آحمد صبحي منصور Ýí 2019-03-25
من دروس مذبحة نيوزلنده : المستضعفون الظالمون لأنفسهم ولرب العزة جل وعلا
مقدمة
1 ـ موضوع سفاح نيوزلنده فضح قلوب المحمديين ونظرتهم للغرب وغير ( المسلمين )، ومنها عقيدة تقسيم العالم الى دار الايمان والسلام ودار الكفر والحرب، وأنهم يحتكرون لأنفسهم الهدى والجنة بل ويجعلون الله جل وعلا معهم فقط وضد غيرهم ، وإنهم على حق مهما فعلوا وأن الآخرين على باطل مهما صلحوا . المؤسف ان بعض أهل القرآن لا يزالون متأثرين بهذا الهجص السام .!
2 ـ بعض الأحبة فى موقع ( اهل القرآن ) إعترض على ما أكتب. وكتبت المقال السابق ردا ضمنيا تحت عنوان ( ثقافة المحمديين فى الكيل بمكيالين )، وإعتبرت فيه ان هذه الثقافة المتحيزة الظالمة تقف ضد الاصلاح السلمى الذى وهبنا حياتنا له ، وهى تعوق التحول الديموقراطى الذى نتمناه . جاءت ردود إيجابية مؤيدة كتبتها الاستاذة بنت الفرات والاستاذ سعيد على ود عثمان محمد على والاستاذة لطفية سعيد .
3 ـ ومع هذا ، فبعض الأحبة لا يزالون متمسكين بهذه الثقافة ، ولا يزالون يحملون أوزارا من الدين السنى ومتأثرين بدعاية المستبد الذى يقوم بغسيل مخ لإقناع الشعب بأن كل ما يحدث فى بلده من شرور ومصائب إنما هو بسبب تآمر الغرب وإسرائيل وعدائهما للاسلام . أى بالتالى لا داعى للإصلاح الداخلى لأن الفساد من الخارج وليس من الداخل. ونظرا لأهمية الموضوع أستكمل فى هذا المقال.
أولا : (كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ) (٩٤﴾النساء )
1 ـ فى حين من الدهر : كنت مثل بعض الأحبة الذين ينتقدوننى الآن .
لم ينزل علىُ إلهام أو وحى لأكون مثل ما أنا عليه الآن . بدأت سنيا معتدلا أحاول إصلاح الدين السنى من الداخل ، فإكتشفت أنه دين كامل مخالف للإسلام مثله مثل مثل التصوف والتشيع ، وبينهما مشتركات فى تقديس البشر والحجر وتقديس الأكاذيب المنسوبة للنبى زورا وبهتانا . التحول من دين السنة الى القرآن الكريم وحده جاء خلال سنين من التدبر القرآنى والبحث التاريخى الموضوعى وعرض تاريخ ( المسلمين ) وتراثهم على القرآن الكريم مختكما اليه .
2 ـ فى مراحل التحول الذى إستغرقت سنين كنت أكتب المقالات وأولف الكتب . وعندما أقرؤها الآن أتعجب من الفجوة بينى الان وبينى ما كنت سابقا. كنت ولا أزال أنظف قلبى من أوزار المتوارث بالقرآن الكريم. وأعطى أمثلة :
2 / 1 : كتبت أشيد مفتخرا ب ( الفتوحات الاسلامية التى قام بها الخلفاء الراشدون ). كنت أراها من وجهة نظر باحث تاريخى أنها قلبت الموازين العالمية عسكريا وسياسيا ، إذ كيف يتسنى لدولة صحراوية وليدة أن تدمر امبراطورية الفرس وتتجاوزها ثم تهزم امبراطورية الروم وتهدد عاصمتها ، بل وتتوسع لتصل الى حدود الصين شرقا وجنوب فرنسا غربا ؟
كنت على حق من الناحية التاريخية والسياسية. ثم بالرجوع للقرآن الكريم محتكما اليه عرفت أننى كنت على باطل إذ إعتبرتها ( فتوحات إسلامية ) وإعتبرت القائمين بها مسلمين بل وخلفاء راشدين . بالتدبر القرآنى وبإعادة قراءة تاريخ الخلفاء وعرضهم على القرآن الكريم رأيتهم خلفاء فاسقين وأعدى أعداء رب العالمين وأنهم أشد شرا من فاتحين علمانيين من جنكيزخان وهولاكو الى هتلر وستالين.
2 /2 : كنت أرى الشرور فى الغرب وفى الاستعمار الغربى ، وكتبت أهاجم أمريكا أتوقع سقوطها السريع ، وأراها وإسرائيل أساس البلاء لمصر والعرب والمسلمين ، غافلا عما يرتكبه المستبد . ثم بالقراءة والمقارنة تبين لى العكس ، فالبلاء من الداخل ، والغرب يستفيد من هذا لمصلحته ، ولا نلومه لأن المستبد هو الذى ينبطح سجودا للغرب يأتمنه على سرقاته ويستعين بأسلحته التى يقتل بها شعبه ، وان الغرب لا يمكن أن يخلق شيئا داخل بلاد المحمديين ، هو فقط يستفيد مما يصنعه المحمديون بأنفسهم.
2 / 3 ـ أسهم الاضطهاد الذى عانيت منه فى التبصير بالحقائق . كنت أناضل فى نشر مقالاتى ومعظمها منشورة بالمجان وأنا على حافة الجوع ، ومع هذا يتهموننى بالقبض من أمريكا والغرب. ويجعلوننى عميلا لأمريكا مهما قلت ومهما عانيت من الفقر ومن الاضطهاد . المفترض أن من يكون عميلا لأمريكا أن يعيش فى ثراء ومتمتعا بحمايتها. الواقع إن المستبد هو العميل لأمريكا وهو الذى يتقوى بها على شعبه. قلت لنفسى : إذا كانوا يكذبون علىّ وأنا حىُّ أسعى فبالتالى يكذبون فيما يقولون عن تآمر أمريكا والغرب ، لأن المفترض على كلامهم أننى من عناصر هذا التآمر . هربت بحياتى الى أمريكا فعرفت أننى كنت فى مصر أعيش فى مستنقع للجهل والكذب والإفتراء .
ثانيا : بالقرآن الكريم عرفت أن :
1 : أقول الحق حتى لو كان قولى الحق ضد مصلحة أقاربى. هذا جاء إحدى الوصايا العشر التى نزلت فى مكة ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ) (١٥٢﴾ الانعام ). ولأهميتها فقد تكررت بالتفصيل فى المدينة ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿١٣٥﴾ النساء )، ثم تكررت بالأمر بقول الحق والعدل حتى لو كان فى صالح الخصوم ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾ المائدة )
2 : العالم لا ينقسم الى ( نحن : العرب ) و ( هم : الغرب ). لأن الاسلام فى التعامل بين البشر هو السلام ، وكل إنسان مسالم فهو مسلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده ، والله جل وعلا هو الذى سيحكم بين البشر جميعا فيما هم فيه مختلفون . وهو جل وعلا رب العالمين جميعا وليس رب العرب وحدهم ، والاسلام دين عالمى للبشر والى قيام الساعة ، وليس دينا عربيا أو شرقيا . وليس الاسلام مسئولا عما يفعله المنتسبون اليه. والاسلام إكتمل بإكتمال القرآن الكريم نزولا. بعد موت النبى فالاسلام فى عليائه ، والمسلمون ليسوا الاسلام ، وليس ما يفعلونه من خير أو شر إسلاميا . هم إن أصلحوا فلأنفسهم وإن أساءوا فعلى أنفسهم . هذا عكس ما يقوله الجميع الذين يجعلون الاسلام هو كل ما يقوله وما يفعله المسلمون ، فيظلمون رب العزة جل وعلا ويظلمون دينه العظيم . لا يفعل هذا الغرب المسيحى. لا ينسب أفعاله الى المسيحية بل الى من يفعلها ، سواء كانت حروبا صليبية أو مكتشفات جغرافية أو تقدم علمى.
3 ـ التقسيم للبشر طبقا للقرآن الكريم هو بين المسالمين والمعتدين . أو بين المستضعفين والمستكبرين .
3 / 1 : يدخل فى المعتدين المستكبرين من يحتفل بهم التاريخ من الخلفاء والسلاطين ومن المستبدين الذين يرقص ابين ايديهم الاعلام ورجال الدين .
3 / 1 / 1 : أشدهم كفرا وظلما هو من يستخدم إسم الله جل وعلا ودينه فى جعل غزواته وإحتلاله فريضة دينية ويجعل قتله للأبرياء جهادا إسلاميا .
3 / 1 / 1 / 1 : الرواد فى هذه القائمة السوداء أبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء الفاسقون ، ولا تنتهى القائمة بالوهابيين وسائر أطيافهم من الإخوان المسلمين وحتى داعش .
3 / 1 / 1/ 2 : تتسع هذه القائمة لتشمل قادة الحروب الصليبية والذين أبادوا بالكشوف الجغرافية بإسم الصليب الملايين فى الأمريكيتين وإستراليا ونيوزلنده .
3 / 1 / 2 : يهون الى جانبهم سفاحون علمانيون حتى من أمثال هتلر وستالين .
فالذين إستخدموا الدين فى جعل إعتدائهم فريضة قد ظلموا البشر وظلموا رب العالمين.
أما السفاحون الذين لم يرفعوا راية الدين فقد ظلموا البشر فقط.
السفاحون العلمانيون تنتهى آثارهم بالقضاء عليهم ، أما السفاحون الذين يحملون راية الدين فيتحول ظلمهم الى دين أرضى ويظل إعتداؤهم مستمرا طالما سيطر هذا الدين.
ولهذا لايزال المحمديون يتقاتلون شيعة وسنة ، ويخربون بيوتهم بأيديهم وايادى غيرهم ، ولو معهم القوة الآن لقاموا بغزو الغرب. ولأنهم لا يملكلون القوة فقد لجأ بعضهم الى التفجيرات الانتحارية جهاد داخل الغرب.
وهذه التفجيرات الانتحارية بعثت ثقافة الحروب الصليبية من مرقدها،وكان الغرب العلمانى قد نسيها فأعادها إرهاب الوهابيين داخل الغرب.هذه هى الأرضية التى أفرزت سفاح نيوزلنده .
3 / 2 : المستضعفون هم أغلبية بنى آدم قديما وحديثا ، بدءا من المستضعفين المؤمنين فى قصص الأنبياء الى المستضعفين حول خاتم النبيين الذين كرهوا الدفاع عن أنفسهم إيثارا للسلامة ، ثم عامة الشعوب المقهورة قديما وحديثا .
3 / 2 / 1 : منهم من تعرض للقهر فقط ومنهم من تعرض للإبادة الجماعية والجزئية ، منهم من تقلب به الحال ، كان مستضعفا ثم تبدل حاله فتولى الحكم وسار على سُنّة المستكبرين المجرمين مثل الشيعة قديما فى الدولة الفاطمية ، والشيعة فى العراق قديما وحتى عهد صدام ثم تبدل خالهم اليوم. ويظل فى كل الأحوال مستضعفون دائمون من الأقليات الدينية والعرقية فى شتى أنحاء العالم ، من مسلمى آسيا الى الأقباط المصريين ومسيحيى الشرق الأوسط .
4 ـ المسلم الحقيقى هو مع المستضعفين فى الأرض،لا فارق بين المستضعفين من حيث اللون والعنصر والدين واللسان والمكان والزمان. يكفى كونهم مستضعفين صودرت حقوقهم ظلما وعدوانا. المسلم الحقيقى يحملهم فى قلبه .
ثالثا : أخطر ما عرفت من القرآن الكريم :
1 ـ أهل القرآن اليوم هم أبرز المستضعفين فى بلاد المحمديين . أخطر ما عرفت أن تكون من المستضعفين وتكون أيضا من الظالمين .
2 ـ هناك مستضعفون ظالمون لأنفسهم ومصيرهم جهنم .
2 / 1 : إنهم الذين يستطيعون الهجرة ولا يهاجرون من ظلم المستبد . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾ فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩﴾ النساء )
2 / 2 : الأسوا حالا منهم هو الذى يوالى المستبد الظالم مع معرفته بظلم هذا المستبد . لا يدخل فى هذا ذلك المستضعف المقهور الذى يجبره المستبد على تأييده وموالاته ، فالله جل وعلا لا يؤاخذ المضطر والواقع تحت الإكراه . هنا تجوز التقية خوفا من عسف المستبد ، يقول جل وعلا يبيح هذه التقية مع التحذير والتهديد : ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ ﴿٢٨﴾ قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٩﴾ آل عمران )
رابعا : مبعث الحزن
1 ـ مبعث الحزن ( الأصغر ) أن يتطوع المستضعفون فى الأرض بالدفاع عمّن يقهرهم . لا يكتفى المستبد بأن يركب ظهورهم وينتعلهم فى قدميه بل يجعلهم يرفعون الصوت ضد من يجعلهم المستبد أعداء وهميين له . هم بهذا يكونون ظالمين لأنفسهم ، إذ بدلا من أن يرتفع صوتهم ضد الظالم يرفعون الصوت ضد عدو وهمى حدده لهم ذلك الظالم. لو أنصفوا لسكتوا.
2 ـ مبعث الحزن ( الأكبر) : ان ينسى أهل القرآن إن حق الله جل وعلا هو الأولى بالولاء . فى القضايا الدينية هناك ظالم وهناك مظلوم . من اسف أن أظلم البشر هم الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذّبون بآياته . وبهذا الكذب يؤسسون اديانا أرضية . إن ناصرتهم فقد نصرت الظالم على رب العزة جل وعلا . من هذه الأديان الأرضية أديان متعدية تحترف الغزو والاحتلال والقتل والسلب وهى ترفع إسم الله جل وعلا. هم ينسبون ظلمهم لرب العزة جل وعلا ، وهذا أفظع الظلم لرب العزة جل وعلا.
حين تسكت على ذلك وانت تعرف ذلك فأنت معهم فى ظلمهم لرب العزة جل وعلا. الأفظع من هذا أن تؤيدهم مناصرا لهم فيما يرتكبونه من ظلم للواحد القهار جل وعلا.
يسرى هذا على :
2 / 1 : الخلفاء الفاسقين الذين غزوا وإحتلوا وإرتكبوا أشد المظالم من سبى وسلب ونهب وقتل لشعوب بأكملها . هم أشد الناس ظلما لرب العالمين حين يزعمون أن هذا بإسمه جل وعلا. حين تجعلهم راشدين ومقدسين فأنت معهم ضد رب العالمين .
2 / 2 : المستبد الشرقى الحالى الذى يعتمد على كهنوت ظالم لرب العزة يزعم أنه يتحدث بإسم الله جل وعلا وأنهم الناطقون بدينه جل وعلا. حين تواليهم وتدافع عنهم فأنت معهم فى ظلم رب العزة جل وعلا.
2 / 3 : أهل القرآن يجب أن يوالوا المستضعفين المظلومين ، ولكن عليهم وقبل كل شىء أن يكون حق الله جل وعلا هو الأولى . وبهذا يكون جهادهم السلمى إبتغاء مرضاة الرحمن جل وعلا.
السلام عليكم
وجهة نظر في هذا وذاك
لكن قبل ذلك أعود إلى ملاحظتكم السابقة "كرمك الله جل وعلا ايها ال بن ليفانت ..( نفسى أعرف إسمك الحقيقى .!! )" وعقبت أنا " أنت تعرف اسمي، فأنا بعثت لك ميل للتوضيح في سنة 2016 على ما اعتقد. إذا ضاعت الاوليات من الذاكرة ، أبعث لك نسخة عن هذا الميل بالتفاصيل" وبما أني لم أحصل على رد فسأبعث لكم هذه النسخة؟
والآن أعود إلى الموضوع
أعتقد أن الانسان لا يستطيع أن يظلم الله، وهو في نهاية المطاف يظلم نفسه (...وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ... ﴿الطلاق: ١﴾)، (...وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿البقرة: ٥٧﴾)، على أي حال، ليس هذا موضوع خلاف...
أولا عما يخص الكيل بمكيالين وتحيز الثقافات أقول أن كل الثقافات المنبثقة عن الانسان هي متحيزة بصورة ما أو أخرى، لذا فالكيل بمكيالين لا مفر من حدوثه. حتى الثقافة الدينية وان كان لها أساس إلاهي، فهي تعتمد على تأويل البشر لها. ما يمكن حدوثه هنا هو تهذيب هذا الثقافة قدر الامكان، وهذا يحدث عندما يتعامل العقل والضمير الانساني مع الامور. هنا تقع مشكلة العرب والمسلمين فهم قد علّبوا عقلهم واقفلوا ضميرهم، أو فرضت الانظمة المستبدة ذلك عليهم. لذا فهم متحيزون في ثقافتهم ويكيلون بمكيالين. العالم الغربي يستعمل عقله، لكن ثقافة المصلحة المتأصلة لديه تقفل ضميره فينتج عن ذلك التحيز والكيل بمكيالين أيضاً. عندما تتعارض مصلحة الغرب مع مصلحة دولة اخرى، فسيتناسى الغرب كل المعايير الانسانية التي وضعها (هو نفسه)، وسأعطي مثالا على ذلك: البلا د العربية والعالم (الثالث ككل) عالم ضعيف ومتخاذل ووو كما تعرفونه، الغرب يبيع له أسلحة بالمليارات لانه يستفيد من ذلك، مع علمه بأن هذه الاسلحة ستستعمل ليقتل الناس بعضهم بها، أي أنه يستغل ضعف وسذاجة هذا العالم من أجل نمو اقتصاده، ويدوس بذلك على القيم التي يؤمن نفسه بها.
لكن، هل معنا هذا أن يجلس العربي أوالمسلم ويبكي حظه التعيس ويكيل اللوم على الغرب؟ بالطبع لا. ومع الاسف هذا هو الواقع الحالي لهذه الشعوب. أنت لا تستطيع تغيير خصمك، وكل ماتملك هو تغيير نفسك، وبذلك تستطيع درء خطر الآخر عنك. لنتصور راعيا عنده قطيع من الغنم تأتي الذئاب بين حين وآخر فتفترس بعضا من غنمه، وهو في كل مرة يلعن هذه الذئاب ويشتمها. هذا الراعي لن يستطيع اقناع الذئاب بعدم افتراس الغنم، وكل ماعليه أن يفكر ليجد طريقة لحماية أغنامه من الذئاب.
ثانيا القول " أشدهم كفرا وظلما هو من يستخدم إسم الله جل وعلا ودينه فى جعل غزواته وإحتلاله فريضة دينية ويجعل قتله للأبرياء جهادا إسلاميا...الرواد فى هذه القائمة السوداء أبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء الفاسقون " أقول بأننا خضنا في هذا الامر مرارا وسنخوض وسوف نخوض. ما يخص شده الظلم باستخدام اسم الله في ذلك، فهو من الوجهة العقائدية في نظري صحيح أيضا. لكن من الوجهة الانسانية (أي مايتعلق بالبشر) فشدة الظلم تقاس بمقداره ونوعويته واستمراريته وأثره على الآخر. هنا عندي رأي مغاير: ما قام به هتلر مثلا نابع عن ثقافة العنصرية المنبثقة عن الاستعلاء القومي، وهذه موجودة حتى الآن وستبقى ببقاء البشر، بل هو استغل هذه الثقافة ليبرر أعماله. بالنسبة لتصرف الرجل الابيض في أمريكا فلقد ذكرته سابقا ولا حاجة للاعادة. العالم اليوم يقيس الظلم عبر مضمونه وليس من خلال نظرة دينية له. والمشكله هو أن كل طرف يرمي اللوم على الطرف الآخر ليبرر (ظلمه). ثم جاء – رجل من أقصى المدينة – يرمي اللوم على نفسه، فهل ياترى ستتغير الامور؟؟
ثالثا عما قام به الخلفاء "الراشدون" فلقد خضنا بذلك أيضا مراراً. ليس خلافنا عما إذا كانت تصرفاتهم مخالفة للاسلام كما نفهمه (أنت وأنا) الآن، وإنما أختلف معكم في ادانتكم لهم بالنفاق ، أي أنهم كانوا على علم بأن ما يقومون به مخالف لتعاليم الاسلام، وأنا أرى أنني لا أملك الحق باتهامهم بذلك لأنني لا أعلم ما في القلوب، علاوة على أن الثقافة السائدة في ذلك الوقت تختلف عما هي عليها اليوم. زد على ذلك المغالات في ذكر الاخبار. ربما يقول قائل بأن هذا يقع ضمن امكانية الباحث في التاريخ لتهذيب هذه المغالات أو المبالغات. هنا أذكر ما جاء في مقالكم السابق عن المذبحة في شرق باكستان (بنغلاديش) "...بالاضافة الى ثلاثة ملايين من القتلى وفرار عشرة ملايين لاجىء من البنغاليين الى الهند ." العدد ثلاثة ملايين هو ما جاءت به التقارير البنغلاديشية، وهو عدد مختلف عليه، وآخر أبحاث للبي بي سي تقدر العدد بين ثلاثمئة وخمسمئة ألف. كلا الرقمين مخيف، وأدين المذبحة بكل جوارحي. لكن هنا يبقى السؤال: لماذا ذكرتم الرقم المرتفع، خاصة وأنه جاء من الضحية؟ الفرق يصل إلى ستة أضعاف على أقل التقدير، تصوروا لو أن دخل جماعة أهل القرآن من التبرعات بلغ ستة أضعاف ما هو عليه الآن...
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5098 |
اجمالي القراءات | : | 56,349,823 |
تعليقات له | : | 5,429 |
تعليقات عليه | : | 14,789 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
خاتمة كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الكسائى : تلميذ الخليل ومؤسّس مدرسة الكوفة النحوية
دعوة للتبرع
الهجر: الهجر تشريع خاص أم عام عندقو له ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما معنى أن السما ء تبكى فى...
كلبى يحتاج عملية: هل عمل عملية للحيو انات مثل الكلا ب حرام ؟...
لست فخورا بأبى .!: أنا من أشد المعج بين بموقع كم ، وخصوص ا ...
تفادى المرض: من ساعة انتشا ر كورون ا وأنا أعيش في هلع لن من...
more
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
اعظم العمل الصالح هو إقامة القسط و رد الظلم ( عن رب العزة و عن الناس ) و هذا هو لب التقوى و هذا هو اختصار مفهوم الإسلام