الحضارة العربية بين الواقع واللغط

محمد حسين Ýí 2007-10-28


يحلو للبعض ان يطلق لفظ "الحضارة العربية" على الحضارة والعلوم التى انتشرت عقب الغزو المقنع بالاسلام للمنطقة والتى كان يتحكم بمقاليد امورها الخليفة المسلم . وانتشر هذا اللفظ بين جموع المتحدثين باللغة العربية داخل مصادرهم انفسهم وبنيت على اثاره كثرا كثيرا من الثوابت سواء ان كانت ثوابت علمية او اجتماعية او ما الى ذلك من الثوابت التى ادت الى سرقة العلوم والمعارف على اختلاف اجناسها فى تلك الفترة التى سنتناولها فيما بعد بايجاز والصاقها بكلمة "العربية". ولكن ا&Uعتقد اننا يجب علينا قبل ان نطلق لفظ الحضارة على شئ ما او نلصقه بثقافة ما انه من الاحرى بنا ان نوضح ماهية الحضارة وما قدمه ما التصق بها من صفة حتى نستطيع اما اثبات او نفى صحة التعبير.



والحضارة لها وجهان للتعريف ، وجه يعرف الحضارة بعدة تعريفات عامة دالة على ماهيتها ، والوجه الاخر هو تعريفها حسب نظر اصحابها اليها او مضمون الحديث عنها عند اصحابها . اما عن الوجه الاول فقد اختلفت التعريفات ولم تتفق المعايير عند كل معرف ، فقد ذهب البعض الى تعريف الحضارة على انها مجموعة التفوق فى النواحى العلمية والثقافية والانسانية التى جعلت مجموعة ما فى مكان ما فى زمن ما متميزة عن اخرياتها فى تلك الفترة ، والبعض الاخر ذهب الى تعريفها على اساس اعتياد الفرد على اسلوب معين من الحياة والمعيشة يختلف عن من حضارة الى اخرى ، وبل وحلل البعض الحضارة وعرفها على اساس المعنى الحرفى للكلمة العربية على انها كل ما يتصل بالحضر ومعيشته وما يختلف عن البدو او البداوة او طريقة معيشة البادية. ورغم ذلك اتفق المهتمون بشئون الحضارات عند تعريف عام مهما اختلف اللفظ اللغوى من لغة الى لغة ومهما اختلف نظر البعض لها عن الاخر من حيث الافضلية على انها الميراث الثقافى والاجتماعى والانسانى والعلمى الذى تميز به مجموعة معينة من الافراد فى مكان ما فى حقبة معينة من الزمن.

واذا قارنا التعريف الشامل بمجموعة الحقائق التاريخية لوجدنا ان كلمة حضارة كانت تطلق على المجموعات متصفة باماكنهم ، فمثلا الحضارة الرومانية نسبة الى روما ولم يطلق عليها الحضارة اللاتينية ، والحضارة الفرعونية نسبة الى الفراعنة او الحضارة المصرية القديمة ولم يطلق عليها الحضارة الهيروغليفية ، والحضارة الاغريقية والحضارة الاشورية وما الى ذلك من الحضارات التى اتصلت صفاتها بمجموعة الافراد فى مكان ما فى حقبة من الزمن وليست بلغتها .
واذا صح لنا ان نأخذ هذه المعايير قياسا لما بين يدينا فإنه يتبين لنا صحته نسبيا ، ذلك ان اللغة يمكن لها ان تمتد رغم افول الحضارة ، فاللاتينية كلغة استمرت لالاف السنين ولكن لم يبزغ نجمها الا مع حلول الرومان كقوة مسيطرة مركزيتها فى روما ، او اللغة الهيروغلوفية التى استمرت لفترة ليست بالقصيرة من الزمان وبزغت فى عصور الفراعنة ، وهكذا اليونانية القديمة او اليونانية عموما التى لم يبزغ نجمها الا مع ظهور الاغريق كقوة مسيطرة . وهكذا دواليك. ولم تكن لتلك الحضارات ان تبزغ لولا توافر عدة عوامل ابرزها العوامل العلمية والثقافية واللتان تعتبرا مقياسا لدخول الحضارة وتقديمها للعالم على انها اختلاف قد ساعد فى بزوغ تلك الحضارات .

واذا انتقلنا بهذه العوامل كأدوات تحليلية لما نطرحه موضوعا للبحث هنا عن صحة لفظ "الحضارة العربية" من عدمه ، لوجدنا اننا نقف هنا امام حضارة لم يبزغ نجمها الا مع علوم الدول المحتلة التى حولها ، فعلى سبيل المثال اذا امسكنا بورقة وقلم كى نرتب العلماء فى تلك الحقبة من الزمن لوجدنا ان السواد الاعظم منهم كانوا من غير العرب ، وظهروا فى وقت كانت قوى العرب قد خارت وافلت بسرعة شديدة ، فالرازى والبحترى وابن سينا وابن الهيثم وحتى البخارى اذا اعتبرناه شخصية واقعية كانوا من غير بلاد العرب. وابلغ دليل على هذا ان فى داخل طيات التاريخ الاسلامى نجد هناك الحضارة الاندلسية ، والتى اتصل اسمها بمكانها دون اللغة ، فلم يكن هناك ما يسمى باللغة الاندلسية ، ولا العرق الاندلسى ولم يكن حديث ابن رشد اندلسيا.
اذا فمجموعة العلوم لا تعطى مؤشرا الى انها عربية حتى لو فرضنا اللغة صفة توصف بها الحضارة .

ولندع هذا جانبا ونأخذ الجانب العمرانى على سبيل المثال ، فالفنون العمرانية كانت خليطا من الفن البيزنطى والاعمدة الفارسية وما الى ذلك والتى تم اذابتها فى المجتمع الاسلامى فى ذاك الوقت على ايدى مهندسين لم يكونوا بعرب على الاطلاق ولم تكن للعرب وقتها قوة تذكر ، وحتى فنون الخط العربى فانقسم الى اندلسى وكوفى وثلث ... الخ ، وهذا دليل اخر على ان اداة اللغة لم تكن دليلا على احتكار الحضارة من اجلها . وحتى الجانب الادارى فى ادارة الدولة الاسلامية ، لم تكن الا نظام ادارى اتخذ بغثه وثمينه من النظام الفارسى بعد ان تم غزو بلاد فارس وهى من القلائل ان لم تكن النادرة التى اخذت القيم القرآنية كلغة عربية وظلت على عرقها ونهجها ولغتها .
فالحضارة اذا نظرنا اليها باختصار غير مسهبين فى تلك الدلائل ، لاستخلصنا انه لا يصح لنا ان نلصق الحضارة باللغة ، ذاك ان الحضارة تبدأ بقوم وتنتهى بنهايتهم ، ولكن اللغة عادة ما تبقى ان رفع شان المتحدثون بها ام انحدر . ودليلا اخر حيا على حضارة نعيشها الآن وهى الحضارة الامريكية بتقدمها العلمى والثقافى والتقنى والاجتماعى والذى ادى الى انتشار لغتها مما جعلها اللغة الاولى فى العالم الان ومع ذلك لا يمكن لنا ان نطلق عليها الحضارة الانجليزية لمجرد ان الاميريكيين يتحدثون الانجليزية ، ولا يصح لنا ان نطلق عليها الحضارة "الهندية الاحمرية" لوجود الهنود الحمر فى تلك المكان فى يوم من الايام ، ولكن ارتباط الحدث الحضارى باسم المكان يجعلنا نطلق عليها مجبرين ومقيدين بمعايير التعريف اسم "الحضارة الامريكية". 

ولكل حضارة تأثيرها فى العالم من حولها ، فلنأخذ مثال هنا وهو مصر كدولة تم احتلالها بواسطة القرشيين ان صح التعبير والذى يطلق عليهم عرب وتم تسليمها كإرث من خلافة الى خلافة ، واذا فرضنا كما قال المزيفون يوما انها دولة عربية نظرا للغتها ، فلننظر للحقبة التاريخية التى هى عمرها 1400 سنة ، واذا نظرنا الى التاريخ بدقة دون تزييف ، فسنجد ان مصر كدولة رغم ما يطلق عليها من لفظ عربية انحدرت فى كل العلوم وفنون الحياة فى تلك الفترة من التاريخ ، اللهم الا البسبوسة والقطائف والكنافة التى دخلت فى عهد الدولة الفاطمية . ولم يحدث لها اى تقدم تقنى او علمى على مدار تلك الفترة ، الا انها تأثرت بمظاهر الدولة فى بعض الاماكن فى العاصمة القاهرة والتى انحسرت فى المساجد العمرانية لا غير. فلم يهتم الخليفة الا بتسخير الشعب المصرى لامره او الجزية او ما شابه ذلك دون اى تطوير فى نواحى الحياة ، ذلك التطوير الذى يجعلنا مجبرين ان نطلق عليها لفظ الحضارة العربية فى مصر مثلا. ولم تشهد مصر طفرة فعلية الا فى عهد اسرة محمد على ودخول الانجليز الذى جعل مصر لها اسلوبها الثقافى والحضارى ، رغم انها لم تتح لها الفرصة لظروف تاريخية ان تتعدى الحدود حتى يطلق عليها حضارة فى ذلك الوقت ، ولكنها تقدمت فى مجالات كثيرة بعد ان كان الميراث الذى ورثه محمد على هو مجموعة من التخلف والمرض والجهل الشائع بين العامة . وانتجت تلك الفترة لمصر –واعنى هنا فترة حكم عائلة محمد على باشا ، والذى لم يكن عربيا بالمعنى المفهوم بيننا- مشاريع ضخمة منها ما انجز فى ذلك العهد ومنها ما انجز لاحقا واغتصبه الافاقون كالسد العالى مثلا ، ومجموعة من الفنون المعمارية التى بنيت فى اولها على ايدى مهندسون اوروبيون ثم لاحقا على ايدى مصريون عندما انتشر العلم بين صفوف المصريين ، وحتى الادب والفكر المصرى تقدم فانتج لنا مجموعة مثل محمد عبده وطه حسين والغزالى ونجيب محفوظ ومصطفى مشرفة والسباعى والعقاد ... الخ.
ولما عادت مصر الى نغمة العربية مرة اخرى اتجهت مصر الى انحدار تام فى كل معانى القيم والاخلاق والفنون والعمارة والتعليم والفن وكل ما يكون الدولة الحضارية التى لم ترتقى بعد لان يطلق عليها الحضارة.

ولكننا لن نتهم العربية كلغة هنا او نجاملها فنجعلها السبب فى الحالتين ، لان اللغة لم تطلق على نفسها حضارة وانما متحدثيها من فعلوا هذا ، ولكن لا يصح ان نلصق لفظ اللغة التصاقا بالحضارة لوصفها اذا كنا سنستخدم تلك المعايير فى الحكم على صحة لفظ حضارة ما او لا.
وهذا كله واللاحق منه ينتهى بنا مؤقتا الى الاستنتاج بانه مجرد اطلاق لفظ الحضارة العربية على ما حدث فى تلك الحقبة من التاريخ ماهو الا لغظ تاريخى تم ادراجه والصاقه الى غير اصحابه ، اما "قصر ديل" كما نقول ، او حقد تجاه ما سبق من حضارات لجعل الرؤوس فى افق ومجال ومستوى واحد ، وهو ما نجده درب من السفه ان تم تصديقه او الاعتراف به. 

ومع ما ياتى من تحليلات اخرى نجد اننا فى موقف تحليلى اخر قد يكون قاعدة لاخضاع لفظ اخر لنفس المعايير والقياسات بمعنى اوسع واشمل ، الا وهو لفظ "الحضارة الاسلامية". 

يتبع

اجمالي القراءات 16007

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   Ahmed Fayed     في   الأربعاء ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12520]

Simply ignorant and need further anthropological education

civilization is the totality of human knowledge and culture as represented by the most "advanced" society at a given time, Islamic civilization is based on a unity which stands completely against any racial or ethnic discrimination.The Islamic Society had been advanced because of its standard Arabic language that eroded the barriers of communications, and destroyed the hierarchical old religious establishments, that suffocated any real collaborative scientific development. The Golden Age of Islam (750-1258)saw new legal, philosophical, and religious developments.Philosophers Ibn Sina (persian) and Al-Farabi (Turk) sought to incorporate Greek principles into Islamic theology, withouth that society and its Arabic language, its unified socio-economic environment, any real advancement between those scholars would had been trivial. The Arabic rule of Persia has ended in 1258 and we had never heard of another Ibn sina, Obviously the culture of that Islamic society was the reason that made him flourished. Moreover, Islam was not opposed to learning from the earlier civilizations. The Persians who had created a great civilization before the rise of Islam nevertheless produced much more science and learning in the Islamic period than before. The same can be said of the Turks and other peoples who embraced Islam. The religion of Islam was itself responsible not only for the creation of a world civilization in which people of many different ethnic backgrounds participated, but it played a central role in developing intellectual and cultural life on a scale not seen before. For some eight hundred years Arabic remained the major intellectual and scientific language of the world civilizations and incorporating their science, learning, and culture into its own world view, as long as they did not oppose the principles of Islam. Each ethnic and racial group which embraced Islam made its contribution to the one Islamic civilization to which everyone belonged. The sense of brotherhood and sisterhood was so much emphasized that it overcame all local attachments to a particular tribe, race, or language-all of which became subservient to the universal brotherhood and sisterhood of Islam.The global civilization thus created by Islam permitted people of diverse ethnic backgrounds to work together in cultivating various arts and sciences. Although the civilization was profoundly Islamic, even non-Muslim "people of the book" participated in the intellectual activity whose fruits belonged to everyone. The scientific climate was reminiscent of the present situation in America where scientists and men and women of learning from all over the world are active in the advancement of knowledge which belongs to everyone.The global civilization created by Islam also succeeded in activating the mind and thought of the people who entered its fold. As a result of Islam, the nomadic Arabs became torch-bearers of science and learning. The religion of Islam was itself responsible not only for the creation of a world civilization in which people of many different ethnic backgrounds participated, but it played a central role in developing intellectual and cultural life on a scale not seen before. For some eight hundred years Arabic remained the major intellectual and scientific language of the world.

Ahmed Fayed.

2   تعليق بواسطة   محمد حسين     في   الأربعاء ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12523]

السيد الفاضل احمد فايد

اعطيت لنفسى الحق -بعد اذنك- لترجمة تعليقك للغة العربية لسببين ، اولهما اننى اراعى اعتقادا منى ان بعض من يزور الموقع لا يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة مثل حضرتك ، وثانيهما اننى بعد مباركتك للترجمة او التعديل عليها استطيع ان اردعلى تعليقك -ان كان فى استطاعتى- بصورة جلية ...

مع تحياتى

ترجمة التعليق:

ببساطة ، جاهل ويحتاج تعليم فى علوم الانسان " الانتروبولوجيا"

(الحضارة هى مجموعة ا لثقافة والعلوم الانسانية والتى ظهرت على اكثر الشعوب تقدما فى زمن ما ... والحضارة الاسلامية هى حضارة اسست على الوحدة التى تقف كليا ضد اى تفرقة على اساس اللون او العرق . المجتمع الاسلامى كان متقدما بفضل لغته العربية المثلى التى ذوبت موانع الاتصال "بين الشعوب؟" ... وانهت تحكم الكهنوت الذى كان قائما فى الاديان القديمة والتى بدورها تسببت فى اختناق وتقويض وسائل التعاون والتطور العلمى "اختناق العلوم" ...
والعصر الذهبى للاسلام "750-1258" شهد تطورات شرعية "قانونية" وفلسفية ودينية ... وفلاسفة كإبن سينا والفارابى التمسا "بحثا" اتحاد المبادئ اليونانية مع اللاهوت الاسلامى ، وبلا هذا المجتمع ولغته العربية وبيئته ذات الطابع الاجتماعى والاقتصادى المتحد لكان كل ماحدث من تطورات حقيقية مجرد تفاهات ...
وانتهى الحكم العربى لبلاد الفرس فى عام 1258 ولم نسمع بعدها عن ابن سينا آخر ... ومن الواضح جليا ان ثقافة هذا المجتمع المسلم كانت السبب فى ازدهار الفرس ... علاوة على ذلك ، الاسلام لم يكن معارضا للتعلم من السابقين ... ونجحت الحضارة الاسلامية العالمية فى تنشيط عقل وفكر الناس الداخلة فى طياته ... ونتيجة لذلك اصبح العرب البدو هم حملة مشاعل العلم والمعرفة ...
وانشأ الفرس حضارة عظيمة قبل ظهور الاسلام ، ورغما عن ذلك انتجوا فى عهد الاسلام اكثر بكثيرا عما انتجوه قبل الاسلام ... ويمكننا ان نخضع الترك لما قلنا وغير الترك اخرين ممن اعتنقوا الاسلام ... وديانة الاسلام نفسها كانت مسئولة ، ليس فقط عن نشأة الحضارة التى مورست بواسطة اناس من مختلف الاعراق والاجناس ، ولكنها لعبت دورا محوريا فى تطوير الحياة الثقافية والفكرية "على ميزان" بطريقة مثلى لم تُشاهد من قبل ...
ولبضعة مئات تقدر بثمانمائة من السنين ظلت اللغة العربية هى اللغة الرئيسية للثقافة والعلوم المتصلة بحضارات العالم والموحدة لعلومها وفكرها وثقافتها داخل اطار اسلامى ، طالما لم تعارض هذه الحضارات مبادئ الاسلام ...
وكل عرق ولون دخل فى الاسلام كان له دور فى الحضارة الاسلامية بما انتسب اليه ... والحس الاخوى كان بالقوة والشدة التى تغلبت على اتصال الفرد بقبيلته او بجماعته او بلونه او بلغته مما جعله ذو فائدة جمة داخل هذا الكون الاسلامى ذو طابع المؤاخاة ... ولذلك كانت هذه المؤاخاة الاسلامية سببا جليا ودافعا لنبذ الاصول العرقية مما جعلهم قادرين على العمل معا لحرث العلوم والفنون المتعددة ...
وبالرغم من ان الحضارة نشأتها اسلامية، فحتى غير المسلمين من اهل الكتاب اشتركوا فى هذا النشاط الثقافى الذى كانت فاكهته تعود بالنفع على الكل .... ويمكننا ان نتحسس ذلك الجو العلمى فى الوقت الحاضر حيث العلماء فى امريكا ، رجالا ونساءا ، من كل بقاع الارض ، ينشطون فى تطوير المعرفة والعلوم التى تعود بالفائدة على كل الناس ... وكذلك كان دور الحضارة الاسلامية العالمية ، وقتئذ، ناجحا فى تنشيط عقول وافكار الناس التى دخلت فى طياتالاسلام ...
ونتيجة لذلك اصبح العرب البدو هم حملة مشاعل العلم والمعرفة ... وانشأ الفرس حضارة عظيمة قبل ظهور الاسلام ، ورغما عن ذلك انتجوا فى عهد الاسلام اكبر بكثرا عما انتجوا قبل الاسلام ... ويمكننا ان نخضع الترك لما قلنا وغير الترك اخرين ممن اعتنقوا الاسلام ... وديانة الاسلام نفسها كانت مسئولة ليس فقط عن نشأة الحضارة التى مورست بواسطة اناس من مختلف الاعراق والاجناس ، ولكنها لعبت دورا محوريا فى تطوير الحياة الثقافية والفكرية "على ميزان" بطريقة مثلى لم تُشاهد من قبل ... ولبضعة مئات تقدر بثمانمائة من السنين ظلت اللغة العربية هى اللغة الرئيسية لثقافة وعلوم العالم)

3   تعليق بواسطة   Ahmed Fayed     في   الخميس ٠١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12576]

Accurate Translation

Thank you Mr.Mohamed for your quick and polite reponse,and go ahead with your comments . I promise to be as delicate as you are in my future comments

Ahmed S Fayed. . ,

4   تعليق بواسطة   محمد حسين     في   الخميس ٠١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12616]

السيد احمد فايد

احترم وجهة نظرك فيما قدمته داخل تعليقك ، ولكنى لم ابحث بعد لفظ "الحضارة الاسلامية" ، فالمقال كما ترى يتناول نظرة حول لفظ "الحضارة العربية" ...
وسوف احاول قدر امكانى اخضاع لفظ "الحضارة الاسلامية" لنفس معايير القياس ...
وتوضيحا لما اردت قوله اصوغ لك مثالا حيا قد اتيت به داخل تعليقك ، وهى الحضارة الامريكية ...
كما هو ملاحظ ان الحضارة الامريكية فى وقتنا الحالى هى حالة من حالات التقدم فى شتى نواحى الحياة سواء علميا او ثقافيا او اجتماعيا ... الخ ، الناس المنتمية لتلك الحضارة يتحدثون اللغة الانجليزية كلغة رسمية للبلاد ، والعلوم والثقافة وكل مظاهر التقدم داخل تلك الحضارة تستخدم اللغة الانجليزية فى شروحاتها وتوصيلها للعقول ، لكن لا نستطيع ان نطلق على تلك الحضارة لفظ "الحضارة الانجليزية" لمجرد انهم ينطقون بالانجليزية ، لان اللغة هى وسيلة اتصال ولكن ليست سببا رئيسيا فى الحضارة بشكل مباشر ... لان المتحدثين بالانجليزية دول كثيرة جدا ومنذ القدم ، ولكن منبع الحضارة فى الوقت الحالى يصب فى امريكا ، فلكى نميز الحضارة نقول انها حضارة امريكية ، وهذا حق لاصحاب الحضارة وليس لاصحاب اللغة ...

اتمنى ان اكون وفقت فى توصيل وجهة نظرى التى اردت تفصيلها فى المقال والتعليق بايجاز... ولاحقا كما سبق واشرت سوف اتناول لفظ "الحضارة الاسلامية"

تحياتى
محمد

5   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12823]

أخي / محمد حسين

أرجوا أن أذكر سيادتك بأن :
الفكر واللسان صنوان كل منهما الوجه الآخر للثاني ، والقرآن أنزل بلسان عربي لكي يعقل .
علاوة على أن الحفاظ على اللسانيات واللهجات هوحفاظ على حضارة من الانقراض حيث أنها تبين نمطا مختلفا من التفكير .
ومن هنا يمكن القول أن اللسان هو الذي يحدد نمط الحضارة . وشكرا .

6   تعليق بواسطة   محمد حسين     في   الإثنين ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12859]

اخى احمد شعبان

شكرا لك على تعليقك ،ولكنى سافترض انك تؤيد لفظ الحضارة العربية الى ان تقول بالعكس ...
ومن منطلق هذا الفرض اود ان تعطينى امثلة واقعية كانت او تاريخية مزودة بتفاصيل دالة حتى استطيع ان اتواصل معك ، مع احترامى الشديد لتعليقك الكريم ، ولكنى اجد نفسى عاجزا امام الكلام العام دون الامثلة والمعادلات اللفظية المؤدية الى نتيجة اناقشها ...
اود ايضا توضيحا لجملة "اللسان هو الذى يحدد نمط الحضارة" ، مع العلم انى اناقش لفظ الحضارة العربية ولا اناقش دور اللغة العربية فى تحديد نمط حضارة منطقة ما..

التوراة نزلت بلسان عبرى والانجيل نزل بلسان ارامى ولكن لا توجد حضارات اسمها الارامية او العبرية ..
الحضارة الفرعونية والاشورية وحضارة قوم عاد وحضارات اخرى انقرضت لغتهم ولكن لم تنقرض حضارتهم ولا اجد دليلا ماديا واحدا على حضارة انتسبت للسانها ، لذلك اود منك ان تعطنى مثالا ماديا...

افادكم الله وشكرا على تعليقك
محمد حسين

7   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الأربعاء ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[12984]

الأستاذ الفاضل / محمد حسين

بداية أنا لست قارئا جيدا للتاريخ ، وما قصدت قوله هو شيء واحد لاغير مفاده الارتباط التام بين اللسان والنمط الفكري ، وأعتقد أن النمط الفكري هو الذي يحدد نوعية الحضارة ، فإذا ما راجعنا علم اللسانيات سوف نجد أن لكل لسان نمطه الفكري ، رغما عن أن اللسان لا يمثل أكثر من 7 % من وسائل التعبير الأخرى من حركات الجسد والتي منها الكتابة وجميعها أيضا تتأثر باللسان ، أنظر مثلا للموسيقى والتي هى أحد وسائل التعبير تجد أن أنماطها تتحدد حسب اللسان .
وتقبل خالص إحترامي .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-28
مقالات منشورة : 52
اجمالي القراءات : 758,628
تعليقات له : 110
تعليقات عليه : 154
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State