إذ يكثر استخدامنا لمصطلحات غير محدّدة المعالم، وقد نجدها متناقضة في حد ذاتها لو حاولنا معرفة معناها بدقة.
نستخدمها - تلك المصطلحات - للذم أو للمدح. لأن البعض يشمئز منها والبعض الآخر يجلّها..


وكنت قد تطرقت إلى إشكالية معنى "مصطلح السنّة" في مقالين سابقين لي.

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=19642
http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=19656
حاولت أن أبين فيهما أن التعريف النظري للسنّة غير موجود وكذلك التعريف العملي [المرجع النصي] لها.

فالحقيقة أن كل من يقول إنه من أهل السنة هو واهم. وكذلك الذي يسمي نفسه شيعياً. ليس لديه مرجع نصي معتمد لمذهبه.
إنْ هي إلا أسماء سمّوها..

فما أراه في مناقشة أصحاب المذاهب هو أن نبيّن لهم أنهم ليس لهم مذاهب!!
وهذا سيظهر جلياً لو طلبنا منهم مثلاً تحديد المرجع النصي لمذهبهم. لن يستطيعوا الإجابة.

اسأل سنياً عن نصّ السنّة الكامل - أين هو مدوّن؟ سيفشل!
اسأل شيعياً عن نص روايات الأئمة الكامل - أين هو مدوّن؟ سيفشل!

ولو أردنا التطرق إلى مصطلح السلفية. سنجد المشكلة متفاقمة بعدُ أكثر!
فهم يقولون إن القرآن يجب أن يؤخذ بفهم السلف. ولكن أين نجد فهم السلف هذا؟
هل هو مجموع في كتاب أو في كتب؟ ثمّ: هل اتفق السلف على فهم واحد؟


وَلْنأخذْ هذا المثال: تفسير {إن هو إلا وحي يوحى}. ماذا قال فيه "السلف الصالح"؟


عند الطبري [توفي 310 هـ ]:(ما هذا القرآن إلا وحي من الله يوحيه إليه.)


http://waqfeya.com/book.php?bid=542
مكي بن أبي طالب [توفي 437 هـ]: (فهذا هو القرآن بلا اختلاف.)
https://waqfeya.com/book.php?bid=2603
عند ابن عطية [توفي 546 هـ] : (يُراد به القرآن بإجماع)
https://waqfeya.com/book.php?bid=1240


ولكننا نجد في عصرنا الحديث أن تفسير الآية أمسى بكل بساطة: (ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله)
[التفسير الميسر 1430 هـ  ، نشر مجمع الملك فهد، السعودية
http://waqfeya.com/book.php?bid=266]
فصار كل ما نطق به خاتم النبيين موحى مثل القرآن!


أليس الطبري من السلف الصالح كيف يضيفون إلى التفسير كلمة "السنة"؟

فهل السلفيون سلفيون؟