الدين لله والأرض للإنسان ..

عمرو اسماعيل Ýí 2007-11-21


الله القادر علي كل شيء ..وعلي أن يقول لأي شيء كن فيكون .. لم يمارس قدرته ليجبر الانسان علي الإيمان.. خلق الانسان ثم اعطاه حرية الاختيار .. حرية فعل الصواب وحرية الخطأ وتحمل نتيجة هذا الاختيار يوم الحساب ..
كان قادرا أن يجبر الناس علي الإيمان وعلي فعل الصواب ..ولكنه لم يفعل .. بل بعث لهم الرسل يدعون اليه ..دون أن يعطي رسله الحق في أن يكرهوا الناس علي هذا الإيمان .. وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99) سورة يونس


كلام واضح لا يحتمل أي تأويل .. قاله الله في محكم كتابه .. ولمن .. لرسوله الذي بعثه لهداية البشر ..والدعوة للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .. أعطاه الحق أن يكون مذكرا .. ومنعه من أن يكون مسيطرا ..
هناك جرائم دنيوية يرتكبها الانسان في حق أخيه الانسان .. من قتل وسرقة واغتصاب واستبداد .. وهذه لها عقوبات دنيوية .. يحددها الانسان حسب ظروف الزمان والمكان .. والله لم يعطي نفسه حق المغفرة لجريمة في حق إنسان إلا بعد عقاب المجرم أو عند عفو الضحية عن هذا المجرم ..
ورغم كلام الله ومنطق الأمور .. نجد البعض الآن ممن يدعون التحدث باسم الله ..ممن نصبوا أنفسهم دون وجه حق ممثلين لله في الأرض ...يريدون فرض الوصاية علي خلق الله ..
وسواء كان اسم هؤلاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..أو سموا أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين .. أو إخوان الصليب .. أو أي اسم آخر من تلك التي يختارها الأكثر هوسا من جماعة الجهاد والتكفير والهجرة وأخيرا القاعدة .. كل هؤلاء هم في الحقيقة يخالفون الله وكلام الله في محكم كتبه القرآن والانجيل والتوراه .. عندما يحاول أي فرد أو جماعة أو حزب أن يرفع راية الله أو الاسلام أو أي دين ليفرض وصايته علي الآخرين ..هو في الحقيقة يخالف الله ورسله بل والحكمة الإلهية في الاستخلاف في الأرض .. ليس مهما إن كان من يفعل ذلك مسلما أو مسيحيا أو يهوديا ..كل من يحاول الوصاية علي البشر باسم الله ..هو في الحقيقة يعتدي علي إرادة الله في أن يجعل الانسان حرا في اختياره .. كل من يحاول أن يقف أمام الديمقراطية بمعناها البسيط المعروف في القرن الواحد والعشرين في الحقيقة يخالف أوامر الله ورسله.. معني بسيط يتفق وحكمة الاستخلاف في الأرحض .. حكم الشعب للشعب من خلال ممثلين ينتخبون علي أساس المواطنة ..لا علي أساس الدين أو الجنس أو اللون ..تأكيدا لقول رسوله ..أنتم أدري بشئون دنياكم ..
الله لم يكن ديكتاتورا ولا عنصريا وكذلك لم يكن رسله .. ولكنه الانسان الظلوم الجهول ..
.. فالدين لله والأرض للإنسان .. والحساب الديني هو لله يوم الحساب .. والحساب الدنيوي هو للإنسان خليفة الله في الأرض ..من خلال القانون الذي يسنه هذا الانسان .. حتي لا يتحمل الله مساويء البشر ..
أما إن خلطنا الأمور واعتبرنا الحكم في الأرض هو لله .. عندها ستصبح الحكومة من المحصنات ..
وهنا لابد من تقديم الشكر والتقدير للأستاذة إيمان يحيي .. فهذا الجملة مقتبسة من مقالها الرائع الشريعة والدولة الدينية المنشور في موقع كفاية بتاريخ 10/11/2007 .... ولذا وجب تقديم واجب الشكر والتقدير لها ..
فهو تعبير عبقري يشرح اسهال الفتاوي الحادث حاليا ..فقد جعل شيخنا الجليل شيخ الأزهر الحكومة والرئاسة من المحصنات وجعل نقدها نوع من القذف بالزنا يستوجب تطبيق حد القذف علي أي صحفي ينقد الحكومة والنظام وبالأخص الرئاسة .. أي تأويل وأي عقلية في تأويل آية قرآنية ..
تماما مثلما فعلت دار الإفتاء في فتاوي تبريء الحكومة من تخاذلها في أداء واجباتها مثلما حدث في غرق مجموعة الشباب الذين خاطروا بحياتهم هربا من انعدام الفرص أمامهم في وطنهم الأم نتيجة تقصير الحكومة في برامجها الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية وفرص العمل ..وكما حدث في موت امرأة تحت عجلات سيارة شرطة تعلقت بها ..
وإلي كل من يحاول فرض الوصاية علينا باسم الله .. أقول .. الله ليس ديكتاتورا ولا عنصريا ولكنه الانسان .. وحكمة الله في الخلق ..أنه جعل الدين لله والأرض للإنسان ..

عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 8855

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13636]

د. عمرو

شكرا لك د. عمرو على مقالك، وأحب أن أقول أن هؤلاء المرتزقة الذين يهاجونك على المواقع الإلكترونية وأتابع ما تكتبه وما يكتبونه لك، إنما هو مرتزقة مدفوعي الأجر من جهات غير معلومة غرضهم هو محي عقول الشباب ومحاربة كل من يحاول أن يعيد لشباب مصر بالذات عقلهم وتفكيرهم. فمن مصلحتهم أن يظل الشباب المصري نائم في العسل، وأمثالك من الشرفاء يا د. عمرو يعملون على إيقاذ العقل من ثباته ولذلك تجد هؤلاء المرتزقة المتخفين في صورة مسلمين محبين لرسول الله يتبعونك من مكان لمكان ومن موقع لآخر لأنهم يعلمون مدى خطورتك ليس على الإسلام ولكن عليهم وعلى صهيونيتهم.


لو إن هؤلاء المتأسلمين حريصين فعلا على الإسلام، والله لوضعوا يدهم في يديك لأن صوتك معتدل لا تنكر السنة ولكنك لا تقدسها. أنت تضع الأمور في نصابها الصحيح وتريد مصلحة مصر بدون المساس بحدود الله، وهم عمي لا يرون هذه الحقيقة أو يتعمدون عدم رؤيتها ليكملوا مسيرة النفاق التي يسعون فيها.

أحييك يا د. عمرو على ثباتك من أجل الله ومن أجل الوطن.

آية

2   تعليق بواسطة   محمد عطية     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13640]

لا اتفق معكى استاذة ايه

أقتباس(هؤلاء المرتزقة الذين يهاجونك على المواقع الإلكترونية وأتابع ما تكتبه وما يكتبونه لك، إنما هو مرتزقة مدفوعي الأجر من جهات غير معلومة )
انا لا اميل ولا احب تفسير الامور طبقاً لنظرية المؤامرة حتى و لو كانت ضد استاذ عزيز علينا مثل د/ عمرو ... و لكن اقول أن تلك الردود تعبر بصدق عن التقافة و الفكر التى ينتمى اليها صاحبها و هى التى ولدت و نشأت على خرافات التراث و فساد رجال الدين ... نعم يا سيدتى تلك هى الحقيقة و تلك هى العقول التى نعيش بينها ولابد أن نعد العد الحقيقة لمحاربة هذا الفكر دون اللجوء الى نظرية المؤامر و نقول لامثال د / عمرو و د/ احمد منصور عليكم بالمثابرة و قبول التحدى و الاصرار على قول الحقيقة مهما كانت تبعياتها ... و انى و الله لاكاد اجزم أن تباشير رسالة اهل القرآن بدأت تؤتى ثمارها نعم هى ضعيفة و لكنها ولدت و سوف تحيا و تستمر يكفى ما بدأ يثار حول الفتاوى الهزلية و اسهالها فى كافة وسائل الاعلام و كانت تعد فى وقت ليس ببعيد من المحرمات ... و البقية ستأتى..و أن كان د/ عمرو يتعجب من فتوى شيخ الازهر لجعل الحكومة من المحصنات
اليس هو القائل ايضاً أن الايمان بالصحابه هو الركن السادس من الاسلام وكله علشان خاطر السبوبة و لاعزاء للاسلام و رسول الاسلام
(إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )
ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

3   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الجمعة ٣٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14009]

د/ عمرو



نضم صوتنا لصوتكم وندعو الله أن تنجو بلادنا من وباء التسلط باسم الدين وأن يكون الدين لله وينعم الانسان بالأمن والعدل الذى أمرنا الله بهما


4   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الجمعة ٣٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14018]

أشكرك أخي الكريم

أشكرك يا أخي الكريم وأهنئك علي فكرك الصائب ..
ولا أخفيك سرا أنني مصاب بحالة من اليأس .. فأنا أري في الشرق بشرا يستعبدهم فكر ديني سلفي عنصري، مازال يعيش في القرون الوسطي، وفكر قومي استبدادي. وفي الغرب بشر تستعبدهم رأسمالية متوحشة توهمهم أنهم أحرار .. وماهم إلا آلات (روبوتس)..
هل هناك أمل .. أتمني ذلك وأدعو الله أن يهدينيا جميعا الي مافيه الخير لدنيانا و آخرتنا ..

5   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الثلاثاء ٠٤ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14178]

الأخ عمر

مقالتك مي جوهرها يا أخي تعرض لنا واقعا، لابد من تغيره. هؤلاء الذين سموا أنفسهم اولياء الله .وقالوا أن الحكم لله ،ونحن خلفائه أو من يمثله على الارض . لا أدري كيف سيقفون أمامه يوم الحساب. وأحب أن أضيف معلومة ومشاركة بسيطة الى ما تفضلت به.ألا وهي : أن الله عز وجل خلق الانسان حرا، له حرية الايمان وحرية الكفر وحتى الشرك.لكن يا أخي لم اقرأ اية تتحدث عن كفر الانسان وشركه إلا كانت مربوطة بالتوبة ،ومربوطة بمشيئة الله في أن يعذبه او يدخله الجنة.والعمل الصالح يذهب السيئات .يغفر كل شيء ما عدا الشرك به ،وهذا يغفره إذا تاب الانسان وعمل صالحا.فها انت ترى أن مساحة الرحمة والغفران واسعة لدرجة أنها ستشمل كل العباد ما عدا هؤلاء الذين يمثلونه حق تمثيل والمجرمين والذين ظلموا العباد والله أعلم.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-30
مقالات منشورة : 131
اجمالي القراءات : 1,473,877
تعليقات له : 1,140
تعليقات عليه : 798
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt