في زمن فرعون الكافر

رمضان عبد الرحمن Ýí 2009-08-12


 
في زمن فرعون الكافر
 
هل تستحق مصر من أبناءها أن تكون في هذه الصورة؟!.. حين تختلف فئة مع أخرى سواء أكان هذا الخلاف ديني أو فكري أو سياسي، دائماً يأتي التخوين بين هذا وذاك على أن هذه الفئة من المجتمع تتقاضى أموال من خارج البلاد وللأسف الشديد أن هذا أسلوب الكثيرين من المثقفين الذين لا يمتلكون أسلوب الحوار، أو تفنيد الأمور في نصابها الحقيقي مما يجعل أي شخص أو منظمة حقوقية يذكر اسمها على أنها تتقاضى أموال من الخارج حتى تبدأ الاتهامات بالعمالة والتخوين، وهذا خطأ وخاصة في عصرنا الراهن الذي أصبح فيه كل شيء على المكشوف بسبب ثورة المعلومات التي من خلالها يمكن التحري عن أي فرد أو منظمة يأتون بأموال غير مشروعة إلى الدولة، هذا أمر سهل، ولا يصعب على أحد معرفته، وهل المنح والمساعدات التي تأتي الدولة هذا يعني بالضرورة أن الدولة متهمة بالخيانة؟!..
 
هذا هو مستوى الذين يختلفون في مصر على أي شيء يلجئون لهذا النمط من الحوار، وكما يقال في المثل الشعبي (العيار اللي ما يصيب يدوش)، هذا خطأ فادح، ويؤثر على المجتمع على المدى البعيد والقريب بانعدام الثقة بين أبناء الدولة طالما أن كل فئة ترى الأخرى أنها مشبوهة، وأن ذلك العمى عن الحقيقة والذي من المفترض إظهاره من جانب المثقفين إلى الشعب وحتى يتبين من هم الخونة والعملاء الحقيقيون الذين جعلوا مصر تستحق المساعدات والمنح وعلى أيديهم تستحق مصر العطف، أي كل من يقوم بتهريب أموال الشعب المصري خارج البلاد هو الخائن والعميل وعلى المثقفين الذين يختلفون على أتفه الأسباب أن ينتبهوا إلى هذا الجانب قبل أن ينفذ اقتصاد الدولة وبعد ذلك يعيش الشعب على الصدقة، إذا وجد من يتصدق عليه.
 
وأذكر هنا كل مصري أن فرعون الكافر في عهده لم يخرج درهم خارج مصر بل حولها إلى جنة بغض النظر عن كفر فرعون، فهو لم يضر إلا نفسه ولكنه كان يمتلك رؤية تجاه مصر أن تظل في القمة وبشهادة علماء الآثار الأجانب والمصريين لم تستطيع أي دولة في العالم بأسره أن تجاري مصر في التقدم أو حتى تقلدها في الماضي، وكفانا اختلافات واتهامات لن تعود على المجتمع بالنفع وأن الذي ينفع المجتمع هو أن نذكر الجميع كيف كانت مصر في الماضي وكيف أصبحنا في الحاضر فيا ليت يخرج أحد من مصر تكون له رؤية حقيقية تجاه مصر بغض النظر عن ديانته المهم أن يكون على قدر من المسؤولية تجاه مصر ليبث الأمل من جديد بمعنى أن يحاسب نفسه في كل شيء حتى يستطيع أن يحاسب غيره إذا أخطأ، وما أكثر المخطئين في حق الشعب المصري فمن المستحيل أن يؤدي أي مسؤول كبير كان أو صغير دوره الطبيعي في الدولة إلا إذا حاسب نفسه حتى لا يكون سبب في ظلم وإهدار حقوق الآخرين من أبناء وطنه فماذا لو سعى لينال شرف الذين يعملون الصالحات أي العمل النافع إلى المجتمع أفضل من أن يؤثر نفسه من أجل المال أو السلطة التي لا تدوم بل من الممكن أن يكون هذا المال أو السلطة أن تؤدي بصاحبها إلى جهنم إذا اغتر بهما.
 
رمضان عبد الرحمن علي
اجمالي القراءات 10055

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,393,893
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن