آحمد صبحي منصور Ýí 2019-12-09
القصص القرآنى المعاصر للنبى محمد فى إخباره عن غيب الصحابة المنافقين
من الفصل التمهيدى : لمحة عامة : ( بين أحسن القصص والروايات التاريخية )
من ب 1 القصص القرآنى :
من ج 2 : ( الجزء المضاف لكتاب : البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )
القصص القرآنى المعاصر للنبى محمد فى إخباره عن غيب الصحابة المنافقين
مقدمة
1 ـ إبن شداد ( 539 : 632 ) كان المؤرخ الخاص بصلاح الدين الأيوبى وصديقا له، لازمه وحضر بعض معاركه ، وكتب فى تاريخه: ( النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ). كان إبن شداد حالة فريدة لمؤرخ يلتصق بالحاكم ويؤرخ له من واقع المعاصرة والمعايشة . ومع ذلك فلا نتصور أنه كان يعلم سريرة صلاح الدين الأيوبى ودخائله .
2 ـ وهنا تتجلى عظمة القصص القرآنى الذى كان يخبر عن غيب السرائر وما خفى من الأعمال خصوصا عن الصحابة المنافقين وقد فضح القصص القرآنى سرائرهم ومكائدهم وأخبر مقدما ببعض أقوالهم وأعمالهم ، فى تأريخ يعلو فوق إمكانات البشر .
3 ـ وطبقا لمنهج القرآن الكريم فى القصص فلم يذكر أسماء الأشخاص ، كقوله جل وعلا :
3 / 1 :( هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّـهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٧﴾ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨﴾ المنافقون )
3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١﴾ النور )
لمحة عن منافقى المدينة من خلال القصص القرآنى :
كان المنافقون نوعين :
1 ـ نوع كتم ما فى قلبه وضبط لسانه وجوارحه وتصرفاته ، وهم الذين مردوا على النفاق ، وقد أشار اليهم القصص القرآنى على أنهم من ( اهل المدينة ) وهذا فى سورة التوبة بعد أن عاش المهاجرون فيها وأصبحوا جُزءا من نسيجها الإجتماعى ، وأنبأ مقدما بأنه ينتظرهم عذاب مرتين فى الدنيا ثم عذاب عظيم خالد فى الآخرة . ومعنى هذا أنهم سيرتكبون كفرا فظيعا يموتون به ، قال جل وعلا : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ). وقد قلنا إنهم الذين أصبحوا الخلفاء ( الراشدين ) بعد موت النبى والذين قادوا ما يعرف بالفتوحات التى نشرت الكُفر بالاسلام .
2 ـ النوع الآخر كان من منافقى الأوس والخزرح ، وكانوا منافقين ساذجين ، كشفوا حالهم بأقوالهم وأعمالهم ، ثم كانوا يسارعون بالحلف كذبا دون توبة حقيقية . لذا تكرر فى القرآن الكريم أنهم ( سيحلفون ) ثم هم بعدها وبفرط سذاجتهم ( يحلفون ) وينطبق عليهم ما قاله رب العزة قبل أن يحلفوا . قال جل وعلا عنهم :
2 / 1 : ( لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٤٢﴾ التوبة )
2 / 2 : ( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٥﴾ التوبة )
2 / 3 : ـ ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ التوبة )
3 ـ معضلة المنافقين أنهم كانوا الملأ المتحكم فى يثرب قبل الهجرة ، كانوا الأكثر ثراءا والأكثر أولادا ، وظلوا بهذا بعد الهجرة ، حتى لقد نهى الله جل وعلا النبى محمدا عن الإعجاب بأموالهم وأولادهم ( التوبة 55 ، 85 ). تغير وضعهم بعد تحول يثرب الى ( المدينة ) وتغير تركيبتها السكانية بالهجرة اليها ، وتحولها الى دولة يقودها النبى محمد ، ودخولها بالجزيرة العربية الى تاريخ جديد . كره أولئك الملأ الوضع الجديد وكرهوا الاسلام ونبى الاسلام والمهاجرين الى بلدهم . وكانوا بين أمرين : أن يتركوا المدينة هجرة الى مكان آخر . هذا يعنى أن يدخلوا فى حماية قبيلة أخرى وتحت طاعتهم ، وأن يتركوا بيوتهم وأهاليهم . رفضوا هذا ، وإرتضوا الأمر الآخر، وهو أن يظلوا فى المدينة معلنين قبولهم للوضع الجديد ، وأن يتمتعوا بالحرية المطلقة التى أعطاها الاسلام للمعارضة السياسية والحرية المطلقة فى الدين ، طالما لا يرفعون سلاحا . بقوا فى المدينة يمثلون معارضة لئيمة متحفزة تكيد وتتآمر ، ثم يدفعهم الخوف الى الحلف بالباطل لتبرئة أنفسهم .
4 ـ كان أمامهم خط أحمر هو أن يصل تآمرهم من القول والفعل الى الصدام الحربى ، أو ( الثقف ) . وقد نزل لهم التحذير صريحا فى قوله جل وعلا : ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٠﴾ مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴿٦١﴾ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ﴿٦٢﴾ الاحزاب ).
5 ـ أخافهم هذا . ويصوّر رب العزة جل وعلا خوفهم : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴿٥٦﴾ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴿٥٧﴾ التوبة )..
6 ـ ثم كان ينزل القصص القرآنى يفضح تآمرهم وحلفهم بالباطل ، قال جل وعلا عنهم : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴿٥٦﴾ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴿٥٧﴾ التوبة )
7 ـ وبين خوفهم وتحفزهم بقى تآمرهم فى دور أن يهمُّوا بالفعل دون تنفيذه ، يقول جل وعلا عن مؤامرة لم تتم : ( يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾ التوبة )
8 ـ هذا بالإضافة الى تآمر بالكذب :
8 / 1 : يكذبون ( عن النبى ) ، أى ينسبون للنبى محمد عليه السلام أقوالا لم يقلها ، سبقوا أئمة الأديان الأرضية للمحمديين فى تأليف الأحاديث ولكن فى حياة النبى ، قال جل وعلا : ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿النساء: ٨١﴾ . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ). أى حرية مُتاحة لهم حتى فى التآمر طالما ظلّ فى دائرة القول دون حمل للسلاح.
8 / 2 ـ يكذبون ( على النبى ) ، أى يأتون للنبى يبلغونه بأكاذيب عن الآخرين يبغون الفتنة والوقيعة . وكالعادة ينزل القصص القرآنى يفضحهم ، قال جل وعلا : ( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّـهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٤٨﴾ التوبة )
9 ـ بالمناسبة : المنافقون ينطبق عليهم مفهوم الصحابة. وفى الدين السنى يعتبرون كل الصحابة عدولا ، يؤخذ منهم الدين والأحاديث . ورب العزة يصف أولئك الصحابة بالكذب ويشهد أنهم كاذبون، وافظع منهم كفرا أولئك الذين مردوا على النفاق وأصبحوا ذوات إلاهية فى أديان المحمديين الأرضية .!!
9 ـ ونعطى بعض الملامح الغيب فى القصص القرآنى عنهم :
أولا : حديث متنوع عن السرائر وما فى القلوب :
السريرة هى مستودع أسرار الإنسان ، لا يستطيع بشر أن يفتح مغاليق سريرتك . الله جل وحده هو الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . وحفل القصص القرآنى بأنواع متنوعة من غيب السرائر . منه :
من حيث الإيمان والكفر :
أصناف الصحابة : قال جل وعلا :
( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا
بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّـهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٠٢﴾ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١٠٣﴾ التوبة ) . الله جل وعلا وحده هو الذى يعلم مدى السبق فى التقوى والعمل الصالح ، ومدى النفاق علنيا أو مكتوما ، ومدى صدق التوبة والاعتراف بالخطأ . وهذه كانت الدرجات الثلاث الكبرى للصحابة حول النبى ، والذى لم يكن يعلم شيئا عن غيب القلوب .
تذبذب الايمان والكفر
قال جل وعلا :
1 ـ يصف ترمومتر الإيمان فى قلوب الصحابة وغيرهم ، قال جل وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ﴿١٣٧﴾ النساء )
2 ـ عن زيادة مرض الكفر والإصرار عليه، قال جل وعلا: ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ البقرة )
الخداع
كانوا يظنون أنهم بنفاقهم وكذبهم وحلفهم باطلا يخدعون الله جل وعلا. وهم فى الواقع يخدعون أنفسهم وما كانوا يشعرون ، قال جل وعلا:
1 ـ ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ البقرة )
2 ـ ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٤٢﴾ النساء )
الزيغ والظنون والريب
الكافرون فى حالة تشكك وعدم يقين . وجاء التعبير عن هذا ب "
الظن .
1 ـ عن موقف المنافقين بعد هزيمة موقعة أُحُد ، جادل المنافقون بالباطل يخفون ما فى أنفسهم ، يظنون بالله جل وعلا ظنّ الجاهلية ، قال جل وعلا: ( ْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ) ﴿آل عمران: ١٥٤﴾ . تأمّل قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ).!
2 ـ وفى حصار المدينة فى موقعة الأحزاب أوقع الرعب بأهل المدينة فى الظّن ، قال جل وعلا: ( إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا ﴿١٠﴾ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿١١﴾ الاحزاب )
3 ـ ونفس الحال فى معركة ذات العُسرة ، قال جل وعلا عن النبى والمهاجرين والأنصار: ( لَّقَد تَّابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١١٧﴾ التوبة )
4 ـ وعن المنافقين الذين أقاموا مسجد الضار تآمرا ، قال جل وعلا: ( لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١١٠﴾ التوبة )
كتمان الكفر
1 ـ بعض المنافقين كانوا من أهل الكتاب ، يدخلون يعلنون إيمانهم ويخرجون بنفس قلوبهم الكافرة التى دخلوا بها ، قال جل وعلا: ( وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴿٦١﴾ المائدة )
2 ـ وبعضهم كانوا يعرفون أن القرآن حق ، ولكن كانوا يكتمون هذا الحق ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾ البقرة )
وجاءت مقارنات بين غيب السرائر للمؤمنين والمنافقين
1 ـ هناك منافقون رفضوا الدفاع عن المدينة بعد هزيمة أُحُد ، بحجة عدم معرفتهم القتال . والذى يعلم غيب القلوب قال إنهم حين قالوا هذا كانوا الى الكفر أقرب منهم الى الإيمان ، قال جل وعلا: ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴿١٦٧﴾ آل عمران ). تأمّل الروعة فى التعبير عن تذبذب الإيمان فى قلوبهم وقتها : ( هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ) ، وتأمّل الروعة فى قولهم بأفواههم ما ليس فى قلوبهم : ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ) . ثم بعدها فالله جل وعلا هو الذى كان يعلم بما كانوا يكتمون .
2 ـ وفى المقابل صمّم بعض شجعان المؤمنين الجرحى على مطاردة جيش العدو بقلب مخلص للرحمن جل وعلا ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ آل عمران ). الذى يعلم غيب القلوب قال عنهم وقتها ( فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ). لم يزدهم التخويف إلا إيمانا .
وفى موقعة الأحزاب كان هناك صادقون من المؤمنين كما كان هناك منافقون ومن فى قلبه مرض ، قال جل وعلا: ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾ لِّيَجْزِيَ اللَّـهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٢٤﴾ الاحزاب )
3 ـ وفى الخروج لموقعة ذات العسرة لم يكن يستأذن النبى معتذرا عن الخروج معه سوى المنافقين ، وهذا عكس المؤمنين ، قال جل وعلا: ( لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿٤٤﴾ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴿٤٥﴾ التوبة )
4 ـ وفى مسجد الضرار تأتى مقارنة بينه وبين مسجد تأسّس على التقوى ، قال جل وعلا: ( لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴿١٠٨﴾ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾
خواطر النفس
1 ـ كانوا يتناجون سرا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول معتقدين أن الله جل وعلا لا يعرف سرهم ونجواهم ، قال جل وعلا :
1 / 1 :( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٧٨﴾ التوبة ) .
1 / 2 : وقال جل وعلا عن عموم الكافرين :( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴿٨٠﴾ الزخرف )
2 ـ وبعضهم كان يتندر ، قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ) ﴿٨﴾ المجادلة) يقولون فى سرائرهم يتندرون : ( لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ) .!
2 ـ وعن ما فى السرائر من كراهية وحقد ، ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨﴾ هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩﴾ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠﴾ آل عمران ) . التعبير هنا يعطى تصويرا سينمائيا رائعا لأولئك المنافقين الذين نجحوا فى أن يكونوا ( بطانة ) للمؤمنين ، أى من حاشيتهم ، هذا مع أن أولئك المنافقين فى حقدهم يودّون ويتمنّوُن الخبل والعنت للمؤمنين ، والمؤمنون يحبونهم مخدوعين فيهم ويصدقونهم حين يقولون للمؤمنين ( آمنّا ) ثم إذا خلوا الى أنفسهم أكلوا أناملهم غيظا وحقدا . ثم هم يفرحون بأى مصيبة تحدث للمؤمنين ويبتأسون بأى حسنة تحدث لهم . ومع هذا لا يتورعون عن الكيد للمؤمنين . والله جل وعلا يوصى المؤمنين بأنهم إذا صبروا وإتقوا فلن يصيبهم أذى من كيد أولئك المنافقين . لم يأمرهم بقتل أو محاكمة أولئك المنافقين الذين فضح الله سرائرهم ومكرهم وكيدهم . أمر فقط بالصبر والتقوى ، فأولئك المنافقون لم يرفعوا سلاحا ، أى لا يزالون تحت وصف الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، شأنهم شأن ( كبار الصحابة ) الذين مردوا على النفاق ثم اصبحوا ( الخلفاء الراشدين ) بعد موت النبى وإنقطاع الوحى نزولا.
أخيرا
1 ـ كان هناك ( جناح مدنى ) من الكفار تخصّص فى الحرب الدعائية ضد الاسلام فى عهد النبى محمدعليه السلام ، وصفهم رب العزة بأنهم يشترون ( لهو الحديث ) ليشغلوا الناس عن ( اصدق الحديث ) قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان ) .
2 ـ أشبهوا المنافقين فى أنهم لم يرفعوا سلاحا ولم يشنوا حربا . كان الرد عليهم بالقرآن جهادا سلميا تنويريا . قال جل وعلا ينهى النبى عن طاعتهم وأن يجاهدهم بالقرآن الكريم : (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾ الفرقان )
3 ـ وعن نوعية الجهاد القولى ضد المنافقين والكفار الذين لا يرفعون سلاحا قال جل وعلا :
1 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٣﴾ يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾ التوبة )
2 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٩﴾ التحريم ).
ودائما : صدق الله العظيم .!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5112 |
اجمالي القراءات | : | 56,712,010 |
تعليقات له | : | 5,447 |
تعليقات عليه | : | 14,822 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
بحر / بحار: السؤا ل : فى القرآ ن الكري م كلمة ( البحر ) . هل...
الوفاة والقتل: النفس تموت أو تقتل كما ذكر في مواضع كثيرة في...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما رأيك فى المدا ئح ...
كتابة القرآن الكريم: هل يمكن كتابة القرآ ن بأكثر من صورة حرفية...
النفاق وعذاب الدنيا: يقول تعالى في سورة التوب ة آية 101 وَمِم َّنْ ...
more