تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة | خبر: آبي أحمد يعلن اكتمال سد النهضة ويدعو مصر والسودان للمشاركة بحفل الافتتاح قريبا | خبر: ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75% |
رزق الهبُل على المجانين!

د. شاكر النابلسي Ýí 2009-04-29


-1-
نعم، رزق الهبُل على المجانين..
هذا ما كانت تردده جدتي، عندما تسمع بحالة نصب واحتيال. لقد كانت أهم مظاهر الأصولية، بروز مجموعة من الشباب المصريين، الذين قرأوا عدداً قليلاً من الكتب السلفية الدينية، وأصبحوا دعاة دينيين، ثم أصبحوا من أصحاب الملايين (قالت مجلة "فوربس" أن أحدهم بلغ دخله السنوي حوالي اثنين ونصف مليون دولار، ويتقاضي حوالي 40 ألف دولار في دول الخليج مقابل إحياء ليلة دينية دعوي&ute;وية، وهو ضعف أجر الراقصة أو المغنية الشهيرة) ونجوماً تتخاطفهم الفضائيات، وهم لم يدرسوا الفقه الإسلامي، ولا الشريعة الإسلامية، ولم يتخرّجوا من المعاهد الدينية المتخصصة كالأزهر وغيره. ولا تعترف بهم (الفيفا) الأزهرية، كما قال الشيخ خالد الجندي. وهذه في الواقع علامة من علامات الانحطاط الثقافي، التي تجتاح الأمة العربية منذ فجر الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى الآن.
وأما المظهر الثاني والدال على عصر الانحطاط الشديد، فهو الفترة الممتدة من مطلع القرن الحادي والعشرين إلى يومنا هذا، والتي شهدت صدور أكبر عدد من الفتاوى الدينية، إلى درجة أن الأزهر أنشأ خطاً تلفونياً ساخناً لتقديم الفتاوى، وقامت مؤسسة "إسلام اليوم"، بإنشاء قناة فضائية متخصصة للفتاوى برئاسة الشيخ السلفي السعودي سلمان العودة.
 
-2-
وظاهرة ازدياد عدد الشيوخ الذين يفتون ممن يفقهون، وممن لا يفقهون، وزيادة عدد السائلين من طالبي الإفتاء على هذا النحو الكبير، دليل واضح جداً على عصر الانحطاط الثقافي، الذي نعيشه هذه الأيام، وذلك للأسباب التالية:
1-  زيادة نفوذ الأصولية الدينية، صاحبة الحق الوحيدة في الإفتاء، وتصدُّرها للإجابة على كل ما يعتري الإنسان العربي من مشاكل اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وثقافية، ودينية. وهو ما يشير إلى تزايد نفوذ رجال الدين في المجتمعات والدول. ومن هنا، حرص كمال أتاتورك على تخليص المجتمع، والدولة التركية، من سيطرة رجال الدين في مشروعه الكبير لبناء الدولة العصرية. واعتبر أن إنهاء سيطرة رجال الدين على الدولة، هي أولى الخطوات المهمة، لبناء الدولة العصرية. لذا، قام بإلغاء منصب "شيخ الإسلام"، وإغلاق المدارس الدينية، وإلغاء وزارة الأوقاف، التي كانت تكية كبرى من تكايا رجال الدين، ومنع المظاهر الدينية في الشوارع والمدارس، وخاصة الطرق الصوفية ودراويشها.
2-  أصبحت الأصولية الدينية في العالم العربي، هي المصدر الوحيد للمعرفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية. وتغلّب الفقهاء على العَلْماء والخبراء. وهذا يذكرنا بما كان عليه الحال في القرون الوسطى بالنسبة لرجال الدين المسيحي. ففي العصور الوسطى، كان الفاتيكان يملك - اعتماداً على حق الوصاية الدينية - كامل الأراضي التي تشغلها الدول التي تدين بالمذهب الكاثوليكي، وهو ما يعني معظم القارة الأوروبية. ولم يقتصر احتكار الفاتيكان على مُلكية الأرض، بل ادّعى امتلاكه لمملكة السماء. وأخذ يبيع أراضي في الجنة، للملوك، والأباطرة، وكل من يدفع المال، تحت مُسمى صكوك الغفران .
وكان الملوك يستمدون شرعيتهم في الحكم من التفويض الإلهي. وكان بابا الفاتيكان هو الذي يتوّج الملوك. وامتدت سيطرة رجال الدين، لتشمل كل نواحي الحياة، مما تسبب في إعاقة التطور كل مناحي الحياة. وهذا ما حاول رجال الأزهر عمله، برئاسة شيخ الأزهر، في الثلاثينيات، الشيخ المراغي، حين طلبوا تتويج الملك فاروق في الجامع الأزهر، بدلاً من مجلس الأمة، إلا أن النحاس باشا العَلْماني رفض ذلك، وأصرَّ على تتويج الملك فاروق في مجلس الأمة.
3-  إن زيادة أعداد السائلين، من طالبي الفتاوى الدينية، ينمُّ بما لا يدع مجالاً للشك، عن انحطاط مستوى وعي العربي العام بشؤون حياته. ويدلُّ على أن غالبية العرب، لا تستطيع أن تسلك طريق الحياة إلا بقيادة وإرشاد رجل الدين الذي نصّب نفسه وسيطاً بين الله وعباده. وكأن المواطن العربي السائل للفتوى، أصبح كالأعمى، لا يقوده إلا بصير ديني. وبذا، أعاد العرب إلى رجال الدين أهميتهم القصوى، التي كانت لديهم في المسيحية، قبل عصر التنوير الأوروبي، وفصل الكنيسة عن الدولة.
 ففي موقع ديني واحد فقط على الانترنت، نقرأ الأخبار التالية:
-      الأزهر يحوِّل فتوى "توريث جمال مبارك" الحكم، لأعلى هيئة فقهية.
-      عالم سعودي يكفِّر الداعية عمرو خالد، لأنه أنكر تكفير إبليس.
-      عالم سعودي يعلن تراجعه عن تكفير عمرو خالد.
-      فتاوى سعودية، تعتبر مسابقات ملكات جمال الإبل (مزايين الإبل) من المنكرات.
-      جمال البنا ( ليس شيخاً أزهرياً)، يُفتي بتحليل القبلات بين الشباب والفتيات، ثم يتراجع عن فتواه.
-      مفتي سوريا – أحمد الحسون – يفتي بوجوب المشاركة بالقمة العربية، كفرض عين، ومن يتخلف فهو آثم.
-      وزير مصري يطلب فتوى بتحريم إطعام الطيور بالخبز المدعوم.
-      قاريء يسأل: هل يحلُّ لي إيقاظ زوجتي من نومها لنكاحها؟
-      قارئة تسأل: هل مصُّ عضو الرجل الذكري حلال أم حرام؟
 
-3-
وتمتد القائمة إلى ما لا نهاية. والمفيد من هذه القائمة:
1-  أن الفتاوى الدينية تراوحت ما بين السياسي والاجتماعي والجنسي، وهناك طلب فتاوى أخرى لم نذكرها في الجانب الاقتصادي، والفلكي، والتاريخي. وفي رمضان يكثر طلب الفتاوى وخاصة حول السلوكيات الجنسية، وحول حكم الشرع في أكل القطايف والمهلبية والسحلب، بدل التمر المبارك.. الخ. وهو دليل كبير على شلل العقل العربي، وعدم قدرة الإنسان العربي على سبر أغوار الحياة ومسالكها، دون قيادة وإرشاد من رجل الدين.
2-  أن سلطة رجال الدين المتعاظمة في كافة المجالات التي نراها الآن، ليست متأتية من قوة ثقافة ومعرفة رجال الدين، بقدر ما هي متأتية من ضعف وهشاشة وجهل الشخصية العربية ( يوجد مائة مليون أمي في العالم العربي) التي كبُرت سناً وصغُرت عقلاً، ولم تعد تقوى على اتخاذ قرار صغير، في حياتها، دون الحصول على الضوء الأخضر من رجال الدين. وهو ما يذكرنا بحال الأوروبيين في القرن السادس والسابع عشر للميلاد. كما ينطبق عليه صدق القول، بأن العرب في القرن الحادي والعشرين لا يزالون يعيشون في القرون الوسطى. مظاهر وأجسام القرن الحادي والعشرين، وعقليات القرون الوسطى.
 
السلام عليكم.
اجمالي القراءات 13004

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   محمود عودة     في   الخميس ٣٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37946]

قارئة تسأل: هل ...... عضو الرجل الذكري حلال أم حرام؟

آسف مقدما لكل الإخوة لأن عنوان التعليق خادش للحياء ومخالف لشروط النشر ولكنها عبارة وردت حرفيا في نص المقالة .

هل هذا هو الخلق الرفيع الذي يتمتع به اصدقاء أهل القرآن ؟

وهل هذه العبارة مقبولة ولا تخرق شروط النشر ؟

برأيي هذا إسفاف وهبوط في مستوى الخطاب الأدبي الانساني ويمكن للكاتب أن يعبر عن نفس المعنى بلغة مؤدبة غير خادشة للحياء.


2   تعليق بواسطة   خالد عزالدين     في   السبت ٠٢ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38081]

أخي محمود عودة ... معك الحق

وأييدك في اعتراضك على الألفاظ القذرة التي تقيأها علينا كاتب ''المقال''.

ونرفع شكوانا للدكتور أحمد ليتخذ ما يناسب للمحافظة على مستوى الحوار في الموقع.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,891,787
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة