الحقائق بالوثائق...!:
3 - كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟.

عبدالفتاح عساكر Ýí 2008-09-29


ابن عساكر المعصر : يقدم :
المقال الثانى : عن كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟. من : (24) مقالة للأستاذ أحمدالسكرى .
الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.
نشرت على مدى ما يقرب من : 6 شهور
فى الفترة من : 12/11/1947م – وحتى 7/5/1948م .


ونُشرت تحت عنوان ثابت فى جميع المقالات هو :
كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟.
ونرى من الضرورى لمن يقرأ مقالات الأستاذ أحمد السكرى أن يعرف :
الوزارات فى عهد الملك فاروق الاول
من سنة توليه الحكم : 1936م إلى التنازل عن الع&Ntildacute;رش عام : 1952م .
وهي أخطر السنوات فى نشاط الإخوان...؟. الإرهابى ...؟.!. (1) - وزارة مصطفى النحاس باشا من 9/5/1936 الى 31/7/1937م . (2) - وزارة مصطفى النحاس باشا من 1/8/1937 الى 30/12/ 1937 م. (3) - وزارة محمد محمود باشا من 30/12/1937 الى 27/4/1938م .
(4) – وزارة محمد محمود باشا من 27/4/1938 الى 24/6/1938 م . (5) - وزارة محمد محمود باشا من 24/6/1938 الى 18/8/1939 م .
(6) – وزارة على ماهر باشا من 18/8/1939 الى 27/6/1940 م .
(7) - وزارة حسن صبرى باشا من 27/6/1940 الى 14/11/1940م. (8) - وزارة حسين سرى باشا من 15/11/1940 الى 31/7/1941م . (9) - وزارة حسين سرى باشا من 31/7/1941 الى 4/2/1942 م. (10) - وزارة مصطفى النحاس باشا- من 4/2/1942 الى 26/5/1942 م .
(11) – وزارة مصطفى النحاس باشا من26/5/1942 الى 8/10/1944 م. (12) - وزارة أحمد ماهر باشا- من 8/10/1944 الى 15/1/1945م. (13) - وزارة أحمد ماهر باشا- من 15/1/1945 الى 24/2/1945م . (14) - وزارة السيد/ محمود فهمى النقراشى- من 24/2/1945 الى 15/2/1946م. (15) - وزارة اسماعيل صدقى باشا- من 12/2/1946 الى 9/12/1946م. (16) - وزارة السيد/ محمود فهمى النقراشى-من 9/12/1946 الى 28/12/1948م. (17) - وزارة ابراهيم عبد الهادى باشا-من 28/12/1948 الى 25/7/1949م. (18) - وزارة حسين سرى باشا- من 3/11/1949 الى 12/1/1950 م. (19) - وزارة مصطفى النحاس باشا -من 12/1/1950 الى 27/1/1950 م. (20) - وزارة على ماهر باشا- من 27/1/1950 الى 1/3/1952م. (21) - وزارة السيد/ أحمد نجيب الهلالى-من 1/3/1952 الى 2/7/1952م. (22) - وزارة حسين سرى باشا - من 2/7/1952 الى 22/7/1952 م. (23) - وزارة السيد/ أحمد نجيب الهلالى-من 22/7/1952 الى 24/7/1952 م.
=============================================
مقدمة لإبن عساكر المعاصر لابد منها :
فى صيف عام 1984م قررت أن أتقابل مع كاتب هذه السلسة من المقالات وذلك بعد أن علمت انه حى يرزق ، للتحقق من صحة مافيها من كاتبها ، وتوجهت إلى بلده ( المحمودية التابعة لمحافظة البحيرة على بعد مايقرب من 180كيلو متر من منزلى بالقناطر) . ووصلت واستقبلنى الحارس لأن الأستاذ بالقاهرة ، والمهم أننى حصلت على رقم تليفون إقامته بالقاهرة ، وعُدت بسلا مة الله . واتصلت بالأستاذ أحمد السكرى ، وأبلغته بم حدث وقدمت له نفسى ومقر عملى مسؤلا عن النشاط الثقافى بشركة المقاولون العرب ، وأرغب فى مقابلته ، فرحب وقال نتقابل غدا فى قهوة المالية بميدان لاظوغلى بمدينة القاهرة .
فذهبت قبل الموعد ووجدت القهوة مُغلقة لأنها بيعت إلى تاجر سيارات .!.
وانتظرت وبعد فترة رأيت السيارة قادمة وبجوار السائق يجلس الأستاذ أحمد السكرى ، ووقفت السيارة أمام القهوة وتقدمت إليه وبعد السلام طلبت منه أن يركب معى سيارتى ويسير سائقه خلفنا ، وتم ذلك فعلا وتوجهت إلى نادى تجديف المقاولون العرب بالقرب من منزل الرئيس السادات .
وبدأت الحديث معه بالسؤال الآتى : لقد حصلت على كل ما كتبت فى أعوام 1946، 1947، 1948م فى قضية خلافك مع الشيخ حسن البنا وأريد أن أثتوثق من صحتة ما كتبت خاصة وأن به معلومات خطيرة . خطيرة . خطيرة ...؟.! .فقال لى على الفور :
هذا هو الحق الذى أرجو أن ألقى الله به ...!.
واستمر الحوار أكثر من ساعتين ن ورأيت الرجل فتح لى قلبه وقص علي حقائق خطيرة عن ...؟.!
فقاطعته وقلت له عفوا شيخنا ألم تظن أنى على اتصال بأمن الدولة ...؟.!
فرد بسرعة وقال : مثلك لا يكون عميلا لأحد ...! .

المقال الثانى :
نشر بجريدة صوت الأمة السنة الثانية – العدد 408-
بتاريخ: 16/11/1947م .
عناوين المقال بالصفحة الأولى بالبنط الكبير:
هذا فيما مضى ... أما الآن ...!.؟.
2 - كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟. هكذا حاولت الجاسوسية الإنجليزية أن ترشو الإخوان المسلمين.
بعشرين ألف جنيه * تفصيلات تشيب لها النواصى .
للأستاذ أحمد السكرى .
الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.


ذكرنا فى مقالنا السابق كيف نشأت دعوة الإخوان ، وكيف أخذت فى القوة والإزدهار ، كما أشرنا إلى بعض فقرات وردت فى خطاب الأستاذ حسن البنا فى المؤتمر المنعقد سنة 1938م بسراى آل لطف الله والذى حدد فيه خصائص الدعوة .
"" البعد عن هيمنة الكبراء والعظماء حتى لا يحول أحد منهم أن يستغلها أو يوجهها إلى غيرغايتها الأولى"" .
ثم وعده للإخوان إذا ما وصل عددهم إلى ثلثمائة كتيبة .. أن يخوض بهم البحار ، ويغزوا كل عنيد جبار.. !!.
وتركنا القارئ يقف قليلا عند هذه الجمل الحماسية البراقة التى كان يلقيها الشيخ حسن على الناس ويسأل نفسه : هل بر القائد بوعده ، وهل وفىَ المرشد بعهده ، وقد واتتنا الفرص سانحة ، فتجمع لدينا سنة 1945م حين وضعت الحرب أوزارها أكثر من الف وخمسمائة شعبة تضم أكثر من ألف كتيبة – وليس ثلثمائة فقط كما كان يريد – وكنا قد أبرمنا موثقا مع إخواننا رؤساء المناطق والشعب سنة 1941م أنه بمجرد انتهاء الحرب نتقدم إلى السراى الملكية مطالبين بتحقيق الأهداف الإسلامية ، والعمل على تحرير الوطن من نير الإحتلال ، ومع ذلك فقد انتهت الحرب ، وكنا فى عنفوان القوة ، والححنا على الأستاذ أن ننفذ ما اتفقنا عليه ، فلم نجد منه سميعا ولا مجيبا ، ولم نحقق هدفا واحدا من أهدافنا الإسلامية ، ولم نصل إلى نيل حق واحد من حقوقنا الوطنية ، بل إن الدعوة التى حرصنا على ألا لايستغلها أحد من الكبراء والعظماء ، أصبحت بسبب تصرفات الأستاذ البنا خاضعة تمام الخضوع لهم كما سنبين ذلك فى حينه إن شاء الله ...
فى أعقاب الحرب .
اعلنت الحرب سنة 1939 وأخذ الإنجليز يعدون عدتهم فى الأراضى المصرية ، فاحتلوا المنشآت وأنشأوا المعسكرات والمطارات ، واستولوا على طرق المواصلات ، ووضعو أيديهم على كل كبيرة وصغيرة فى البلاد ، ثم أنشأوا فى القاهرة إدارة كبرى (للإستخبارات) جندوا لها رجالا منهم ذوى دراية تامة بأحوال البلاد العربية ، واختاروهم من الفنيين والعسكريين والمستشرقين ، وبعضهم اشتغل بالتدريس بالجامعة المصرية ، وعينوا على رأس هذه الإدارة الجنرال كلايتون ، وتتصل هذه الإدارة رأسا – كما هو معلوم – بوزارة الخارجية البريطانية ، كما تتصل فى كثير من مهامها بالقيادة العليا والسفارة الإنجليزية ، ولقد شاهد سكان وادى النيل والأقطار العربية أثر نشاط هذه الإدارة –التى لم تقتصر فى حدود مهمتها على الجاسوسية إنما تناولت فروعها مختلف أنواع الدعاية – فكانت الرسائل والمؤلفات والنشرات تترى كالسيل المنهمر فى كل مدينة وقرية كما كانت الإعلانات والخرائط تملأ الحيطان والجدران فضلا عن الصور المختلفة التى كانت تعرض على الشاشة البيضلء فى جميع دور السينما كما كانت تغمر الصحف والمجلات عربية كانت أو إفرنجية كما يذكر الجميع كيف تطورت فكرة الدعاية الخبيثة إلى تكوين هذه الأوكار بإسم (إخوان الحرية ) وانخدع بها الكثير من الناس .
هذا فضلا عن تجنيد عدد من الشبان وإغرائهم بالمال ومختلف الوسائل ، وبثهم فى الهيئات والجماعات والأحزاب ليكوا عيونا لهم " جستابو"
منظم يدلى إليهم بأخبارها وكم لفق هؤلاء من تهم وظلموا من أبرياء ..!.
ولم يقتصر نشاط هذه الإدارة على هذه النواحى فحسب ، بل جعلوا يتوددون إلى رجال هذه الهيئات والأحزاب يحاولون شراءهم بالأصفر الرنان واجتزابهم فى جانب الديمقراطية و الديمقراطيات .
الإنجليز يتصلون بالإخوان .
وفى يوم 25 أغسطس 1940 حضر الجنرال كلايتون وبصحبته المستشرق المستر "هيوث دن - وقابلا الأستاذ حسن البنا فى دار الجمعية القديمة ( دار الجريدة الآن ) وأخذا يتحدثان معه عن دعوة الإخوان الذين عرفوا بعدائهم للإستعمار البريطانى ، وقاموا بحركات سجلها لهم التاريخ فى قضية فلسطين وساهموا مساهمة فعلية فى هذه القضية منذ أن قامت ثورتها الخالدة سنة 1935م ، فأحالهم الأستاذ البنا فى الحال على أحمد السكرى بصفته وكيلا عاما للجماعة ومختصا بشؤون الدعوة العامة وسياستها العليا فى ذلك الوقت ، وفعلا اتصلوا بى وطلبوا إلي أن يزورونى فى منزلى – الكائن وقتذاك بشارع نوبار – وحضروا ومعهم آخرون وأخذوا يسألوننى عن الغرض من إنشاء الجماعة ، وعن شعبها ، وأهدافها ، والسر فى مهاجمتها للإنجليز ، فأخذت أحدثهم – بما يسمح به المقام وما يوجبه الحرص
البقية على الصفحة الخامسة :
=================
صـ 5 .
بقية المشور على الصفحة الأولى :
والحذر – عن الجماعة وأهدافها ، وكيف قامت لنشر مبادئ الإسلام وبث تعاليمه القويمة وتربية الشعب تربية إسلامية خالصة كوسيلة لإعادة مجدنا التليد، فى ظلال الإسلام الوارفة ، وصارحتهم بأسباب عدائنا للإنكليزالذين استولو على يلادنا بغير حق ، والذين ساموها العذاب الأليم فى ظل إستعمارهم البغيض ، وتدخلوا فى جميع نواحى الحياة فيها ليفسدوها ويجعلوها مطية لهم ، فأفسدوا برامج التعليم ليخرجو جيلا متخنثا ينسى دينه ووطنه ، وأشاعوا الإنحلال والإستهتار فى المجتمع المصرى ، واضطرونا بالحكم بغير شريعتنا ، واستغلوا خيرات بلادنا ، فشاع الجهل والفقر والمرض ، وفرقوا بين أبناء البلاد ، واصطنعوا لهم أذنابا ومطايا . يلهبون بسياطهم ظهور الوطنيين ، فضلا عن استعماره لبلاد العروبة وتنكرهم لمبادئ العدالة وغدرهم ونقضهم العهود والمواثيق الخ .
لهاذا نحن نعادى الإنجليز ، وسنعمل جاهدين على تحرير بلادنا العزيزة منهم وممن على شاكلتهم من المستعمرين .
وكنت أحسب أن هذه الزيارة وما صارحتهم به فيها كافية لفهمهم مقاصدنا وأهدافنا ، ولكن رأيتهم يترددون بعد ذلك ومعهم غيرهم أذكر منهم الميجر جودوين والجنرال سميث وغيرهم ، يستطلعون رأيى فى الحرب الحاضرة ، ويناقشوننى فى الديمقراطية والدكتاتورية ، وموقف الإسلام منهما إلى غير ذلك من تلك الأحاديث العامة ، وكنت أُطلع الأستاذ البنا على كل ذلك كلمه كلمة .
حتى إذا كان يوم 14 نوفمبر 1940 م ، طلبوا إلي تليفونيا أن أنتظرهم فى تمام الساعة الرابعة بعد الظهر فى منزلى .
وفى الموعد المضروب حضروا وكنت وحيدا فى المنزل ، فإذا بهم يقولون : (( إنهم معجبون بهذه الدعوة كما أنهم معجبون بصراحتى معهم ، غير أنهم يودون أن يعرفوا شيئا عن مالية الجماعة ، وعن مواردها . ! . )) .
فأجبتهم جوابا صريحا حاسما : (( إن جيوب الإخوان المسلمين ملك لدعوتهم العزيزة .)) . . وإن ماليتهم تقوم على ما يبذله رجالها المؤمنون دون حاجة لأي جهة أخرى ، وهذا سر قوتهم التى عاشو بها طوال السنين ..)) .
فحك أحدهم وراء أذنه ، وقال (( إن هذه الدعوة الناشئة يجب أن تقوى بالمال لتستطيع أن تؤدى رسالتها على أوسع مدى .. )) .
قلت – ماذا تعنى بقولك .!.؟.؟.
قال – إنى أصارحك أن الإسلام دين ديمقراطى ، وهو متفق معنا فى مناهضته للدكتاتورية والإستبداد ، لهاذا رأينا أن نمد لكم يد المعونة باسم الديمقراطية ، وها نحن نقدم لكم الآن مبلغ عشرين ألف جنيه كدفعة أولى من هذه المعونة ، هذا فضلا عن سيارة نهديها لك أنت شخصيا بمناسبة العيد (عيد الأضحى ) .
فتمالكت أعصابى وقلت لهم :
(( أما عن هديتكم لى بمناسبة العيد فإنى أعتذر عن عدم قبولها مع الشكر فقد تعودت أن أسير على قدمي ما استطعت ولست فى حاجة إلى سياراتكم أما عن مبلغ العشرين ألفا من الحنيهات فأرجو الإفصاح عن تقديمه إلي .؟.!.)) .
قال المستر هيورث – فى الواقع اننا لا نبغى بذلك أن تنقلبوا أصدقاء ، لأن ((الخيط الأبيض إذا انقلب إلى أسود فى الحال يلفت النظر .)) . - وهذا تعبيره بالحرف الواحد – غير أن لكم حوالي (450) أو (500) شعبة فى مختلف البلاد ، والألمان [بقية المنشورعلى الصفحة الأولى ]
والطليان فى طريقهم الآن إلى مصر ، فنحن نخشى أن نطعن من الخلف فى بلادكم ، والذى نرجوه ّأن يبث الإخوان فيما بينهم وبين أنفسهم أولا وفيما بينهم وبين الناس فى بلادهم – بصفة فردية – فكرة أن المحور شر على البلاد ، وأن من الخير أن نختار الإنجليز الديمقراطيين لأن الديمقراطية تتفق مع مبادئ الإسلام ، وبهذه الدعاية الفردية نأمن الثورة الداخلية إذا طرق المحور أبواب مصر.. ، ومع ذلك فليس هذه المعونة قاصرة على الإخوان بل إننا قد دفعنا الكثير لمختلف الهيئات ، وإن شئت دليلا فهذا دفتر الإيصلات معى لترى بنفسك.. وفعلا أرانى الدفتر وفيه إيصال بتوقيع أحد رؤساء الجمعيات .!!.
ثم قال : ونحن لا نريد توقيعا على إيصال بل يكفينا منك كلمة شرف ..
فما أن أتم كلامه حتى قلت لهم :
(( أحب أن تعلموا أولا أن هذه الوسيلة التى تستخدمونها الآن لجذب الناس إليكم ، وهي شراءهم بالمال ، وإغراءهم ورشوتهم ، هي وسيلة عتيقة بالية قد عفى عليها الزمن وأصبح ضررها عليكم أكبر من نفعها لكم .
إن هذه الوسيلة وسيلة القرون الخالية التى استخدمها دزراليلى وغلادستون ورجال الملكة فكتوريا ، ولئن صحت معكم أيام أن وطئت أقدامكم أرض بلادنا ، فاستطعتم أن تبذلوا الذهب الرنان على أبواب التل الكبير وتشتروا به ضمائر بعض الخونة الذين مهدوا لكم السبيل إلى احتلال الوطن ، فاعلموا أن اليوم غير الأمس ، وأن الحرب القائمة حرب مبادئ ، وأن الوعي الوطنى فى مصر وسائر البلاد العربية قد إستيقط وشب شبوبا ، وإن الشعب الآن قد عرف أساليبكم الغثة فما عادت تنطلى عليه أمثال هذه الأساليب، وفى رأيى - كناصح لكم –إذا أردتم أن ترضوا عنكم الشعب وتلأمنوا جانبه فى حربكم الضروس المشبوهة فليس لكم إلا الوسائل الطبيعية المشروعة التى تضمن سلامتكم ، ذلك أن بيننا وبينكم معاهدة كبلتم بها البلاد ، بل إستغللتموها إلى أبعد حد ، والبلاد لا ترضى عن هذه المعاهدة وإنما تنشد الحرية كاملة والإستقلال غير منقوص ، فعليكم إذن أن تعلنوا الآن رسميا بطلان هذه المعاهدة من جانبكم فى اللحظة التى تقف فيها رحى الحرب ، وأن وادى النيل أصبح بقتضى هذا الإعلان حرا مستقلا .
وهذا القطن المكدس فى بيت الفلاح ومخازن التجار مما آلت إليه الحالة الإقتصادية من كساد وسوء وضنك أنتم سببها جميعا فلا ناقة لنا فى هذه الحرب ولا جمل .. يجب أن تشتروه بالأثمان المناسبة ، حتى ينتعش الفلاح وتنشط الحركة التجارية المحلية ( ولم تكمن قد شكلت لجنة القطن بعد .
وقد راجت عدة إشاعات عن عزمكم على إستلاب أسلحة الجيش المصرى ، فيجب ألا تمسوها .
وتداخلتم فى شئون البلاد الداخلية ، وإضطهادكم للأحراروالمجاهدين . واستغلالكم لفرص الأحكام العرفية ومضايقتكم لكل من يهتف باسم الوطن والدين كل ذلك يجب ألا يكون إذا أردتم أن تأمنوا جانب الشعب .
أما أن تقصدوا إلى رشوة الهيئات والجماعات فهذا أسلوب بال لا يستقيم مع الوعى الحالى فى البلاد وإن الذى يمد يده لكم ليأخذ منكم فإنه يمد يده لعدوكم كذلك ، وخير لكم أن تشتروا بهذه العشرين ألفا دبابة أو مدفعا تحاربون به عدوكم ..و.. إن كنتم للنصح مستمعين.)).
كل ذلك وفى يد أحدهم كراسة صغيرة يسجل فيها ما أقول كلمة كلمة .
ثم قام كبيرهم وضغط على يدى قائلا :
(( إن هذه أول مرة أسمع فيها هذا الدرس العنيف . ولقد إزداد إعجابى بك ..)).
ثم قاموا منصرفين ,كانت آخرمقابلة لى معهم حتى اليوم .
ثم إستدعيت الأستاذ البنا عقب جروجهم ، وقصصت عليه ما حصل بالتفصيل ... فصمت ... ولكن هل دام هذا الصمت ...؟.!.
هذا ما سنكشف عنه الستار فى المقالات المقبلة .
ومضت أيام بعد ذلك وإذا بنا نفاجأ بسيل من الإضطهادات لا ينقطع :
*** فأحمد السكرى قبض عليه فى عهد وزارة سرى باشا وأودع سجن الأجانب .
*** والأستاذ البنا نقل إلى مدرسة قنا .
***وألغيت رخصة المجلة الأسبوعية .
***وأغلقت مطبعة الإخوان ووضعت عليها الأختام الحمراء .
*** وصودرت الجوالة ومنعت من الإجتماعات .
*** وحوصرت الشعب فى البلاد وكممت أفواه الإخوان ...؟.
حتى سقطت وزارة حسين سرى باشا وجاءت حكومة الوفد بعد ذلك .
وإلى اللقاء يوم الجمعة القادم إن شاء الله. حيث مقال ((نحن والوفد .)).
أحمد السكرى .
===========

أرجو منك عزيزى  أن تتدبر  قول الحق تبارك وتعالى :

((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ*)).

(( ... وَلاتَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ *)) .

يارب إحفظ مصر من لإخوان .!.
وإلى اللقاء مع المقال الثالث :
ودائما لكم تحات ابن عساكر المعاصر / عبدالفتاح عساكر .
لنعيش مع الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان ...؟.

اجمالي القراءات 15942

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-12-05
مقالات منشورة : 68
اجمالي القراءات : 1,926,474
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 205
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt