عالمية الدَين وعالمية الدولة

من يدَعون إنهم علمانيون اليوم هم مثلهم مثل الشيوعيون الماركسيون اللينينيون مثلهم مثل المذهبيون السُنة والشيعة!! بمعنى آخر.. إن الجميع يدَعي إنه يبتغي العدل والمساواة والحقوق والحريات والكرامات الإنسانية كخطابات لمغازلة مشاعر الناس البسطاء الجاهلين ليصلوا هم إلى السلطة, ويرفضون أي تقييم أو تمحيص في كونهم ليسوا على دين الحق والصراط المستقيم, بمعنى آخر هم يتمنون فقط ولكنهم أساسا غير متدينين حقا بدين الله ولا يفقهون كثيرا في أصوله ويرفضون أوامر الله ونواهيه في الكتاب ( الرسالة السماوية ), ويأخذون الظواهر والقشور ويرفضون اللب والعمق والجوهر الذي يقوم أساسا على إتباع الدين الحق في رسالة الله السماوية للناس كافة, كمن يريدون أن يكونوا مثل أمريكا وأوروبا بأحلامهم!! وغير متصورين كيف وصلت أمريكا وأوروبا إلى ما وصلت اليه اليوم, بعدما كانوا مثلنا في الحضيض وفي أسفل السافلين بين الأمم وسالت الدماء وقدَموا التضحيات الجسيمة لعشرات السنين من الملاحقات والسجون والقتل والتعذيب وتكميم الأفواه بنظام الأكليروس ومحاكم التفتيش, حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم, وأستحقوا النصر من عند الله, بعدما عادوا إلى الله جل جلاله بالشورى بين الناس والتبادل السلمي للسلطة وأحترموا آدمية الإنسان كما كرمه الله في الكتاب, وطبقوا أوامر الله جل جلاله ونواهيه والقائمة على إن الإيمان والكفر هما علاقة ثنائية خاصة بين العبد وخالقه ولا يحق لمؤسسة دينية أو لكائن من كان أن يتدخل بها... وهذه المبادئ القرءانية الراسخة معدومة عندنا للأسف الشديد. 

التفسيرات والتأويلات والإجتهادات البشرية فيما يخص الإختلافات في فهم النصوص القرءانية, تتأتى من خلال دساتير أرضية وضعية بشرية, بالإجماع وبالشورى بين الناس من خلال برلمانات حقيقية ولاءاتها لله أولا وللشعوب ثانيا, وليست مبررا لإنكارها بالكلية. لو أعتمدنا جميعنا مبدأ الشورى بين الناس والتبادل السلمي للسلطة وبدورات إنتخابية محددة بسقف زمني للحاكم, في واقعنا العربي والإسلاموي, حينها سنتحدث عن الأمور الأخرى كفروع تحددها مفهوم عالمية القرءان الكريم كدين للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا...