية محلَّ المواطنة والوطنية، وأصبح العراقي بطائفته ومذهبه الديني، وليس بعراقيته، ووطنيته، وإخلاصه لهذا الوطن. ولا مجال له للعيش في العراق، وممارسة عراقيته ما لم يكن (مُحاصِص) له "حصة" في أحدهم، أو (محاصَص) أي لأحدهم "حصة" فيه. وهكذا أصبح كل عراقي إما (مُحاصِص) أو (مُحاصَص). ولم يعد كل عراقي إما (مواطناً) وإما وطنياً.

-2-

المفكر السياسي العراقي، والمعارض الصخري الصلب سمير الخليل (كنعان مكيّة) صاحب الكتاب الشهير (جمهورية الخوف)، كتب عام 1991 كتيباً صغيراً، على إثر حرب الخليج الثانية 1991 (الحرب لم تكتمل: الديمقراطية في العراق، ومسؤولية التحالف). وكان هذا الكتاب الصغير في حجمه، الكبير في أثره، ورؤاه، استكمالاً لكتابه السابق (جمهورية الخوف)، الذي حلل فيه مكيّة مظاهر الخوف في جمهورية الدكتاتور السابق. واعتُبر هذا الكتاب، الفصل الذي لم يكتمل بعد – وهو لم يكتمل حتى الآن -  من فصول (جمهورية الخوف) باعتبار أن الخوف – كما قلنا في البداية – كان لُحمة وسَدى الجمهورية الصدامية الديكتاتورية. فلم يكن يجبر العراقي على التبول في سرواله قبل 2003 ، غير ذكر السلطة، أو التفكير فيها، أو رؤية صورتها، وسماع رنينها.

ورغم شجاعة مكية في كتابيه السابقين – وهي شجاعة يُحسد عليها – إلا أن ما يُحسب له في قائمة حسناته، كمفكر ليبرالي ومعارض نظيف، هو شجاعته في دحض الخرافة لدى الآخرين من المفكرين العرب الأقوياء كإدوارد سعيد. ففي هذا الكتاب (الحرب التي لم تكتمل..) لا يتردد مكيّة من تقريع سعيد على ترديده أن "مصائب العرب هي نتيجة لمؤامرات الغرب، لتحقير العرب والإسلام". وأن أزمة الخليج 1991، كانت أزمة عربية ثقافية. هذا في الوقت الذي كان فيه 99% من "المفكرين" العرب يميناً، ويساراً، ووسطاً، ومن ورائهم قراءهم مصدقين لما يقوله سعيد، ويصفقون لمقولات أستاذ النقد الأدبي في جامعة كولومبيا الشهيرة والعريقة، وينفخون صدورهم كالطواويس، ويمشون كالزرافات، وهم يشعرون أن جباههم قد لامست السُحب، اعتزازاً بما يقوله سعيد عن الغرب، وخاصة في كتابه (الاستشراق). فكما أن (عند جُهينة الخبر اليقين)، فكذلك (عند سعيد اليقين الأكيد) في ظن هؤلاء. وتلك هي الأزمة الثقافية الحقيقية، التي عاشها، وما زال يعيشها العرب، من قبلُ ومن بعدُ.

-3-

سمير الخليل (كنعان مكيّة) المهندس المعماري، ورئيس قسم الشرق الأوسط في جامعة (براندايس) الأمريكية، والحامل للجنسية الأمريكية، والمتنعِّم بنعيمها، ونعيم العمل الأكاديمي المستقر، كان في غنى كبير، عن كل (وجع الرأس)، الذي أصابه من جراء كتابه الأول (جمهورية الخوف) والكتاب الثاني (الحرب التي لم تكتمل.. ). وكان يمكن أن يفعل ما فعله آلاف المثقفين العرب في أوروبا وأمريكا. فيدسَّ رأسه في الرمال، و(يطنِّش). ولكن مكيّة، اختار طريق الأشواك، وهو المعارض الصخري الذي التقيتُ به مرة واحدة، ولساعات محدودة، فحُفِرَ في ذاكرتي كنقش الصغر في الحجر. فلم أنساه، وما زلت أتذكر ملامح وجهه الصارمة، صرامة الحديد في معماره، واسترجعُ صدى كلماته، التي رددها كثيراً في كتابه (الحرب التي لم تكتمل..) وهي:

"لم أعد أحتمل الرائحة الفاسدة(نكبات العرب من مؤامرات الغرب)، التي انتشرت. لذا، آثرت الانفصال عمن لا يهمهم أن يمضوا في الضحك على أنفسهم."

وقوله كذلك:

"على كل من يهتم بمستقبل هذه البقعة (العالم العربي) أن يحسَّ بالمسؤولية تجاه ذلك. فصدام حسين لم يسقط علينا من المريخ. إنه كابوس من صنع العالم العربي ذاته."

وهذان تقرير، واعتراف نادران، في الثقافة والسياسة العربيتين.

-4-

في كتابه (الحرب التي لم تكتمل..) لا يهمُّ كنعان مكيّة أن يُطلقَ عليه (الخائن)، و (العميل)، و (الجاسوس)، و (الخسيس)، في بحثه الدائم عن الحقيقة، وإعلانه لهذه الحقيقة.

كقوله:

العراق بلد يتسم بالتطرف في الخيال، وغالباً ما يختبئ تطرف محتمل في طيّات تطرف جامح ظاهر."

وهذه الصورة للعراق هي الصورة القريبة من الصورة التي رسمها الملك فيصل الأول (1883-1933) (أول حكام العراق المعاصر وأعقلهم، كما يصفه مكيّة) والتي يقول فيها، كما ذكرها عالم الاجتماع الفلسطيني/العراقي حنا بطاطو في كتابه المهم("الطبقات الاجتماعية القديمة والحركة الثورية في العراق"، ص 25-26): "لم يوجد بعد شعب عراقي. هناك كتل بشرية هائلة ليس لديها أية فكرة وطنية، ومتشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينها جامعة، سمّاعة للسوء، ميّالة للفوضى."

-5-

وبألم شديد، وحسرة موجعة، يقول مكيّة أن نسبة التعليم في العراق اليوم، واحدة من أعلى النسب في العالم الثالث. ومواطنوه ليسوا مجموعات قبلية، تنخر فيها الأمراض، ويفتك بها الفقر، وليسوا عبيداً للإقطاع كما كانوا في عهد فيصل الأول. ومن المعلوم أن الثروة البترولية حسّنت كثيراً من أحوال العراق، ورفعت مستوى الفرد العراقي. ولكن رغم هذا كله، فالعراق اليوم، وبعد سبعين عاماً من عهد فيصل الأول، يعاني من أزمات كثيرة، بعضها يلوح – كالطائفية والمحاصصة التي أصبحت من أمراض العالم الثالث – وكأنه مرض مزمن، لا خلاص منه.

فما سبب ذلك؟

(وللموضوع صلة).

 

اجمالي القراءات 11029

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,796,789
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة