سامح عسكر Ýí 2017-08-05
أخي الكريم علي يعقوب، شكرا لك، نابليون مصنف فكريا (ربوبي) لا يؤمن بأديان، وله مقولات مشهورة متداولة ك.."الدين ممتاز لجعل عامة الناس صامتين". "جميع الأديان من صنع البشر"..والمصدر من هنا..http://bit.ly/2vazBVv
أما علاقته بالكنيسة فهذه أقرب للطقوس الاجتماعية التي ينتقل إليها الدين بعد أن يبلغ من الضعف مداه، وعندنا في مصر الملحد يتزوج على أيدي مأذون ولا يتزوج مدنيا، بل ربما يعقد قرانه في مسجد وهو لا يصلي بالطبع
أما هدف الحملة التنويري فلدي قرينة وهي.."المجمع العلمي"..بينما لم أنفِ أنها لأغراض توسعية ونقلت ذلك على أيدي الإنجليز، أما شخصيا أعترض على احتلال مصر بغرض التنوير فقد كان يمكنه الضغط على العثمانيين لذلك، توجد مئة طريقة غير الاحتلال، لكن لم أطرح ذلك لعدم اتساقه مع النص وأنه قد يخفي الغرض الحقيقي من المقال ويفتح أبواب جانبية للجدل
أضحكتني (لا أقصد الإساءة) وحيرتني معك يا أستاذ سامح، في موضوعك تقول بونابرت كان ملحدا، وفي ردك على تعليقي تقول نابوليون ربوبي؟! إرسيلك على بر (ابتسامة). فالفرق بين الإثنين لو تعلمون عظيم!
ثم قمت بالضبط بما نبهت عليه وحذرت منه في ردي السابق "ديانة ومعتقدات الشخصيات التاريخية لا تؤخذ من تصريحات متفرقة لهم قد يدلوا بها في أوقات متفرقة لهدف أو مصلحة معينة أو حتى في نوبة غضب أو يوفوريا. فهم التاريخ والتصدي للتأريخ يحتاج للتروي والقراءة بعمق ولا مجال للإختزال فيه" ، فأراك تلجأ للإقتباس من بعض أقوال نابوليون لفهم معتقده وخلفيته الثقافية، ولعمري إنها لطريقة مجتزأة مختزلة لا تنفع ولا تفيد، فما هكذا تورد الإبل يا أخي الكريم المحترم سامح.
أما مقارنتك بين تتويج نابوليون إمبراطورا على يد البابا بيوس السابع وبين زواج أحد الملحدين على يد مأذون، فهي مقارنة غير موفقة، فأين هذا من ذاك يا عزيزي، وشتان ما بين الحالين، فالمأذون هو مجرد شكل اجتماعي بسيط، أما أن يقرر إمبراطور فرنسا وهو في أوج مجده وقوته وبعد ثورة من المفروض أنها أتت لتكريس قيم العلمانية وتحجيم الإكليروس، أن يتوج في حفل ديني مهيب، فلهذا دلالاته التي لا تغيب عن عين فاحصة.
وأضحكتني مجددا (وأيضا لا أقصد الإساءة) عندما قلت أنه لديك قرينة على هدف الحملة التنويري وهي المجمع العلمي، فنحن هنا لسنا في محكمة يا أستاذ سامح حتى تتكلم بمنطق القرينة والدليل، فالتاريخ لا يفهم هكذا والتأريخ لا يقوم على هذا بل يقوم على قراءة الأحداث وسيرها وفهم الشخصيات وخلفياتها ودوافعها وأهدافها ورؤية الصورة ككل من حيث الإجتماع والسياسة والإقتصاد والأكاديميا والمعتقد وغيرها من العوامل ومن مصادر عديدة ومتنوعة، ثم جوجلة كل ذلك للخروج بخلاصة مدعومة ب Spectrum واسع وليس قرينة! فالمطلوب في مقالتك سؤال كبير وواسع والإستدلال صغير ومحدود بما لا يقاس.
الأخ الكريم المحترم الخلوق سامح، أنت كاتب جاد ومجتهد، ولعلك لا تعلم، ولكني قارئ متابع لمقالاتك على هذا الموقع الكريم، وكثيرا ما تعجبني تحليلاتك السياسية وقراءتك للإحداث في البلاد العربية والشرق الأوسط، فهذا حسب رأيي ملعبك وأراك مرتاحا فيه ومتمكنا منه، أما بالنسبة لكتابتك في التاريخ الأوروبي فأعتقد -كنصيحة أخوية- أنك بحاجة للمزيد من الإطلاع والقراءة قبل الخوض فيه والكتابة عنه، وذلك ليس عليك بعسير لعلمي بشخصيتك المجتهدة الدؤوبة الجادة وحب الإطلاع لديك.
شكرا جزيلا لك أستاذ سامح على موضوعك وردك وتفاعلك وتقبل مروري وفائق إحترامي وتقديري ومحبتي.
الأخ الكريم علي...الإلحاد أنواع منهم من ينكر وجود الإله ومنهم من لم يستطيع إثباته أو نفيه، ومنهم من يؤمن به ناقصا.."وذروا الذين يلحدون في أسمائه"..جماعة مؤمنين بوجود الله لكن بمفهوم مختلف عن كامل القدرة وكن فيكون وليس كمثله شئ، كذلك الربوبي هو ملحد بالله ليس لعدم إيمانه بوجوده بل لأنه كافر بالأديان، فاللاديني بالأصل يتهم الله بالعبثية في المضمون خلق الكون وتركه لحاله..
الإلحاد كمصطلح قرآني يختلف عن الإلحاد كمصطلح فلسفي.
الإلحاد فلسفيا هو في الأساس موقف سلبي وهو عدم الإيمان بوجود خالق أو صانع، فهو ليس إيمانا بعدم وجود خالق بل عدم إيمان بوجوده والفارق كبير وجلي. ومن حيث هو عدم إيمان فلا يوجد منه أنواع بل هو واحد، لأن العدم بسيط غير متعدد.
أما الربوبية فهي إيمان بوجود خالق وصانع ومفيض للعالم لكنه غير متدخل كون طبيعته تمنعه من التأثير المباشر بالعالم المادي وهو من يعرف بإله الفلاسفة من أرسطو إلى سبينوزا ومن جاء بعدهم، وقد جاء الحديث عن الربوبية بالذات في القرآن الكريم خلال بعثة النبي محمد عليه السلام إذ أن قومه كانوا في الأغلب ربوبيين، ولهذا تفصيله ويحتاج إلى مقالة مستقلة لأهميته في توضيح معتقدات وحجج الجيل الذي عاصر النبي وجادله وأنكره وحاربه بعيدا عن الصورة النمطية التافهة التي نقلها التراث وتبنتها الأفلام والمسلسلات الصبيانية التي سخفت خصوم النبي إلى حد السخرية الطفولية فأضعفت قيمة ما أنزل على النبي من القرآن بشكل غير مباشر، لأن الإنسان يعرف بخصومه وأعدائه قبل حلفائه وأصدقائه، والله تعالى لم يخاطب أطفالا ولا متخلفين عقليا.
أما اللاأدرية فهي تندرج تحت اللادينية ولكنها تختلف عن الإلحاد والربوبية في أمر أساسي، وهو عدم إتخاذ موقف عقلي من مسألة وجود الإله لا بالسلب ولا بالإيجاب.
هذه عجالة سريعة ومختصرة جدا للإضاءة على بعض المصطلحات والمفاهيم، للإفادة لا أكثر.
شكرا جزيلا كثيرا لك أخي الكريم المحترم العقلاني الخلوق سامح على تفاعلك وإيجابيتك،
ولك مني كل الإحترام والتقدير والمحبة ودمت بخير وصحة وعافية.
دعوة للتبرع
مسألة ميراث: ارجو المسا عده في حساب الارث توفيت الجده بعد...
سؤالان : السؤا ل الأول : دكتو ر احمد صبحي منصور ما...
معنى الاخلاص : ماهو الإخل اص في العبا دة و كيف تكون عبادت ي ...
رزق الرضاعة الطبيعية: قرأت عن الرضا عة الطبي عية واهمي تها للأم...
عبد الرحمن المقدم : وجه نظر ؟ ـ في أقل تقدير . الالت زام باتبا ع ...
more
نابوليون بونابرت ولد لأسرة كاثوليكية وتلقى معموديته في أجاكسيو بعمر السنتين في عام 1771 وقد نشأ نشأة كاثوليكية متدينة وخلال شبابه كان يصرح بإعجابه بالتنظيم والروعة اللذين تتسم بهما الكنيسة الكاثوليكية بالذات. وأضيف أن نابليون بونابرت تم تتويجه إمبراطورا لفرنسا في الثاني من كانون أول عام 1804 في كنيسة نوتردام في باريس في إحتفال كاثوليكي مهيب ترأسه البابا بيوس السابع كما أن نابوليون تزوج بالأميرة النمساوية ماري لويز زواجا كاثوليكيا تقليديا وذلك في الأول من نيسان عام 1810. والجدير بالذكر أيضا أن نابوليون في يوم موته في الخامس من أيار عام 1821 تلقى مسحة المرضى والقربان والطقوس الأخيرة على الطريقة الكاثوليكية وأدلى بإعترافه الأخير للأب الكاثوليكي أنجي فينيالي. أي أن نابوليون بونابرت ولد وعاش ومات كاثوليكيا ولم يكن أبدا ملحدا.
كانت علاقة نابوليون بونابرت مع الكنيسة الكاثوليكية شائكة ومعقدة خلال فترة حكمه لفرنسا والدول التي أخضعها، ولكن الصراع بين نابوليون والفاتيكان لم يكن صراع عقيدة بل صراع نفوذ والمشكلة بينهما لم تكن دينية بقدر ما كانت سياسية.
ديانة ومعتقدات الشخصيات التاريخية لا تؤخذ من تصريحات متفرقة لهم قد يدلوا بها في أوقات متفرقة لهدف أو مصلحة معينة أو حتى في نوبة غضب أو يوفوريا. فهم التاريخ والتصدي للتأريخ يحتاج للتروي والقراءة بعمق ولا مجال للإختزال فيه.
أما بالنسبة لموضوع المقالة فأنا واقعي في قراءتي للحاضر وللتاريخ ولست مثاليا ولا أؤمن بأن هناك أمة أو دولة تحرك أساطيلها وجيوشها لتنوير أمة أو شعب. الدول مصالح أولا وآخرا وليست جمعيات خيرية ولا أكاديميات. ودعنا لا ننسى أن الثورة الفرنسية بدأت بعهد الرعب الذي استمر لخمس سنوات كاملة تحت قيادة الطاغية روبسبيير، كما دعنا لا ننسى أن نابوليون بونابرت خلع ملكا ليتوج نفسه إمبراطورا مكانه وليؤسس سلالة بونابرت التي حكمت معظم دول أوروبا الوسطى والجنوبية ولكن لم يكتب لهذه الأسرة الإستمرار لأن نابوليون القائل إن الناس إما ملوك أو بيادق، لم يكن هو نفسه إلا بيدقا!
الثورة الفرنسية حصلت رسميا عام 1789 إلا أن البعض قد يتفاجأ من أن الحكم الملكي-الإمبراطوري بقي قائما في فرنسا الكبرى ومستعمراتها حتى عام 1870 أي أن الجمهورية لم تبصر النور فعليا إلا بعد 81 سنة من اندلاع الثورة وبعد عقود طويلة من الحروب والنزاعات والأوبئة والمجاعات التي أشعلتها وسببتها الثورة الفرنسية في أوروبا والعالم والتي راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر ودمرت النسيج الاجتماعي لأوروبا وحطمت معظم القوى الأوروبية وقوة فرنسا نفسها ولم ينجو ولم يستفد منها إلا الإمبراطورية البريطانية التي سادت العالم بفضل الثورة الفرنسية وبفضل نابوليون بالذات!
فعن أي تنوير تتكلم يا أستاذ سامح؟ التاريخ الأوروبي معقد وشائك وفيه من الأسرار فوق ما تتصور ولا يمكن رؤية أوروبا بعدسة مصرية، أو لبنانية حتى ما تزعل :). ولكي تفهم أوروبا وتاريخها عليك التفكير والقراءة كأوروبي ومن مصادر أصلية وغزيرة ومتنوعة.
تقبل مروري وفائق احترامي وتقديري.